رواية انتقام الإناث والجبابرة للكاتبة شروق حسن الفصل الحادي عشر
استفاقت علياء من شرودها على صوت السائق الذي يبلغها بالوصول إلى مقر الشركة، اعطت له اجرته وشكرته ثم ذهبت إلى مدخل الشركة بسرعة حتى تستطيع الالتزام بميعاد الاجتماع الذي كلفه لها محمد لمجهودها في العمل.
جاءت حتى تستقل المصعد وجدته منشغل وكذلك جميع المصاعد فقررت الوقوف لانتظاره ولم تستطيع الصعود على السلم لان الدور الذي يوجد به الاجتماع في الطابق العشرون، ، مرت عدة دقائق وزفرت من الانتظار ثم نظرت إلى ساعة يدها وجدتها الثامنة الا عشرة دقائق، توترت قليلا لان الاجتماع سيبدأ في تمام الساعة الثامنة ولن يجوز ان يكون هذا اول اجتماع لها وتتأخر عليه.
بعد قليلا من الوقت نظرت ناحية مدخل الشركة وجدته يدخل بطالته الجذابة والخاطفة للانفاس وجدت جميع الفتيات ينظرون اليه، لا تعلم لما انزعجت من هذا الامر، ولكن ما يهمها الان هو الوصول إلى مكان الاجتماع قبل وصوله هو
عندما كان هو في طريقه إلى الداخل وقعت عيناه عليها وهي واقفة تنتظر المصعد، ذهب إلى المصعد الخاص به والذي كان مجاور لمصعد الموظفين وطلب منها التقدم...
محمد بلهجة آمرة: تعالي اركبي هنا.
علياء بتلعثم وكبرياء في الوقت ذاته: شكرا، بس انا هطلع من هنا
محمد وهو يجز على اسنانه: نفسي اقولك حاجة واحدة وتسمعي الكلام من غير نقاش، قلت تعالي علشان منتأخرش على الاجتماع.
ذهبت اليه علياء على مضض ثم وقفت بجانبه في المصعد، مد هو يده ليضغط على لوحة الارقام الخاصة بالمصعد كان الصمت مخيم عليهم الا على صوت انفاسهم المنضبطة، بعدة عدة دقائق ليست بالكثيرة وقف المصعد عند الطابق المطلوب، خرج محمد منه اولا وتبعته علياء خلفه للخارج، نظرت لهم جيهان بدهشة فعادة لا يستعمل احد هذا المصعد الا لمدير الشركة، ظلت الافكار تجول بخاطرها الا ان قطعه محمد وهو يقول لها: الوفد موجود جوه؟
جيهان محاولة الهدوء: ايوة يا فندم مستنين حضرتك جوه
اومأ لها محمد دون الحديث ثم ذهب إلى داخل غرفة الاجتماعات، نظرت جيهان إلى علياء شزرا ولكن لم تعقب، بينما نظرت لها علياء بكبرياء ثم تبعت محمد إلى الداخل.
بالداخل حيث يعقد الاجتماع ظلوا يتحدثون كثيرا حول ما يدور بالصفقة وكانت تتابعهم علياء باهتمام وتدون الاراء المهمة، ، بعد ساعة تقريبا انتهي الاجتماع لاحظ محمد شخص ما ينظر إلى علياء بنظرات يفهمها هو جيدا، غضب كثيرا ولكنه تمالك نفسه وقال بصوت عالي: كده الاجتماع خلص، عن اذنكوا
ثم وقف من مكانه وعدل من ثيابه ثم سحبها من يدها وقفت هي مشدوهة بما فعل لم تفيق من صصدمتها الا على صوت اغلاق باب المكتب بعنف.
محمد بصوت عالي: عاجبك اللي حصل في الاجتماع ده يا استاذة
قطبت حاجبيها لا تعلم ماذا فعلت هي، هي كانت تجلس وتدون الملاحظات المهمة في الاجتماع
علياء بتعلثم من صراخه: انا، انا عملت، ايه بس
محمد: يعني هتعملي نفسك هبلة ومش عارفة ايه اللي حصل. ، الراجل اللي تحت في الاجتماع كان عمال يبصلك وياكلك بعنيه
علياء باستغراب: طب وانا مالي. ، روح زعقله هو، وبعدين انت مهتم ومتضايق كده ليه.
محمد وهو يفكر بما تقوله، نعم هي معها حق لماذا انزعج من فكرة ان غيره نظر لها، هي لا تعنيه ولا تخصه، هي فقط موظفة ماهرة تعمل لديه ويجب ان يحافظ على موظفيه، ، هذا ما اقنع به نفسه قبل ان يتحدث قائلا: وانا هتضايق ليه، بس سمعة الموظفين من سمعة الشركة، وانا لا يمكن اسمح لواحدة زيك انها تضيع سمعة الشركة اللي فضلت سنين ببنيها
نظرت له علياء بغيظ ودبت بقدمها في الارض ثم تركته وذهبت.
اما هو نظر لاثرها بشرود لا يعلم ماذا حدث معه عندما راي ذلك الرجل ينظر لها جن جنونه وانهي الاجتماع في اسرع وقت حتى لا ينظر لها مجددا، ، تنهيد تنهيدة حارة، ثم اكمل عمله.
في مكان اخر حيث مجتمع الفساد يوجد امامهم مجموعة من الشباب وهم يقومون بتوزيع هذا السم الابيض عليهم، وهم يتلهفون على اخذها، فالتأخر على هذه الجرعة يجعلهم في حالة من الهيجان ولا يستطيعون التحكم في انفسهم
يقوم شخص ما بوضع كيس الهيلوين امام فتاة تتلهف لاخذه، اخذته بلهفة ثم بدأت تشمه حتى هدأت انفاسها المتعالية من اثر التخدير.
وضعت يدها على انفها ثم ارجعت راسها للخلف وظلت تتدلك راسها ثم اعتدلت في جلستها ونظرت لذلك الجالس امامها وينظر اليها بشهوانية تحدثت بحدة: في ايه بتبصلي كده ليييه
الشخص بخبث وهو يقترب منها: في ايه بس يا شوشو، مالك يا قمر!
شهد بغضب وهي تدفعه بقوة: ابعد يا حيوان، انت نسيت نفسك ولا ايه، انت متعرفش انا مين
الشخص بغضب وهوووووووو: ...
سيد رزق: جراا ايه يا حلوة مانتي جاية هنا بمزاجك وجاية تشمي، يعني زيك زي غيرك هنا
نظرت له شهد بغضب وكادت ان تصفعه الا انه امسك بيدها بشدة ولواها خلف ظهرها فلم تستطيع التحرك بسبب الالم الشديد
سيد: تؤ تؤ تؤ يا حلوة كده ازعل منك، وانا زعلي وحش اوووي ومش هيعجبك ثم تركها ونظر لها بمكر: وبعدين اخوكي المحترم مالك بيه عارف ان اخته الشريفة بتشم وتضرب زي المدمنين ولا لأ.
نظرت له شهد بخوف شديد وهزت راسها بعنف: لأ، مالك لأ، متقولهوش حاجة بالله عليك، لأ
سيد وهو ينظر لها بنظرات ذات مغزي: يبقي تسمعي اللي هقولهولك يا قطة ومتلاوعيش في الكلام، ماشي، ، ثم نظر لها نظرة اخيرة تشملها جعلتها تشعر بالغثيان من نفسها. ، اقترب منها وهمس في اذنها: بكرة هقولك هتعملي ايه يا حلوة. ، ثم تركها ورحل وهي تشعر بتوتر بالغ.
في المشفي
دخلت هذه الفتاة إلى الغرفة الموجودة بها الفتيات وفتحت الباب على مصرعه، رات ادهم ذهبت اليه واحتضنته بشده...
الفتاة بخوف: ادهم ايه اللي جابك هنا، انت فيك حاجة
نظر لها ادهم باستغراب من خوفها ثم بادلها اياه واحتضنها هو الاخر
ادهم بحنية: اهدي يا حبيبتي، انا كويس متقلقيش.
نظرت له عشق باستغراب فمنذ متي وهو يتكلم بتلك الطريقة، دائما ما يكون غليظ، معاملته جافة، ايمكن ان تكون حبيبته، عند هذه النقطة وانقبض قلبها بشده...
اما عن الاخر اصابه الخذلان، لقد تاه في عينها من المرة الاولي، هاتان العينان التي تشبه القهوه، ولأول مرة يقع في جمال فتاة، نعم هو احمد العمري هذا الطبيب الوسيم، الذي تلاحقه وتتغزل به الفتيات ولكنه لا يهتم بأي واحدة منهم، يعتبرهم جميعا اخوته، هو ليس بمتكبر ولا مغرور بل متواضع جدا، عندما رأهم هكذا، سحب اذيال خيبته ثم ذهب لاستكمال عمله حزينا
خرجت هي من حضنه ونظرت له بعيون مدمعة: ادهم، انت، انت كويس.
ادهم بهدوء: ايوة يا حبيبتي كويس والله، اهدي
الفتاة وما كانت الا اخته اسراء: طب، طب انت جاي هنا ليه
ادهم وهو يشير بيده: كنا جايين علشان زميلتنا في المديرية تعبت شوية بس
اسراء وقد هدأت قليلا: طيب ماشي، نظر اليها ادم ثم قال: بس انتي عرفتي ان احنا هنا ازاي
اسراء: انت نسيت اني بشتغل هنا يا حضرة الظابط، انا كنت بمر على المرضي لقيتك داخل هنا فكنت بحسب ان في حاجة حصلتلك بعد الشر
ادهم: تمام، خلاص انا كويس.
كانت عشق جالسة بجانب وعد وتشعر بوخز شديد في قلبها لا تعرف ماهيته ولكن ما يشغل تفكيرها من تلك الفتاة
تحدثت عشق بعد وقت طويل من الصمت: ايه يا حضرة الظابط مش هتعرفنا عالانسة
نظر اليها ادهم وقال ببرود: دي اسراء، اختي
رغم شعورها بالفرحة والراحة الا انها اظهرت الهدوء والامبالاه ثم نظرت إلى اسراء وقالت بسلام ونبرة رقيقة: ازيك يا اسراء
اسراء بهدوء: الحمد لله، ، ثم نظرت إلى وعد: الف سلامة عليكي
وعد: الله يسلمك.
وجهت حديثها إلى ادهم: انا هروح اشوف شغلي بقا، سلام. ، ثم ذهبت لاستكمال عملها، ذهبت إلى غرفة المريض الذي كان من المفترض ان تذهب له ولكن عندما رات اخيها نست كل شئ وذهبت للحاق به
دخلت الغرفة التي يوجد بها المريض، وجدت طبيب يشرف على الحالة بدلا منها كادت ان تعتذر ولكنه التفت لها، نظرت له وجدته ذلك الوسيم الذي صدمت به منذ قليل، نعم هو احمد العمري..
اسراء بتلعثم: ااا، ااسفة مكنتش اقصد ادخل كده.
احمد بهدوء: ولا يهمك، انتي بتعملي ايه هنا
اسراء: انا بشتغل هنا، وانا الدكتورة اللي بشرف على حالة المريض
احمد بعصبية طفيفة: ايوه بقا، انتي الدكتورة المهملة اللي سابت الولد كده، ثم اكمل بحدة: تعرفي انا لو كنت اتأخرت شوية الولد كان هيموت، طالما انتي مش عندك احساس بالمريض اللي قدامك بلاها شغل بدل ما تعرضي حياة شخص للموت تاني
اسراء وقد تجمعت العبرات في مقليتها: انا، انا اسفة والله، بس...
قاطعها بغضب: مبسش، مفيش حاجة اسمها بس. ، شوفي حالة الولد واصلة لإيه. ، كان يشير إلى ذلك الطفل والاسلاك المتصلة بجسده
نظرت اسراء لهذا الطفل بندم فهي تعشق الاطفال ولكن هي ماذا فعلت، تركته ولم تهتم، نعم تعلم انها انانية ولكن هي تعتبر اخيها كل شئ بحياتها، افاقت من شرودها على صوت اغلاق باب الغرفة، نظرت حولها وجدت احمد قد ذهب
عودة إلى الغرفة.
كانت وعد تحاول الاعتدال في جلستها فمنعها ادم قائلا: خليكي مكانك عشان متتعبيش
نظرت له وعد بحرج واومأت له بهدوء
نظرت عشق إلى وعد قائلة: احنا هنسافر بكرة
نظر لها ادهم بسرعة: هتسافروا ليه
عشق: ده معاد الاجازة اللي العميد اديهالنا علشان بعدها هنطلع المهمة الجديدة
وعد بتذكر: ايوه صح، تصدقي نسيت خاالص.
انزعج ادم وادهم كثيرا، فأدم يكن الاعجاب لوعد وهو يعترف بذلك حقا، اما ادهم بمجرد التفكير في عشق يتعصب كثيرا فهو لا يريد التفكير في اي انثي
عشق: ارتاحي انتي النهاردة وانا هروح واجيب الهدوم وهجيلك ونمشي الصبح
وعد: ماشي، تمام، بس انا هفضل قاعدة لوحدي
ادم: انا هفضل معاكي لحد ما عشق تجيب الشنط وتيجي
اومات له وعد وتحدثت عشق: تمام كده، انا همشي بقا
وعد: هتروحي في الوقت ده، الوقت اتاخر.
عشق: ايه يا بت الساعة لسه عشرة، متخفيش عليا دانا اسد..
وعد بخوف: لا متروحيش لوحدك
ادهم: خلاص انا هروح معاها
كادت عشق ان تعترض ولكن سبقتها وعد: ولا كلمة، هتروحي وانتي ساكتة يا إما تستني لحد ما اقوم هااا
عشق باستسلام: خلاص ياختي هروح، ثم نظرت لادهم بحنق وسبقته للخارج، اما هو نظر لها باستغراب من افعالها تلك، ثم تبعها للخارج.
عند ميار.
عندما كانت منهمكة في عملها حين وجدت يد ضحمة تتطوقها من خصرها، فزعت كثيرا وارادت ان تلتف او تبعده عنها ولكنه كان يطوق خصرها بقوة
ميار بحدة: مين! ابعد عني يا حيوان
الشخص وهو يقترب من اذنها: ليه هو حلال على مالك وحرام عليا انا
ميار بعدما افلتت منه ونظرت له: هشااام
هشام وهو يقترب منها: ايوة هشام، ايه مشبهش، ولا سي مالك احسن مني
ميار وهي ترجع بظهرها إلى الخلف: هشام اعقل ايه اللي انت بتقوله ده.
هشام وهو مازال على اقترابه: ليه ماهو كان حاضنك امبارح
تذكرت منار ليلة امس عندما كان مالك وقحا معها ووضع يده على خصره
وعلي حين غفلة اقترب منها هشام بشدة وحاول ان يتعدي حدوده وهي تبعده بيدها وتصرخ به: ابعد عني بقا، الحقوني..
رجع هو للخلف اثر لكمة قوية اطاحت به بقوة، كان مالك هو من انقذها
انهال عليه مالك بالضرب حتى ادمي وجهه..
هشام حتى يثير اعصابه اكثر: اهو حبيب القلب جه اهو، طب مانا كنت قدامك وعايزك ايه لازمته الفيلم ده
هجم عليه مالك مرة اخري بالضرب حتى فقد وعيه، نقل بصره إلى تلك المنكمشة بركن من الحائط، د ذهب اليها بسرعة، كانت تقاومه بشدة، الا انه شدها له بقوة واخذها في احضانه حتى هدأت تماما.