رواية انتقام الإناث والجبابرة للكاتبة شروق حسن الفصل الثاني
نظرت إليه ندي بخوف وتحدثت وهي على وشك البكاء: والله يا ماجد مكنش قصدي
صرخ بها بغضب وغيرة تحرق نار قلبه: هو ايه اللي مكنش قصدك، واقفة تعاكسي في الرجالة وتقولي مكانش قصدك لو انا مش مالي عينك كده يا ندي هانم يبقي نفضها سيرة.
حدجته بصدمة هاتفة بتلعثم: ق. قصدك ايه يا ماجد، عايز تسيبي!
نظر إليها ماجد بجمود مصطنع: والله هو دا اللي عندي لو انا مش عجبك يبقي ك..
قاطعته ببكاء وندم: والله يا ماجد انا بحبك وانت عارف كده كويس. انا. انا اسفة والله مش هعمل كده تاني احنا كنا بنهزر والله.
ماجد باستنكار: بتهزروا! بتعاكسوا اللي رايح واللي جاي وتقوليلي بتهزروا.
نظرت له بترجي: والله مش هيحصل تاني.
وانا لسه هستني لما يحصل تااني؟ نظر اليها بقوة هاتفًابقسوة: لساني مش هيخاطب لسانك لحد ماتعرفي غلطك وتندمي عليه اوي كمان، ثم تركها ورحل.
تركها ورحل عليه ان يعلمها درس لن تنساه ابدا، لن يتحدث معها الا عندما تندم اشد الندم. ابتسم بسخرية والم فهو من اليوم الذي رأها فيها واعجب بها وتحول هذا الاعجاب إلى حب ومن ثم إلى عشق ثم ذهب لخطبتها وعاهد نفسه انه لن ينظر إلى جنس حواء ابدا يكفي هي من ملكت روحه وقلبه وعقله وهي الان تغازل الرجال هو لن يستطيع تركها لكن ليلعب معها قليلا ثم اطلق تنهيدة حارة وذهب لإكمال عمله.
اما هي وقفت مصدومة كانت تنظر لأثره بخوف اسيتركها حبيبها! ألن يحبها مجددا! اسيتزوج غيرها! عند هذه الكلمة واشتعلت عيناها بغضب وحدثت نفسها: دانا اقتله واقتلها قال يتجوز غيري قال.
في نفس الوقت عند مالك وميار
تحدث مالك بسخرية لاحظتها ميار: بقي سايبين شغلكوا وجايين هنا تعاكسوا الشباب.
نظرت له ميار بغضب: وانت مالك انت ايه اللي دخلك، طب دي خطيبها وجاي يعاقبها انت بتعاقبني بمناسبة ايه بصفتك ايه اصلا واقف معايا.
امسك مالك ذراعها بغضب هاتفًا بحدة: بت انتي احترمي نفسك وانتي بتكلميني وبعدين مين دي اللي هبصلها انتي؟
تأوهت ميار بالم: آاااه سيب ايدي وبعدين انت ملكش حق تتكلم معايا بالطريقة دي كنت ابويا اخويا خطيبي جوزي انت مين هاااا مين!
نظر لها مالك بشرود ولم يعقب على حديثها ثم تركها ورحل.
نظرت لأثره بدموع: وحياة الحب اللي حبتهولك لهخليك تعشقني وهندمك على كل كلمة قولتها، ثم مسحت دموعها بظهر يدها وذهبت لإستكمال عملها.
في مكان آخر بعيدا عن مدينة الاسكندرية حيث شركة من اكبر شركات تصدير الكتب وهي شركة الدمنهوري.
في احد المكاتب
كانت تجلس علياء مع صديقاتها مني واميرة حيث ان المكتب يعمل به اربع اشخاص كان يضم - علياء ومني واميرة وهناء-
فركت علياء عيناها بتعب وهي تخلع نظارتها الطبية قائلةبإنهاك: كده خلصت الشغل اللي كان فاضل عليا، لولا إن المدير الأستاذ كمال نبهني وقالي مكنتش خلصت لحد دلوقتي.
ردت عليها مني صديقتها وهي تأكل الطعام: الاستاذ كمال دا طيب اوي ربنا يكرموا بيعاملنا كلنا زي ولاده بالظبط.
ايدتها أميرة وهي تجلس على كرسي المكتب امام علياء: انا سمعت ان الاستاذ كمال هيسيب الفرع دا وهيسافر الفرع اللي في المانيا وابن اخوه الله يرحمه هو اللي هيمسك الفرع دا.
ردت علياء قائلة: والله هما كل شوية برأي! وبعدين هتلاقيه عجوز مش من اللي قلبك يحبه.
ردت عليها صديقتها مني: على رأيك مش لاقيين حد يفتح نفسنا على الجواز.
لوت أميرة شفتها بتهكم: يعني اللي اتجوزوا خدوا ايه ياختي!
قالت مني بهيام: خدوا حب وهدايا وفسح ودلع.
حدجتها اميرة بتهكم: والنبي ياختي اسكتي خاالص. طب دانا اختي بعد الجواز بشهر جتلنا مضروبة من جوزها قال ايه بتعلي صوتها على حماتها.
حدجتها علياء بانتباه لحديثها: -طب وهي عملت ايه.
هزت يدها بلامبالاة قائلة: ولا حاجة اديهم واقفين على الطلاق وهو رايح يتجوز تاني.
شفقت عليها مني قائلة بحدة: يالهووي دا معندهووش دم.
حدجتهت علياء بغيظ: منك لله سديتي نفسنا، سيبكوا من النكد دا وخلينا نركز في شغلنا احسن.
علي الناحية الأخري: -
استيقظت منار على صوت المنبه بجانبها ثم دخلت الحمام وقامت بالاستحمام ثم خرجت وبدأت في تأدية صلاتها وبعدما انتهت ارتدت ملابسها والتي كانت عبارة عن سلوبت باللون الرصاصي واسفله شميز باللون الابيض وطرحة باللون الموف فكانت رائعة حقا.
خرجت إلى الصالون حيث يجلس والداها
فتحدث بمرح: صباح الخير يااا بشر.
نظر إليها والدها قائلًا بضحك: انتي مش هتعقلي يا بت بقا.
استغفر الله استغفر الله انا اعقل تف من بوقك يا حج.
حدجها صلاح بقرف قائلًابسخرية: في معيدة محترمة تقول تف من بوقك.
نظرت إليه بغرور مصطنع
مش انا قولت يبقا فيه.
خرجت والدتها من المطبخ وهي تحمل الاطباق واضعة إياهم على الطاولة قائلة بحنان: يالا يا حبيبتي اقعدي افطري قبل ما تروحي الجامعة اصل انتي بقيتي هفتانة اوي.
حدجها صلاح بسخرية وهو ينظر لمنار التي تأكل بنهم: هف، ايه ياختي! هفتانة دي ناقص تاكلنا.
منار وهي تخمس في وجهه
الله اكبر احسدني بقا آل انا ناقصة.
ثم وقفت وقالت وهي تلوح بيدها بتذمر: طب والله مانا قعدالك فيها انا ماشية.
تابعها صلاح بدهشة قائلا بصدمة: يا بنت الهبلة هي دي معدية العشرين سنة، دي ولا زي اللي عندها خمس سنين.
ضحكت زوجته على مشاكستهم اليوميةمتحدثة بحنان: ربنا يخليها لنا يا صلاح بنتنا كبرت وبقت عروسة واحنا خلاص عجزنا.
نظر لها بحنق هاتفًابتذمر: انا معجزتش انا لسه في عز شبابي، ثم غمز لها بمشاكسة: وانتي كمان زي القمر اهو واحلي يا جميل انت.
نزلت منار على الدرج ثم خرجت من المنزل واوقفت إحدي السيارت وذهبت إلى جامعتها، بعد نصف ساعة وصلت إلى الجامعة كان يتبقي حوالي ربع ساعة على بدأ المحاضرة فجلست في الكافيه حتى ينتهي الوقت، بعد ربع ساعة دخلت منار المحاضرة ثم بدأت بتعريف نفسها للطلاب.
تحدثت منار بجدية وعملية شديدة: انا اسمي الدكتورة منار صلاح دكتورة الفلسفة
رد عليها احد الطلبة ويدعي راشد: دي مادة مجانين يا ابلة.
ضحك جميع الطلبة على حديثه فعمت الفوضي المكان فقالت منار بصوت عاااالي: هدووووء. ثم نظرت إلى راشد متحدثة بهدوء: أولا انا دكتورة مش ابلة.
تحدث اخر بصوت منخفض سمعه بعض الطلبة: دكتورة! الله يرحم امك.
حاول الطلاب كتم ضحكاتهم على قدر الإمكان ولكن لاحظتهم منار فنظرت إليهم بحدة مكملة حديثها: ثانيا بقي مين اللي قال ان الفلسفة مادة مجانين! دي بتتكلم عن الانسان والبيئة ومشاكلها وازاي نحلها.
اجابها راشد: انتي الظاهر مش عارفة النظام هنا ايه بس مفيش مشكلة نعرفهولك.
وايه هو النظام ان شاء الله يا...
راشد. اسمي راشد.
اكملت حديثها بعملية: وايه هو النظام يا استاذ راشد!
اوضح لها معني حديثه قائلًا: اول حاجة مفيش دكتور بيدخل هنا بيشرح ويوم ما بيشرح بيكروت.
قطبت جبينها منار باستغراب
: ليه مش بيشرحوا؟
عشان اصلا سواء بيشرحوا او مش بيشرحوا هما عليهم ان احنا نشتري الكتب بتاعتهم ونعمل بيها الابحاث اللي هما كل شوية بيطلبوها.
نفت له مردفة: لا طبعا مفيش الكلام دا هنا اللي يذاكر يمتحن ينجح هو دا النظام اللي انا ماشيه عليه.
ثم اكدت قائلة: تمام كده
اومأ لها االجميع بالموافقة فابتسمت لهم بهدوء وبدأت بشرح المحاضرة بطريقة هلة وبسيطة.
حل المساء على جميع ابطالنا
عاد وعد عشق إلى العمارة التي يسكنون بها، وصلوا إلى عمارتهم ثم هبطوا من سيارتهم وصعدوا المصعد نظرا إلى ان الشقة التي يقطنون بها في الدور العاشر توقف المصعد عند الدور العاشر فقاموا بالولوج للداخل.
رمت وعد نفسها على الأريكة قائلة بتعب: آاااه مش قادرة والله اليوم كان متعب بجد أووووووووف.
استندت عشق برأسها على الأريكة قائلة بصداع يفتك برأسها: ولا اشكال المساجين جاحة مقرفة تكوني واقفة قدام المتهم بيبقي عايز يكلك.
نظرت لها الاخري بضحك مويدة لحديثها: اه والله انا بخاف منهم اوي وخصوصا الرجالة بس مببينش مقولكيش ببقي واقفة قدمهم اسد يالا في ايه.
ضحكت عشق بصوت عالي ثم قالت ساخرة: بإمارة ماكنا متعينين في اول لينا سيبتي المكتب وخرجتي قلتي للعسكري اللي برة الحقني يا عمو في صرصار جوه.
تذمرت فقالت بضجر: ما هو كان صرصار كبير الله.
ثم اكملت بضحك: لو كنتي شوفتي العسكري وهو بيبصلي كنتي قولتي ان هو بيقول عليا دخلت الشرطة بدعاء الوالدين.
نظرت اليها بسخرية مردفة: وبعدين انتي افتكرتي اللي انا عملته ونسيتي انتي عملتي ايه؟ وانتي برضه في عز ما كنا بنشتغل ناديتي على العسكري برضه واديتيلوا خمسة جنيه وقولتيلوا خد هاتيلي كيس ويندوز قال ايه علشان المرارة.
ضحكت عشق بملئ فاهها قائلة: اه ساعتها حسيت ان العسكري هيقدم استقالته.
شاركتها الضحك بمرح لتقول بعدها: طيب يلا ندخل ننام علشان ورانا شغل بكرة.
تصبحي على خير.
وانتي من اهله.
ودخلت كل فتاة إلى غرفتها دخلت وعد الغرفة ثم قامت بالاستحمام وارتدت بيجامة من اللون اللون الابيض وزراعيها من اللون الرصاصي وسروال رصاصي.
ثم نامت على ظهرها تسترجع احداث اليوم ومغازلة آدم لها ومن دون ان تشعر ارتسمت ابتسامة جميلة على ثغرها افاقت من شرودها وحدثت نفسها: يمكن اكون حب. ، لا لا مستحيل هو انا لحقت دا شايفاه من يومين بس، ثم اطلقت تنهيدة حارة وبعدها نامت وغطت في سبات عميق.
اما في غرفة عشق دخلت إلى غرفتها وقامت بتغيير ملابسها إلى بيجامة من اللون الرصاصي والسروال المنقوش.
واستلقت على سريرها وتذكرت مشاجرتها مع أدهم وغضبت كثير ثم قالت في نفسها: انسان وقح وقليل الادب، ظلت مستيقظة بعض الوقت ثم ذهبت في سبات عميق.
اما في مكان آخر حيث مجتمع الفساد هنالك رجال يودون بحياة الشباب عن طريق هذا السم الابيض الذي يقومون بتوزيعه عليهم مبررين لهم بأنهم مجرد أخذه لم يشعروا بشئ ولا بمشاكل الحياة ويوهمون الشباب ان لا احد يهتم بمصالحهم وحتى اهلهم لذلك يأخذونه لنسيان همومهم.
يجلس هذا الرجل امام احد رجاله وهو يصيح بغضب: يعني ايه عرفوا ان الشحنة هتتسلم الاسبوع الجاي.
الرجل بتلعثم: والله هو دا اللي حصل يا باشا انا اول ما عرفت جيت قولتلك على طول
حدجه الاخر بغضب متحدثًا بغل: باين ان ابن الشهابي مش هيجبها لبر، ثم ابتسم لتظهر اسنانه الصفراء وقال: وماله نعيد الماضي تاني هخليه يندم على الساعة إللي اتحداني فيها، ثم ضحك بصوت عالي والشر يتطاير من عينه.