رواية انتقام الإناث والجبابرة للكاتبة شروق حسن الفصل الثاني عشر
عندما كانت ميار تقاوم مالك بشدة اخذها باحضانه ودسها داخل صدره بقوة كادت ان تكسر عظامها، لم تهتم بهذا الالم في عظامها، ولكنها شعرت بالامان الذي افتقدته فتشبثت به بقوة هي الاخري وظلت تبكي بشدة، كانت دقات قلبه متسارعة للغاية وهو في احضانها، نعم هو كان في كل ليله في احضان فتاة، ولكن لم يشعر بهذا السكون والراحة من قبل.
اخذ يهدهدها حتى هدات تماما، انتبهت لوضعهم فاصابها الحرج منه وابتعدت عنه وقالت بجمود مصطنع: شكرا ليك يا استاذ مالك
نظر اليها باستغراب من هذه المعاملة الرسمية التي تحدثه بها: استاذ مالك! في ايه يا ميار!
ميار بهدوء: لا مفيش حاجة، بس انا فكرت في اللي انت قولته ولقيت ان معاك حق. ازاي مالك بيه يبص لواحدة زيي، عارفة اني مش زي البنات اللي انت بتشوفهم، بس عالاقل عندي قلب بحس بيه، مش زيك قلبك حجر، ومش انانية، بجرح اي حد، ثم اكملت ببكاء: بس، بس انت جرحتي واهانتني وانا لا يمكن اسامحك ابدا، انت جيت وقولتهالي ان انت عارف اني بحبك، وانك موافق عليا، انا وقتها فرحت اوووي، بس لما قولتلي انك عايزني من غير جواز، انت وقتها نزلت من نظري اووووي. ، قالت الاخيرة باحتقار شديد ولكن قلبها يؤلمها وبشدة.
نظر اليها بذهول اهكذا تراه، تراه حقير بتلك الدرجة، غصة مريرة وقفت غي حلقه اثر كلماتها، ابتلع ريقه بصعوبة ثم كاد ان يتحدث، نظرت له بكره ثم سارت بضعة خطوات ولكن لحقها هو وامسكها من معصمها وشدها اليه، فارتطمت بصدره العريض، ونظرت له بعيون مدمعة..
نظر لها مالك بشراسة: يعني ايه اللي انتي بتقوليه ده، يعني هتبعدي عني وهتنسيني..
نظرت له ميار بحدة: وانت كان يهمك في ايه، هااا، بعد كده انت ملكش دعوة بيا، ثم اشارت بيدها: انت فاااااهم. ، ثم تركته وذهبت
اما هو ظل ينظر لاثرها وعاهد نفسه ان يحصل عليها باي شكل، فلن تستطيع اي فتاة حتى الان ان ترفضه، لا ينكر انه اعجب بكبريائها وبشدة ولكنه قرر ان ياخذ ما يريده منها وحتى ولو، ، بالزواج.
مالك بحدة في نفسه: ماشي يا ميار اول حاجة هعقبك على طريقة كلامك معايا وتاني حاجة ودي الحاجة اللي عمري ماهنساها انك ضربتيني بالقلم، ثم وضع يده على موضع الصفعة وقال: صدقيني هتندمي...
بالجانب الاخر عند ندي
كانت كل تفكيرها عن ماجد، وهل حقا سوف يتزوج من غيرها، هي لا تستطيع العيش بدونه، ولكن اذا كانت سعادته في هذا الزواج فهي لن تمانع، هي تري انها لم ترتكب الخطيئة حتى يعاقبها هذا العقاب الشديد هو ايضا اخطأ بحقها، اذا ستجعله يعود لها رغما عنه، ابتسمت بمكر ثم قالت: ماشي يا ماجد، هشوف هتفضل تبعد عني لحد امتي.
ثم قامت بالخروج ولكن وجدت احد زملائها يقف امامها ويتحدث معها بود بخصوص العمل، وفي هذه الاثناء كان عاصم يمر من جوارهم فرآهم وهم يبتسمون لبعضهم، فصر على اسنانه بغيظ منها
ذهب اليهم بخطوات غاضبة ثم وقف امام هذا الشاب، كاد هذا الشاب ان يصافح ندي ولكن وقف امامه ماجد واخذ يده بين يديه وضغط عليها بشده
ماجد وهو يجز على اسنانه: معلش اصل الانسة مش بتسلم
ابتسم الاخر بحرج: اه اسف، عن اذنكم. ، ثم تركهم ورحل.
ندي بحدة: ممكن اعرف ايه اللي حضرتك عملته ده، ازاي تكلمه كده اصلا
ماجد: صوتك مايعلاش يا ندي عشان مزعلكيش
ندي بغضب: لا ده كان زمان، انت دلوقتي لا خطيبي ولا حتى جوزي
ماجد بتوجس: يعني ايه، قصدك انك...
ندي بهدوء: ايوة انت شوفت حياتك، وسيبني انا كمان اشوف حياتي.
نظر لها ماجد نظرة قاتلة رغم انها ارتعدت بداخلها وبشدة الا انها لم تظهر هذا له، سحبها من يدها إلى احد الاركان التي لا يمر بها الكثير من الاشخاص ثم حاصرها بين زراعيه، رغم الثورة التي بداخلها الان من قربه المهلك الا انها تمالكت نفسها..
ندي وهي تنظر اليه بتوتر: في ايه، انت جايب...
لم تستطيع اكمال جملتها لانه امسك فكيها بين يديه بقوة شديدة كادت أن تكسرها، ضغط عليها بعنف، ينتقم منها على ما قالته، واقترب من وجهها بشدة، فأغمضت عينها بألم وخجل، اما هي فكانت مصدومة ومتألمة مما فعله، كانت تددفعه بعيدا ولكن ماذا تأتي بجانبه، ابتعد عنها بهدوء وجد وجهها يشبه حبة الطماطم، ابتسم بخبث وتحدث بصوت قوي قريبا من اذنها: مش عايز اشوفك واقفة مع راجل تاني، سامعة..
نظرت له بوله وحركت راسها بالموافقة، ابتسم هو بانتصار ثم اقترب منها وهمس بجانب اذنها، وهعرفك لما نتجوز حاضر
اما هي بعد ذهابه وقفت مكانها لا تتحرك ووضعت يدها مكان يديه: يالهووووي، طب ده ازعل منه ولا اروح اخد حقي، آاااه اصل انا مش بسيب حاجة عليا ابدا، ، تنهدت تنهيدة حارة ثم ذهبت إلى الغرفة المخصصة للمضيفات لتبدل ثيابها حتى تعود إلى منزلها...
عند عشق وادهم.
كانت عشق جالسة في السيارة صامتة لا تتحدث، كانت شاردة في الطريق امامها تتذكر حياتها ولعبها ولهوها ومرحها حتى جاءت هذه الصدمة التي جعلتها ان تدخل كلية الشرطة وتتدرب بشدة حتى تكون على مهارة عالية من القتال، هي لا تنكر ان كلية الشرطة كانت شغفها منذ ان كانت صغيرة ولكن ما زادها اصرارا هي تلك الحادثة التي حدثت منذ عدة سنوات والتي بها فقدت عائلتها، لن تستطيع ان تمحي اسمه من ذاكرتها فهو قد حفر بعقلها ولن يمحي الا وقامت بقتله بيدها مثلما فعل هو، وعندما كانت تتذكر هذه المأساة نزلت دمعة ساخنة على وجهها لم تشعر بها، ولكن بالتأكيد رأها ادهم.
عقد حاجبيه بدهشة من دموعها تلك والتي لم يري لها اي مبرر، فقرر سؤالها
حمحم قائلا: انتي كويسة. ، لم تجيب فقرر سؤالها مرة اخري
ادهم وهو يهزها من معصمها: عشق، انتي كويسة
افاقت عشق من شرودها على يد ادهم: ااا. ، ايوة انا كويسة، ثم قامت بمسح هذه الدمعة من عينها: مفيش حاجة
ادهم باستفسار: طيب كنتي بتعطي ليه
عشق: لا مكنتش بعيط، ده فيه حاجة دخلت في عيني بس.
نظر لها ادهم بشك وبالتأكيد لم تدخل عليه تلك الخدعة ثم قال: ماشي، واكمل الطريق امامه. ، بعد عدة دقائق: وصلوا إلى العمارة التي تسكن بها عشق ووعد، هبطت عشق من السيارة وهبط ادهم خلفها
عشق بهدوء: اتفضل يا حضرة الظابط لحد ما ااحضر الشنط
ادهم: لا انا هفضل واقف هنا لحد ما تخلصي
عشق باصرار: لأ طبعا مينفعش تفضل واقف هنا.
بعد محاولات عديدة استسلم ادهم لإصرار عشق ثم صعد معها إلى الاعلي، فتحت الباب ثم دخل ادهم اولا ودخلت خلفه ولكن تركت الباب مفتوحا، جلس هو على الاريكة الموجودة بالصالون
عشق: عن اذنك هدخل اجهز الشنط واجيبهم، ، اومأ لها ادهم بهدوء ثم دخلت هي إلى غرفتها
على الجانب الاخر حيث ادم ووعد.
كانت وعد تجلس بحرج فهي لم تعتاد على الجلوس مع رجل بمفردهم، نعم هي تقابل الكثير من الرجال ولكن يكون معهم نساء وبالعادة ما تكون معها عشق
لاحظ ادم ملامحها المتوترة فقرر رفع الحرج عنها قائلا: وعد ممكن اسألك سؤال
اومأت له وعد بهدوء: اتفضل
ادم: ليه لما نكون انا وانتي في مكان واحد بتخافي وبتتوتري.
توترت من سؤاله ذلك ولم تعرف بماذا تجيب ولكنها اجابته بملامح حاولت اخراجها هادئة: مفيش حاجة، الموضوع ان انا مش متعودة اني اكون انا وراجل في مكان واحد، واعتقد ان اي بنت ممكن تكون زيي
نظر لها ادم بعدم اقتناع: امممم، ممكن برضه
ثم وقف واقترب منها ودني برأسه ناحيتها وقال: بكرة تكوني مراتي، وهعرف كل حاجة.
اصابتها نبرته بالخوف والقلق والتوتر الشديد واصبح وجهها شاحب وتنفسها ثقيل، رآها ادم على هذه الحالة فوقع قلبه خوفا عليها وقام بالذهاب لمناداة الطبيب بسرعة..
عند عشق وادهم
انتهت عشق من وضع ملابسها هي وعلياء في حقائب سفرهم وخرجت وجدت ادهم مازال جالسا مكانه يعبث بهاتفه، حمحمت بحرج: اسفة لو كنت اتأخرت عليك
ادهم ببرود مصاحب له: ولا يهمك اتفضلي يلا.
استغربت هي من تبدل حاله ولكنها لم تبالي، هبطوا من المصعد وكادوا ان يخرجوا من العمارة الا ان هناك وابل من الرصاص اطلق عليهم فاختبأوا وراء الباب، طلوا برؤسهم لم يجدوا احدا، وقفوا مكانهم مرة اخري وخرجوا بحزر، فزعت عشق على صوت ادهم وهو يقول بصوت عاااالي: حاااااسبي...
عند منار
بعدما ذهبت منار صلاح إلى منزلها والقت السلام على اهلها وردوا عليها السلام ثم دخلت إلى غرفتها وابدلت ثيابها ثم ادت فريضتها وجلست تعمل في صمت وبعد قليل رن جرس الباب، لم تهتم وذلك لان اسرتها بالخارج وهم من سيقومون بفتحه، بعد قليل سمعت شهقة والدتها وصراخ اخيها وابيها، قامت بالخروج وجدت والدتها ساقطة ومغشي عليها واخيها وابيها بجانبها...
اسرعت بالذهاب اليها وجلست بجانبها واخذت تربت على وجهها بلطف حتى تستيقظ ولكن لا حياة لمن تنادي، حملها اخيها ووضعها على السرير ثم قام بالاتصال على الطبيب، بعد عدة دقائق وصل الطبيب ودخل غرفتها حتى يتم فحصها...
وبالخارج وقفت منار ومحمد وصلاح والقلق ينهش في قلبهم كانت منار تتضرع إلى ربها ان يحمي والدتها. ، نظرت إلى اخيها وذهبت اليه
منار بدموع: هو، هو ايه اللي حصل يا محمد..
نظر اليها اخيها شزرا ولم يعقب استغربت هي من حالته تلك وذهبت إلى ابيها وامسكت بذراعيه وقالت: هو في ايه يا بابا
نفض ابيها يدها من عليه واخذ ينظر اليها باستحقار وكاد ان يتحدث بتعنيف، ولكن قاطعه خروج الطبيب، فاسرعوا اليه جميعا
صلاح بلهفة: ايه يا دكتور، ايه اللي حصلها
الطبيب بلهجة عملية: هي اتعرضت لصدمة عصبية، وده كان ممكن يسبب خطر على حياتها، بس الحمد لله انكم كلمتوني بسرعة والا كانت هتحصل مضاعفات.
محمد: يعني هي كويسة دلوقتي يا دكتور
الطبيب: ايوة هي كويسة بس محتاجة ترتاح وتبعد عن اي حاجة بتضايقها وياريت لو تبعد كمان عن اي توتر لان ده غلط على صحتها..
اومأ اليه صلاح، ثم قام محمد بالذهاب لتوصيل الطبيب إلى الخارج اما منار وصلاح فقد قاموا بالدخول للاطمئنان عليها
دخل صلاح اولا ثم ذهب اليها وقبل جبينها ثم قال: عاملة ايه دلوقتي
رددت قائلة: كويسة الحمد لله، متشغلش بالك.
تقدمت منار وجلست على طرف السرير وقالت: الف سلامة عليكي يا ماما، ايه اللي حصلك يا حبيبتي
نظرت اليها والدتها بعتاب ودارت وجهها للناحية الاخري، استغربت منار من حالتهم تلك ثم تحدثت بحدة: ممكن اعرف في ايه، ليه بتبصولي كده، انا عملت ايييييه
في هذا الوقت دخل اخيها محمد الغرفة بغضب ثم امسكها من يدها بشدة وادارها اليه ثم رفع كفه وهوي على وجنتها بصفعة قوية اوقعتها ارضا...