رواية انتقام الإناث والجبابرة للكاتبة شروق حسن الفصل الثامن عشر
ذهبت شهد إلى المنطقة التي وصفها لها سيد كانت عبارة عن حارة شعبية ضيقة، يملئها رائحة الدخان المتصاعد من الممقاهي الشعبية وأعقاب السجائر، نظرت حولها بقرف ووضعت يدها على انفها من بشاعة الرائحة، وجدت بعض الاطفال يلعبون فقامت بمناداة واحدا منهم
شهد بصوت مرتفع قليلا: لو سمحت ممكن تقولي فين بيت سعيد إبرة ده..
نظر لها الولد نظرة متفحصة من يري نظرته تلك يقسم بأنه ليس طفل لم يتعدي العاشرة من عمره، قال بعد ثواني: ايوه يا أبلة، البيت اللي في آخر الشارع ده على اليمين
شهد بامتنان: شكرا..
الولد: العفو يا موزة..
ظلت تمشي حتى وصلت إلى المنزل. وقفت امامه بتوتر وترددت كثيرا فحسمت امرها وقامت بدق الباب. ظلت ثواني فما من مجيب ثم دقت الباب مرة اخري بقوة اكبر. فجاء صوت مرأة ما: حاضر ياللي عالباب، ايه الدنيا هتطير!
فتحت هذه المرأة الباب ونظرت لها قائلة: اي خدمة يا أوستاذة..
شهد بتلعثم وخوف: هو. هو ده بيت سعيد إبرة
تهجم وجه هذه السيدة وقالت: ايوه هو بيته المنيل على عينه. كنتي عايزة حاجة
شهد بارتباك: كنت عايزاه في خدمة كده، لو سمحت ناديله وقوليله اني جاياله من طرف سيد رزق.
المرأة بفضول وهي تتسآئل: حاضر هناديله من عنيا. بس لمؤأخذة في السؤال انتي باين عليكي بنت ناس محترمين عايزة ايه من الاتنين دول. دول ناس شمال وانتي مش قدهم.
نظرت لها شهد بحزن ادركت المرأة ما تفوهت به وقالت بأسف: اسفة مقصدش ادايقك. تعالي اتفضلي جوه لحد ما أروح اناديله وآجي.
دخلت معها شهد للداخل وجلست على اريكة مهترئة. بعد دقائق قليلة خرج المدعو سعيد ابرة وهو ينظر لها بطريقة مقززة...
سعيد بغلظة: أي خدمة يا قطة!
نظرت له شهد بارتباك: انا من طرف سيد وكنت، كنت يعني. عايزة الهيلوين اللي طلبه منك...
سعيد: آااه طلبه. بس هنا السعر عالي حبتين. اصل احنا بنجيب صنف معتبر برضه مش اي كلام.
شهد بسرعة: هديك اللي انت عايزه بس تديني الجرعة.
سعيد: ماشي. دقيقة واحدة، ثم دخل غرفة ما كان بابها من الخشب المهترئ غاب بها قليلا ثم خرج ومعه كيس صغير يحتوي على مادة بيضاء. اخذته منه ثم قامت بإعطائه المال ثم ذهبت من المنزل ومن المنطقة بأكملها.
لا إله إلا الله. محمدا رسول الله.
قامت ملك (اخت آدم) من نومتها بعد ان نامت مبكرا وجدت رسالة من هاتفها يتصل برقم مجهول. اجابت على الهاتف
ملك بصوت ناعس من اثر النوم: آلوو
الطرف الاخر: مساء الفل والجمال على عيونك الحلوة دي.
نظرت شهد للهاتف بدهشة فوجدته هذا الرقم الذي يهاتفها كل صباح. ذلك الشاب الذي رأته عندما كانت في شركة ابيها وقابلته وهي في طريقها للصعود وكادت ان تسقط حتى امسكها هو قبل ان تصل إلى الارض. رآها ابيها هكذا فناداها بحدة فاعتدلت في وقفتها سريعا واستأذن هذا الشاب بالذهاب تحت نظراته العابثة التي لاحظها ابيها.
قام بتوبيخها على وقوفها معه لانه معروف عنه العبث والوقاحة مع الفتيات. اومأت بالموافقة وانها لن تقف معه مرة اخري ومنذ ذلك اليوم وهو يتصل بها كل صباح...
الشاب: ايه روحتي فين!
ملك بتوتر: هااا. لا مروحتش، انت عايز مني ايه!
الشاب: عايزك انتي. من ساعة ما شوفتك والنوم بيطير من عيني. بقيتي شاغلة كل تفكيري.
رغم انها احست بشعور غريب يجتاحها الا انها ردت بحدة: انت بتقول ايه. دي هي مرة واحدة اللي شوفتني فيها وبعدها مشوفتنيش تاني
الشاب بوله وخبث: صدقيني المرة دي غيرت فيا حاجات كتير اوووي.
توترت ملك من حديثه ثم قالت: طب لو سمحت متتصلش تاني، ثم اغلقت الهاتف بوجهه..
عند ميار.
سمعت ميار صوت فتاة ما بجانب مالك ففتحت عيناها من الصدمة ظنا من انه قد عاد لحياته الفائتة مجددا امتلئت عيناها بالدموع وتحدثت قائلة بخوف): مين دي يا مالك
مالك: ، وقبل ان يجيب عليها قامت اخته شهد بالتقاط الهاتف منه بسرعة قائلة بضحك: بتكلم مين يا خلبوص انت هههههه
سمعت ميار صوتها ولكن لم تميزه واعتقدت انها فتاة اخري من اللاتي يعرفهم ثم اغلقت الهاتف وهي تبكي بشده.
عند مالك: هاتي يا حيوانة بكلم خطيبتي
شهد بوله مصطنع: اوووووه. خطيبتشك ههههه
ضربها مالك بخفة: هاتي يا بت التليفون. ثم لاحظ بأنها بملابس الخروج: وبعدين انتي كنتي فين
توترت شهد كثيرا وبدا هذا ظاهر على وجهها قائلة: هاا لا مفيش، ا. اصل انا كنت مخنوقة وزهقانة فقلت اتمشي ف، في الجنينة شوية...
استغرب مالك من حالة التوتر تلك: ماشي هاتي الموبايل بقا
اعطته شهد هاتفه وفرت من امامه سريعا حتى لا يكشف امرها...
علم مالك ان اخته تخبأ شيئا ما فهو ليس اخيها فقط. انما هو اباها الروحي الذي قام برعايتها بعد وفاة والده وتعهد على نفسه ان يحقق لها ما تتمناه حتى لا تفقد حنان الاب ويكون هو اخيها ووالدها وصديقها في الوقت ذاته...
نظر للهاتف وقرر مهاتفه ميار. وجدت ميار هاتفها يرن برقم مالك تجاهلته وظلت تبكي بصمت حتى غفت مكانها واثار الدموع على وجهها...
منع مالك نفسه من الاتصال ظن انها نامت فقرر ان يتحدث معها صباحا.
عند علياء.
كان الوقت متأخرا جدا حيث انهم ظلوا وقتا كبير يعملون به لأن غدا ستتم معهم اكبر صفقة تخوضها الشركة وستكون بالنسبة لهم اكبر صفقة في تاريخ عملهم، تثائبت وهي جالسة معه فضحك محمد على شكلها. انتبهت علياء له فنظرت له بخجل طفيف
علياء بخجل: اسفة، اصل انا لما بكون عايزة انام بتلاقيني بعمل حاجات لا ارادي كده...
اقترب محمد بوجهه منها قائلا بضحك وخبث: عادي هنكتشف ده كله بعد الجواز.
نظرت له علياء بغيظ من وقاحته ولم تعلق.
محمد: قومي يالا عشان اوصلك علشان الوقت أتاخر
علياء: لا طبعا مينفعش اركب معاك لوحدنا ودلوقتي!
محمد بحدة: يعني عايزة تركبي مع حد غريب في الوقت ده وانا لأ!
علياء بإصرار: ايوه طبعا. على الاقل هو هيبقي السواق وباين من عربيته. انما لو ركبت معاك عربيتك هيبان اوووي..
ذهبت من امامه دون ان تنطق بشئ اخر. جز هو على اسنانه غيظا من تصرفاتها الهوجاء والعنيدة تلك ثم ذهب خلفها لكي يري ماذا ستفعل...
عندما هبط للأسفل وجدها واقفة على الطريق تنتظر سيارة اجري. ركب هو سيارته ثم وقف امامها وقال بصوت آمر: اركبببي
نظرت له بعناد وكادت ان ترفض الا انه نظر اليها بعيون مشتعلة فقررت ان تركب معه، قامت بفتح الباب الخلفي للسيارة ثم قامت بالجلوس به...
تحدث محمد متهكما: حد قالك اني السواق بتاعك
علياء: لو كان عجبك بقا، نظر اليها ولم يعقب وقام بتشغيل محرك السيارة ثم انطلق إلى وجهته حيث منزل علياء...
بعد قليل من الوقت وصلوا إلى الشارع. طلبت علياء منه التوقف حتى لا يراه احد. ولكن هيهات فقد راها طارق الساكن معهم بنفس المنطقة نظر لعلياء بحقد وخبث وهو يتوعد لها بالكثير...
ثم ذهبت إلى منزلها...
عند الاء ويوسف
نظرت له الاء بعيون مشتعلة ثم رفعت يدها وقامت بصفعه بقوه لم تعهدها من قبل، نظر لها بعيون كالجحيم وجدها تمسح فمها مكان إمساك يده بشده وهي تبكي بغزارة كاد ان يتحدث الا انها قاطعته بغضب
الاء بغضب: اخرس خاااالص، متتكلمش، انت فاكرني واحدة سهلة من اللي تعرفهم. لااا تبقي غلطان انا مش عشان بلبس قصير ولا اني بسلم على اي راجل بإني احضنه يبقي بنت سهلة و...
قاطعها بغضب وسخرية وهو يمسكها من زراعها بقوة: باااااس. انتي عارفة لو واحدة غيرك عملت اللي انتي عملتيه ده انا كنت عملت فيها ايه، ثم اكمل بتهكم وهو ينظر إلى جسدها الشبه عاري: وبعدين مالك استغربتي من الللي انا عملته كده ليه! ماهو اي واحدة تفتح بالقرف اللي انتي لابساه ده وحد شافها هيفتكرها فتاة ليل. بنت مش مظبوطة. وجاية على اللي عملته ده وتعاقبيني، انتي احقر من اني افكر فيكي اصلا. مجرد تسلية وخلاص.
كاد ان يذهب الا انه تذكر ما جاء من أجله: وآاااه صحيح. المهمة هتبتدي بكرة. سلااام ياااا، ياااا انسة ثم نظر اليها باستحقار وذهب...
اغلقت هي الباب ورائه وجلست مكانها على الارض تبكي بشده وهي تتذكر ما اوصلها إلى هذه الحالة!
حل الصباح على جميع ابطالنا
في غرفة ادهم وعشق.
تململ ادهم في نومته وفتح عينه ببطئ حتى يعتاد على الاضاءة، وجد عشق نائمة بأحضانه ابتسم لا إرادياً وابعد خصلات شعرها الشاردة عن وجهها. وتذكر كيف لتلك الفتاة ان تقتحم تفكيره. فهو بالعادة لا يفكر بجنس حواء لانه يعتقدهم خائنات. اطلق تنهيدة حارة بما يحمله في قلبه من الاام. وكيف لأقرب الناس اليه خيانته. فكر لما لا يعطي لنفسه فرصة اخري ولكنه نفض تلك الافكار عن رأسه وليعش معها هذه الايام بالطول والعرض. فهي الان زوجته،.
تململت في نومتها فأغلق هو عينه حتى لا يكشف امره. عندما بدأت باستعادة وعيها قليلا وجدت يد قويه صلبة تحاوطان جسدها. انتفضت من مكانها ولكنها تذكرت انه الان اصبح زوجها. دق قلبها بسرعة غريبة عندما وجدته نائم وكان شعره ينزل على عينه فكان يعطيه شكلا جذاب للغاية.
اقتربت منه واصبح وجهها امام وجهه ثم قامت بلمس شعره بيدها. اما هو فكان بحالة لا يحسد عليها بعد حركتها تلك يود ان يجلس ويقوم باحتضانها بشده حتى يكسر عظامها. فهو الان علم بأنه وقع بالفخ واعجب بها وربما احبها ولكن ليستمتع قليلا...
فتح عيناه فجاة انتفضت بخضة ثم نظرت اليه قائلة: حرام عليك كنت هتموتني و...
قطع كلامتها بحديث خبيث: كنت ايه هاااا، بتستغلي إن انا نايم، اخسس، اما هي فكانت بحالة من الصدمة ولكن مع كلامته اثارت غضبها وابتعدت عنها: لااا بقولك ايه انا اصلا معملتش حاجة، انا مكنتش عارفة اقوم اصلا.
قطع حديثهم هذه الطرقات المزعجة على الباب. وقف ادهم وهو ينظر اليها بلمعان غريب في عينه. اما هي فكانت خجلة ومتوترة من تصرفها الغبي للغاية ووضعت وجهها للأسفل. ضحك ضحكة جذابة ثم قام لرؤية من الطارق...
بغرفة ادم ووعد
استيقظت وهي لا تتذكر اي شئ مما حث معها ليبة امس، . ، وجدت نفسها نائمة على صدر ادم. اعتدلت في جلستها ثم فركت عيناها بنعاس
في نفس الوقت استيقظ هو ونظر لها حاول ان يستشف منها ردة فعلها لما حدث امس..