رواية انتقام الإناث والجبابرة للكاتبة شروق حسن الفصل الثالث عشر
دخل محمد بحدة الغرفة كادت منار ان تتحدث ولكن قام بصفعها على وجهها واوقعها ارضا، نظرت له بصدمة فهذه اول مرة يضربها اخيها، نعم هو يقوم بضربها ولكن هذا يكون في سبيل المزاح بينهم
منار بحدة وصوت عالي: انت اتجنن، انت ازاي تعمل كده
قام محمد بجذبها من شعرها وقرب وجهه لها ثم جذ على اسنانه قائلا: بقا انتي يا حيوانة تحطي راسنا كلها في الطين يا زبالة.
ضربته منار بقبضتها على صدره وهي تصرخ به: اوعااا، انا معملتش حاجة، آاااه سيب شعري. ، ثم نظرت إلى ابيها باستعطاف: بابا خليه يسبني بالله عليك، انا، انا معملتش حاجة والله. ،
تقدم منها والدها على امل افلاتها من يد اخيها ولكن ما فعله قد خالف كل توقعاتها، فقد قام ابيها بصفعها هو الاخر، نظرت له بصدمة ممزوجة بدهشة وعتاب: بابا، انا عملت ايه بس.
رمي والدها عدة صور امام وجهها فترك اخيها شعرها باستحقار شديد، لم تهتم بذلك ولكن نزلت على ركبتيها ببطئ لاخذ الصور، امسكت الاولي بيد مرتجفة فشهقت ووضعت يدها على فمها..
كانت الصور عبارة عنها وهي في احضان عمار بطريقة مخجلة، واوضاع غير لائقة ابدا، نظرت لهم وهي تهز رأسها بعنف، لا الصور دي مش حقيقية، صدقوني والله...
ثم نظرت إلى والتها وذهبت اليها مسرعة: ماما، ماما، انتي مصدقة الصور دي، انا بنتك والله يا ماما ما عملت كده. ، ثم اجهشت في بكاء مرير
ذهب اليها اخيها ثم شدها من ذراعها بقوة وتحدث بغلظة: بعد كدة مفيش خروج برة الاوضة بتاعتك وهقفل عليكي بالمفتاح، خليكي كده بقا زي الكلبة مفيش حد هيعبرك...
ثم قام بجذبها إلى غرفتها وقام باغلاق الباب عليها، اخذت تطرق الباب بقوة.
منار ببكاء: محمد، بالله عليك افتح، والله لا انا ولا عمار عملنا حاجة
محمد بتهكم: الله، الله، هو حبيب القلب اسمه عماار، ماشي
جلست مكانها تبكي بشدة لا تعرف بماذا تبرر لهم، فهذه الصور من يراها يظنها حقيقة، لا تعلم ماذا تفعل آلمها قلبها حينما رات نظرة الانكسار في عين والدها والذل في عين امها، وقلة الثقة في عين اخيها وصديقها.
عند عشق وادهم
هبطوا من المصعد، وكادوا ان يخرجوا من العمارة الا ان هناك وابل من الرصاص اطلق عليهم فاختبأوا وراء الباب، طلوا برؤسهم فم يجدوا احدا، وقفوا مكانهم مرة اخري وخرجوا بحذر، فزعت عشق على صوت ادهم وهو يقول بصوت عالي: حاااااسبي
التفتت عشق إلى الخلف وجدت رجال ملثمين يقفون حولهم هي وادهم، وموجهين اسلحتهم نحوهم، وقفا الاثنان في ظهر بعضهم وقاموا بتعمير اسلحتهم ووجهوها نحوهم.
احد الرجال: ارموا سلاحكم احسلكم بدل ما نستخدم طريقة مش هتعجبكم
ادهم ببرود: هتعمل ايه يعني مش هتقدروا تعملوا حاجة، ثم ابتسم بشر ونظر نحوهم ثم رمي سلاحه على الارض، نظرت له عشق بخوف: ادهم انت بتعمل ايه..
نظر اليها ادهم نظرة تعرفها هي جيدا، ، فهم في التدريبات كانوا يتعلمون لغة الاشارة في هذه المواقف، لذلك رمت عشق سلاحها ايضا وابتسمت بخبث.
ثم قاموا معا بالعد إلى خمسة: واحد، اتنين، تلاتة، اربعة، خمسة، كان الرجال لا يفقهون شيئا مما يفعلونه كانوا ينظرون اليهم باستغراب ومتأهبين للقتال، وعلى حين غفلة قام ادهم بامساك واحداا منهم ولوي ذراعة خلف ظهره واوقفه امامه كحماية. ، اما عشق فقامت بضرب واحدا منهم بقدميها في معدته مما ادي إلى تألمه وانحني للأمام وقامت بأخذ مسدسه وضربه على رأسه بشدة فوقع ارضا ظلوا هكذا بضع دقائق وهم يقاتلون.
جاء شخص ما من وراء عشق وقام بإمساكها من ذراعها بشدة دفعته بعيدا ولكنه امسكها من كم بلوزتها ادي إلى تمزقها، شهقت عشق بفزع وحاولت مداراة ذراعها الذي كشف
عشق بخضة: شرفي يخربيتك. ، الحقوناااااي، الزبالة الحقير بيتحرش بيا
سمعها ادهم فقام بضرب الرجل بقوة ثم ذهب اليها...
ادهم بقلق وهو يقوم بضرب الرجل بشدة: في ايه. ، حصلك حاجة.
عشق ببكاء مصطنع: اه يا خويا اهئ اهئ، كشفني وعراني وخلي اللي يسوي واللي ميسواش يتفرج عليا. ، اهئ اهئ عاااااااا
ادهم يذهول: يا بت انتي هبلة ولا عندك خال اهبل
نظرت له عشق بحدة: متشتمنيش، ايوه انا عندي خال اهبل صح.
ابتسم أدهم ابتسامة صغيرة فسرحت بها عشق وقالت في نفسها: يخربيت تقلك، يعني انا وانت واقفين لوحدنا والشيطان تالتنا ومفيش كلمة حلوة تبل ريقي بيها! اخسسس عالرجولة والشهامة والمرؤة والجمال والحلاوة. ، هييييح
لاحظ ادهم شرودها به فتحدث بمكر: عارف اني قمر وكل البنات بتموت فيا!
خرجت عشق من شرودها على حديثه الخبيث فقررت مشاكسته: انا كنت سرحانة فيك اه، اصل فيه قشرة على شعرك. ، رفع حاجبيه: نعم يا عنيا، قشرة!
عشق ببرائة: ايوة قشرة، ابقي استحمي يا حالظابط اصل النتانة وحشة..
نظر لها ادهم بغضب: نتانة! تصدقي انا غلطان اني واقف معاكي اصلا، اخلصي اتنيلي اركبي بدل ما اقتلك ومحدش هيلاقيلك جثة، بسررررعة، قال الاخيرةبحدة مما جعلها تصعد للسيارة بسرعة حتى تختبأ من عصبيته
عشق: اووووف، هو مفيش كلمة اقولها غير لما يتعصب عليا، عيل رخم
ركب ادهم بجوارها واعطاها جاكيته حتى ترتديه
ادهم: خدي البسي عشان متبرديش.
عشق بتهجم: تمام، شكرا، ثم ارتدته ولكن كانت رائحة عطره على سترته، كانت جذابة للغاية ولكنها تحاملت على نفسها حتى يصلوا إلى المشفي
...
في نفس الوقت عند وعد
خرج ادم بسرعة لمناداة الطبيب، بعد ثواني قليلة عاد ادم والطبيب، دخلوا الغرفة وجدوا علياء في حالة من الهستريا، تضع يدها على اذنها وتكتم هذه الاصوات والكلمات المقززة وهذه اللمسات التي تؤدي إلى الغثيان.
- خايفة من ايه يا حلوة ده الباشا موصي عليكي اوووي، ظل يقترب منها وهي ترجع للخلف بارتعاش
وعد بصوت عالي: سيبونيي ابعدووووا عننننني، انا بكرهكوووا، وكل ذلك كانت تدفع ادم والطبيب ولكن مخيلتها تصور لها شئ آخر.
حاولوا تهدئتها ولكن لم يستطيعوا السيطرة عليها فهي كانت مثل الطور الهائج فنادوا على بعض الممرضات وقاموا بامساكها جيدا وآدم يحتضنها بشدة وامسك بيدها حتى يعطيها الطبيب ابرة المهدئ، هدئت قليلا ونظرت له وهي تجاهد لفتح جفونها وامسكت يده بشدة، وقالت وهي تترجاه: متسبنيش، متخلهمش ياخدوني تاني، شدد من احتضانها وتحدث قائلا: متخافيش مش هسيبك، ششششش اهدي.
ذهبت وعد في ثباتها بعيدا عن هذا العالم الملئ بالخبث والمكر والجشع، نظر اليها ادم مطولا حائر في حالتها تلك، قرر ان يسأل عشق عن ما تمر به
بعد قليل وصل ادهم وعشق وقاموا بالذهاب إلى الغرفة المحتجزة بها وعد وجدوا كثيرا من الاطباء يخرجون من غرفتها، انقبض قلب عشق خوفا على صديقتها، ذهبت مسرعة حيث الغرفة وجدت الطبيب المشرف على حالتها امامها فسألته بقلق: في ايه يا دكتور، وعد حصلها حاجة.
الطبيب بارهاق: جالها انهيار عصبي شديد
عشق بصدمة: تاني، بس دي كانت كويسة
آدهم: وده جالها من ايه يا دكتور، احنا كنا ماشيين وكانت كويسة
الطبيب: اللي يقدر يجاوبكوا على السؤال ده هو الاستاذ ادم، هو اللي كان معاها، عن اذنكم
اشتعلت اعين عشق بغضب شديد وانطلقت إلى الغرفة، دخلت وجدت ادم جالس بالقرب من وعد وممسك بيدها بشدة..
عشق بغضب: ممكن اعرف ايه اللي حصل ووصلها للحالة دي.
ادم بحدة: انا اللي عايز اسأل، ايه اللي بيحصلها، ليه كل ما راجل يقرب منها بتترعش كده وبيجلها حالة انهيار، هااا لييييه
عشق بتوتر وغضب في الوقت ذاته: م، مفيش حاجة، هي، هي كويسة، بس هي بتتوتر، وبعدين انت بتقرب منها ليه، وكمان ملكش الحق انك تسأل سؤال زي ده
ادم ببرود: لأ. ، ليا حق بما انها قريب هتكون مراتي وعلى اسمي كمان.
عشق بتهكم: الظاهر انك بتنسي كتير يا حضرة الظابط، وعارف ان الجواز ده علشان المهمة اللي احنا طالعينها، وبسسسسس
نظر لها ادم بغضب شديد وتركها وخرج من الغرفة وبداخله يتوعد بمعرفة سبب حالتها تلك
...
عادت علياء من عملها في وقت متأخر وجدت طارق في طريقها وقف وهو ينظر لها بشهوة: ازيك يا قمر، جاية متأخرة ليه، ايه عندك وردية متأخر وعملالنا فيها ست الشريفة.
نظرت له علياء بغضب ثواني وقد تلقي صفعة هزت صوتها ارجاء المكان: انت اوسخ واحد شوفته في حياتي، ولو شوفتك تاني هديلك بدل القلم ده اتنين، عالم زبالة، ، ثم تركته ورحلت جاعلة اياه يستشيط غضبا وحقدا
طارق بغل: ماشي، والله لهربيكي وهخليكي تيجي تترجيني زي الكلبة
صعدت علياء الدرج ثم دخلت إلى شقتها وجدت ابيها واخيها ووالدتها جالسون في الصالون..
علياء بهدوء: سلام عليكم
الجميع: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
والدتها بقلق: ايه يا حبيبتي، اتأخرتي ليه!
علياء: معلش يا ماما كان ورايا شغل كتير اوووي ومكنش ينفع آجي غير ما اخلصه
اخيها الاكبر ابراهيم بمشاكسة: مين يصدق ان علياء العيلة اللي كانت بتيجي تسرق مني الفلوس بقت تشتغل
علياء بمشاكسة هي الاخري: بس ياض، انت كان حلتك حاجة، ده انت كنت معفن...
أبراهيم: معفن! والله لو قومتلك لهخلي وشك زي قفاكي يا علياء الكلب انتي.
علياء: ربنا يسامحك مش هرد عليك يا رزل، يعني انت الشركة اللي شغال فيها دي حلوة يا عنيا
ابراهيم: حلوة جدا، وعجباني بالغيظة فيكي يا حقودة
علياء: وانا هحقد عليك ليه يا عنيا، بص انا مش هرد عليك انا هدخل انام عشان تعبانة، يلا سلام
ابراهيم: يلا في ستين داهية. ، نامي نامت عليكي حيطة
Stop
ابراهيم: هو شاب في السادسة والعشرين من عمره طويل وعريض المنكبين ذو عضلات بطن سداسية وعيون زرقاء ولحية خفيفة وسيم ومرح جداا).
...
عند ميار
كانت تفكر بالحديث الذي قالته لمالك وهل حقا ستستطيع نسيانه ام لا، خرجت من غرفتها، وجدت امها جالسة بالصالة لم تتحدثت معها وتركتها وذهبت إلى الثلاجة واخذت خيارة في يدها وكادت ان تقضمها الا ان تحدثت والدتها
حنان: هو ده اللي انتي فالحة فيه الاكل والشرب وبس
ميار: هو انا مش لسه منضفة الشقة مع اننا بليل، وبعدين المفروض انا بشتغل وبرجع تعبانة يعني الاقي الاكل جاهز وادخل انام.
حنان: ليه! هربيكي عجل تاكلي وتشربي وتنامي بس، لا دانا اللي دلعتك خالص
ميار محاولة التحكم باعصابها: انتي عايزة تتخانقي وخلاص، بقولك جاية من الشغل تعبانة
حنان بتهكم: مش عارفة شغل ايه اللي طلعالي بيه ده، حاجة تقرف
نظرت اليها ميار بغيظ فهي امها وتعرفها جيدا مهما مر عليها الوقت لن تتغير ابدا.
دخلت إلى غرفتها واغلقت الباب عليها واستقلت على السرير وكاد ان يغلبها النوم الا ان ازعجها هاتفها. ، ردت هي على الهاتف
منار: الو، ، الو، ، الو...
لم يرد احدا عليها واغلقت الخط ولكن عاد هذا الرقم يتصل بها مجددا. ، ردت هي
منار: الوو
، : ازيك يا حبيبتي.