رواية القاسيان الجزء الأول للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث
جودى: سهوة!
سهوة بصدمة: جودى!
رأفت: انتو تعرفو بعض ولا إيه
سهوة: هااا، اه جودى تبقى زميلة نيرة اختى
رأفت: امممممم، طب خشى يا جودى جوا
جودى بأستغراب: طيب يا بابا
رأفت: مقولتليش بقا عن معلوماتك اسمك وسنك وكدا
سهوة: اسمى سهوة
ابتسم رأفت
سهوة: عندى 23 سنة خريجة هندسة
رأفت بأستغراب: هندسة!
سهوة: ايوة
رأفت: واية اللى بيشغلك فى البيوت كدا
سهوة: حاولت لكن كل ما اقدم فى شركة ياخدو الواسطة بس
رأفت: كلووووو!
سهوة: ايوة
رأفت: انتى حظك حلو علشان جيتيلى، بس قوليلى انتى خريجة قسم إيه فى ميكانيكا
سهوة: عمارة
رأفت: حلووو اوى
سهوة: انا مش فاهمة حاجة حضرتك
رأفت: بصى يا ستى اللى قدامك ده مهندس برضو وعندى شركة بس مش نفس تخصصك بس ابنى ماسك شركة وبيشرف على مشروعات ومحتاج مهندسين علشان داخل على صفقة وتخطيط لمدينة كاملة بس هو كسول حبتين فأنا بشرف ساعات على الشغل، ها فهمتى
سهوة بصدمة: بس انا...
رأفت: عارف انك مش مصدقة وانك كنتى جاية على اساس تشتغلى فى البيت لكن حرام لما تكونى متعلمة وبقيتى مهندسة كبيرة كدا وتشتغلى شغالة، انتى خلاص اتعينتى فى الشركة وبالمرتب اللى تختاريه كمان
سهوة بفرحة: انا فرحانة اوى، مكنتش متخيلة حضرتك انى هلاقى شركة اشتغل فيها، انا فقدت الامل
رأفت بأبتسامة: الحمدلله انك جيتى يا بشمهندسة، مبروك الشغل ومن بكرا هتستلمى الشغل
سهوة بفرحة: شكرا جدا يا بشمهندس.
رأفت: على إيه يا بنتى، انا واثق انك هيكون شغلك كويس جدا
سهوة: ان شاء الله اكون عند حسن ظن حضرتك.
فى تلك اللحظة نزل يوسف هو يدعك فى عيناه لانه قام للتو من النوم.
اسماء: خد يا يوسف
يوسف: استنى يا سوسو لحظة اشوف بس مين مع بابا فى المكتب
اسماء: طيب.
دخل يوسف المكتب وهو يتتاوب ويدعك فى عيناه.
يوسف: صباح الخير يا بابا
رأفت: صباح الخير يا دلوع
يوسف: إيه يا بابا مش قدام الناس، هى دى بقا الشغالة الجديدة، طب اعمليلى كوباية قهوة علشان عندى صداع جامد.
شعرت سهوة بالضيق من طريقة كلامه.
رأفت: دى مش الشغالة يا يوسف دى مهندسة وانا عينتها عندك فى الشركة
يوسف: مش محتاج مهندسين يا بابا
رأفت: لا محتاج علشان المشروع الجديد والتخطيط بتاع المدينة
يوسف: اممممم طيب واسمك إيه بقا
سهوة بضيق: سهوة، اسمى سهوة.
وقع يوسف على الارض ضاحكا: هههههههههههه يحرقك، انتى بجد اسمك سهوة
سهوة بضيق وهى تجز على اسنانها: ايوة
يوسف ضاحكا: ههههههههههه كفاية هموووت، طب سهوة وشاى ههههههههههههه
رأفت: متبقاش رخم وظريف كدا
سهوة وهى تجز على اسنانها: عادى يا بشمهندس رأفت، كل اللى بسمع اسمى بيضحك
يوسف: ههههههه ولا اقولك هسكت علشان شكلك هتاكلينى
سهوة: عن اذنك يا بشمهندس رأفت
رأفت: تمام بكرا ان شاء الله هتيجى من بدرى الشغل.
سهوة: اها طبعا تمام
يوسف: اهم حاجة ولا تحطى ايلاينر ولا ميتين ام البرفنات الغريبة اللى بتحطوها دى علشان بتقرفنى فى الشركة
سهوة بضيق: لا اطمن يا بشمهندس مبحطش الكلام ده
ثم رحلت
يوسف وهو نظر عليها وهى تمشى: شكلها محترم بس جاااامدة
رأفت: لا سيبك منها، دى مش زى البنات البيئة اللى تعرفهم، دى غلبانة وكانت جاية على اساس تبقى شغالة هنا علشان مش لاقية الشركة اللى تشتغل فيها
يوسف: اه وتقوم ملبسهالى.
رأفت: تظبط الشغل بدل ما الشركة هتقع كدا بسبب استهتارك
يوسف: امممممم طيب انا رايح لسوسو عيزانى
رأفت: حد يقول على سته سوسو
يوسف: ايوة يا حاج انا اهو، يلا جود باااى
رأفت: ربنا يهديك
ذهب يوسف ل أسماء
يوسف: إيه يا سوسو كنتى عيزانى فى إيه
اسماء: اقعد
يوسف: ادينى قعدت
اسماء: إيه اللى انت بتعملو ده
يوسف: انا كل اللى بعملو دلوقتى انى قاعد وبسمعلك يا سوسو
اسماء: لا مش قصدى كدا
يوسف: امال.
اسماء: حالك، بتسهر وترجع وش الفجر ومش مهتم بحد فى البيت ولا بشغلك، فين يوسف الدحيح الشاطر بتاع زمان
يوسف: الزمن وبعدين السهر ده اهو حاجة تفاريحى كدا تفك عن الواحد
اسماء: والسهر ده مش فيه بنات!
يوسف: مزززززز
اسماء: طب ما كدا حرام، بتشرب!
يوسف: يعنى
اسماء: يعنى بتشرب
يوسف: اهاا
اسماء:
بسم الله الرحمن الرحيم.
﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
يوسف: إيه يا سوسو انتى قلبتى شيخ مرة واحدة كدا لية، محسسانى انى ابو لهب يعنى
اسماء: ده كلام ربنا يا يوسف وحرام اللى بتعمله ده ولازم تلتزم بقا وتصلى وتسيبك من اللى انت فيه ده
يوسف: ان شاء الله
اسماء: اوعدنى
يوسف: ان شاء الله يا سوسو بقا، يلا سلام
اسماء: ربنا يهديك.
جائت رباب
رباب: ها عملتى إيه معاه!
اسماء: كلمتو بس مصمم ومش مقتنع باللى بقولو
رباب: مش قولتلك، ده ابنى وانا عرفاه
اسماء: بس انا متأكدة ان يوسف هيتعدل بأذن الله
رباب: ربنا يهديه
اسماء: ياارب
دخلت سهوة المنزل وهى ترقص من الفرح وتجرى فى جميع انحاء المنزل وسعيدة
نيرة: إيه يا سهوة انتى اتهبلتى
سهوة: انا فرحااانة، فرحاااانة اوى
نيرة: إيه اللى حصل فرحينى معاكى
سهوة: هشتغل فى شركة
نيرة بصدمة: بجد.
سهوة: ايوة وبمرتب عااالى
نيرة بفرحة: ازاااى احكيلى
سهوة: طيب هحكيلك.
حكت سهوة ل نيرة كل ما حدث وما دار.
نيرة: يااااه سبحان الله، يعنى بيت جودى وكمان والدها قالك هتشتغلى فى الشركة
سهوة بفرحة: ايوة، كنت رايحة اشتغل فى الفيلا، شوفتى
نيرة: سبحان الله، ربنا يكرمك فى الشغل ده وتبقى احسن مهندسة يارب
سهوة: ياااارب بس ربنا يستر
نيرة: من إيه
سهوة: صاحب الشغل اللى هو ابن بشمهندس رأفت هو صاحب الشركة اللى هشتغل فيها
نيرة: واية المشكلة فى كدا
سهوة: شكلووو رخم وبااارد وتنح
نيرة: اها ما جودى حكتلى عنه.
سهوة: ربنا يستر انا هحاول اتجنبه على قد ما اقدر
رباب: إيه يا رأفت هى الشغالة اللى اتصلت امبارح مجتش ولا إيه
رأفت: لا جت
رباب: امال هى فين
رأفت: هتشتغل فى شركة يوسف
رباب: إيه، انا مش فاهمة حاجة
رأفت: بصى انا هحكيلك كل حاجة.
قص رأفت القصة بأكملها على رباب واخبرها بكل شئ.
رباب: ياااه مهندسة ومش لاقية شغل فى اى شركة!
رأفت: شوفتى بقا، وغلبانة ومحترمة، ربنا بعتها علشان يكون الشغل ده من نصيبها
رباب: فعلا محدش عارف الخير فين
رأفت: ايوة، يعنى الرزق ليه يوم وهيجى
يوسف: الو، ايوة يا عمر
عمر: إيه يا سوفة مش هتسهر النهاردة ولا إيه
يوسف: لا زهقان مليش نفس اسهر النهاردة
عمر: هو انا بقولك عازمك على سبانخ، إيه ملكش نفس دى.
يوسف: عدى عليا نلعب بلاي ستيشن عندى وخلاص علشان وحشنى الخمسات والستات اللى بيشيلهملك
عمر: يا عم امين، بس متزعلش لما اخسرك
يوسف: مش هزعل ياعم، يلا مستنيك
عمر: مسافة السكة
ولاء: بجد يا سهوة، هتشتغلى فى شركة
سهوة بفرحة: ايوة الحمدلله
ولاء: الحمدلله، مش قولتلك اصبرى وربنا هيرزقك
سهوة: والله انتى عسل وبقيت بستبشر بكلامك، لما بتنصحينى بحاجة بيحصل خير بعدها.
ولاء: طب مانتى كدا ولا نسيتى موضوع نشأت اللى اتقدملى وانتى قولتى انك مش مستريحالو وفعلا طلع تاجر مخدرات وقتال قتلة
سهوة: اهو الحمدلله ربنا خلصك منه
ولاء: الحمدلله
يوسف: هتلعب على إيه تانى يابن بهية علشان اخسرهولك
عمر: ياعم الدراع بايظ
يوسف: اها منا عارف
عمر: منا خسرتك ماتش برضو
يوسف: ضربات جزاء انما انا ماسكك من ساعة ما قعدنا 6 ماتشات كل ماتش فرق 4 او 5
عمر: خلاص ياعم انت هتزلنى.
يوسف: لا ياعم انا غلبااااان
عمر: انت هتقولى
*رن هاتف يوسف*
عمر: مين
يوسف: هيكون مين غيرها، سما
عمر: طيب ما ترد يابنى
يوسف: لأ مش ناقص وجع دماغ، يلا ياعم نتفرج على ماتش الريال والبارسا هيبدأ دلوقتى
عمر: اشطا يلا
كانت تجلس سهوة على سريرها تسترجع ذكرياتها وما حدث فى الماضى لكن استوقفت ذاكرتها موضوع اليم لن تستطيع ان تنساه ابدا وما زال له اثر فى قلبها حتى الان.
flash back
*كانت سهوة فى الكلية *
سهوة: طارق انا ممكن اقولك على حاجة
طارق: إيه يا سهوة
سهوة: انا بنت فقيرة جدا وعايشة فى منطقة شعبية وحتى البيت اللى قاعدة فيه صغير وعلى قدو اوى
طارق: وانتى مقولتليش كدا من زمان لية
سهوة: عادى كنت مستنية الوقت المناسب علشان اقولك، واديك قولتلى انك هتيجى تخطبنى من ماما فقولت اصارحك.
طارق: اممممم، بس انا مستوايا يا سهوة ميسمحليش اجيلك انا واهلى اخطبك فى المنطقة اللى انتى فيها وبيتك اللى على قدو
سهوة بدموع: يعنى إيه
طارق: انتى بنت كويس يا سهوة والف واحد يتمناكى بس انا هيبقى شكلى إيه قدام اهلى لما اخدهم واروح منطقة شعبية علشان اخطبك وهيكون نظرتهم ليا إيه!، هيقولو انى مستوايا اتجوز واحدة فقيرة وعايشة فى منطقة شكلها كذا او كذا، حطى نفسك مكانى.
سهوة ببكاء: كنت فاكرة انك بتحبنى وهتقبلنى بفقرى، خلاص كدا فهمتك
طارق: سهوة متزعليش بس...
سهوة ببكاء: متقولش حاجة، انا ماشية واسفة انى ضيعت وقتك
ورحلت سهوة وهى تبكى بشدة
back.
بكت سهوة عندما تذكرت ذلك اليوم فعندما حبت خدعت فى ذلك الحب بسبب فقرها، هذا كل ذنبها
تذكرت ذلك سهوة وبكت بشدة ونامت وهى حزينة وكانت الدمعة تجرى على وجهها معلنة انكسارها وحزنها.