قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الخمسون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الخمسون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الخمسون

في فيلا ناهد الرفاعي
قبل أن ينصرف زيدان تماما من أمام جاسر وخالد وادهم – خاصة بعد المشادة الكلامية بينهم - التفت برأسه إليهم و...
-زيدان بنبرة واثقة ونظرات جادة: اه بالمناسبة، متقلقش على شاهي مراتي حبيبتي، أنا خدتها تاني في حضني، وهراعيها كويس، ماهو برضوه الضفر ما يطلعش من اللحم، ودي قبل ما تكون مراتي، فهي آآ، بنت عمي.

رمق جاسر زيدان بنظرات حانقة، في حين استقل زيدان سيارته، وأمر سائقه بالتحرك، ولحقت به حراسته الخاصة...

فكر أدهم للحظات فيما قاله زيدان، وظل محدقا بصره في الفراغ الذي خلفه أثره و...
-أدهم متسائلا بحيرة: يقصد ايه زيدان بكلامه ده؟
-خالد وهو يلوي فمه في ضيق: فكك منه، أهو بيهلفط بأي حاجة والسلام
-أدهم وهو يهز رأسه: لأ، النوع ده مش بيقول كلام على الفاضي.

ابتلع جاسر ريقه في توتر شديد، فهو قد فهم تماما ما يرمي إليه زيدان، بلى، لقد أدرك أن زيدان ربما يعلم بدرجة كبيرة بحقيقة نسب شاهي التي حاولت والدته الراحلة إخفائها عن الجميع إلا هو، فناهد قد اعترفت مسبقا له بأنها أخطأت وأقامت علاقة غير شرعية مع عدلي خلال زواجها السابق من يسري..
حاول جاسر أن يخفي ملامح الارتباك، ورسم على وجهه علامات الامتعاض والتجهم و...

-جاسر بحنق: انا مش عارف انت حوشتني عنه ليه؟
-خالد بنبرة ممتعضة: يعني أسيبك تموته، والناس تتفرج علينا، وده مش وقته خالص
-جاسر بنبرة قاتمة: هو لو مفكر إنه هيمنع اختي عني يبقى بيحلم ومايعرفش أنا مين..!

زفر أدهم في ضيق، و...
-أدهم بنبرة ضائقة: أنا مش عارف انتو مش عاوزين تركزوا ليه في اللي قاله!
-خالد على مضض: يا أدهم ده واحد متخصص في حرق دم الناس
-ادهم بنظرات جادة: لأ، انت فاهم هو قال ايه؟ ده قال ان شاهي بنت عمه...!

انتبه خالد لتلك العبارة، فقد أدرك للتو أنه قد سمعها منه من قبل، ولكن في المشفى، وهاهو الآن يعيد تكرارها أمامهم بدون أي تردد..
-خالد بنظرات زائغة: تصدق انت عندك حق.

لم يعقب جاسر، بل ظل صامتا يوزع نظره بين كليهما، في حين أكمل أدهم ب...
-أدهم متابعا بنظرات مترقبة: مش عارف، بس لازم نشوف قصده ايه لما بيقول ان شاهي بنت عمه
-خالد متهكما: يكونش مفكر نفسه من عيلة الصياد!
-أدهم بنرفزة وهو يشير بيده: ايه يا عم خالد، ده البني آدم ده مالوش عم إلا الزفت عدلي...!

توتر جاسر كثيرا، واعتلى وجهه علامات الارتباك الواضحة، و...
-جاسر بقلق شديد: يعني ايه؟
-أدهم بترقب: بصراحة مش عارف، بس لازم ناخد بالنا من كلامه ده.

اضطرب جاسر أكثر في نفسه، فأدهم قد فهم تقريبا ما يرمي إليه زيدان، وجاسر لا يريد الحديث عن هذا الأمر حالي، ولكن ما يثير حيرة جاسر حقا هو كيفية معرفة زيدان بتلك المسألة، خاصة أن والدته لم تسرد لأي أحد عن ماضيها المشين سواه...

انضم إليهم عمر والذي لاحظ ارتباكهم و...
-عمر متسائلا باستغراب: انتو سايبين العزا وأعدين هنا ليه؟
-أدهم بضيق: اسبقنا انت يا عمر
-عمر وهو يوميء برأسه: ماشي، بس الناس بتسأل عليكم
-خالد بحدة وهو يشير بيده: يالا ياض من هنا، واحنا هنحصلك
-عمر وهو يلوي فمه بامتعاض: الله! هو أنا كل ما أكلم حد فيكم اتهزق، دي حاجة تخنق
-أدهم بنظرات حادة: بتقول ايه ياله، سمعنا؟
-عمر وهو يجز على أسنانه: بقول طيب...!

في داخل الفيلا
عقدت فريدة العزم على أن تقضي عدة أيام في فيلا أختها بحجة أنها تفتقدها كثيرا، ولا يمكنها تحمل فراقها، في حين أنها كانت تنتوي أن تفتش أركان الفيلا بحثا عن أي أوراق أو تسجيلات مصورة لها ربما تتسبب في فضح أمرها، وهي تريد البدء في البحث من الليلة، لكي تتجنب مجيء الشرطة أو عناصر البحث الجنائي للفيلا واكتشاف ما قد يشير إليها...

ظلت كنزي ويارا تحدقان بفريدة في محاولة منهما لسبر أغوار عقلها..
في حين لم تكف هي عن رمقهما بنظرات الازدراء الممزوجة بالاستعلاء والاحتقار...

انتهى العزاء تقريبا، وأوشك الجميع على الانصراف...
صافح جاسر غالبية الموجودين، وما إن إطمأن على انتهاء كل شيء حتى دلف إلى داخل الفيلا.

وجد جاسر خالته فريدة جالسة والحزن يكسو ملامحها، وكذلك كان حال يارا ورفيقتها، ثم جاب ببصره إلى أن وجد نهى مازالت باقية هي الأخرى
تسائل جاسر عن تلك الفتاة الصغيرة التي تجلس بجوار يارا فأخبره عمر الذي كان واقفا إلى جواره ب...
-عمر وهو يتنحنح: دي آآآ، دي تبقى كنزي
-جاسر باستغراب: كنزي مين
-عمر بخفوت: بنت ضرة خالتك
-جاسر فاغرا شفتيه: افندم؟

-عمر بصوت خافت وهو يشير بيده: أصل أنت لما طولت في غيابك، فاتك شوية أكشن على دراما قبل ما يقلب ب، آآآ...

رمق جاسر عمر بنظرات قاسية فتوقف عمر عن إكمال باقي حديثه، ووضع يده على فمه، وأطرق رأسه في توتر...
سار ادهم بخطوات بطيئة وجلس إلى جوار والدته و..
-أدهم بخفوت: هاتعملي ايه يا ماما
-فريدة مدعية الحزن: أنا هاعد هنا يومين، قلبي مش مطاوعني ارجع الفيلا، وأشوف آآآ، اهيء...

بدأت فريدة تجهش بالبكاء، فمد أدهم يده ووضعها على ظهرها، وظل يربت عليها برفق و...
-أدهم بنبرة منزعجة: خلاص يا ماما، اهدي، اعملي اللي يريحك.

كانت كنزي تراقب فريدة عن كثب، ولم تقتنع أبدا بحزنها الزائف، لذا مالت قليلا بجسدها على يارا و...
-كنزي بصوت خافت: العقربة لفت على جوزك
-يارا بضيق: اصل انتي ماتعرفيهاش زيي
-كنزي بنظرات جادة وصوت خافت: مش محتاجة أعرفها، باين على خلقتها
-يارا وهي تزفر في ضيق: اوووف، ربنا يريحنا منها.

لمحت نهى جاسر وهو يدلف مع أحد الأشخاص إلى غرفة الصالون، وما إن تأكدت من أنه أصبح بمفرده نوعا ما حتى نهضت عن الآريكة وتوجهت إليه بخطوات بطيئة...
مدت نهى يدها، ثم صافحت جاسر، ونظرت إليه بأعين دامعة وأنف منتفخ من البكاء و...
-نهى بنبرة حزينة: أنا مش عارفة أقولك ايه يا جاسر، بس شيد حيلك، مامتك راحت عند الأحسن مننا
-جاسر باقتضاب: ولا دايم غير وجه الله.

-نهى بنبرة شبه جادة: اكيد المجرمة اللي عملت كده هتاخد جزائها، ربنا مش هايسيبها
-جاسر وهو يوميء برأسه: أها
-نهى وهي تعض على شفتيها في تردد: آآآ، أنا، أنا كان بودي والله أفضل معاك، بس طبعا عشان الاحراج والظروف وآآآ...
-جاسر بإيجاز: مفهوم يا نهى، كتر خيرك برضوه
-نهى بنبرة جادة: أنا مش بقول كده والله
-جاسر بنبرة خافتة وهو يشير بيده: أنا عارف، يالا عشان تلحقي ترجعي.

-نهى وهي تتنحنح: احم، آآآ، انا هاعد يومين هنا في كايرو، يعني عشان لو احتاجت حاجة
-جاسر بنبرة جادة: نهى من فضلك ارجعي شرم، أنا هابقى قلقان عليكي وانتي لوحدك هنا، وزي ما انتي شايفة انا ورايا حاجات كتير عاوز أتأكد منها
-نهى بنظرات راجية: صدقني يا جاسر، أنا ماينفعش أتخلى عنك وأبعد في الظروف دي.

كانت فريدة تتابع بشغف ما يدور بين جاسر والفتاة الغامضة، هي تود التحري عنها ومعرفة هويتها، ولكنها لن تستطيع الآن، ستنتظر ريثما يهدئ الضع وتبدأ بمعرفة سبب ملاحقتها لجاسر، فهي تخشى أن تكون جاسوسة لزيدان...

قرر أدهم الانصراف، وطلب من يارا أن تذهب معه، وكذلك نهضت كنزي عن الآريكة..
كان عمر على وشك الذهاب معه حينما أوقفه صوت خالد و...
-خالد بنبرة حادة: عمر.

التفت عمر إلى أخيه، ونظر إليه بنظرات مترقبة و...
-عمر متسائلا: خير؟
-خالد بنبرة صارمة: انت هاتفضل أعد هنا مع ماما
-عمر وهو يلوي فمه في انزعاج: أنا؟ طب ليه؟
-خالد بنبرة جادة: هو كده، مش معقول هانسيب أمك لوحدها يعني
-عمر على مضض: طب ما تقعد انت، وأنا مالي
-خالد بنبرة حادة: بقولك ايه، انا دماغي مش فايقة للرغي ده، انت تعمل اللي بقوله وانت ساكت.

-عمر وهو يزفر في ضيق: أووووف، ما هو أنا اللي وقعت من قعر القوفة...!

لكز خالد عمر بحدة في كتفه، فتأوه هو من الآلم، ثم عاود أدراجه للداخل وهو يغمغم بكلمات غير مفهومة...

صعد جاسر بعد أن انصرف الجميع إلى غرفة والدته الراحلة ناهد، ثم جلس على فراشها، وظل يمسد بيده على الملاءة، وينظر إلى مكان نومها بأعين دامعة، ثم اجهش فجأة بالبكاء و...
-جاسر بصوت باكي: ليه يا أمي، ليه عملتي كده؟ ليه؟ كان نفسي قبل ما يجرى اللي حصل إنك تكوني توبتي وكفرتي عن ذنبك، لا إله إلا الله، هاقول ايه بس، معدتش يجوز عليكي غير الرحمة، آآآآآه يا أمي، آآآآه...!

في فيلا زيدان الباشا
عمد زيدان إلى توفير الرعاية الطبية التي تحتاجها شاهي، كما قام بنقلها خلسة من المشفى إلى فيلته، وخصص لها طاقم تمريض، بالإضافة إلى خادمتين، وجميعهن مكلفات بمتابعتها على مدار اليوم.

أوصل السائق زيدان إلى الفيلا، ولحقت من خلفه سيارة الحراسة..
ثم ترجل زيدان من السيارة، واتجه إلى باب الفيلا...
شدد زيدان على حراسته الخاصة بالانتباه لكل ما يحدث، ومراقبة من يمر بجوار الفيلا، بالإضافة إلى عدم السماح بمرور أي احد إلى الداخل مهما كانت هويته دون وجود إذن شخصي منه...

دلف زيدان إلى داخل الفيلا، وسار بخطوات سريعة ناحية الدرج، ثم أمسك بالدرابزون، وصعد عليه على عجالة، ووصل إلى غرفة نومه ليجد شاهي ممددة على الفراش، ساكنة تماما، ومن حولها بعض الممرضات والخادمة..
أشار لهن زيدان بيده لكي يدلفن جميعا إلى الخارج، وبالفعل امتثلن لأوامره..
ظل زيدان باقيا في الغرفة مع شاهي بمفردهما، ثم أمسك الباب بيده، وأوصده بالمفتاح بعد أن أغلقه..

دنى زيدان من فراش شاهي، ثم جلس على طرفه، ووضع يده على جبين شاهي، وظل يتحسسه برفق..
مد زيدان يده الأخرى وامسك بكف يدها، وضغط عليه بحنية بالغة، ثم رفعه إلى فمه، وقبلها برقة و...
-زيدان بصوت هامس: أنا مش هاسيبك مهما حصل، ومحدش هايقدر ياخدك مني حتى لو كان أخوكي، وأنا هاعرف بطريقتي إزاي اكشف فريدة، لأني متأكد إن هي ورا قتل اختها..!

تململت شاهي في الفراش قليلا، وحركت رأسها للناحية الأخرى، فمد زيدان يده ووضعها على طرف ذقنها، ثم أدار رأسها في اتجاهه بهدوء..

تفحص زيدان شاهي بعينين عاشقتين، بلى، لقد أحبها بحق، ولن يتركها مهما كلفه الأمر...

في منزل أدهم ويارا
عاد أدهم وزوجته إلى منزلهما، واضطر أدهم أسفا أن يصطحب معهما كنزي حيث أن الفيلا لا تزال تحت حراسة الشرطة من أجل اكمال التحقيقات وأخذ تحليلات المعمل الجنائي...

حاولت كنزي أن تثير الشكوك حول حزن فريدة المصطنع، ولكن نهرها أدهم بشدة، وطلب منها ألا تتدخل فيما لا يعنيها و..
-أدهم بنبرة منزعجة: اظن ان الموضوع ده ميخصكيش، فيا ريت تحطي لسانك جوا بؤك وتسكتي...!

امتعض وجه كنزي، ورمقت أدهم بنظرات غاضبة، ولم تعقب عليه، ثم سارت بخطوات غاضبة نحو الغرفة الجانبية، ومن ثم دلفت إليها، وصفعت الباب من خلفها بقوة...

عاتبت يارا أدهم على ما فعل و...
-يارا بنظرات معاتبة: ليه كده بس يا أدهم؟ انت كسفت البنت!
-أدهم بحنق: بقولك ايه، أنا أصلا مخنوق وعلى أخري، ومش ناقص فزلكات كرومبو بتاعتها دي...!
-يارا بنبرة جادة: بس لعلمك هي بتكلم صح، أمك مش من النوع اللي يزعل على حد بسهولة، وخصوصا إنها آآآ...
-ادهم بنبرة صارمة: يارا، حلي عن نافوخي بدل ما نتخانق سوا، وتبقى ليلة عكننة على الكل...!

رمقت يارا أدهم بنظرات حانقة، ثم انصرفت من امامه وتوجهت ناحية غرفة نومها، وهي تتمتم بكلمات غاضبة..
جلس ادهم على الأريكة، ثم وضع يده على وجهه، وظل يفرك في وجهه محاولا التفكير فيما هو قادم...
أخذ خالد بعضا من متعلقاته الشخصية، ثم انتقل للإقامة في أحد الفنادق القريبة وذلك أيضا لنفس السبب وهو وجود حراسة من الشرطة بالفيلا.

تمدد خالد على الفراش، وظل يدير في رأسه ما دار طوال اليوم، ويحاول ربط الأحداث ببعضها البعض، وخاصة ما يتعلق بإدعاء زيدان بأن شاهي هي ابنة عمه، واتهام الخادمة صباح بقتل خالته..

ظلت الشكوك تراود خالد، فهو يشعر أن هناك حلقة ما مفقودة في الموضوع، ولكنه عاجز حاليا عن إيجادها..
بعد مرور أسبوع
ظل الوضع على حاله طوال الأيام اللاحقة...
بقيت فريدة في فيلا اختها، وظلت تعبث في كل ركن بها محاولة الوصول إلى أي ورقة أو وثيقة تخصها، ولكنها لم تجد شيئا، فتملكها نوعا ما الشعور بالاطمئنان..

-فريدة في نفسها بنبرة فرحة: أنا كده مافيش حاجة عليا، يدوب بس أعد اد يومين تلاتة كمان هنا، وأرجع الفيلا أشوف ايه اللي بيحصل هناك..!

تملك الغيظ من عمر فقد كان مضطرا للإقامة مع والدته في فيلا خالته، في حين كان يرغب هو في أن يكون بصحبة كنزي ويارا، ولكن ليس باليد حيلة..
تصنع عمر الأعذار الواهية من أجل الخروج من الفيلا، ولكنه لم ينجح في إقناع أخيه خالد، فقد أصر على بقائه معها من أجل مراقبتها في تلك الحالة..
طلب جاسر عطلة من عمله، وبالفعل وافق رئيسه اللواء أحمد على هذا مراعاة لتلك الظروف القاسية التي يمر بها..

-اللواء أحمد بنبرة جادة: أتمنى انك متطولش في الأجازة دي يا جاسر
-جاسر بنبرة حزينة: إن شاء الله يا فندم
-اللواء أحمد بنظرات ثاقبة: هستناك تكلمني وتبلغني انك قطعت اجازتك
-جاسر وهو يمد يده لمصافحته: إن شاء الله يا فندم، عن اذن حضرتك
-اللواء أحمد بنبرة صارمة: اتفضل...
حاول جاسر خلال تلك الفترة تحري معلومات أكثر عن الدافع وراء قتل صباح لوالدته، ولكنه للأسف لم يصل إلى شيء مفيد...

توجه أدهم مع خالد إلى الشركة ليتابعا العمل فيها، ورغم حالة الحزن السائدة على كليهما إلا أنهما ظلا يتابعان بكل جهد أخر تطورات العمل...
كما عاد خالد إلى الفيلا ومكث فيها بمفرده بعد أن انتهى المعمل الجنائي من تفحص مسرح الجريمة بالكامل..

رفضت يارا أن تعود إلى الفيلا، وفضلت المكوث بمنزلها، في حين كونت رابط صداقة قوي مع كنزي والتي اعتبرتها بمثابة شقيقتها الصغرى، وتناقشت معها حول فكرتها التي تنتوي المضي قدما في تنفيذها، أعجبت كنزي كثيرا بفكرة يارا، واقترحت عليها أن تساعدها في انتقاء المركز الرياضي المناسب، رحبت يارا باقتراح كنزي، واتفقت كلتاهما على البحث سويا عن ذلك المركز وتجهيزه بالمعدات...

طلبت يارا من كنزي ألا تخبر أدهم عن سعيهما في تنفيذ فكرة المركز حتى يجدا المكان الجيد، وذلك لتجنب ثورة أدهم الغير مبررة خاصة في تلك الأوضاع الغير مستقرة.

وافقت كنزي على طلب يارا وتعهدت لها بألا تخبره حتى تأذن هي لها بهذا...
كانت كنزي تزور اختها يوميا لتطمئن على احوالها الصحية، وبالفعل تحسنت كارما كثيرا..
أخبرت كنزي أختها الكبرى عن علاقة الصداقة القوية التي نشأت بيها وبين يارا، وكيف أنها تعتبرها مثلها..
سعدت كارما بتلك الصداقة الطيبة، وتمنت أن تدوم..

كما سردت كنزي أخر أخبار عائلة الصياد وشكوكها حول فريدة لأختها التي كانت تنصت بإصغاء إلى ما تقول و...
-كنزي بنظرات متفحصة، ونبرة جادة: قلبب حاسس انها ورا المصيبة دي يا كوكا
-كارما بنظرات ممتعضة: بقولك إيه مالناش دعوة، خليكي في حالك
-كنزي على مضض: ما أنا في حالي، بس الست دي مش هاتسيبنا في حالنا...!
-كارما بتنهيدة منزعجة: ربنا يهديها...

طرقت على باب الغرفة إحدى الممرضات قبل أن تدلف إلى الداخل وهي تحمل في يدها باقة ورد راقية..
أسندت الممرضة الباقة على الطاولة، فنظرت كنزي إليها، ونهضت عن المقعد ثم مدت يدها وامسكت بالكارت وقرأت ما كتب بداخله ( حمدلله على سلامتك ) و...
-كنزي وهي تعقد حاجبيها في استغراب: ده مافيش اسم على الكارت
-كارما بنبرة حائرة: انتي عارفة يا كنزي ان كل يوم يجيني ورد زي ده في نفس الميعاد بس معرفش من مين..!

-كنزي متسائلة في تعجب: طب وده مين اللي هيبعتلك ورد غالي زي كده؟
-كارما وهي تمط شفتيها: معرفش..!
ورغم أن كارما أنكرت عدم معرفتها بصاحب الباقة، إلا أنها كانت تشك في شخص بعينه، ولكنها لم ترد الإفصاح عنه...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة