رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والثلاثون
في فيلا رأفت الصياد
كان أدهم يشعر بالغيظ لعدم وجود يارا بالفيلا وذهابها للعمل بصحبة خالد و...
-أدهم في نفسه: طبعاااا البيه خالد ماهيصدق يترسم ويعمل فيها الراجل المهم، خبير الشركة الأول ومدير المجموعة اللي مالوش زي، طبعاااا وتلاقيه كل شوية تعالي يا يارا، عاوزك يا يارا، خلصيلي الورق ده يا يارا، وكل ده على عينك يا تاجر ومحدش هيقدر يقوله تلت التلاتة كام، طيب وماله، ده أخر يوم ليك معاها يا خالد، ومن بكرة انا اللي هاقوم بدور المدير عليها، وزي ما انت شوفت نفسك معاها يومين، أشوف أنا كمان نفسي عليها، بص أنا هفضل أعد كده دماغي تودي وتجيب، وليه أستنى لبكرة، طب ما أنا أروح الوقتي وأشوف بنفسي ايه اللي بيحصل هنا!
وبالفعل ارتدى أدهم ملابسه بسرعة، ثم اخذ سيارته وانطلق بها نحو الشركة
في شركة الصياد
قاربت يارا على الانتهاء من عملها و...
-يارا: ياااااه، مش مصدقة، انا قربت أخلص، الحمدلله
-منير: برافووو
-يارا: بص كده يا استاذ منير وقولي رأيك
-منير وهو ينظر لشاشة الحاسوب: مممم، فعلا القوائم شاملة كل حاجة مطلوبة
-يارا: أنا سمعت كلامك يا استاذ منير وكل شوية اتأكد اني عملت save للشغل بتاعي
-منير: الله ينور يا بنتي.
-يارا: الحمدلله، ربنا مش بيضيع تعب حد
-منير: بالظبط..
ثم فجأة دخل خالد المكتب و...
-خالد: سلامو عليكم
-يارا: انت؟
-منير: أهلا يا بشمهندس خالد، اتفضل
-خالد: أنا جاي بنفسي أشوف الشغل ماشي ازاي
-يارا: هه
-منير: الشغل ماشي كويس يا بشمهندس، والآنسة يارا عاملة مجهود الصراحة تشكر عليه
-خالد بابتسامة: عظيم أوي، احم، اخبار رجلك ايه الوقتي
-يارا وهي تنظر باستغراب للأستاذ منير: هه، آآآ، الحمدلله
-خالد: طيب تسمحيلي أجي اشوف انتي عملتي ايه.
-يارا: أه أكيد، ثواني بس أقوم وتقعد مكاني
-خالد: لأ خليكي أعدة، متقوميش من مكانك، أنا جاي جمبك
-يارا: نعم؟
في نفس الوقت تقريبا وصل أدهم إلى الشركة، واستعلم من الاستقبال عن مكان يارا و..
-موظف الاستقبال: أدهم باشا، منور الشركة يا فندم
-أدهم: شكرا، بقولك اومال يارا الصياد شغالة فين؟
-موظف الاستقبال: مع الاستاذ منير يا فندم
-أدهم: وفين مكانه ده كمان؟
-موظف الاستقبال: في الدور التالت
-أدهم: اوك.
توجه أدهم إلى المصعد ليستقله إلى الطابق الثالث حيث توجد يارا...
في مكتب يارا
اقترب خالد من مكتب يارا ووقف ورائها، ثم مال قليلا ليرى ما كتبته يارا على شاشة الحاسب الآلي، فشعرت يارا بالاحراج لاقتراب خالد منها بتلك الطريقة و..
-خالد: ممم، ده اللي عملتيه؟
-يارا: آآآ، هه، اه
-خالد: واضح فعلا انه خد منك مجهود
-يارا: آآ، أها
-خالد: بس الطريقة اللي انتي عملتي بيها القوايم دي سهلة ومبتكرة
-يارا: اها.
وصل ادهم إلى الطابق الثالث واستعلم عن مكان المكتب، وتوجه إليه، وما إن دلف إلى الداخل حتى رأى خالد وهو مائل على يارا و يتحدثان سويا ف...
-ادهم: اثبت مكانك
-خالد وقد اعتدل في وقفته: أدهم!
-يارا بدهشة: ايه ده، انت؟
-أدهم: الظاهر اني جيت في وقت مش مناسب ولا حاجة
-خالد: لأ عادي، احنا كنا بنشتغل
-ادهم: ماهو واضح فعلا الشغل
-خالد باستغراب: بس قولي انت ايه اللي جابك هنا؟
-أدهم: الله مش الشركة ليا فيها أنا كمان ولا محرمة عليا
-خالد: أه طبعاااا ليك فيها، أنا بس مستغرب وجودك فيها
-ادهم وقد جلس على الكرسي المقابل ليارا: ما أنا قررت انزل أشتغل في الشركة، ماهو مش معقول أسيبلك انت الشغل كله، ده حتى مايرضيش ربنا
-خالد: بجد؟ ناوي تشتغل معانا
-ادهم: طبعاااااا
-خالد: ده خبر حلو أوي يا أدهم، والله أنا مش عارف أقولك أنا فرحان بيك أد ايه
-أدهم: اه طبعااااا، ازيك يا يارا؟
-يارا: كويسة.
-ادهم: مش هتوريني بتعملي ايه بقى
-يارا: بعمل العادي بتاعي
-ادهم: مممم، قولتيلي بقى
-خالد: طب يالا بينا يا أدهم احنا، ونتكلم في المكتب بتاعي فوق
-ادهم: وماله، ما احنا لازم نتكلم ونتفق
-خالد: طبعااااا، ومنور شركتك يا أخويا، ها قولت لبابا ولا لسه
-أدهم وهو ينظر ليارا: لأ لسه، ده انت أول حد جاي أبلغه بده
-خالد: والله العظيم أنا مش مصدق وداني، ادهم بنفسه جاي يشتغل معانا، ده الدنيا أكيد حصل فيها حاجة.
-ادهم: متستغربش من اي حاجة بعد كده
-خالد: طب يالا بينا احنا ونسيب يارا تكمل اللي وراها
-أدهم: وماله، نسيبها الوقتي وبعدين نرجع تاني
-خالد: هه..
-ادهم: ماتخدش في بالك، يالا.
كانت نظرات أدهم ليارا تقلقها كثيرا، كانت تشعر في قرارة نفسها أن وجود أدهم في الشركة سوف يتسبب في المزيد من المشاكل لها و...
-يارا في نفسها: أنا مش مرتاحة لوجود أدهم هنا، بصاته ليا مش مريحة ع الأخر، هو مش جاي يشتغل هنا صدفة، أكييييد العقربة أمه بعتاه هنا ليا عشان يكمل ع اللي ناقصني، لازم أخد بالي من تصرفاته، وربنا ينجيني من شرهم كلهم...
في مكتب خالد
جلس خالد ليتحدث مع أخيه بشأن عمله في الشركة و...
-خالد: بص يا أدهم، أنا هجهزلك المكتب اللي جمبي، عشان تقدر تتواصل معايا لو في أي حاجة انت عاوز تعرفها، كمان هجيبلك طقم سكرتارية ع الفرازة، فاهمين شغلهم كويس و..
-ادهم مقاطعا: أنا عاوز يارا تشتغل معايا
-خالد: نعم؟ بتقول ايه
-ادهم: اللي سمعته يا خالد، بقولك عاز يارا تشتغل معايا
-خالد: ليه ان شاء الله؟
-ادهم: هو كده.
-خالد: مافيش حاجة اسمها هو كده، في انها لسه جاية جديد وبتتعلم و، آآآ
-ادهم مقاطعا: وانت بقى اللي بتعلمها؟
-خالد: أه طبعا، ومعايا كمان الاستاذ منير و..
-أدهم: وليه أنا كمان ما أعلمهاش ولا ادربها حتى زيك
-خالد: لإن انت لسه جديد في الشغل، لما تتودك فيه، ابقى درب اللي انت عاوزه.
ثم دلف رأفت إلى داخل مكتب خالد ليتفاجيء بوجود أدهم بداخله، فظن أن هناك مشكلة ما و...
-رأفت: خالد بقولك انا عاوزك تعملي آآآآ، ايه ده أدهم؟
-أدهم: أهلا يا بابا
-رأفت: خير يا بني؟ ايه اللي جابك هنا؟ في حاجة حصلت في البيت؟ أمك كويسة وعمر كويس؟
-ادهم: اه يا بابا، مافيش حاجة حصلت، كلنا بخير
-رأفت: الحمد لله، بس انت جاي ليه هنا؟ عاوز فلوس؟
-أدهم: لأ..
-خالد: مش هتصدق يا بابا أدهم جاي ليه
-رأفت: ليه.
-خالد: أدهم قرر انه ينزل يشتغل معانا في الشركة
-رأفت بفرحة: انتو بتتكلم جد
-أدهم: ايوه يا بابا، وأنا جيت بنفسي أقولك ده
-رأفت وهو يحتضن ابنه: حبيبي يا أدهم، والله فرحتني أوي، ده أنا كنت مستني اليوم ده من زمان، يااااااه، اخيرااااا، نورت شركتك يا بني
-أدهم: شكرا يا بابا
-خالد: بس أدهم يا بابا عاوز يارا تشتغل معاه
-رأفت: وماله
-خالد: نعم، طب ازاي؟
-رأفت: الله مش بنت عمكو.
-خالد: يا بابا دي لسه بتتعلم، وادهم لسه جديد ع الشغل، وآآآ...
-رأفت: وماله يتعلموا سوا
-أدهم بفرحة: الله يخليك يا بابا
-خالد: ده هي مبقالهاش يومين بتتدرب وآآآ
-رأفت مقاطعا: خلاص يا خالد زي ما بتدرب يارا درب رأفت بالمرة
-أدهم: اهو ده الكلام
-خالد: اوووف
-أدهم: يا سلااااااااام، اهو كده الواحد يجي ونفسه مفتوحة عليه
-خالد: طيب ماشي يا بابا، أنا هدرب الاتنين سوا بس من أول الأسبوع
-رأفت: اوك.
-أدهم: وليه مش من الوقتي ولا من بكرة حتى؟
-خالد: اكون جهزت المكاتب ليك وليها وظبطت الدنيا، وبعدين احنا اليومين الجايين مش فاضيين عندنا اجتماع الوفد الألماني وده مهم جدا
-رأفت: ماشي يا بني، اللي تشوفه مناسب أعمله
-ادهم: وماله، وانا لحد ما تجهز المكاتب هاقعد معاك هنا
-خالد: هنا فين؟
-أدهم: في مكتبك ده..!
-خالد: كمان.
-رأفت: وماله، انتو الاتنين واحد، شوفوا ايه المناسب واعملوه، انتو مش متخيلين فرحتي النهاردة أد ايه وعيلتي كلها بتشتغل معايا في الشركة
-أدهم: اها
-خالد: ربنا يجمعنا دايما
-رأفت: يا رب أمين، امكم اكيد هتفرح الوقتي
-أدهم: من جهة هتفرح هتلاقيها عاملة بارتي
-خالد: تريقة دي ولا ايه
-أدهم: طبعاااااا، دي اتجننت لما عرفت اني نازل اشتغل
-رأفت: ليه، مش هي كان نفسها تنزل تشتغل معايا من زمان؟
-أدهم: أه، بس مش في وجود آآآآ، يارا!
-رأفت: يوووه، برضوه يارا، أنا مش عارف عملالها ايه يارا
-خالد: هي ماما مش من النوع اللي بيتقبل أي تغيير بالساهل
-رأفت: يارا مش مجرد تغيير، دي انسانة وبنت أخويا اللي ضحى بنفسه عشاني وآآآ...
-خالد: مش فاهم؟
-رأفت: هه آآآآ أنا أقصد يعني آآآ، يعني مش معقول هرمي بنت أخويا في الشارع عشان فريدة مش عاجبها ده
-أدهم: أها...
-رأفت: المهم قولي يا خالد، يارا عاملة ايه الوقتي؟
-أدهم: ليه هو مالها
-خالد: الحمدلله أحسن، الدكتورة طمنتني عليها
-ادهم: ماحد يفهمني في ايه
-رأفت: اتزحلقت وهي جاية لخالد، فكتر خيره عملها اسعافات أولية في رجلها وآآآ...
-أدهم: اسعافات أولية، ماشاء الله، وايه تاني؟
-خالد: يا بابا أنا معملتش حاجة
-أدهم: كماااان ليه معملتش، وماخفي كان أعظم طبعا
-رأفت: بس برضوه، انت اهتميت بيها وده شيء كبير عندي.
-خالد: أي حد في مكاني كان عمل كده، ويارا غالية عندي آآآ، قصدي عندنا كلنا
-ادهم: يا حنين
-رأفت: تسلميلي يا بني، أنا مروح ها هتيجوا معايا ولا أعدين؟
-خالد: أنا أعد شوية، لسالي كام حاجة عاوز أخلصها
-رأفت: تمام، شوف يارا لو خلصت ابقى هاتها معاك
-خالد: اوك
-رأفت: سلام يا ولاد.
خرج رأفت من المكتب بينما ظل أدهم وخالد يتحدثان قليلا عن العمل ثم قرر أدهم الانصراف و...
-خالد: ها فهمت هتعمل ايه
-أدهم: مش أوي
-خالد: واحدة واحدة وهتتعلم، متقلقش
-أدهم وقد وقف في مكانه: ان شاء الله
-خالد: انت هتعمل ايه الوقتي؟
-أدهم: أنا ماشي، كفاية عليا كده النهاردة
-خالد: أوك، بكرة ان شاء الله نكمل
-أدهم: اه بالمناسبة..
-خالد: ايه؟
-أدهم: أنا هوصل يارا في طريقي
-خالد: نعم؟
-ادهم: يعني البنت رجلها وجعاها، هسيبها تتبهدل في المواصلات
-خالد: لأ، بس انا كنت آآآآ...
-ادهم: سلام يا اخوياااااا...!