رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثامن عشر
ظل أدهم ينظر إلى يارا الباكية و...
-يارا: حرام عليك، انت بوظت سمعتي ع الفاضي
-ادهم بخبث: ولا باظت ولا حاجة، وبعدين اللي باظ ممكن يتصلح!
-يارا: فكني لو سمحت
-أدهم: تؤ مش الوقتي
-يارا: ليييييه؟
-ادهم: أما يجيلي مزاج، وبعدين انتي منورة الأوضة بتاعتي كده، وأنا بصراحة بقى عجبتني فكرة أصلح اللي، اللي باظ
-يارا: ت، تقصد ايه؟
-أدهم وهو يقترب منها: أقصد آآآآآ...
وفجأة دخل عمر وخالد إلى الغرفة ويبدو على وجههما القلق الشديد و..
-خالد: ايه اللي حصل؟
-عمر: ماما فين؟
-أدهم: فريدة هانم لسه ماشية من هنا
-خالد: يارا، انتي، انتي كنتي بتعيطي؟
-عمر: ثواني أجيبلك مناديل تمسحي دموعك
-أدهم: خلاص بقى يا خالد
-خالد: هي ماما قالتلك حاجة؟
-يارا ببكاء: هي، هي
-أدهم: يا سيدي زعقت، وقالت كلمتين فارغين والعبد لله لم الموضوع في ثانية
-خالد: طب يارا بتعيط ليه
-يارا: عشان هي آآآ...
-أدهم مقاطعا: يا سيدي عشان عاوزاني أفكها وأن مش راضي غير لما تضحك
-يارا: لأ محصلش انت كنت عاوز ت...
-أدهم مكملا: عاوزك تضحكي وبلاش جو ميلودي دراما ده
-عمر: ميلودي دراما قفلت من زمان على فكرة وفتح مكانها قنوات تانية
-خالد: نفسي أعرف الواد التافه ده محشور معانا ليه
-عمر: انا مش تافه، انا زي زيكم في البيت ده، وبعدين يارا دي أنا أقرب واحد ليها
-خالد: طب اطلع برا بقى
-يارا لعمر: عمر فكني
-أدهم: لأ.
-يارا: تعالى فكني يا عمر، أنا بقيت كويسة وملكش دعوة بيهم
-عمر: طلباتك أوامر يا قمر
-أدهم: خالد امسك الواد ده
-خالد: ليه
-أدهم: ايمع اللي هاقولك عليه بس
-يارا: بسرعة يا عمر.
أمسك خالد بعمر وقيد حركته، بينما مزق أدهم الوسادة الخاصة به وأخرج منها ريشة صغيرة ليدغدغ بها يارا و...
-أدهم: انا مش قولتلك مش هفكك غير لما تضحكي
-يارا: وانا مش عاوزة اضحك
-عمر: سيبني يا خالد
-خالد: اسكت ياض، انت هتعمل ايه يا أدهم؟
-أدهم وهو يمزق الوسادة: مافيش هاضحك الأنسة شوية
-يارا: لألألألأ
-أدهم: دي فرصتي
-يارا: عشان خاطري أوعى تفكر في اللي بفكر فيه.
-أدهم: تؤ، برضوه هخليكي تضحكي بالعافية، وادهم الصياد لما يقول حاجة بينفذها.
أمسك أدهم بالريشة وبدأ يحركها على بطن قدم يارا التي كانت تصرخ من الضحكات و...
-أدهم وهو يدغدغ قدمها: ها...
-يارا: بس هههههههههه، بقولك بس، آآآآه، حرااام بس ههههههههه
-عمر: سيبها يا أدهم هتموت في ايدك
-أدهم: لأ، لما تفك ع الأخر من جو الاكتئاب
-خالد: خير ما عملت
-عمر: سيبني يا خالد
-يارا: لألألأ ههههههههههههههه، كفااااية هههههههههه، مش قادرة هههههههههه.
في غرفة نوم فريدة
أوقظت فريدة زوجها رأفت لتخبره بما حدث في غرفة أدهم، وقامت بالقاء اللوم كاملا على يارا و...
-فريدة: وطبعا أدهم حاول يدافع عن الهانم ويقول كلام محصلش
-رأفت: معقول اللي بتقوليه ده
-فريدة: ايوه، ولو مش مصدقني روح دلوقتي شوف الهانم وهي نايمة في أوضته وعلى سريره، ده اللي كان ناقصني!
-رأفت: أنا مش هسكت عن اللي حصل ده وهاخد موقف.
-رأفت في نفسه: والله شكلك يا فريدة انتي اللي بتعملي أفلام ع الفاضي عشان تشوهي صورة البت بأي شكل، يعني الغلبانة دي مبقلهاش يومين وهتحاول توقع ابنك اللي موقع نص بنات البلد في حبه، وأل ايه هو الملاك البريء اللي معملش حاجة، أل يعني أنا مش عارف أدهم ابني بيعمل ايه بره، أحسن حاجة أعملها أمثل اني رايح أولع فيها خليني أخلص من زنها...
في غرفة أدهم
-خالد: تصدق طلع عندك حق يا أدهم
-أدهم: عشان تعرف افكار أخوك النيرة
-عمر: البت هتموت في ايدك ارحمها
-يارا: بس بقى ههههههههههه، بس أما أقوملك
-أدهم: ولا تقدري تعملي حاجة، ده حتة ريشة خلت ضحكتك تجلل
-خالد: ربنا يديم عليكي الضحكة.
وفجأة دخل رأفت ووجد هذا المشهد فبدأ بتوبيخ الجميع و...
-رأفت بحدة: ايه المسخرة اللي بتحصل هنا
-خالد وقد ترك عمر: آآآآ...
-رأفت: انتو بتعملوا ايه في يارا
-أدهم: مافيش
-خالد: بابا آآآآآ، أصل آآآ
-عمر: كان يا بابا أدهم بيزغزغها في رجلها، يرضيك يعمل كده
-خالد: كانت معيطة وأدهم حب يخليها تفرفش شوية
-أدهم: بالظبط
-رأفت بحدة: ازاي تعمل فيها كده
-أدهم: يا بابا آآآ...
-رأفت بصوت مرتفع: هات الريشة دي!
-ادهم: اتفضل.
-رأفت: أنا عمها والمفروض أنا اللي أزغزغها
-يارا: لألألألأ.
حاول الجميع اضحاك يارا والتخفيف من حدة الكلام اللاذع الذي سمعته من فريدة..
بعد وقت الظهيرة
كان خالد قد انصرف إلى عمله في الشركة، وذهب أدهم إلى النادي لحضور تدريب الرماية، بينما ظل رأفت في الفيلا وقرر أن يصطحب الأسرة لقضاء وقت طيب في النادي وأيضا للترفيه قليلا عن يارا و...
-رأفت: الكل يجهز نفسه عشان هنروح النادي كمان شوية، عاوز أقضي يوم وسط عيلتي وأحس بجو الأسرة
-عمر وقد قفز من مكانه: أشطا، أنا هلبس ع طووووول
-فريدة: اوك يا رأفت، فرصة نغير المود شوية.
-رأفت: صباح، روحي قولي ليارا تجهز عشان تيجي معانا
-صباح: حاضر يا رأفت بيه
-فريدة بضيق: ايه ده، هي البت دي هتيجي معانا؟
-رأفت: أيوه، اومال يعني هنسيبها لوحدها
-فريدة: مش معقول يا رأفت كل ما نيجي نقرر نعمل حاجة تخلي البت دي تتحشر فيها
-رأفت: الله مش بنت أخويا
-فريدة لصباح: ماتروحيش تنادي حد يا صباح!
-صباح: اللي تؤمريني بيه يا هانم.
-رأفت: فريدة، هي كلمة، يارا هتيجي معانا النادي يعني هتيجي النادي، ولو إنتي مش عاوزة تيجي معانا يبقى خليكي أعدة، وده أخر كلام عندي، ويالا يا صباح انجزي وبلغيها تجهز
-صباح: حاضر يا رأفت بيه
-فريدة بحنق: ماشي يا رأفت، ان ما وريت بنت الخدامين دي مقامها مابقاش أنا فريدة الرفاعي.
بالفعل استعد الجميع للذهاب إلى النادي، واستمرت يارا في ارتداء الملابس السوداء حدادا على جدتها رغم اعتراض رأفت على ذلك، ثم أمر رأفت السائق بأن يجهز سيارة واحدة ليركب بها الجميع، جلست فريدة في الخلف، وجلس بجوارها رأفت، بينما جلس عمر في الأمام، ولم يعد هناك مكان متاحا ليارا إلا أن تجلس في الخلف بجوار فريدة و...
-رأفت: برضوه لابسة أسود
-يارا: انت عارف يا عمي اني مش هاقدر أقلعه الوقتي.
-رأفت: بصي النهاردة أخر يوم تلبسي في الأسود، الحزن في القلب مش باللبس
-يارا: معلش يا عمي أنا مرتاحة كده
-رأفت: خلاص أنا قولت ده اخر يوم للأسود يبقى أخر يوم تلبسيه فيه
-يارا: ربنا يسهل
-فريدة: مش هنطلع بقى، احنا كده هنتأخر!
-رأفت: طيب
-عمر: أنا هركب قدام
-رأفت وقد ركب بالخلف: تعالي يا يارا اقعدي جمبنا
-فريدة في نفسها: اوووف، كمان هتركب بنت الخدامين جمبي
-يارا: مش مشكلة يا عمي أنا هاخد تاكسي واحصلكم.
-رأفت: تاكسي ايه وزفت ايه، أنا قولت للسواق اننا هنركب كلنا سوا، ولو كنت عاوز كل واحد يركب مع نفسه مكونتش فضيت نفسي النهاردة عشان نقضي اليوم سوا
-يارا: عشان تكونوا ع راحتكم يا عمي
-رأفت: الله مش عاوز حد يناقشني في اللي بقوله، نفذي اللي بقولك عليه! يالا اركبي
-فريدة: ربنا ياخدك ياللي منغصة عليا عشتي!
-يارا بابتسامة: ماشي يا عمي هركب
-رأفت: ايوه كده، عاوزين نتبسط النهاردة.
جلست يارا بجوار فريدة التي كانت ترمقها بنظرات كره وبغض واستحقار و...
-فريدة بتأفف: اوووف، الجو خانقة
-يارا: افتح التكيف يا عمو رأفت لأحسن خالتي مخنوقة
-فريدة: مليون مرة أقولك بلاش خالتي دي، مش بطيقها، الله!
-يارا: طيب، هفكرلك في حاجة تانية تكوني بتحبيها
-رأفت: يا سلام يا بنتي، دايما بتدوري ع اللي يفرح غيرك وتعمليه
-عمر: يارا حنينة أوي يا بابا
-فريدة: انت بتتكلم ليه؟ هو حد أذنلك تتكلم؟
-عمر: لأ، بس أنا بقول رأيي
-رأفت: خلاص يا فريدة، محصلش حاجة
-فريدة وهي تنظر ليارا بتعالي: ده ابني وأنا بربيه ع قواعد الاتيكيت، ولا عاوزه يطلع بيئة زي ناس
-يارا في نفسها: ما بيئة إلا انتي، طب والله أنا كنت ناوية مقولكيش خالتي تاني بس انتي اللي هتضطريني اني أقولك أسوأ من كده.
-يارا: والنبي يا خالتي تتاخري شوية لأحسن مش عارفة أقعد
-فريدة: ان شاءالله ما أعدتي
-رأفت: وسعيلها شوية يا فريدة، العربية واسعة
-فريدة: هوسعلها اكتر من كده ايه؟
-يارا وهي تتعمد الالتصاق بها بصوت منخفض: معلش يا خالتي، أصل أنا سنتوفة كده ورفنوعة، لكن حضرتك مليانة فأخدة الحتة كلها
-فريدة بحدة: ايه، مليانة!
-يارا هامسة: أنا عارفة انه غصب عنك التخن ده، أصل دي ترهلات ودهون بحكم سنك الكبير طبعا، فهتعملي ايه يعني؟ ومش معقول هتشفطي وحضرتك كبيرة في السن، ده انتي ممكن تروحي فيها
-فريدة: بس بقى اسكتي
-يارا: اشربي بيبسي دايت بيجيب نتيجة، بس خدي بالك من الكرش
-فريدة: اووووف، انتي متسلطة عليا؟
-يارا: ده أنا بنصحك لوجه الله!
-فريدة: رأفت خلي البنت دي تسكت وإلا هنزل من العربية
-رأفت: يارا سيبي فريدة في حالها.
-يارا: والله يا عمي أنا بس بدردش معاها في حاجات عادية
-فريدة: اوووف منك!
-رأفت: معلش هي مش حابة تتكلم دلوقتي
-يارا: ايوه ايوه عشان النفس والخنقة وكده
-رأفت: بالظبط.
تعمدت يارا مضايقة فريدة في جلستها طوال الطريق إلى أن اقتربوا من وجهتهم، وكانت فريدة تجلس على بركان نار وتود لو تنفجر في أي لحظة في يارا...
-فريدة في نفسها: والله يا بنت الشغالة لهخليكي تندمي ع كل حاجة بتعمليها، هخليكي عبرة لمن لا يعتبر، اصبري عليا بسسسس، فضيحتك هتبقى ع ايدي النهاردة...!
في النادي.
وصلت عائلة رأفت الصياد إلى النادي، دعت فريدة الله ألا تكون صديقاتها قد أخبرن باقي العضوات بما حدث ليلة امس في فيلتها و...
-فريدة في نفسها: يارب مايكونش حد من صحابي قالوا حاجة عن اللي حصل أمبارح في الفيلا بسبب المعتوهة اللي جمبي دي، مممم، طب هعمل ايه لو قالوا؟ لازم أفكر في حجة أقولها ولو زنقوني في الكلام! بس هتكون نهايتك النهاردة على ايدي وهندمك ع اللي عملتيه معايا...!