رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والعشرون
في شركة الصياد
كان الجميع يعمل بهمة ونشاط لانجاز ماهو مطلوب من أعمال، كانت يارا تشعر بالارهاق والتعب خاصة أنها لم تنم جيدا، حاولت جاهدة أن تهني ما كلفها به خالد، واستطاعت إلى حد ما انجاز جزء منه و..
-يارا: ها يا استاذ منير ايه رأيك في كده؟
-منير: الله ينور يا بنتي، تمام
-يارا: ده أنا دوخت أوي عقبال ما وصلت للطريقة دي
-منير: هي طريقة مبتكرة بس أنجزت معاكي
-يارا: الحمدلله
-منير: مش هتطلعي البريك.
-يارا: لأ محتاجة أطلع فعلا، عاوزة أشرب كوباية نسكافيه عشان أفوق
-منير: أها..
-يارا: بس اطبع اللي أنا عملته احتياطي عشان يكون عندنا نسخة ورقية
-منير: تمام
-يارا: أروح أطبع بقى فين؟
-منير: في مكتب طباعة هنا في أخر الطرقة بس لو ملاقيتهوش شغال، هتلاقي واحد في الدور السادس، وواحد في الدور العاشر وفي ال، آآآ
-يارا مقاطعة: حلو بتاعنا، ولو ملاقتش هاطلع ع السادس، وربنا يبعد عنا العاشر.
-منير: هههههههههه، دمك خفيف يا بنتي
-يارا: الله يكرمك يا أستاذ منير
ذهبت يارا لتطبع الورق الخاص بها في مكتب الطباعة في نفس الطابق ولكن كان مغلق لأنها فترة الراحة، فقررت أن تصعد للطابق السادس وكذلك كان الحال، فلم يعد أمامها إلا الطابق العاشر لتصعد اليه و..
-يارا: لو سمحت، بعد اذنك!
-أحد الموظفين: خير يا آنسة..
-يارا: هو المكتب مش شغال ولا ايه؟
-أحد الموظفين: هما في البريك يا آنسة.
-يارا: اها، طيب المكتب اللي في السادس شغال
-أحد الموظفين: ممكن تلاقيه برضوه في وقت البريك، اللي مش بياخد بريك وشغال دايما المكتب اللي في العاشر
-يارا: الظاهر انه اتكتب عليا أطلع العاشر
-أحد الموظفين: في حاجة يا آنسة؟
-يارا: هه، لأ مافيش، شكرا ع مساعدتك
-أحد الموظفين: العفو..
اضطرت يارا أن تصعد إلى الطابق العاشر لتطبع الورق الذي انجزته، كانت تتمنى في نفسها ألا ترى خالد و..
-يارا: أووووبا ده أنا نسيت ألبس الجزمة أم كعب، يارب مايشوفني، ده ممكن يعملي فيلم من الموضوع الهايف ده، أنا أحسن حاجة أعملها أطبع وأخلع من هنا، بس فين مكتب الطباعة اللي هنا..
استوقفت يارا أحد الموظفين لتعرف منه مكان المكتب الخاص بالطباعة و...
-يارا: لو سمحت فين مكتب الطباعة الموجود هنا؟
-موظف وهو يشير لها بيده: هناك يا استاذة جمب سكرتارية المهندس خالد.
-يارا: ايييييه؟ يادي الحظ، استر يا رب!
توجهت يارا نحو مكتب الطباعة وهي تدعو الله ألا تصادف خالد و...
-يارا: يارب ما أقابله، يارب ألبخه في أي حاجة، يااا رب.
قامت يارا بطباعة الأوراق وحمدت الله أنها قاربت على الانتهاء من هذا في وقت قصير، ولكنها سمعت صوتا عاليا بالخارج فنظرت من الباب لتجد أن خالد يوبخ شخصا ما لأنه أوقع بدون قصد المشروب الخاص به و...
-خالد بصوت عالي: دي اسمها مهزلة!
-موظف: أسف يا فندم
-خالد: الكافيتريا معمولة ليه ان شاء الله؟ مش عشان الأكل والشرب يبقى فيها
-موظف: يا فندم آآآ...
-خالد: اتفضل ابعت حد ينضف اللي عملته ده، وده أخر تحذير ليك.
-موظف: دي، دي أول مرة يا، يا بشمهندس خالد
-خالد: ماهي عشانها أول مرة فأنا بحذرك بعد كده هيكون في كلام تاني، فاااااااااااهم!
-موظف بخوف: ح، حاضر.
-يارا من داخل المكتب: يا مصيبتي! ده، ده واقف برا، ده ممكن يجي يدخل هنا، طب أروح فين؟ ده واحد وقع شوية بتاع ع الأرض مسح بيه البلاط، اومال لو شافني كده هيعمل فيا ايه؟ مش بعيد يقيم عليا الحد.
انصرف خالد إلى مكتبه، فتنفست يارا الصعداء و..
-يارا: الحمدلله، مشى، يا سلااااااام..
-يارا للموظف: الله يكرمك خلص اللي ناقص
-الموظف: حاضر، لحظة، أنا كنت بنسقلك الورق قبل ما أطبع
-يارا: طيب.
أخذت يارا الورق، ثم خرجت من المكتب الخاص بالطباعة، كان عامل النظافة يقوم بمسح الأرضية وتنظيفها، ثم قام بوضع لافتة تشير إلى أن الأرضية مبللة، توجهت يارا نحو المصعد، ولكنها وجدت خالد يوليها ظهره ويتحدث في الهاتف، فتسمرت في مكانها لثواني ثم جرت بسرعة من حيث جاءت و...
-يارا بصدمة: اوووبا ده، ده، ده هنا!
-خالد هاتفيا: لأ تمام، اديهم ميعاد كمان يومين ان شاء الله.
انتبه خالد لصوت يارا فالتفت ليجدها تسير بخطوات سريعة فنادى عليها مما أربكها وجعلها تجري فارة من أمامه و..
-خالد وهو يلتفت لها: يااااارا!
-يارا وهي تمشي سريعا: يارب ما يشوفني، يارب مايشوفني
-خالد: يارااااا..! استني!
-يارا: ده شافني، ده شافني.
لحق خالد بيارا، ولكنها جرت بسرعة ولم تنتبه للأرض المبللة، ولأنها كانت ترتدي حذاءا رياضيا سهل هذا إنزلاقها على الأرض و...
-يارا وهي تجري: ياااااااني، ده شافني!
-خالد من خلفها: ياااااارا استني أنا بكلمك!
-يارا: لألأ..
-خالد بصوت مرتفع: يااااااااااااارا، حااااااااااسبي
-يارا بصراخ وهي تطير في الهواء: عااااااااااا، آآآآآآآآآآآآه!
-خالد: حااااااااااااسبي.
طاااااااااخ...
-يارا متآلمة: آآآآآه...
انزلقت يارا على الأرض فأسرع خالد إليها، وكذلك بعض الموظفين على أثر صراخها العالي وحاولت احدى الموظفات مساعدتها على الوقوف
-يارا: رجلي، آآآآه، رجلي، مش قادرة
-خالد: انتي أكيد هبلة يا مجنونة
-يارا: آآآآه
-خالد: في حد يعمل الجنان ده، يعني مش شايفة الأرض مبلولة ازاي؟
-موظفة ما: حضرتك كويسة يا آنسة؟
-موظف اخر: حد يساعدها تقف
-موظفة ثانية: هاتي ايدك..
-يارا: اه يا رجلي، هو ده وقتك.
-خالد: ما أنتي اللي مش واعية لنفسك
-يارا متآلمة: آآآه، وهو حد يشوفك ويبقى ع طبيعته
-خالد: أفندم؟
-موظفة ما: تقدري تقفي عليها
-يارا: أها، هحاول، بس ايدك معايا الله يكرمك
-موظفة ما وهي تمد يدها: هاتي ايدك
-يارا وهي تستند عليها: شكرااا
-خالد بصوت مرتفع: الكل يروح ع مكتبه فورا، وسيبوها، يالااااااااااا
-تنوعت ردود الموظفين: ح، حاضر، تمام يا فندم.
-يارا في نفسها: آآآه، أما انت معندكش دم صحيح، يعني مستخسر حتى ان البت تسندني لمكتبي.
وما إن تأكد خالد من انصراف الموظفين إلى عمله حتى اقترب من يارا و...
-خالد: انتي جريتي ليه؟
-يارا: آآآ، آآآآ...
-خالد: انتي هتهتهي تاني؟
-يارا: لأ، بس آآآآ...
-خالد وهو يجذبها من ذراعها: طب تعالي معايا
-يارا متآلمة: آآآه، طب بالراحة، انا...
وفجأة حمل خالد يارا وتوجه بها نحو مكتبه و...
-يارا بخضة: انت، بتعمل ايه
-خالد: ولا حاجة
-يارا: عيب مايصحش، ده، ده في موظفين وأنا، أنا شكلي بقى فانلة خالص قصادهم.
-خالد: نعم؟ شكلك بقى ايه؟
-يارا: أقصد شكلي ومنظري قصادهم آآآ...
-خالد: يا شيخة، وقبل كده كان عادي، وبعدين لو كنتي ناسية فأنا مدير الشركة وأعمل اللي عاوزه
-يارا: بس شوفتني وأنا بعمل بلانس في الهوا
-خالد: كنتي مسخرة.
أجلس خالد يارا على الأريكة الموجودة بمكتبه، وجلس على ركبتيه وأمسك بقدم يارا و...
-يارا: انت هتعمل ايه تاني؟
-خالد: هشوف رجلك
-يارا: وتشوفها ليه، هي، هي كويسة
-خالد: ششششش، اسكتي شوية خليني أشوف رجلك مالها
-يارا بتوتر: لألأ، آآآه..
-خالد: بس متتحركيش كتير
-يارا باحراج: ايه اللي بتعمله ده..
-خالد وهو يفحص قدمها: مممم، ان شاء الله بسيطة.
فحص خالد قدم يارا فوجدها ملتوية قليلا، فدخل إلى الحمام الملحق بغرفته وأحضر من الداخل مرهما خاصا بالكدمات و...
-خالد: اعتقد ان ده هيجيب نتيجة معاكي
-يارا: ايه ده
-خالد: ده مرهم عشان الكدمات
-يارا: أها، شكرا
-خالد: مدي رجلك شوية
-يارا: أفندم؟
-خالد: عشان أدهنهالك
-يارا: لأ كله إلا كده، أنا هدهن لنفسي.
ثم فتح الباب فجأة رأفت الصياد، فارتبكت يارا لرؤيته وحاولت أن تنهض من مكانها ولكنها تآلمت للحركة الفجائية و...
-رأفت: احم، هو انا جيت في وقت غير مناسب ولاحاجة
-يارا بفزع وآلم: عمو رأفت، آآآآآه
-خالد ببرود: أهلا يا بابا، تعالى
-رأفت: في ايه اللي حصل
-خالد: يارا حبت تلعب باليه مائي في الشركة فوقعت
-رأفت: مايوقع إلا الشاطر، انتي كويسة؟
-يارا وهي تدهن قدمها بالمرهم: أها، الحمدلله.
-رأفت: ألف سلامة عليكي، أنا بأكد عليك يا خالد على معاد الاجتماع مع الوفد الألماني كمان يومين
-خالد: أها، خلاص عرفت يا بابا وظبطت الدنيا
-رأفت: طب تمام
-يارا باحراج: استناني يا عمو عشان أنا جاية معاك
-خالد باستغراب: بس أنا لسه آآآآ...
-يارا مقاطعة: ش، شكرا ع اللي عملته معايا يا خ، يا بشمهندس، عن اذنك.
خرجت يارا بصحبة عمها، كانت تعرج قليلا ولكن حدة الآلم بدأت تخف تدريجيا بفعل المرهم الخاص بخالد، ثم عادت إلى مكتبها مرة أخرى فاستغرب الأستاذ منير من حالتها و..
-منير: ايه اللي حصلك يا بنتي؟
-يارا: ولا حاجة، اصابة عمل
-منير: يا ساتر يا رب، طب انتي كويسة
-يارا: الحمدلله
-منير: طبعتي الورق
-يارا وهي تخبط كفها في رأسها: اوباااا، الورق!
في فيلا رأفت الصياد
استيقظ أدهم ونزل إلى الأسفل ليجد والدته تتحدث هاتفيا مع أختها ناهد و..
-فريدة هاتفيا: طبعاااا يا ناهووود، ده احلى عيد ميلاد هيتعملها، هو احنا عندنا أغلى من شاهي
-ناهد: تسلميلي يا فريدة، مش هوصيكي، وكلكم طبعا معزومين
-فريدة: هو احنا محتاجين عزومة، ده احنا أصحاب مكان
-ناهد: أكييييد طبعاااا
-فريدة: ماتشليش هم حاجة، أنا هتصرف
-ناهد: ربنا يخليكي ليا.
-فريدة: طيب، سلام دلوقتي عشان أدهومة صحى وأنا هظبط معاه الدنيا
-ناهد: سلميلي عليه أوي، وباي
-فريدة: باي.
أنهت فريدة المكالمة مع أختها لتجلس وتتحدث مع أدهم و...
-فريدة: صباح الخير يا ادهومة
-أدهم: صباحك جميل زيك يا فيرووو
-فريدة: ادهومة بقولك ايه، عيد ميلاد شاهي كمان يومين وعاوزاك بقى تبهرنا زي كل سنة
-أدهم بعدم اكتراث: ان شاء الله
-فريدة: مالك يا حبيبي، شكلك مأريف ليه كده؟
-أدهم: عادي يا فيرووو، تلاقيني بس محتاج أشرب مج كابتشينو ولا حاجة عشان أفوق.
-فريدة: انا هخلي صباح تعملك الوقتي واحد، وبالمرة نفطر سوا
-أدهم: اوك، اومال البيت ماله ساكت كده ليه؟
-فريدة بقرف: طبعا طالما بنت الخدامة مش فيه هتلاقينا رجعنا للهدوء تاني
-أدهم: يارا! ليه؟ هي راحت فين؟
-فريدة: باباك أخدها معاه الشركة
-أدهم بدهشة: نعم؟ بتقولي ايه؟ الشركة!
-فريدة: ايوه ماهو الهانم مش بتضيع وقت، بعد ما حطت رجلها في الفيلا، قالت تحط رجلها في الشركة كمان!
-أدهم: الكلام ده حصل من امتى؟
-فريدة: من امبارح، انت بتسأل ليه؟
-أدهم: يعني هي مع بابا الوقتي؟
-فريدة: لأ، مع أخوك خالد، ماهو بابا مخلصهوش ان حد غريب يدربها، فخلى خالد هو اللي مسئول عنها...!
-أدهم: اييييييه، خالد!
-فريدة: ايوه، والهانم مصدقت صاحية من النجمة عشان تلحق تروح وتعجب و، آآآ
-ادهم مقاطعا: ماما أنا هنزل اشتغل في الشركة...!