رواية العاشرة و النصف للكاتبة هبة شاهين الفصل السادس والعشرون
نايل مرحبا
كريس/جايد نايل!
صرخا معا عندما صدر صوته
نايل اجل
كريس نايل ارجوك اخبرني اين انت؟
جايد هل انت بخير اخي؟
نايل ا. اجل انا بخير
كريس اين انت؟
نايل قريب، و لكن لا استطيع اخبركما
جايد ارجوك نايل عد إلى المنزل
نايل لا استطيع، ليس الان
جايد اذا متى؟
نايل لا اعرف
جايد ارجوك نايل انا بحاجه اليك
نايل انا اسف اختي
قال بصوت منخفض و مهتز. انه يبكي؟
كريس لا يمكنك البقاء بعيدا عنا نايل.
نايل انا اسف حقا انا فقط بحاجه لبعض الوقت وحدي
فجأه شعرت بشيء ما بداخلي يريد التحدث معه لاخبره انني هنا و انني ايضا ابحث عنه و لكنني لا استطيع فعل هذا
نايل سأكون بخير لا تقلقا. و كريس الفراري لك الان يمكنك اخذها
كريس انا لست بحاجه اليها انا. انا اريدك فقط ان تعود فأنا لا يمكنني العيش بدون نصفي الاخر.
قال و هناك بعض الدموع التي وجدت طريقها على خدي و بدأت بالتساقط. ساد الصمت لثوانٍ قلقه قبل ان يصدر نايل صوتا جعلني اتأكد من انه يبكي الان ايضا
نايل يجب ان اذهب الان
جايد انتظر! ارجوك عدني انك ستجيب على هاتفك على الاقل حتى اطمأن عليك حتى تعود
نايل ح. حسنا
جايد عدني بذلك
نايل اعدك، وداعا
جايد وداعا.
انتهت المكالمه بسرعه و ساد الصمت بيننا لفتره و انا احاول ان اخفي دموعي عكس جايد التي لا تهتم بل كانت تبكي بشده و حاولت ان اهدئها
جايد كريس؟ ما الذي كان نايل يقصده عندما قال انه الفراري لك؟
سألت و هي تنظر اليه، الا تعرف بالامر؟ نظر إلى كريس اولا ثم إلى اخته
كريس انه كا، لا لا اعرف
اخذت نفسا عميقا و نظرت الي
جايد الا تعرفين ما الذي كان يقصده؟
سألتني و هززت رأسي لها.
(اوضح شي بسيط! هززت رأسي بمعنى لا او الرفض اما اومئت بمعنى نعم او الموافقه. عشان في ناس يخربطون بينهم. نكمل: ))
قامت بمسح دموعها و نهضت
جايد على الاقل الان نعرف انه بخير
قالت محاوله صنع ابتسامه صغيره من بين دموعها فنهض كريس و عانقها
كريس و سيعود قريباً
جايد اجل
#بعد اسبوع#.
ها هو ذا اسبوع ممل يمر بدون اي اخبار عن نايل كل ما في الامر ان جايد تتحدث معه يوميا لدقائق معدوده و مازال يرفض اخبرهم بمكانه. ذهبت إلى تلك البحيره عدة مرات لا اعرف ما السبب الذ يجعلني افعل هذا، هل هي مجرد استعاده ذكريات؟ ام انني سأجده هناك ذات مره؟ لا اعرف انا فقط اخرج من المنزل و تقودني قدماي إلى هناك. حاولت ايضا ان اتحدث مع اشتون الذي كان يتجنبني في كل مره حتى لا يخبرني بما يعرفه عن نايل و لكن كل ما اعرفه هو انه قلق ايضا عليه. في كل مره كنت اذهب إلى منزل جايد و استمع إلى مكالمتها مع نايل، تلك المكالمه التي دائما ما تمتلأ بالدموع سواء من جايد او نايل او ربما انا.
الان انا في منزل جايد التي تحاول الاتصال ب نايل و لكنه يرفض الرد حتى اغلق هاتفه مما جعلها تقلق اكثر. او جعلنا جميعا نقلق اكثر
جايد ماذا حدث؟ لما لا يجيب؟
كريس حاولي مجددا
فعلت ما طلبه كريس و لكن دون فائده
جايد لقد كان يتحدث معي كل يوم، ماذا حدث الان؟
كريس اهدئي انا متأكد انه سيجيب
قال و هو يضع يده على قبعته. فجأه سمعنا صوت سياره قادم من الخارج و بعدها سمعنا صوت شخص يضرب الباب بقوه.
نايل! كريس! افتحا الباب
صرخ شخص من الخارج فنظرت إلى كريس الذي ظهرت على وجهه ملامح الخوف و القلق فجأه و همس
كريس ابي
جايد افتح الباب اذا
كريس لا استطيع
قال و هو يتراجع بضع خطوات للخلف و يهز رأسه
لما لا؟
سألت فحدق بي للحظه قبل ان يتحدث
كريس انه هنا لأخذ جايد.
جايد يأخذني إلى اين؟
سألته بينما ضرب والده الباب مجددا
كريس مع إلى لندن
جايد ماذا؟!
كريس هو لا. لا يمكنه اخذك
كريس!
صرخ والده مجددا فتوجهنا جميعا للخارج و فتح كريس الباب
جايد ابي ما الامر توقف عن الصراخ
الرجل لقد خفت ظننت انه حدث مكروه لكم
كريس نحن بخير
الرجل جيد. هذا جيد لقد كنت اريد اخباركم انني سأعود إلى لندن ستقلع الطائره بعد ساعتين لذا اتيت لاودعكم
كريس حسنا
قال ببساطه و هو يغلق ذراعيه اسفل صدره.
الرجل و قد كنت افكر اذا كنت اريدين المجيء معي جايد
جايد انا؟ لماذا؟
الرجل انا والدك، هل تريدين البقاء بعيده عن والدك طوال حياتك، انا سأعتني بك
جايد تعتني بي؟ اجننت! تتركنا انا و نايل وحدنا و نحن اطفال لمده اعوام بدون رعايه او اهتمام و الان عندما كبرت تريد الاعتناء بي!
الرجل جايد اسمعي انا...
جايد لالا توقف لا اريد سماع اي اعتذار
قالت مقاطعه والدها و هي تضع يدها على اذنها ثم انزلتها و تحدثت بهدوء.
جايد اسفه ابي و لكن انا بالفعل لدي من يعتني بي
قالت و هي تلف ذراعها حول كريس و تقترب اليه فتنهد الرجل و تحدث ساخرا
الرجل ماذا؟ هل نايل من اخبرك ان تقولي لي هذا؟
جايد لا، لم يخبرني اي احد بأي شيء بل انا افعل ما اريده و انا اريد البقاء هنا في نيويورك
الرجل ناايل!
صرخ و هو ينتظر خروج نايل من المنزل
كريس انه ليس هنا، توقف عن الصراخ
الرجل هذا لا يعقل، لا يمكنك ان تكرهيني جايد فأنا والدك.
جايد انا لا اكرهك انا حتى لم اقل هذا حتى انا فقط...
كريس هذا يكفي!
صرخ و نظرنا اليه
كريس لقد قالت انها لن تذهب معك لذا قد سيارتك اللعينه و توجه إلى المطار و لا تعد إلى هنا مجددا لانك اذا فعلت اقسم انني سأقوم بلكمك و طردك من المنزل
قال بغضب و لكن في الوقت نفسه بهدوء و تجنب النظر إلى والده. ياألهي اتمنى ان لا يحدث هذا مشكله! منذ متى و كريس يتحدث بهذه الطريقه. رأيت والده و هو يقبض على يده بقوه و تنفس.
الرجل كريس تحدث معي بطريقه افضل
كريس انت في منزل اخي اذا انت من يجب عليه التحدث بطريقه افضل او الرحيل
قال و فجأه تقدم والده بضع خطوات ليقترب اليه و قام بلطمه. تبا هذا ليس جيدا، نظرت إلى جايد التي كانت في دهشه تامه و تضع يدها على فمها
الرجل انا والدك لا تنسى هذا
قال بغضب بينما وضع كريس يده على خده و انزل رأسه و ها هو على وشك التحدث و لكن سمعنا صوت زجاج ينكسر فجأه التفتنا و كان. هو؟ اجل انه هو!
نايل!
اجل، لقد كان يقف هناك عند سياره والده و بيده مضرب بيسبول و كان قد حطم به الزجاج الامامي للسياره. لقد كان يقف هناك و هو يرتدي تيشرت ابيض قد اتسخ قليلا و جاكيت اسود وضع قبعته على رأسه و لكن رغم هذا كل ما لاحظته هو وجهه الشاحب المتعب و عينيه الحمراء و قد اصبح جسده ضعيفا جدا، اجل يمكنني ملاحظه هذا، ليس هذا هو نايل الذي كان يقف في غرفتي اخر مره
فجأه اخذ يقترب من والده بخطوات سريعه و امسك بملابسه.
نايل اياك و ان ترفع يدك اللعينه هذه على اخي مجددا
الرجل ماذا بحق الجحيم فعلت بسيارتي؟
نايل اتقصد هذا؟
سأل و هو يشير اليها بالمضرب فرفعه مجددا و كسر الزجاج الجانبي
الرجل توقف!
لم يعره نايل اي اهتمام و استمر حتى حطم زجاج السياره كله
نايل ارحل! غادر منزلي الان و الا اقسم انك ستكون التالي!
الرجل اجننت نايل؟
نايل غادر منزلي! الا تفهم؟ انا اكرهك، انت لم تعد والدي انا لا اريدك في حياتي لا اريد ان اسمع اسمك او حتى رؤيتك، انه من العار لي انه احمل اسمك، اتفهم؟ غادر و لا تعد مجددا! اريد ان ترحل تماما كما رحلت امي، اريد ان تختفي تماما كما اختفت امي، انت لا شيء بالنسبه لي
صرخ بغضب و هناك بعض الدموع التي تساقطت على وجهه
جايد لا شيء بالنسبه لنا
صححت لاخيها الذي مازال يتجنب النظر لاي منا و بقي يحدق بوالده.
نايل ارحل!
صرخ و هو يضرب السياره بمضربه مجددا
الرجل حسنا حسنا
قال و هو يحاول تجنب غضب نايل و ركب سيارته و غادر المكان
بعدها ساد الصمت للحظه قبل ان يسقط نايل المضرب على الارض و كأنه لم يعد يستطيع حمله و فجأه سقط هو ايضا على الارض و هو يده على وجهه فركضت جايد نحوه و لحق بها كريس
جايد نايل! نايل هل انت بخير؟
قالت و هي تحتضنه فأومئ لها
كريس هيا تعال إلى الداخل.
قال و هو يحاول مساعدته على النهوض و لكنه رفض و ابتعد عنهما قليلا
نايل لا يجب. ان اذهب
قال بصوت ضعيف و متقطع فامسكت جايد بمعصمه و قامت بسحبه
جايد لا انت لن...
قالت و هي تحدق بشيء ما و لكنني لم اعرف ما هو فأفلت نايل يده بسرعه و ابتعد عنهما و لكن كريس لحق به
نايل لا توقف. لا تلحق بي. ارجوك
قال له و ركض مبتعدا حتى اختفى مجددا و عاد كريس و جايد إلى الداخل
ما الامر جايد؟
سألت تلك الفتاه التي مازلت مصدومه بما رأت
كريس ماذا؟
جايد لا لاشيء
كريس جايد انظري الي
قال و هو يرفع رأسي و نظرا إلى بعضهما البعض للحظه و كأنها تخبره بشيء ما بلغه الاعين و تأكدت ان كريس فهم ما تقصده عندما ظهر الخوف فجأه على وجهه و ركضت إلى الاعلى بسرعه فركضنا خلفه حتى وصلنا إلى غرفه نايل التي كان يوجد على بابها لوحه كتب عليها
اياك و ان تدخل غرفتي ايها المغفل.
قام كريس بنزع تلك اللوحه و دخلنا معا و اخذ يبحث عن شيء ما في مكان معين و تمنيت لو انني اعرف ما يحدث هنا
جايد انه ليس هنا
كريس هل اخذه؟
سأل بخوف و اومئت له جايد ببطء
ما هو؟
نظرا كلاهما لي بصمت قطعه فجأه صوت هاتفي و كانت امي فأجبت بغضب
ماذا؟
تريزا اين انت؟
بالخارج
تريزا عودي إلى المنزل سأنتهي من العمل عند الثانيه عشر و ليس لدي مفتاح المنزل
قالت و نظرت إلى ساعتي و كانت الحاديه عشر و النصف
حسنا. وداعا.
لم انتظر منها قول اي شيء اخر و انهيت المكالمه
انا يجب ان اذهب الان
قلت و خرجت من المنزل. اعلم جيدا انني مهما حاولت فلن يخبرني اي منهما عن ماذا كانا يبحثان لذا فلا فائده من بقائي هناك، كالعاده فكرت في الذهاب إلى البحيره طالما انه مازال لدي بعض الوقت حتى عوده امي.
وصلت إلى هناك و جلست قليلا افكر في شكل نايل عندما ظهر فجأه كان مختلفا تماما! اخذت نفسا عميقا و ادرت عيناي في المكان حتى توقفت عند احد الاشجار، كان هناك شيء ما بالاعلى و لكن المكان مظلم و يصعب على تحديد ما هو.
نهضت و اقتربت من تلك الشجره و حدقت بها قليلا لاكتشف ان هناك منزل صغير من الخشب موجود بالاعلى. من الذي صنعه يا ترى؟ و لماذا هناك؟ بحثت عن اقرب غصن في هذه الشجره و امسكت به و حاولت الصعود حتى وصلت اخيرا. كان المكان معتم تماما بالداخل و لكن هناك نافذه صغيره به تطل على البحيره مما يجعل المكان افضل.
فجأه سمعت صوت ما غريب و كأن صوت تنفس شخص ما! و لكنه بدا تنفسا ضعيف و ثقيل فألتفت بسرعه لاجده يقف هناك امامي مباشره
انه نايل!
اجل كان هو، كان هنا طوال الوقت؟ هل كنت قريبه منه لهذه الدرجه في كل مره اكون هنا؟ كنت قريبه منه و لم اشعر بوحوده؟ و لكن كيف؟ كيف؟ نظر إلى للحظه و ساد الصمت بيننا حتى تحدث هو
نايل ا. ايما؟ ماذا. ماذا تفعلين هنا؟
قال و لكن لم يكن يتلعثم او متوتر بل كان كلامه متقطعا لانه ضعيف و كأنه لا يستطيع التحدث بشكل افضل. كان كما رأيته عند المنزل للتو بجسده النحيف و المتعب و وجهه الشاحب و شعره المبعثر. بينما كنت افكر في شيء ما لاجيب عليه لاحظت عينيه التي بدأت تغلق تدريجيا و سقط فجأه على الارض فصرخت
ناايل.