قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل العشرون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل العشرون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل العشرون

في أمريكا
شرعت تمارا في إعداد طعام العشاء لها فأخرجت قطع من الدجاج المجمد ثم بدأت في طهوه...
توقفت تمارا عما تفعله وهي تستمع الى صوت جرس الشقه الذي صدح في ارجاء المكان، عقدت حاجبيها بتعجب فمن قد يزورها في وقت متأخر كهذا...
تقدمت ناحية الباب بخطوات بطيئه ثم فتحته لتتسمر في مكانها وهي ترى حازم واقف امامها يطالعها بنظرات هادئه...
تحدثت تمارا بنبرة متوتره حازم!..

الن تسمحي لي بالدخول؟، سألها حازم بهدوء فاجابته بسرعه بالطبع تفضل...
دلف حازم الى الداخل وتمارا تتبعه بنظرات متوجسه بعد ان اغلقت الباب خلفها...
استدار حازم لها ثم حدثها بنبرة هادئه لنجلس ونتحدث قليلا...
هزت تمارا رأسها موافقه ثم جلست على احد الكراسي الموجوده في صالة الجلوس بينما حازم على الكنبه المقابله لها...
سألها حازم قائلا لماذا لم تأت الى الشركة طوال الأيام الفائتة؟..

رفعت تمارا عينيها نحوه بتعجب واضح وكأنها تخبره بنظراتها انه يعرف السبب جيدا، اجابته بصوت مبحوح متقطع لم استطع ان أاتي بعد ما حدث...

اخفضت تمارا نظراتها مره اخرى بعد ان اكملت جملتها بينما ظل حازم يرمقها بنظراته وهو ما زال يتسائل في داخله عن طبيعة شعوره نحوها، لقد رتب حديثه بشكل جيد و انتقى الكلمات المناسبه لهذا الموقف الذي لا مجال للهرب منه فهو كان يجب ان يواجه تمارا ويضع حدا لما حدث بينهما ولمشاعرها نحوه...

هو يشعر بالإعجاب نحوها ولا ينكر هذا فهي فتاة جميلة المظهر ومرحه للغايه لكن ما زال غير مدركا اذا ما تعدت مشاعره نحوها الإعجاب ام لا، لا يريد ان يوهم نفسها ويوهمها معه بمشاعر قد تكون غير حقيقيه، هو بحاجه الا ان يقترب اكثر منها ويفهم طبيعة ما يدور بداخله نحوها ويقرر على هذا الأساس خصوصا انه بطبيعته لم يكن يوما متسرعا بل دائما ما يفضّل دراسة الأمور جيدا قبل اي قرار يتخذه في حياته الشخصيه...

تنهد حازم ثم تحدث بجديه اسمعيني تمارا، طوال تلك الأيام السابقه وانا افكر جديا بما حدث وما فعلتيه، في بادئ الامر تعجبت كثيرا ولم استوعب فورا ما حدث، الا انني تفهمته في النهاية، ثم أردف مناديا اياها تمارا!..
رفعت تمارا عينيها نحوه منتظره منه ان يكمل حديثه بينما أردف هو قائلا لا اريد لما حدث ان يؤثر على طبيعة العلاقه بيننا، لا داعي لان تتركي العمل عندي، ولا داعي للهروب مني...

قاطعته تمارا قائله كيف تقول هذا يا حازم؟، ما تطلبه مني مستحيل...
لماذا؟، سألها حازم بهدوء فاجابته تمارا لانه من الصعب جدا ان نعود كما كنا سابقا، انا لن أنسى اعترافي الغبي لك ولا انت ستنساه ايضا، سوف يظل ما حدث شرخ كبير بيننا.

اخذ حازم نفسا عميقا ثم زفره وتحدث بعدها بصراحه انا بحاجه لان نعود سويا تمارا، لا تستغربي مما أقوله، لكن انا اريد ان احدد طبيعة مشاعري نحوك، انا لا أنكر اني معجب بك للغايه، لكن ما زلت غير متأكد من كون مشاعري هذه تعدت حدود الإعجاب ام لا، انا اريد ان اقترب منك اكثر واعرف طبيعة مشاعري هذه...

صمتت تمارا ولم تتحدث نهائيا، كانت تشعر بالتوتر الشديد ولا تعرف بماذا تجيبه، توتر غريب عليها ففي موقف كهذا كان يجب ان تفرح كثيرا كوّن حازم معجب بها الا انها في تلك اللحظه لم تشعر باي نوع من السعاده بعد ما قاله، كل ما شعرت به هو التوتر والقلق فقط لا غير...

حسنا حازم انا موافقه، قالتها تمارا بعد تردد طويل وشعرت برغبة كبيره في البكاء احتلتها بعدما نطقت بتلك العباره، لم تفهم سبب مشاعرها هذه نهائيا وسرعان ما قررت ان تنفض تلك الأفكار من رأسها وتعود بتركيزها الى حازم الماثل امامها...
حازم بابتسامه هذا رائع، انا سعيد للغايه تمارا ومن الجيد اننا تحدثنا بصراحه تامه، اتمنى انت ايضا ان تتحدثي بصراحه اذا ما كان هناك شيء ما يقلقك تجاهي...

هزت تمارا رأسها نفيا وهي تقول ابدا...
نهض حازم من مكانه وهو يقول حسنا يجب ان اذهب الان، اراك غدا في الشركة...
اجابته تمارا بابتسامه واهيه ان شاء الله...
ثم تبعت حازم الذي ودعها وخرج من الشقه تاركا اياها غارقه في افكارها.

تقدمت نورا من عمارتها السكنيه متجهه نحو شقتها الا انها توقفت وهي تستمع الى صوت جميل الذي يناديها...
زفرت بغضب وهي تستدار نحوه ثم سرعان ما تحول غضبها هذا الى تعجب وهي ترى جميل يتقدم نحوها بوجه مليء بالبقع الزرقاء الداكنه ويعرج على احدى قدميه...
توقف جميل امامها وهو يهتف بنبرة جديه انا اعتذر منك يا نورا، لقد تجاوزت حدودي معك في المره السابقه كما انني اتهمتك باشياء باطله لا صحه لها...

ثم أردف بصوت عالي وهو يقول من فضلكم، هلا تأتوا قليلا وتسمعوا ما سوف أقوله...
قاطعته نورا بسرعه ماذا تفعل يا جميل، هل جننت؟..
اتركيني يا نورا من فضلك، لقد اخطأت في حقك ويجب ان اصحح خطئي بنفسي...

ثم أردف بصوت جهوري حتى يسمعه جميع من آلتف حولهم يتابعون المشهد بفضول شديد اسمعوني جميعكم، انا اعتذر أمامكم من نورا لأني اتهمتها باشياء باطله وقلت انها على علاقة مع هذاك الشاب، لقد قلت هذا انتقاما منها لانها رفضت الزواج مني، وها انا اعرف أمامكم بخطئ هذا وأتمنى منها ان تتقبل اعتذاري، سامحيني نورا...

تطلعت اليه نورا بنظرات مشككه ثم اجابته قائله سامحتك جميل، ثم هبت بسرعه فاره من امام الجميع بينما كانت همهماتهم و أحاديثهم ما زالت تتبعها...

دخلت نورا الى شقتها ثم تقدمت من والدتها وقبلتها من وجنتيها وجلست بجانبها فتحدثت والدتها التي كانت تتابع ما حدث من شرفة الشقة المطله على الحي لقد رأيت ما حدث منذ قليل، الحمد لله ان جميل اعتذر منك وصحح موقفك امام الحي باكمله، لولا فعلته هذه لما سمحت لك مره اخرى بالذهاب الى هذاك العمل...

لم تحبها نورا بل ظلت صامته وهي تفكر في السبب الذي جعل جميل يعتذر منها وما علاقة قدمه المصابه والكدمات التي تملأ وجهه بهذا وقد توصلت في النهاية الى نتيجه واحده أغضبتها بشده وهي تتوعد بداخلها للذي سبب كل هذا...
نورا! ما بك يا ابنتي، لما انت صامته هكذا؟..
افاقت نورا من شرودها على صوت والدتها فتطلعت اليه بهدوء ثم اجابتها قائله لا شيء امي، انا فقط متعبه قليلا، سوف اذهب لارتاح في غرفتي قليلا...

ثم نهضت من مكانها واتجهت ناحية غرفتها وهي ما زالت تتوعد بداخلها له...
بعد عدة ساعات كانت نورا قد وصلت الى قصر النصار وجلست تنتظر معتز، ما ان رأت معتز يدخل الى القصر من نافذه غرفتها حتى خرجت من غرفتها فورا واتجهت اليه...
توقف معتز في مكانه وهو يسمع صوت نورا ينادي عليه فالتفت لها فورا وهو يقول خير يا نورا، ماذا تريدين؟..

تقدمت نورا منه اكثر حتى اصبحت مواجهه له ثم تحدثت بنبرة محتقنه ماذا فعلت لجميل؟..
ادعى معتز عدم الفهم وهو يقول ماذا تقصدين، ماذا فعلت له مثلا، وضحي من فضلك معنى كلامك هذا؟..
لا تمثل عدم الفهم الان، انت تعرف جيدا ماذا اقصد...
ثم أردفت بتساؤل انت من ضربته بهذا الشكل صحيح؟..
زفر معتز نفسا ثم اجابها بجديه نعم انا من فعلت هذا...
وانت طلبت منه ان يعتذر مني ايضا؟..
نعم، امرته ان يعتذر منك وامام الجميع...

صرخت به نورا قائله لماذا؟..
اجابها معتز ببساطه لان هذا ما كان يجب ان يحدث، انه يستحق هذا...
تظن ان ما فعلته صحيح مثلا، بالعكس لقد خربت الوضع بشكل اكبر...
خربته! هل هذا جزاء ما فعلته، انت حقا لا يوجد فائده منك
هل تظن الناس اغبياء، الجميع فهم انك من فعلت هذا به...
ليفهموا ما يشاؤون، لا اهميه لهم عندي...
لكن لهم اهميه عندي...

اخذ معتز نفسا عميقا ثم تحدث بهدوء وهو يحاول ان يجد حلا ينهي به هذا الجدال تحدثي نورا باختصار، ماذا تريدين الان...
رفعت نورا ذقنها بتحدي وهي تجيبه اريدك ان تبتعد عني والا تتدخل في شؤوني نهائيا...
ثم ابتعدت عنه بعدها تاركه اياه يتبعها بنظراته الغاضبه وهو يقبض على كف يده بقوة.

فتحت سعاد باب غرفة يارا ثم تقدمت الى الداخل بخطوات متردده وهي تحمل بيدها صينية مليئة بالأطعمة...
وضعت الصينيه على جانب السرير حيث كانت يارا جالسه تنظر الى الامام بشرود تام...
تحدثت سعاد بهدوء انسه يارا، تفضلي عشائك، استدارت يارا لها وهي ترميها بنظرات جامده ولم تتحدث بكلمه واحده مما جعل سعاد تستطرد في حديثها قائله آنستي هذا غير جيد من اجلكِ، يجب ان تتناولي طَعَامِك، سوف تموتين من قلة الطعام...

نهضت يارا من مكانها فجأة ثم تقدمت ناحية سعاد ثم حملت صينية الطعام ورمتها ارضا مما جعل سعاد تنصدم من فعلتها بشده ثم صرخت بها يارا قائلة اخرجي من هنا...
آنستي هل تطرديني؟، قالتها سعاد بنبرة غير راضيه بينما اكملت يارا بنفس الصراخ نعم اطردك، اغربي من وجهي هيا...
كنا تشائين آنستي، سأتركك واذهب، وعندما يأتي السيد قصي مساءا سأخبره بتصرفاتك هذه ليجد حلا لها...

اكملت سعاد كلماتها ثم خرجت من الغرفه تاركه يارا تتخبط في افكارها والقلق يسيطر عليها من جميع الجوانب فقصي سوف يأتي مساء وبالتأكيد سوف يعتدي عليها كما فعل المره السابقه في حال رفضته، شعرت بالغضب يدب في جميع اوصالها وقد أقسمت في داخلها بانها لن تسمح لها ان يلمسها بتاتا بعد الان، نزلت على ركبتيها ارضا وقد لفتت أنظارها تلك السكينه المرميه بجانب الطعام ظلت تنظر اليها بتفكير ثم ما لبثت ان اخذتها بيدها وقد وجدت الحل فيها اخيرا...

بعد حوالي ساعتين كانت يارا متمدده على سريرها مغمضه عينيها الا انها لم تكن نائمه فكيف يزورها النوم وقصي قد يأتي في اية لحظه...
سمعت أصوات تقترب من غرفتها فعرفت انه جاء منا جعلها تغمض عينيها بقوة اكبر وقد بدأ جسدها يرتجف بالكامل من شدة الخوف...
فتح الباب ودلف منه قصي وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامه ساخره ثم اقترب منها وهو يهتف بحده اعلم جيدا انك مستيقظه، لا داعي للتمثيل السخيف هذا...

فتحت يارا عينيها ثم نهضت من وضعيتها هذه وأصبحت بوضعية نصف جلسة وهي تسأله بخوف ماذا تريد؟..
انحنى قصي اتجاهها وهو يقول بحقد وغضب لقد خسرت اليوم صفقة جديده بسببك، خسرت ملايين جديده بسبب فعلتك الحقيره تلك...
تحدثت يارا بتوسل باكي ارجوك، انه ليس ذنبي، كم مره يجب ان اخبرك انني كنت مجبوره على ما فعلته
ابتعد قصي عنها ثم تحدث قصي وهو يخلع سترته مجبوره او لا لن يؤثر بتاتا على ما حدث...

ثم بدأ يفك أزرار قميصه وخلعه بالكامل واقترب منها مما جعلها تبتعد عنه وهي تصرخ به برعب قائله مالذي تفعله انت، ماذا تريد؟..
واضح جدا ماذا اريد، قالها بسخريه ثم قبض على ذراعيها وانحنى بجسده نحو جسدها بشكل اكبر...
ابتعد...
صرخت يارا به وهو تحاول الهروب منه باي طريقه بينما انقض هو عليها بجسده الضخم القوي مثبتا اياها على الفراش مقيدا جسدها بذراعيه...

ظلت تقاومه بشراسه وهي تحاول ان تبعده عنها باي طريقه الا انه لم يبتعد ابدا بل زاد قوة وشراسه وكأنه يتلذذ بمقاومتها تلك...
وفجأة وبلا وعي منها امتدت يدها بسرعه الى السكين الموجوده بالقرب منها ثم مسكتها و طعنته في ظهره...

صرخ قصي من شدة الالم بينما دفعته يارا بعيدا عنها وهربت خارجه من الغرفه باكملها، تحامل قصي على نفسه وهو ينهض من السرير بينما يضغط بيده على ذلك الجرح الذي ينزف في ظهره وهو يصرخ قائلا امسكوها، امسكوها قبل ان تهرب...

بينما كانت يارا تهبط درجات السلم راكضه متجهه نحو الباب الخارجي وهي تحاول فتحه الا انها فشلت في ذلك لتتفاجئ بعدها بأحد الحراس يقترب منها ويقبض عليها بالقوة وقد تأكدت حينها ان نهايتها أتت لا محاله ولا احد سوف ينقذها هذه المره.

بعد مرور ثلاث ايام
وقفت رغد في المطار تنتظر قدوم كريستين والتي فاجأتها صباحا عندما أخبرتها انها سوف تأتي مساء اليوم إليها...
كريستين صديقتها التي لم تتخلَ عنها في يوم ابدا وما ان تطلبها حتى تجدها امامها وهاهي اليوم تترك كل شيء وراء ظهرها وتأتي اليها حالما شعرت بحاجتها لذلك...

افاقت رغد من افكارها وهي تنظر الى الركاب الذين بدأوا يتوافدون الى صالة الخروج في المطار ثم وجدت كريستين تتقدم بينهم وهي تجر حقيبتها خلفها...
ابتسمت بحبور وهي تقترب اتجاهها ثم سرعان ما اختفت ابتسامتها و احتل التعجب ملامح وجهها وهي ترى ذلك الشاب الذي يتقدم بجانبها...
كريستين وهي تضم رغد اليها بشوق جارف رغد يا الهي كم اشتقت لك...
بادلتها رغد حضنها بشوق مماثل وهي تهتف بحب وانا ايضا اشتقت لك...

لقد أدمعت عيناي حقا من هذا المشهد المؤثر، هل سوف تظلان تتبادلان الأحضان امامي هكذا وانا واقف في الوسط بينكما...
استدارت كلا من رغد وكريستين اتجاهه بينما هتفت رغد موجهه حديثها الى كريستين من هذا؟..
ابتسمت كريستين بسعاده ثم اقتربت وأحاطت ذراع الشاب بيدها وهي تقول بمرح أعرفك يا رغد، هذا فادي، حبيبك...

تقصدين حبيبك، قالتها رغد مصححه كلام كريستين الا انها كريستين هزت رأسها نفيا وهي تؤكد ما قالته كلا، انه حبيبك انت...
حركت رغد رأسها بعدم فهم بينما بدأت كريستين تسرد لها ما تقصده من كلامها وما تنوي عليه.

اسند قصي ظهره على الكنبه وهو يهتف بصدق لقد اصبحت بخير عمتي، اطمئني...
انتبه لنفسك اكثر يا قصي، الحمد لله ان هذه المره انتهت على خير، المره القادمه قد يحدث ما لا يحمد عقباه...
قالتها مونيا بقلق شديد بينما سأله رامي مشككا انا اصلا لا أفهم من تجرأ وفعل هذا معك...
اجابه قصي بهدوء اخبرتك سابقا، لقد تفاجئت بشخص ما يطعنني من الخلف، أخذني غدرا ولم انتبه له من الأساس...

هز رامي رأسه بعدم اقتناع بينما تحدثت مونيا قائله سوف اطلب من الخادمه ان تجهز طعام العشاء، ثم ذهبت متجهه الى الخدم لتخبرهم بهذا بينما تحدث رامي ساخرا لا أفهم الى متى امي تتعامل معنا كأننا ما زلنا صغار...
لا تتحدث هكذا يا رامي، هي فقط تخاف علينا، ومعها كل الحق في هذا...
هكذا انت دائما تدافع عنها...
يكفي ما فعلته معي يا رامي، ام هل نسيت انها من ربتني بدلا عن...

ثم صمت ولم يستطع ان يكمل جملته وقد عادت الك الذكريات المزعجه تعود اليه، ذكريات لتلك المرأه التي كانت تحمل لقب اما في يوم لكنها تخلت عنه وتركته وهو طفل صغير لا يدرك شيء مما يدور حوله، طفل يحتاج الى حنان ام و رعايتها...
تحدث رامي محاولا اخراج قصي مما هو عليه فقال ماذا تنوي ان تفعل مع سيف يا قصي...
سوف اخبرك يا رامي، طالما هذا يريحك سوف اخبرك...

ثم بدأ يسرد قصي على مسامع رامي ما يجهز له منا جعل رامي يعقد حاجبيه بعدم تصديق ثم سأله ومتى سوف تفعل هذا؟..
ليس الان، سوف انتظر فتره معينه وأنفذ ما خططت لاجله...
هز رامي رأسه بتفهم وفِي داخله هو الاخر افكار اخرى تخص ليان والتي ينوي تنفيذها في اقرب وقت ممكن.

في قصر النصار
ولجت نورا الى داخل صالة الجلوس وهي تحمل سيف الصغير في أحضانها ثم وضعته على ارضية الصاله المغطاة بسجادة أنيقة للغايه ووضعت بجانبه بضعة مكعبات ملونه جلبتها معها ليتسلى الصغير بها، جلست نورا بجانبه وبدأت تلعب معه ليدخل سيف بعد لحظات والذي ألقى التحيه عليها ثم حمل الصغير ومنحه عدة قبلات على وجنتيه ثم عاد ووضعه بجانب نورا وجلس على الاريكه يراقبه وهو يلعب باهتمام...

بعد لحظات اخرى وجدت نورا معتز يدخل هذه المره مما جعل جسدها يرتجف بالكامل لسبب لم تفهمه، اقترب معتز اتجاهها ثم دَنا ناحية الصغير وقبله على وجنتيه وابتعد عنه دون ان يعيرها أية اهتمام وحاولت نورا هي الاخرى ان تظهر لا مبالاتها اتجاهه، جلس معتز بجانب سيف وبدئا يتحدثان سويا لتقتحم بعدها ليان الصاله وهي تهتف بصوت عالي عيد ميلادي بعد أسبوع، عيد ميلادي بعد أسبوع...

وما المطلوب يا ليان؟، سألها سيف بنفاذ صبر لتجيبه ليان بجديه اريد حفلة ضخمة كالعاده، حفلة يتحاكى به البلد باكمله...
زفر سيف نفسا ثم تحدث قائلا حسنا كما تريدين، بالرغم من انه لا يوجد داعي لكل هذا، لكنني اعلم جيدا انني لن أتخلص منك دون ان افعل لك ما تريدين
اتسعت ابتسامة ليان لتظهر اسنانها البيضاء الناصعه وهي تقول سوف ابدأ في التجهيز الحفله منذ صباح الغد، اريد أموال كافيه لهذا...

غدا سوف تجدين شيك بالمبلغ المطلوب في غرفتك، قالها سيف وهو ينهض من مكانه خارجا من الصاله وليان تتبعه تاركين كلا من معتز ونورا لوحدهما...

ترددت نورا قليلا وهي ترسل نظراتها الحذره ناحية معتز وهي تريد في داخلها ان تبرر تصرفها الاخير له او بمعنى اخر تعتذر منه كونها تجاوزت حدودها معه بالرغم من انه فعل كل هذا لانقاذها، حاولت ان تتكلم الا انها لم تستطع ولم يعطها معتز الفرصه لهذا فهو قد نهض فجأة من مكانه وترك الغرفه باكملها!

دلفت رغد الى داخل جناحها يتبعها كلا من كريستين وفادي ثم استدارت لهما وهي تقول بتساؤل موجهه حديثها الى كريستين على وجه التحديد والآن اخبريني ما قصة هذا الشاب ولماذا جلبتيه معك؟، قلتي دعينا نتحدث عندما نصل الى الفندق ونستقر فيه وها نحن وصلنا، هيا تحدثي...

لنستريح قليلا يا رغد، قالتها كريستين وهي تجلس على الاريكه الموجوده في صالة الجلوس الصغيره التابعه للجناح بينما جلس فادي هو الاخر بجانبها، تحدثت رغد مره اخرى بنفاذ صبر وهي واقفه امامهما تضع يديها حول خصرها تحدثي فورا يا كريستين...
اووف يا رغد، حسنا سأتحدث، الم تتصلي بي وانتِ غارقه في البكاء وتقولين ان ذلك الحقير دمرك...

قاطعتها رغد بصياح وهي تنظر الى فادي الذي كان جالسا يتابع الحديث بلا مبالاة مالذي تقولينه انت...
لا تقلقي انه يعرف بكل شيء، قالتها كريستين ببساطه جعلت رغد تستشاط غضبا منها فصرخت بها قائله ماذا يعني يعرف بكل شيء، من يكون هذا البني ادم ليعلم بجميع ما حدث معي...
اهدئي يا رغد ودعيني اشرح لك كل شيء...
تطلعت رغد اليها بشك بينما اكملت كريستين اجلسي بجانبي وسوف اخبرك بكل شيء، فقط اهدئي واجلسي...

زفرت رغد نفسا ثم جلست على الكرسي المقابل لها بينما تحدثت كريستين بجديه هذه المره الم تطلبي مني ألمساعده يا عزيزتي؟..
نعم ولكن ما علاقة هذا بمساعدتك يا عزيزتي، قالتها رغد بسخريه مقلده طريقتها بالحديث بينما لم تبالِ كريستين لسخريتها تلك بل تحدثت بعد ان وضعت خصلة من شعرها خلف إذنهها قائله لم اعهدك غبيه يا رغد، فادي هو من سوف يساعدنا...

انتفضت رغد من مكانها بعصبيه ثم هتفت بعدم تصديق وهي تشير بسبابتها ناحية فادي هاذ، هاذ من سوف يساعدنا...
هاذ!رددها فادي وهو يشير لنفسه ثم ما لبث ان أردف قائلا ما به هاذ يا انسه، كأنني اشعر بقليل من السخريه في حديثك، اذا لم أعجبك يا حلوتي فيمكنني الذهاب، اذا أنتم دفعتم لي بضعة أموال فهذا لا يعني انكم سوف تسخرون مني...

أموال! دفعتي أموال ايضا، صرخت رغد بدهشه بينما اجابتها كريستين بضجر لا تصرخي يا رغد، بالتأكيد لن يأتي هكذا بدون مقابل...
وكم دفعتي له؟..
ليس من شأنك، المهم انني دفعت له ما يريده...
تحدث فادي هذه المره قائلا لعلمك لقد خصمت لكم عشرة بالمئه من المبلغ الأصلي بعد ان علمت بسوء وضعكم المادي وانا بالعاده لا اقوم بتخفيضات نهائيا لأيا كان...

انت اخرس ولا تتحدث نهائيا، قالتها رغد وهي تكز على اسنانها بعصبيه بينما تحدث فادي بنفاذ صبر كريستين جدي حلا مع رفيقتك هذه ذات اللسان الطويل والا اقسم لك انني لن اسكت هذه المره...
ماذا ستفعل هيا اخبرني، قالتها رغد بتحدي بينما وقف فادي هو الاخر متحديا لها من الممكن ان افعل اشياء لا يستوعبها عقلك الصغير هذا...

حاولت رغد ان تتكلم الا ان كريستين قبضت على يدها وجرتها داخل غرفة النوم ثم تحدثت قائلة ماذا جرى لك، هل جننتي، افهمي قليلا ما احاول ان افعله قبل ان تثوري علي وعلى هذا الشاب الذي جاء هناك لمساعدتك...
عصرت رغد يديها بقوة ثم جلست على حافة السرير وأخذت نفسا عميقا عدة مرات ثم قالت أسمعك...

بعدما اتصلت بك واخبرتني بما حدث بينك وبين ذلك الحقير كدت اجن، اقسم لك انني رغبت في ان امسكه بين يدي وأقطعه بأسناني، لكنني حاولت ان اهدئ نفسي وأفكر بجديه في الحل المناسب للتعامل معه، خصوصا انه ما زال يتحكم بك ويظن نفسه وصيا عليك، فادي اعرفه منذ وقت طويل، اتصلت به وطلبت منه ان يقابلني، أخبرته ان يأتي معي الى هنا ويمثل دور عاشق لك حتى يفهم ذلك الحقير بأنك مرغوبه وان هناك العديد من الرجال يريدونك...

وماذا سأستفيد انا من كل هذا؟..
سوف يتضايق بالتأكيد عندما يراك انت وفادي سويا ويغار ايضا
وإذا حدث العكس ولم يهتم من الاساس...
مستحيل، بالتأكيد سوف يغار...

تتحدثين وكأنه يحبني، قالتها رغد بتهكم بينما جلست كريستين بجانبها وهي تقول بإصرار حتى لو لم يكن يحبك لكنه لن يتقبل حقيقة انك ستكونين مع رجل غيره، هكذا هم الرجال، يتضايقون كثيرا عندما يجدوا امرأة كانت تخصهم مع رجل اخر غيرهم، صدقيني هذا طبع موجود لدى كل الرجال، هذاك الحقير حتى لو لم يكن يحبك لكنه سوف ينزعج حينما يرى انك تناسيتيه وبدأتي من جديد مع اخر غيره...
لا اعلم ماذا اقول، حقا لا اعلم...

قولي انك موافقه، قوليها واعتمدي علي...
تطلعت رغد اليها بتردد بينما هزت كريستين رأسها بابتسامه مشجعه مما جعل رغد توافق فالأخير حسنا موافقه...
صفقت كريستين بيدها بحماس ثم قالت هيا لنذهب الى الخارج حتى تتعرفي على فادي وتقولي رأيك في ذوق صديقتك...

خرجت كلا من رغد وكريستين الى الخارج بينما وقفت رغد تتأمل فادي مليا، كان فادي شاب طويل القامه عريض المنكبين ذو ملامح غربيه بحته فهو أشقر الشعر بعيون زرقاء وقد كان وسيم للغايه...
تحدثت رغد اخيرا قائله حسنا، لا بأس به، في الحقيقة ذوقك رائع...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة