رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل العاشر
أنني سأصبح أب، زوجتي حامل قال ليو بحماس شديد و سعاده ليحيه جميع من حوله مجدداً. لكن هاري تتلاشى ابتسامته ببطء واعتلت ملامحه الدهشه.
ح. حقاً! قال هاري و هو يحاول أن يُخفي صدمته حتى لا يظهر على وجهه لكن في الواقع كان يشعر بالدهشة فلم تبدو علاقتهم جيدة حتى يقرروا الحصول على طفل.
نعم قال ليو بإبتسامه واسعه
مبارك لك اردف هاري بتعابير وجه ثابته تميل إلى البرود، يترك الجميع و يعود إلى المكتب الخاص به ليجلس على كرسيه و يغمض عيناه.
جلس يفكر قليلاً ثم قرر أن يتصل بالمساعدة الخاصة به ليخبرها أن تطلب من ليو القدوم إليه، لقد قرر قرار و لا يهتم إلى أي عواقب.
لقد طلبت مني القدوم سيدي؟ قال ليو بآدب.
نعم. اتعلم لقد فكرت أن أقوم بشيء من أجلك أنتَ و زوجتك بمناسبه ذلك الخبر السعيد قال و هو يعبث بإبهامه بشفته السفليه
أشكرك سيدي لكن ليس هناك داعي اردف ليو بإبتسامه خجولة.
لقد أخذت قرار أنا فقط أُبلغك تفوه هاري بنبرة شبه صارمه لينظر إليه ليو بتعجب.
حسناً سيدي كما تشاء.
أعتذر. إنني منهك قليلاً بسبب العمل، أنا أريد منك أنت و زوجتك أن تنضمو إلى في العشاء غداً، ما رأيك؟
حقاً سيكون شرف لنا سيدي قال ليكتفي هاري بالإبتسام.
حسناً سأتصل بكَ غداً لنتفق على الميعاد الذي سنتقابل به قال هاري ليشيح نظره بعيداً عن ليو واضع تركيزه كاملاً على الأوراق أمامه محاولاً طرد ليو من المكتب لكن بلباقه.
أمرك سيدي تحدث ليو ثم غادر مكتبه بسعادة.
وقف ينظر من الحائط الزجاجي لمكتبه مازال ليو يذهب ليخبر زملاءه بذلك الخبر السعيد من وجهه نظره.
يستأل هاري بداخله يا تُرى ايفدوكيا سعيدة بذلك الأمر ايضاً؟
لم يفهم هاري حقاً سر تعلقه لم يراها سوى بضع مرات.
لكن هناك شيء ما بداخلها يجذبه. ابتسامتها المنكسرة تلك تثير فضولة يتمنى لو يعرف سببها و يتمنى لو كان بإمكانه إصلاحها.
يتوجه ليو إلى المنزل. يطرق الباب بقوة تنتفض ايفدوكيا في مقعدها، من يكون الطارق؟ ف ليو دائماً يملك المفتاح الخاص به!
تقوم ببطء لتفتح الباب لتجده ليو وليس غاضباً او مرهقاً كالمعتاد بل كان متحمساً و فرحاً!
أين مفتاحك؟ قالت ايفدوكيا بتعجب
لقد نسيته، لا يهم هذا الآن.
ما المهم إذاً؟ سألت ايفدوكيا و هي تضحك بسخرية
أريد منكِ أن ترتدي أفضل ثياب لديكِ او تعلمين ربما لدينا بعض الوقت لنذهب لنشتري ثوب جديد من أجلكِ قال ليو دفعه واحدة لتنظر له ايفدوكيا و هي ترفع احدى حاجبيها.
لما كل هذا؟ هل سنقابل أحد المشاهير؟
تسخرين مني هه! في الواقع سنفعل قال ليو بإبتسامه و هو يخلع الجاكيت الخاص ببذلته و يرميه بإهمال على الأريكه.
لا أفهم. هيا أخبرني قالت بنبرة طفولية فيكاد الفضول ينهش تفكيرها.
تعالي اجلسي بجانبي كي أخبركِ اردف ليو لتتركه ايفدوكيا و تتوجه إلى المطبخ لتحضر طبقاً بداخله بطاطا.
لدي غداء لأعده لذلك سأقطع تلك بينما تخبرني ماذا يحدث قالت و هي تُمسك بالسكين.
حسناً حسناً لقد دعانا السيد ستايلز على العشاء تحدث ليو بحماس لتصعق ايفدوكيا فور سماعها اسمه تشعر بنبضات قلبها تتسارع. لا تنتبه إلى أين يذهب السكين لتجرح يدها عن طريق الخطأ و يخرج منها تآوه كبير.
ايفدوكيا! هل أنتِ بخير؟ سأل ليو بلهفه شديدة وهو ينظر في يدها.
نعم نعم. فقط. لا أريد. منظر الدماء قالت ايفدوكيا بتلعثم و هي تبكي ليأخذها ليو إلى دورة المياة ليقوم بتنظيف يدها من الدماء.
أين وضعتي عدة الإسعافات الأولية؟
إنها في ذلك الرف العلوي قالت ايفدوكيا بينما تنظر إلى الجرح في يدها.
و ها نحن ذا، لقد انتيهنا اردف ليو بعد أن انهى تضميد يد ايفدوكيا.
شكراً قالت ايفدوكيا بابتسامة صغيرة و هي تضمه.
لا شكر على واجب يا زوجتي العزيزة.
سأذهب لأكمل الغداء.
حسناً عندما تنتهي نأكل سريعاً و نتوجه إلى أي متجر قريب من هنا.
ليو لا داعي لا نهدر الأموال خاصتنا.
حسناً كما تريدين، لكن بشرط سأختار أي ثوب سوف ترتدين قال ليو و هو يتوجه إلى الغرفة، يتوجه مباشرةً إلى خزانه الثياب و يفتحها ليبدأ في النظر إلى ثياب ايفدوكيا، كان كل شيء يبدو على ما يرام حتى تذكرت ايفدوكيا أمر ذلك الثوب الذي ارتدته برفقة هاري! هي طانت تخبئة في الخزانة و لم تنظفه بعد. ربما ارادت ان تحتفظ برائحته لكنها في مصيبه حالياً.
أتعم ليو! اردفت وهي تقفز إلى داخل الغرفه لينتفض ليو من نبرتها العالية.
إلهي لما تصرخين يا فتاة!
أسفة. لقد أعدت تفكير. أريد ثوب جديد فثيابي القديمة أصبحت بالية. كما امم يجب أن اظهر بصورة انيقة أمام رئيسك في العمل.
حسناً تملكين وجهه نظر! لننتهي من الطعام و نذهب قال ليو و هو يغادر الغرفة لتغلق ايفدوكيا أبواب الخزانه و تتنهد براحة فلقد كان ذلك وشيكاً.
يتناولوا الغداء سريعاً ليذهبوا إلى محلات ثياب قريبه من منزلهم و بالطبع مناسبه لهم فهي ليست باهظة الثمن.
استغرق اختيار ثوب مناسب لها العديد من الوقت لأن أغلب الأشياء الجميلة غاليه والرخيصة لا تليق بها.
و اخيراً انتهينا قال ليو و هو يتنهد براحه.
نعم لقد انتهينا بالمعنى الحرفي للكلمة قالت ايفدوكيا و هي تقهقه.
لقد نسيت. متى ستذهبين إلى الطبيب؟
لا أعلم لكن سأفعل قريباً ربما غداً، هل ستأتي معي؟ قالت و هي تنهي جملتها بحماس شديد لينتهي بخيبة أمل.
لا أعلم. ربما سأذهب لمقابلة أصدقائي. او قد ارتاح في المنزل. لكن إن لم أفعل سأذهب معكِ بكل تأكيد قال بإبتسامه لتضع هي الآخرى ابتسامه مزيفه على وجهها وبداخلها تتسائل هل حقاً يفضل تلك الأشياء التافهه عليها.
ساد الصمت لمدة طويلة حتى عادوا إلى المنزل في انتظار مكالمة هاري لتحديد ميعاد المقابلة و أين ستكون.
رن هاتف ليو لينتفض كلاهما في لهفه نحوه ليجدوا المتصل هو هاري تتراجع هي و يأخذ هو الهاتف ليجيب.
حسناً سيدي، لا لن نتأخر لا تقلق. أشكرك وداعاً.
ماذا هناك؟ سألت بفضول.
لا شيء كان يقول متى سنتقابل، و إلى أين سنذهب. سيصل هو قبلنا لذا سيأمر السائق خاصته أن يحضرنا إليه. سننتظر عند المحطة.
حسناً، هل ابدل ثيابي الآن؟
نعم قال ليو و هي يتوجه إلى الغرفه المجاورة لغرفتها كي يرتدي ثيابه، ترتدي هي الفستان الجديد خاصتها.
كان باللون الأخضر القاتم. كان طويلاً نوعاً ما خالي من النقوش لكنه كان يبرز كتفها، أضاف لون عيناها الخضراء جمالاً خاصاً للفستان خاصتها، ارتدت قلادة ذهبيه اللون كان حجمها صغير نوعاً ما لكنها اضافت جمالاً لشكلها.
تركت شعرها ينسدل على كتفيها حتى تستطيع وضع سماعتها براحة دون ان يلاحظ من حولها.
هل انتهيتِ؟ سأل ليو بصوت عالي من الخارج قبل أن يقترب إلى الغرفة.
إلهي ايفدوكيا تبدين ساحرة.
اشكرك قالت و هي تهم للخروج من الغرفة كاد ليو ان يقبل وجنتها لكنها ابتعدت فوراً.
هيا سنتأخر اردفت و هي تجلس على الأريكة كي ترتدي حذائها.
حسناً هيا بنا قال ليو بضيق و تجاهلت هي تماماً ذلك الأمر.
انظري إلى تلك السيارة الفارهة هي التي ستأخذنا إلى ذلط المطعم اكتفت ايفدوكيا بالإبتسام و هي تشعر انها على حافه البكاء من كثرة التوتر! من أين جاء أمر العشاء ذلك. لقد كانت تحاول منذ ايام ان تمحوه من ذاكرتها. او أن تُخبر ليو بأنها تعرفه منذ البداية.
و الآن قد فسد الأمر كله.
لقد وصلنا يا سيدي اردف السائق مع ابتسامة ليقهقه ليو بصوت منخفض و يهمس لإيفدوكيا.
انظري لقد اصبحت سيد.
لقد لاحظت قالت بنبرة ساخرة.
يفتح السائق الباب من أجلهم، كان مطعم انكليزياً فاخر، يسوده اللون الأحمر الغامق مع مزيج من الأسود، يفتح النادل الباب من أجلهم ليستقبلهم موظف يحمل لائحة تضمن اسماء الزبائن.
ما هو اسمك سيدي.
ليو و هذه زوجتي لقد جئنا هنا لمقابلة السيد ستايلز.
نعم لقد ترك لنا خبر، تفضل سيدي لنأخذ منكم المعاكف اولاً قال الفتى بإبتسامه ليمنحه كلاهما المعاطف خاصتهم.
يسير كلاهما بهدوء بين الطاولات بينما يظهر الإندهاش على ليو من فخامه المكان اما هي فلا تبدي رده فعل كونها جلست في مكان مشابه عندما كانت برفقه هاري.
بينما يكملون السير يتوقف ليو قائلاً.
انظري هذا هو السيد ستايلز قال لتلتفت بلهفه لتجده يقف مع ابتسامه على ثغره و يغلق أحد ازرار بذلته الرسمية ليأتي و يصافح ليو بينما تشعر هي بنبضات قلبها تتسارع بشدة.
سيد ستايلز هذه زوجتي ايفدوكيا، ايفدوكيا هذا هو السيد ستايلز مديري بالعمل.
قال ليو بإبتسامة لتمد ايفدوكيا يدها لهاري كي تصافحه لكن بدلاً من ذلك انحني هاري مقبلاً يدها لتغلق عيناها بينما تشعر بأنها على وشك الإختناق من حبس انفاسها.
تشرفت سيدتي قال برسميه تامة.
الشرف لي قالت بصوت مهزوز و خافت بينما تنظر نحوه برعب خائفة من أن يُخطئ في قول أي شيء.
انها خجولة قليلاً اعذرها.
لا مشكلة قال هاري بوجه جامد.
كان كل شيء سيء بالفعل و الوضع غاية في الحساسية. بالطبع لن يحدث ما هو اسوء! قالت ايفدوكيا بداخل نفسها كان هذا قبل ان تقع عيناها على الفتاة التي تجلس على الطاولة خاصتهم لتسحب كلامها على الفور.