قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السادس

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السادس

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السادس

اتسعت أعين هاري بصدمة وقد شعر بلسانه ينعقد،
نبضات قلبه تزداد وكأنه فرس يركض في حلبة سباق بينما حاول جاهدًا أن يُبقي على تعابير وجهه جامده وأن يزيل تلك الصدمة البلهاء التي تعتلي وجهه، هو لم يتجاوز حده مع ايفدوكيا ولم يُخطيء في أي شيء لكن أن يذكر اسمها أمام زوجها بدون أي مناسبة هو أمر مريب إلى درجة كبيرة كما أنه لا يعلم إن كانت أخبرت زوجها بتعارفهما أم لا...

ساد الصمت لثوانٍ بينما حاول هاري أن يجمع شتات نفسه وأن يصلح ذلك الخطأ الفادح الذي وقع فيه للتو لكن قبل أن يفعل كان قد سبقه ليو وهو يسأل بصدمة وتعجب وقد ضيق عيناه بشك بينما يُردف:.

هل ذكرت للتو اسم زوجتي سيد هاري؟
أجل، أعني لقد، لقد ذكرت اسمها حينما طلبنا تلك ال، قال هاري بتلعثم شديد وهو يبعثر الأوراق الموضوعه أمامه باحثًا عن تلك الورقه الخرقاء التي قد تُصلح ما حدث.

في تلك الورقة! لقد ذكرت اسم زوجتك في تلك الخانة التي تتحدث عن الحالة العاطفية وتلك التي تتحدث عن وضعك العائلي.
أردف هاري ليقضب ليو حاجبيه ثم ينظر إلى الورقة ليتذكرا على الفور أنه قد فعل ذلك، لقد ذكر اسم زوجته، فهو كتب ذلك بخط يده كما يظهر أمامه، يتذكر ايضاً انه تعجب من تلك الأسئلة الشخصية لكنه لم يهتم حينها فكل ما كان يشغله وقتها هو أن يحصل على الوظيفه وقد فعل.

لا تتأخر في الغد. قال هاري وهو يُمسك ببعض الأوراق، أدرك ليو أن وقته مع السيد ستايلز قد انتهى و هو يريد منه أن يرحل كي يُكمل عمله.
غادر ليو مقر الشركه بسعادة شديدة، اتجه إلى المحطه منتظرًا أن يمر شيء يقله إلى المنزل.

ايفدوكيا، ايفدوكيا، صاح ليو بحماس شديد بمجرد دخوله إلى المنزل وهو يبحث في الأرجاء عن زوجته كي يخبرها عن تلك الأنباء السعيدة.
ها أنتِ ذا. قال ليو عندما وجد ايفدوكيا تتجه نحوه.

أين كنتِ؟
كُنت أُعد الطعام، أخبرني ماذا حدث؟

لقد تم قبولي! قال ليو بحماس شديد و هو يضم ايفدوكيا لتبتعد عنه على الفور ليعقد حاجبيه قبل أن يسألها بشك: لماذا ابتعدتِ؟

رائحة الطعام تملأ ثيابي لا أريد أن أُفسد البذلة خاصتك. تحججت ايفدوكيا بالطعام فهي لسبب ما ومنذ شجارهم الأخير أصبحت لا تريد أن تكون على مقربة منه بل وتحاول تجنبه تمامًا على الأقل في الوقت الراهن.
حسنًا. تمتم وهو ينظر إليها طويلًا وكأنه يفحصها أو يراقب تعبيراتها، أما عن فلقد كانت تتساءل بداخلها هل لاحظ أنها ليست بخير؟ هل لاحظ الوهن الذي أصابها مؤخرًا؟ أو هل لاحظ زيادة الفتور في علاقتهما؟

أتعلمين ايفا قد تبدين جميلة للغاية إذا قمتِ بإرتداء ثياب كالتي يرتديها أولئك الفتيات في العمل، حينما تنظرين إلى أحد الموظفات هناك ستشعرين بأنها أنثى حقيقية وليست مجرد بقايا مهشمة!
بصق ليو كلماته القاسية وهو يطعن ايفدوكيا في أنوثتها وثقتها بنفسها بواسطة نبرته الساخرة وعباراته المُقززة، أعتلت الصدمة ملامح ايفدوكيا قبل أن تتبدل سريعًا لتعابير اشمئزاز وغضب!

حقًا؟ إذًا لم لا تمنحني الأموال الكافية كي أستطيع اقتناء تلك الثياب مثلهم سيد ليو؟
لماذا تقومين بإفساد كل اللحظات السعيدة؟ لم تعشقين التعاسة والشجار؟ أخبريني!

أنا لا أفعل أنتَ من يفعل ذلك! إلهي أنتَ تثير اشمئزازي ليو! صاحت ايفدوكيا بحنق شديد وهي تشعر بإختناق من قسوة المحادثة التي تدور بينهم، اضطربت معالم وجهه أكثر بعد سماع جملتها تلك قبل أن يجذبها من ذراعها بقوة وهو يهددها قائلًا: تريدين مني أن أصفعكِ مجددًا كي تتأدبِ أليس كذلك يا زوجتي العزيزة؟ لم تعلق على ما تفوه به بل حاولت جاهدة أن تفلت ذراعها وتبتعد بعيدًا عنه وقد نجحت في ذلك بينما بقيت ترمقه بنظرات حادة ممتزجة بالإزدراء.

هذا هو التحذير الأخير ايفدوكيا! لا تنظري إلى بتلك الطريقة وإلا لن يروق لكِ ما سيحدث!
أنتَ تعلم أنني لا أخشى شيء سيد ليو يمكنك تهديدي كما تشاء ثم أنك تعلم جيدًا بأنني لا أتلقى الأوامر من أحد في هذا الكون بأكمله!

أردفن ايفدوكيا بثقة شديدة وهدوء تام وهي تراقب ردة فعل ليو الذي رمقها بتعبيرات باردة لثوانٍ قبل أن يُطلق ضحكات ساخرة عالية وهو يقوم بنزع ساعة يده ومن ثم ينزع خاتم الزواج، كانت تراقبه هي بأعين متسعة وهي تزدرد ما في فمها بصعوبة، اقترب منها أكثر بضع خطوات وقبل أن يفعل المزيد هرولت هي نحو غرفتها وهي توصد الباب خلفها بواسطة المفتاح.

لا يمكنني تهديدكِ هاه! إنكِ ضعيفة ايفدوكيا أضعف من أضعف مخلوقٍ في هذا الكون وسيكون من الأفضل بالنسبة إليكِ ألا تتحديني وإلا حياتكِ إلى جحيم هل تسمعيني أم نسيتِ وضع سماعة أذنكِ؟

صاح ليو بكلماته القاسية غير مهتم لكرامتها التي تبعثرت أو مشاعرها التي تم دهسها أسفل عجلات لسانه الحاد، تصاعدت شهقات ايفدوكيا وصوت بكاءها وهي تُلقي بجسدها على السرير...

أخذ عقلها يعيد المشهد الذي حدث قبل قليل، كيف كانت تهرول نحو الغرفة بفزع حقيقي بينما كان يركض هو خلفها، محاولتها لإغلاق الباب بكل قوة لديها حتى لا يلحق بها كل هذا يجعلها تشعر بالخزي، الضعف والإهانة...

نزعت سماعة الأذن خاصتها كي لا تسمع المزيد من ذلك الكلام المهين الذي انهال عليها بدون اي سبب يُذكر وهي تحاول أن تُشغل عقلها بأي شيء غير الذي حدث قبل قليل...

وكم كانت تتمنى لو يعود بها الزمن، عند ذلك اليوم تحديدًا الذي كانت تسير فيه في ذلك الممر الطويل، و هي ترتدي ذلك الثوب الأبيض العتيق ذو التصميم الهادئ الرقيق مثلها تمامًا وقد كان ذلك الثوب خاصة والدتها والذي ارتدته نفسه من قبل في يوم زفافها هي ووالدها، كانت تتذكر كيف كانت تغمرها السعاده في ذلك الوقت، حيث كانت تظن حينها أنها وجدت الشخص الذي يخاف على شعورها أكثر منها لكنها الآن تدرك كما كانت مجرد فتاة يافعة حمقاء وقعت في شباك ذلك الوغد وبعد أن كانت تحلم ببناء عش دافء لطيف، باتت الآن تتمنى أن يمر شبح السعاده بالمنزل...

شعرت ايفدوكيا بثقل بعينيها وما هي إلا ثوانٍ قليله حتى أصبحت في عالم الأحلام، لم يزعجها أي شيئ طوال الليل حتى أقتحمت أشعه الشمس الغرفة لتستيقظ منزعجة ومن ثم تجلس على مقدمة السرير خاصتها لثوانٍ قليلة وكأنها تحاول أن تستعيد الذاكرة أو ربما تسترجع ما حدث أمس.

ألقت نظرة سريعة إلى ساعة الحائط لتجد أن الوقت قد تأخر قليلًا وهي تسأل نفسها لماذا أصبحت تنام كثيرًا مؤخرًا؟ فلقد اعتادت على الإستيقاظ مبكرًا في السابق، غادرت الحجرة بخطوات واثقة فهي تعلم أن ليو قد غادر المنزل منذ وقتٍ طويل، لم تشعر برغبة في إعداد الطعام اليوم ستطلب من ليو احضار أي وجبة سريعة من الخارج فهي حقًا لا تهتم.

أمضت أغلبية اليوم في مشاهده التلفاز والجلوس للتحديق في اللاشيء، هي تشعر بفراغ و آلم كبير،
لم تدري ماذا تفعل سوى انها قررت الخروج لقضاء ما تبقى من يومها خارج المنزل قبل عودة ليو...

كانت ترتدي ثيابها بغضب وثورة وكأنها سجين قد تم العفو عنه وسيغادر أسواء السجن، كان الطقس باردًا للغاية بالخارج لكنها لم تأخذ معطفها الثقيل معها فهي تشتاق لأن تلامس نسمات الهواء البارد جسدها لكنها كانت تعي تمامًا أنها ستمرض لا محالة.

وبينما كانت تغلق باب المنزلها الحديدي صدح صوت رنين هاتفها في المكان وجهت عيناها إلى الشاشة ليظهر اسم ليو تتجاهل الهاتف وتضغط على أحدى الأزرار حتى يصمت لكن لم ييأس بل عاود الإوصال بها مره اخرى لكنها لم تجيب مجددًا ليرسل إليها في النهاية رسالة نصية تحوي الآتي:
ايفدوكيا لقد انتهيت من عملي لكني لن أعود إلى المنزل مباشرة، سأذهب لقضاء بعض الوقت برفقة أصدقائي.

في بادئ الأمر كانت تنظر إلى الشاشة أمامها ببرود لكن سرعان ما تحولت النظرات الباردة إلى سعادة غامرة ظهرت على هيئة ابتسامة واسعة زينت وجهها، فكون ليو على موعد مع رفاقه يعني أنه لن يعود باكرًا وبناءًا على ذلك يمكنها الذهاب إلى حيث تشاء و العوده دون أن تشغل بالها بالشجار الذي كان على وشك الحدوث، فإن خروج ايفدوكيا دون علم ليو كان سيسبب لها المتاعب.

لم يكن ليو يمنعها من الخروج خوفًا عليها كما يدعي بل كان مجرد تسلط وتحكم كما أنه ربما كان يقلق من أن تكتشف الأشياء الشنيعة التي يفعلها من وراء ظهرها.

في ذلك الوقت لم تدري ايفدوكيا إلى أين تذهب لكن كان بحوزتها من الأموال ما يكفي لأجرة الباص ويكفي لتتناول وجبة الغداء، بالطبع ستكون الوجبة ليست صحية.

كانت تنظر حولها لمدة طويلة تتأمل الشوارع والمارة من حولها، وتلك المتاجر الشهيرة التي تحوي على اجود أنواع الثياب، كانت تشعر بوغزة في قلبها كلما رأت حبيبين يسيران سويًا وهي بداخلها تتسائل لما هي ليست محظوظة بدرجة كافية، لكن يأتي من داخلها صوت يخبرها بأنكِ كنتِ تنعمين بمثل هذا الحب من قبل أو ربما أكثر لكنه فقط اضمحل مع الوقت حتى اصبح تعود، ممل، روتين و لا شيء سوى ذلك...

مر بعض الوقت وهي تسير بلا وجهة محددة لتجد نفسها تقف أمام مقر شركه ستايلز وقد علمت ذلك من اللافتة الكبيرة التي تحمل اسم الشركة والتي صُنعت من معدن قوي مطلي باللون الرمادي وقد اكتسب لمعان بسبب ضوء النهار...

اقتربت أكثر بتردد وكأنها مُخدرة وغير واعية بما حولها، هي لم تفكر قط في القدوم إلى هنا، نسمات الهواء الباردة تُراقص خصلات شعرها المنسدل شعرت ببرودة الهواء تزداد حدة، كانت تعلم انها ستندم على عدم إحضارها المعطف فلقد بدأ جلدها بالتحبب ليُوقف شعيرات جسدها النحيل.

وفي مشهد درامي جذاب يناسب الأجواء الباردة لهذا الشتاء القارص وبينما كانت تقف هي أعلى ذلك الرصيف المقابل لباب الشركه الرئيسي يخرج ذلك الشاب ذو الطول المهيب والذي انتشرت جزيئات عطره لتملأ الهواء في ثوانٍ بمجرد أن وطئت قدمه إلى خارج الشركة، عيناه الخضراء تلمع بوضوح وخصلاته المُلتفة تتطاير بحرية.

كان يقف في تلك الأثناء منتظرًا من السائق أن يحضر السيارة كي يرحل وربما يتناول وجبة الغداء التي لم يتناولها، تُحرك نسمات الهواء خصلات شعره الطويل بقوة أكثر لتحجب عنه الرؤية نسبيًا فيضطر أن يزيح الخصلات عن عينه بضيق شديد و بينما يفعل وقعت عينه على تلك الشابة...

تلك الشابة التي قابلها عن طريق المصادفة وقد شعر بأنه على وشك بأن يفقد عقله بسببها، لم تقف هنا تمامًا أمام المكان الخاص به؟ هل مجرد صدفة أو ربما هي تنتظره، أجل تنتظره فهي تنظر إلى عينيه مباشرة وشبح ابتسامة ظهر على ثغرها، ابتسامة امتزجت بين الخجل والتوتر...

عبر الطريق يخطو إليها بخطوات متسارعة ولهفة حاول جاهدًا أن يُخفيها كي لا يُفتضح ما يفكر فيه، يصل إلى البقعة التي تقف عليها يبتسم لتظهر أسنانه اللامعة وتبتسم هي في المقابل.

مرحبًا قال هاري لتبتسم له وتشير إليه بأن ينتظره لثانية، تضع يدها بداخل حقيبتها لتخرج سماعة اذنها حتى تتمكن من سماعه بصورة اوضح.

لقد، قلت مرحبًا.

أعلم، لقد قرأت الكلام خلال شفتيك كما أنني لستُ صماء أنا فقط أعاني من ضعف في حاسة السمع. تمتمت ايفدوكيا وهي تضحك ليبتسم لها في المقابل وهي يشعر بحرج شديد قبل أن يُعلق:
أوه أسف لم أقصد، لكنكِ بارعة،.

لقد اعتدت الامر نوعًا ما!

ألن تسألني لماذا أقف في مثل هذا الطقس البارد بلا معطف وحيدة تمامًا أمام المبنى الضخم الذي يخص شركتك؟

لا، لن أفعل، في الواقع لا يهمني الأسباب بل يهمني النتيجة وهي أنكِ تقفين هنا أمامي وبرفقتي. أردف بنبرة حالمة ولم تتوقع هي أن تصدر منه مثل تلك الكلمات، شعرت بمزيج من الخجل والضيق فهي لا تريد أن يُسيء فهمها، حاولت أن تبتسم وساد الصمت لبضع ثوانٍ قبل أن يُضيف:
لنذهب. أعلن هاري لتنظر نحوه بحيرة وهي تسأله إلى أين دون أن تتفوه بها أكتفت بالتعبير عن ذلك بوجهها.

ألسنا أصدقاء؟ لنقضِ بعض الوقت سويًا.

أجل نحن كذلك،.

هل يمكننا الذهاب بالسيارة هذه المرة؟

ما رأيك بأن نستقل سيارة أجرة بدلًا من سيارتك؟ أو ربما الحافلة ستكون اختيار جيد، أعني أن موقف الحافلات ليست بعيدًا عن هنا.

لم أفعل هذا منذ وقت طويل ولا افهم السبب لكن حسنًا كما تريدين ولكن لنستقل سيارة أجرى فلا طاقة لي لركوب حافلة الآن.

نبس هاري وهو يبتسم ليشير إلى أحد سيارات الأجرة، جلس كلاهما بداخل السيارة ويخبر هاري السائق بالمكان الذي يريد أن يذهب إليه.

إلى أين ستأخذني؟

إلى المرح.

ماذا! أنا لا أذهب إلى أي ملهى ليلي!

بربكِ ايفدوكيا من سيذهب إلى ملهى ليلي في هذا الوقت؟ سأل بنبرة ساخرة وهو يضحك كاشفًا عن تلك الحفر اللطيفة في وجنتيه لتعتذر على الفور وهي تقهقه مُردفة:
أعتذر على ما يبدو أنني اسأت فهم كلمة مرح.

لا بأس ولا يهم ايضًا إلى أين سنذهب، سوف تعرفين بعد بضع دقائق على أي حال.

بالمناسبة ايفدوكيا لم تخبريني كم عمرك؟ تبدين صغيرة في السن.

فلتخبرني أنتَ اولأً فربما أكون أكبر منك فأضطر إلى الكذب وقول عمر أصغر من عمري. عقبت على سؤاله ممازحة ليبتسم هو بمراوغة وهو يُردف في صيغة سؤال معلوم الإجابة مسبقًا:
لا يحبذ النساء الإجابة على مثل هذا السؤال أليس كذلك؟

هذا صحيح.

لكن يحدث هذا عندما يكن متقدمات ف العمر لكن أنتِ مازلتِ شابة.

حسنًا حسنًا، لننهي الجدل، أنا في الثلاثة والعشرون من عمري.

يا إلهي!

ماذا هل أنا عجوز؟

لا لم أقصد، بل على العكس تمامًا تبدين في الثامنة عشرة من عمركِ. علق هاري وهو يضحك وقد تدارك الموقف على الفور لتُعقب ايفدوكيا على حديثه مُردفة بتذمر:
لا لستُ كذلك للأسف.

مازلتِ صغيرة على كل حال.

إذًا ماذا عنك؟ أعني كم عمرك؟

فلتخمني أنتِ! قال هاري بإبتسامة واسعة وهو ينتظر تخمينها بحماس شديد.

خمسه وعشرون. خمنت بحماس شديد وهي تقفز في موضعها بمرح طفولي ليقهقه هو على هذا التصرف قبل أن يُردف الآتي:
كدتِ أن تصلِ. عبس وجهها قليلًا لأنها اخطأت التوقع ليبتسم هو قبل أن يقول:
في السابعة والعشرون.

أوه شاب ناضج إذًا! تبدو أصغر بالرغم من ذلك.

سأعتبر ذلك مدحًا. قال وهو يقهقه ثم فجاءة اختفت ابتسامته لتظهر مكانها ملامح جامدة، يحرك هاري ذراعه بعشوائية بحثًا عن شيئ بداخل إحدى جيوبه، مما تسبب في رفع أكمام قميصه وبذلته بعض الشيء، تنظر إليه وتعتلي ملامحها الصدمة لتعاود النظر إلى عيناه مره أخرى بتساؤل شديد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة