قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السابع

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السابع

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السابع

ما هذا؟ سألت ايفدوكيا بصدمة ممتزجة بفضول شديد و هي تُشير إلى معصم هاري والذي أمتعض وجهه على الفور وتوترت معالمه نسبيًا وهو يجيبها محاولًا التمص من سؤالها قائلًا:
إنه، لا شيء.
لا هاري، أعتقد أنه عليك الذهاب إلى الطبيب في القريب العاجل. قالت وهي تنظر إلى جلد هاري المتهيج المكسو باللون الأحمر الغاضب، يلحظ هاري تحديقها ليقوم بإخفاء معصمه على الفور.

ماذا حدث؟ أخبرني من فضلك،
لا شيء أنني فقط، حسنًا لقد قمت بإزالة وشم حديثًا لذلك تبدو بشرتي متهيجة.

ولم تسبب في كل هذا الإلتهاب؟ سألت بنبرة يشوبها القلق مجددًا ليقهقه هاري وهو يجيب على سؤالها بسؤالًا آخر مُردفًا: هل رأيتِ جسد أحد أزال وشمًا من قبل؟

في الواقع لا لم أفعل، تمتمت وهي تبتسم ففي الواقع هي لم ترى ذلك بالفعل بل ولم تقوم برسم وشم على جسدها من قبل.
حسنًا الأمر طبيعي. قال وهو يقهقه ومن ثم ساد الصمت لبرهة قبل أن تسأله بإهتمام:
لكنها تؤلمك أليس كذلك؟
سيصبح معصمي بخير عن قريب لا تقلقِ. أردف وهو يبتسم لتبتسم له في المقابل ليتأمل ابتسامتها لثوانٍ قبل أن يُخرجه من شروده صوت السائق وهو يقول:
لقد وصلنا سيدي.
حسنًا.

بربك هاري أين نحن؟ أنا لم آتِ إلى هذه المنطقة من قبل. سألت ايفدوكيا بتذمر وهي تغادر السيارة ومن ثم تنظر أمامها لبرهة ويلي ذلك صراخ بحماس شديد حينما أدركت إلى أين أصطحبها.
إلهي! مدينة الملاهي! كم تمنيت القدوم إلى هنا منذ زمن طويل، اشكرك سيد هاري، أقصد هاري، قالت دفعة واحدة والحماس المشتعل بداخلها يكسو لهيبه صوتها.

لقد توقعت أنكِ ستتحمسين لكن لأكون صريح لم أتوقع أن تتحمسي لتلك الدرجة. أردف هاري وهو يقهقه على أسلوبها الطفولي فهي لم تظهر له هذا الجانب من قبل.
على أي حال لندلف إلى الداخل أريد أن، لا أعلم، كم لعبة سأجربها، تفوهت بجدية تامة وهي تفكر ليكشف هاري عن أسنانه وهو مبتسم قبل أن يضيف الآتي:.

لا داعي للحيرة ايفدوكيا لقد ابتعت تذكرة تسمح لنا بلعب كل ما يحلو لنا من ألعاب ويمكنكِ تكرار اللعبة ذاتها أكثر من مرة إن أردتِ.
حقًا! هذا أفضل شيء فعله أحدهم في الحياة من أجلي! تمتمت وهي تقفز بسعادة غامرة بينما تصفق بين يديها لينظر هاري مباشرة إلى عيناها ليشرد لثوانٍ عديدة لتخجل هي على الفور وهي تُشيح بنظرها بعيدًا عنه.

فيما تفكر هاري؟ الآن وقت المرح دع الهموم جانبًا. قالت ممازحة وهي تضحك ليبتسم لها كاشفًا عن حفرتي وجنتيه قبل أن يُعلق قائلًا: معكِ حق، ما رأيكِ أن نبدأ بالأفعونية؟

حسنًا!
بعد مرور ساعة ونصف كان كلاهما قد قاما بلعب معظم الألعاب في المكان وفور انتهاءهم من أحد الألعاب عرض هاري الآتي:
أشعر بالجوع ما رأيكِ أن نذهب ونتاول شيء؟
حسنًا لكن،.

ماذا؟ هل هناك شيء؟
لا شيء.

لا، أخبريني من فضلكِ.
هناك شيء أريد تجربته، أتعلم تلك اللعبه التي تحاول فيها أن تصيب الهدف وحين تفعل تحصل على جائزة في الغالب تكون دب قطني محشو.

أوه! حسنًا لنفعل ذلك الآن! لا يمكنني أن أرفض أي طلب تطلبينه سيدة ايفدوكيا.
حقًا؟ يا إلهي لقد تحمست للغاية!

ذهب كلاهما إلى ذلك الشيء المرفوع على أعمدة خشبية وقد زُين بقماش ملون والذي يشبه الخيمة وبداخله تلك اللعبة، كان المطلوب هو أن يُصيب هاري خمسة أهداف حينها سيمكنه أختيار الجائزة التي يريدها، أصاب هاري الأهداف بحرافية وكأنه مُعتاد على الأمر كانت يداه ثابتة ونظرته مُركزه تمامًا على الهدف وكأنه إن فاز بتلك الجائزة سيفوز بإعجابها أو انبهارها على الأقل.

تبقى واحدة. أردف صاحب اللعبة وهو يبتسم ليطالع هاري ايفدوكيا بإبتسامة لطيفة واسعة لتبادله الأبتسام قبل أن يسألها الآتي:
أتظنين أنني سأنجح في النهاية؟
أجل ستفعل أنا أثق في قدراتك، أعلم أنك ستفوز، من أجلي، حتى أحصل على الهدية.

تمتمت بخجل لينظر هاري إلى عيناها لثوانٍ قليلة ثم يستدير ليواجه اللعبة مجددًا، يعيد ضبط زاوية يده، يحاول النظر بعنيان تشبهان عين الطيور الجارحة في دقتها، تبتسم ايفدوكيا بحماس وتوتر.

أجل. قفزت ايفدوكيا بحماس شديد وهي تصفق ليقهقه هاري بصوت عالي بينما ظهرت تلك الحُفر التي تُزين وجنتيه.

من أجلكِ. قال هاري بصوت هادئ وهو ينظر إليها لتتحاشى النظر إلى عيناه قبل أن تُردف بنبرة غلفها الإمتنان قائلة:
أشكرك حقًا هاري، لقد أردت تجربه هذه اللعبة أو أن يقوم أحد بتجربتها من أجلِ وها أنتَ فعلت،.

لا داعي للشكر ايفدوكيا، هيا لنختار سويًا دمية لطيفة من أجلكِ.

قال وهو ينظر أمامه باحثًا عن دمية مناسبة، دمية قد تجعلها تتذكره دومًا وبينما كان يبحث وقعت عيناه على دمية ذات خصل شعر بنية قصيرة كخاصتها وأعين بنية تميل إلى الخضرة قليلًا ليُردف الآتي:.

تلك، إنها تُشبهك ذات وجنتان حمراوتان تشبه خاصتكِ حين تخجلين، لديها عينان أخذتا لونهما من الخُضرة مثل خاصتكِ، خصلات شعرها بنيه تمامًا مثلكِ. أردف هاري بينما كست الحمرة وجهها، تشعُر بأن قلبها أصبح يخفق بسرعة شديدة.

أشكرك. تفوه هاري وهو يأخذ الدميه من الرجل ليمنحها إلى ايفدوكيا والتي احتضنتها بسعادة كبيرة وهي تضحك.

هل يمكنك أن تلتقط لنا صورة سويًا؟

بالطبع سيدي. قال وهو يأخذ الهاتف من يد هاري وكان هاري على وشك الإبتسام لكن قاطعه صوت ايفدوكيا وهي تقول:
مهلًا هاري، لا أريد،.

ألا تلتقطين صور مع أصدقاءك قط؟

أفعل لكنني لم أخبر ليو أنني هنا،.

يمكنكِ مهاتفته بعد أن نلتقط الصورة، لا أظن أنه سيشعر بالضيق لقضاءك وقت مع صديق أليس كذلك؟ سأل هاري بفضول ففي مثل هذا المجتمع حيث يعيشون لا مانع من وجود صداقات بين الجنسين.

في الواقع لا أعلم هاري لقد كان لنا أصدقاء مشتركين في السابق لقد كنا مجموعة كبيرة من الفتيان والفتيات لكن الآن بتُ لا أعرف ما يغضبه وما لا يغضبه، على أي حال لنلتقط الصورة ونرحل.

أومئ هاري ثم تحرك بضع خطوات ليقف إلى جانب ايفدوكيا لكن يفصلهما مسافة كافية، في الصورة الأولى يبتسم كلاهما بينما يضم هاري الدمية، الصورة الثانيه تضم ايفدوكيا الدمية...

الصورة الثالثة يظهر هاري بالقرب من ايفدوكيا ويمسك كلاهما بالدمية لكن أعين هاري لم تنظر تلك المرة تجاه المُصور بل نظرت نحو القمر ليس الذي يحلق بالسماء بل الذي يقف بجانبه، ايفدوكيا...

أجواء تلك الصورة كانت تُشع السعادة، أضواء مدينة الملاهي خلفهم زُينت بعبث الأطفال الذي يظهر خلفهم بالصورة، كما ظهرت أجواء الشتاء بالصورة حيث كان يقف هاري بمعطفه بينما كانت ايفدوكيا ترتدي ثوب ذو أكمام طويله، ابتسامة واسعة كست وجه هاري حينما أخذ الهاتف من الرجل ونظر إلى الصورة.

ايفدوكيا، إلهي إنك ترتجفين بقوة! قال هاري بعد أن أبعد عيناه عن الهاتف جراء سماعة لصوت تخبط أسنان ايفدوكيا ببعضهم البعض ولرؤيته لطريقة إحاطه نفسها بواسطة ذراعيها علها تحصل على بعض الدفء.

لا، أنا بخير. أنكرت ما قاله وهي تمنحه ابتسامة صغيرة بالكاد استطاعت إظهارها من شدة البرد.

لا، أنتِ لستِ كذلك لقد انخفضت حرارة الجو أكثر الآن لأن المساء قد حل.

لا بأس.

لا أنتظري، أردف وهو يمنحها الهاتف خاصته لتُمسك بينما يقوم بنزع المعطف خاصته ومن ثم قام بوضعه أعلى كتفها بلطف ثم طلب منها الآتي:
ارتدِ هذا.

لا، من فضلك أنا بخير.

هيا ايفدوكيا ستمرضين هذا إن لم تكوني قد مرضتي بالفعل، من فضلكِ،.

حسنًا، أشكرك. قالت بينما تأخذ المعطف منه والذي كان كبير جدًا بالنسبه لها كون جسدها ضئيل نوعاً ما مقارنة بجسده الضخم.

يا إلهي! تفوهت ايفدوكيا بينما يقهقه هاري بصوت عالٍ لتشاركه هي الضحك.

إنه كبير للغاية أليس كذلك؟ إلهي إنه يكسو جسدي بالكامل. سألت ايفدوكيا وهي تعلم الإجابة مُسبقًا ليكتفي هاري بإكمال ضحكه.

هاي توقف عن الضحك سيد هاري!

هيا لنذهب كي نتناول شيء ما أشعر بالجوع.

أظن أن الوقت قد تأخر وأنه يجب أن أعود إلى المنزل،.

هل نظرتِ كم الساعة قبل أن ترفضِ طلبي؟

لا لم أفعل، ولا أريد، سأتوتر حتمًا يجب أن أذهب.

لا ايفدوكيا، لا ذهاب قبل أن نأكل.

لكن إن عاد ليو باكرًا ولم يجدني، سيقتلني على الأرجح هاري! كانت تتحدث ايفدوكيا بنبرة تجمع بين السخرية والجدية في الآن ذاته ليعقد هاري حاجبيه قبل أن يُردف بنبرة درامية:
فليتجرأ ويفعلها، وسأجعله يتمني الموت ولن يناله بسهولة ايفدوكيا!

هاري، إنه زوجي بالنهاية. قالت ذاكره كلمة زوجي عن قصد لتذكره وتذكر نفسها أولًا بأنهم مجرد أصدقاء، حتى لا يأخذه تفكيره إلى منعطف آخر لا تريده هي.

أوه أسف، لقد نسيت. قال وهو يشيح نظره بعيدًا عنها وفقط يحدق في اللاشيء قبل أن يُخبرها الآتي وهو يشير إلى مكان ليس ببعيد:
هيا هناك مطعم قريب من هنا.

حسنًا هيا بنا. قالت و هي تبتسم ابتسامة متكلفة، وبمجرد أن جلس كلاهما بالداخل سألها هاري الآتي وهو ينظر إلى قائمة الطعام:
ماذا ستأكلين؟ أعتذر لم أمنحكِ قائمة الطعام.

لا داعي لذلك، سأتناول صدور دجاج مشوي وأرز.

أوه أرى أنكِ قد أتخذتِ قراركِ بالفعل، رائع.

أجل.

لقد ظننتُ أنكِ ستقولين الجمله الشهيرة بالأفلام سأخذ الطبق ذاته مثلك.

نحن لسنا بفيلم هاري، قالت بنبرة هادئة وجادة لا تناسب نبرة هاري المرحة وإن كانت كذلك نبرتها قد غُلفت بالحزن فهي تريد أن تذكره بأنهم يعيشون بالواقع.

أعلم ليتنا كنا، قال هاري وهو ينظر إليها لتشعر ببعض التوتر ثم تحمحم وهي تعبث بأكمام ثوبها.

الطعام سيدي، بالهناء.

أشكرك، هيا لنأكل كي لا نتأخر أكثر. شكر هاري النادل ثم وجه حديثه لإيفدوكيا.

كان المطعم هادئ للغايه يكسوه اللون الأزرق الغامق مع بعض الديكور باللون السماوي كان المكان فاخرًا نوعًا ما، كان الزبائن هادئون لدرجة كبيرة ورائحة الطعام الشهي تكسو المكان تجعلك تريد تذوق كل ما يقدمه هذا المطعم، كانت ترى هذا المطعم أحيانًا لكنها لم تعرف اسمه وبالطبع لم تدخله من قبل بالإضافه أنه يُعد بعيدًا عن منزلها.

لقد انتهيت لنذهب.

ايفدوكيا فلتكملِ صحنكِ على الأقل،.

هاري لقد تأخر الوقت وهناك شيء بداخلي يخبرني بأن ليو سيعود باكرًا اليوم.

حسنًا كما تريدين، لنذهب. قال هاري وهو يشير للنادل بأن يحضر الفاتورة كي يضع النقود ويرحلوا.

هيا أردف وهو يقف يهم بالرحيل وتبعته ايفدوكيا.

يشير إلى أحدى سيارات الأجرة ليجلس كلاهما بالخلف بجانب بعضهما البعض، وبسبب برودة الجو أغلق كلاهما النافذة التي بجانبه مما جعل رائحة عطره الرجولي تُعطر المكان بأكمله، كانت ايفدوكيا تستنشق رائحته وتتمنى لو ان تحاوطها تلك الرائحة الزكية على الدوام...

تذكرت ايفدوكيا انها ترتدي معطف هاري و كانت الغبيه تسأل نفسها كيف تحيطها رائحه هاري بتلك الدرجة! هي الآن تُدرك مدى حماقتها قد ستلتصق رائحته في ثيابها فور انتباهها لهذا الأمر نزعت المعطف فوراً و منحته لهاري.

ايفدوكيا انتظري ستمرضي.

لا يهم هاري، لا يهم الآن. قالت بنبرة مستاءة قليلًا لكنها لم تكن مستاءة منه بل من نفسها في الوقع!

حسنًا كما تريدين لا طاقة لي للجدال مجددًا. عقب هاري بنبرة شبه غاضبة ايضًا لتُدرك أنها قد صبت غضبها عليه دون ذنب منه...

أعتذر هاري، لم أقصد أن، أن أتحدث بتلك الطريقة، أنا فقط، انسى الأمر،.

حسنًا ايفدوكيا لا تهتمي.

تمتم هاري وهو قاطب حاجبيه بغضب، لم تريد أن تتحدث مره أخرى كي لا يتطور الأمر لشجار لكن بداخلها كانت تشعر بالمزيد بالغضب فلقد بالإعتذار منه لكنه مازال غاضبًا، إنه يقوم بالتصرف مثل ليو تمامًا، حيث لطالما جعلها ليو تشعر أن اعتذارها وشعورها بالذنب لا قيمة لهما...

لا تجعله يقف أمام منزلي مباشرة من فضلك.

هل حقًا تنوين السير وحدكِ مساءًا في مثل هذا الطقس سيدة ايفدوكيا؟

أجل، لا تهتم. نبست بنبرة باردة مستخدمة العبارة ذاتها التي تفوه بها قبل قليل مما زاد من حنقه ليطالعها بطرف عيناه بنظرات حادة قبل أن يُردف الآتي:
إلهي ايفدوكيا! لا أريد الشجار لكن عنادكِ يدفعني إليه حقًا!

يمكنكَ أن تخبره بأن يقف هنا، سأسير مسافة قليلة ثم سأصبح أمام المنزل مباشرة.

والآن تتجاهلين حديثي، رائع! قال هاري بنبرة غاضبة وإن كانت لا تخلو من السخرية، ساد الصمت لبرهة مرت كأنها دهرٍ كامل قبل أن يخبر هاري السائق بأن يتوقف.

وداعًا.

انتظري سأسير ورائكِ لأتأكد بأنكِ بخير.

لا تفعل! ماذا إن قابلنا ليو؟

لقد قلت للتو أننا لن نسير سويًا!

لا هاري، من فضلك لا تفعل، بالمناسبة أشكرك على هذا اليوم الرائع والعشاء الفاخر وكل شيء آخر،.

لا تشكريني ما يهمني هو أن تكونِ سعيدة وآمنة.

وداعًا هاري.

لا، بل إلى اللقاء ايفدوكيا. صحح هاري الجملة وهو يلوح إليها بيده لتفعل المثل ثم تلتفت لتبدأ في السير مبتعده عنه، يُبقيِ يده مرفوعة لثوانٍ وهو يلوح ببطء.

كانت تسير بسرعة كبيرة حتى أنها شعرت بصعوبة في التنفس وكأن رئتها على وشك أن تغادر قفصها الصدري، كانت تحاول مقاومة ذلك البرد القارص الذي بدأ ينهش بجسدها نهشًا...

لم يكن ذلك يشغل بالها في تلك اللحظة فلقد كان عليها أن تُسرع بقدر الإمكان، تُخرج هاتفها لتنظر كم الساعة لتجد أن الهاتف قد فرغت بطاريته بالفعل! يا إلهي هي الآن تركض خائفة هي لا تعلم كم الساعة ولا تعلم كم عدد مرات اتصال ليو بها، مؤكد أنه اتصل عده مرات...

تقترب من المنزل وهي تلهث تُخرج المفتاح من حوزته، تفتح الباب ببطء شديد وبإيدي مرتجفة...

تنظر في الأرجاء بعينيها لتجد أنها لا ترى شيء سوى الظلام يكتسح المكان، لم تراه لكنها تشعر بوجوده، جاءها صوته الخشن من الداخل محدثًا إياها بنبرة صارمة مُردفًا:
أتدرين كم الساعة؟ أين كنتِ كل هذا الوقت؟ مهلًا مهلًا، لا داعي للإجابة عن ذلك للسؤال، فأين ستكونين في مثل هذا الوقت مثلًا؟ السؤال هنا مع من كنتِ، أتمنى أنكِ حظيتِ بأمسية سعيدة بجانبه! أ إمرأة أنتِ أم عا، أجيبي!

قال بنبرة أشبه بالصراخ كادت أن تسقط لها حوائط المنزل، كانت نبرته يشع منها الحنق الشديد ليرتجف جسدها بقوة وهي تشعر بحرارة في عينيها، كانت في تلك اللحظة تتمنى لو أن تنشق الأرض أسفلها لتبتلعها لتحميها من شرور هذا الشيطان الغاضب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة