قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الرابع

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الرابع

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الرابع

هرول هاري نحو الفتاة التي اختل توازنها في خلال ثوانٍ لتسقط بالقرب منه وتغمض عينيها، أمسك بها هاري على الفور كي يمنع رأسها بالإصطدام بالأرضية بينما يصيح قائلًا: ليجلب أحدكم عطر، أو كوب مياه، أسرعوا!

قال هاري ليهرول الموظفين باحثين عن عطر وزجاجة مياه باردة، أخذ هاري العطر من يدهم بقوة نابعة عن الخوف، أمسك بزجاجة العطر ليقوم بوضع القليل منه على يديه ومن ثم يقرب يده من أنفها الصغير لتخترق الرائحة الفواحة أنفها وتنبه خلايا الحس خاصتها لتبدأ في إستعادة وعيها تدريجيًا.

شعرت بآلم قوي يجتاح مؤخرة رأسها بينما غزى أنفها رائحة عطر من نوع آخر رائحة عطر رجالي ممتزج برائحة برتقال! فتحت عيناها ببطء شديد لتواجه خاصته الزمردية لتبدأ في استيعاب ما يحدث من حولها فتدرك الوضع المحرج للغاية الموضوعة فيه لتبتعد عنه على الفور وهي تحاول الإستقامة.

ماذا حدث؟ سألت بتعب وهي تمسك برأسها ليطالعها بحيرة وهو يُجيبها بإجابة لم تفيدها كثيرًا مُردفًا الآتي: لا أعلم، لقد كنتِ على وشك التحدث معي لكنكِ فقدتِ وعيكِ دون سابق إنذار!

أوه،
هل تناولتِ شيئًا هذا الصباح؟ تبدين شاحبة. سألها وهو متوقع الإجابة وبالفعل كانت إجابتها لا.

لا لم أفعل،
لماذا؟ سأل بنبرة معاتبة لتتنهد ايفدوكيا وهي تستقيم ويحاول هاري أن يُمسك يدها ليساعدها لكنها تبعد ذراعها عنه على الفور وتحاول الإستناد على المقعد المعدني بدلًا عنه وهي تُجيبه:
لا أعلم، لقد كنت منشغلة منذ الصباح الباكر ولم يكن هناك وقتٍ كافي لتناول الطعام.
وما الشيء الهام الذي تفعلينه من الصباح الباكر والذي جعلكِ مشغولة للحد الذي يجعلكِ تقومين بتخطي وجبة مهمة كالإفطار؟

لقد، لقد كنت ابحث عن عمل، ليس لي بل من أجل زوجي.
حسنًا، وما طبيعة العمل الذي تبحثين عنه؟ ولماذا تبحثين أنتِ لما لا يبحث هو بنفسه؟ سأل هاري بفضول واضح وهو يبتسم بسخرية في نهاية حديثه فمن ذلك الشخص الإعتمادي الذي يطلب من زوجته المريضة على ما يبدو أن تذهب لتبحث عن عمل من أجله؟

إنه محاسب، إنه ماهر للغاية في أمور الرياضيات والحسابات تلك، وهو بالفعل يبحث عن عمل بنفسه لكنني أردت تقديم المساعدة هذا كل ما في الأمر.
حسنًا هذا جيد، يالها من مصادفة لقد جئت إلى هنا لكي يتم نشر إعلان للبحث عن محاسبين، يمكنه التقديم على الوظيفة.

حقًا؟ أتعني أنك، أنك ستقوم بقبوله في تلك الوظيفة؟ سألت بسعادة غامرة وبنبرة قد تبدو طفولية قليلًا ليقهقه هو على الفور كاشفًا عن أسنانه اللامعة والحفر اللطيفة في وجنتيه.
ليس تمامًا، انظري سأقوم بعمل مقابلة شخصية معه أولًا ومن ثم يمكنني أخذ قرار بشأنه، لكن لنقول بأن لديه فرصة جيدة بشكل مبدأي.

إلهي اشكرك للغاية، لقد، لقد تركت مع الموظفة كل الأوراق خاصته يمكنني أن أستعيدها منها وأمنحها لك إذا أردت. قهقه مجددًا على سذاجتها بينما يُعقب على حديثها قائلًا: لا حاجة لذلك، ستقوم هي بكل الإجراءات اللازمة وستقوم بإرسال الأوراق التي قد أحتاجها لا تشغلي بالكِ.

حسنًا هذا جيد، أنا حقًا أشكرك سيدي! أنا مدينة لكَ بالكثير،
نعم أنتِ كذلك. تمتم بثقة ليعبس وجهها على الفور وتطالعه بحرج ليضحك مجددًا بينما يردف:
أنا أمزح! لا تأخذِ كل شيء على محمل الجد فهذا مضر للأعصاب بحق.
سأحاول.

ولكن حقًا أنتِ مدينة لي و كي تردي هذا الدين فأنتِ بحاجه إلى الذهاب معي لتناول الفطور في أي مطعم قريب من هنا.
أنا أسفة لكن لا يمكنني ذلك،.

لا مجال للإعتراض هنا، من فضلكِ.
حسنًا سأبعث برسالة إلى زوجي لأخبره أولًا، بأنني سأتناول الطعام مع صديق.

سيكون ذلك جيدًا، هيا بنا. قال ليهم كلاهما بالوقوف وبينما كانت هي تحمل حقيبتها وتعيد ترتيب هيئتها سريعًا أضاف هو: سنتمشى قليلًا نظرًا لأنكِ لن تقبلين ركوب السيارة مع شخص غريب، أليس كذلك؟

أشكرك على تفهمك للأمر.
لا شكر على واجب، إذا أخبريني ما اسم زوجكِ؟

ليو، ليو ديكر.
حسنًا.

اتجه كلاهما إلى الخارج ليسرع هاري بفتح الباب من أجلها لتشكره هي بصوت منخفض خجلًا،
لم يكن المطعم الذي اقترح هاري أن يتناولوا فيه الطعام ببعيد لكن المسافة بدت أبعد بكثير فعليًا حيث كان الصمت يعم المكان فلم يجرؤ أحدهم على التحدث.
إذًا ماذا تريدين أن تأكلي؟

أي شيء لا يهم، أريد مثلك.

حسنًا كما تريدين. قال وهو يبتسم لتظهر أسنانه البيضاء بينما يعاود النظر إلى قائمة الطعام قبل أن يضعها بعيدًا وهو يسألها:
إذًا هل لي بسؤال؟

بالطبع، لكن لنعقد اتفاقًا صغير، سؤال مقابل سؤال. عرضت هي لينظر نحوها لثوانٍ في محاولة لإستيعاب الأمر قبل أن يقهقه بينما تمتم:
يا إلهي!

ماذا؟ سألت وهي تبتسم ليعيد خصلات شعره الطويلة نسبيًا نحو الخلف بينما يقول:
لا شيء أنتِ فقط، شخصيتكِ تبدو قوية أنا فقط منبهر!

وهل هذا أمر سيء أم جيد؟

جيد، بالطبع شيء جيد. قال هاري و هو يبتسم بينما تحاشت هي النظر نحوه، ساد الصمت لبرهة بعد أن قام هاري بطلب الطعام من النادل قبل أن تسأله هي بهدوء:
إذًا ما سؤالك؟

ما اسمكِ؟

ماذا؟ لم اتوقع أن يكون هذا هو السؤال ابدًا! أعني إنها معلومة بسيطة للغاية، مهلًا ألم أخبرك من قبل؟ سألته وهي تضحك كاشفة عن أسنانها ليُطالعها هو بهدوء قبل أن يُردف:
لا، لم تفعلي.

حسنًا اسمي هو، ايفدوكيا. قالت ليصمت لثوانٍ وهو يتأمل الإسم المميز خاصتها بينما يحاول أن يتذكر إذا كان سمع مثله من قبل أم لا وقد كانت الإجابة لا ليسألها على الفور الآتي:
ماذا يعني؟

طيبة القلب. تمتمت لتلمع أعين هاري على الفور وتنمو ابتسامة صغيرة على وجهه بينما يُردف بنبرة لطيفة قبل أن يحتسي من الكوب الماء الذي أمامه:
على ما يبدو أنكِ كذلك بالفعل.

هذا لطفًا منكَ سيد هاري، أشكرك.

أنا لستُ بسيد ايفدوكيا، نادني هاري فقط فأنا لستُ متقدم في العمر مازالت شابًا.

لا أنتَ سيد، ستكون رئيس زوجي بالعمل لذا سيتم تلقيبك بسيد هاري.

أجل، زوجكِ. قال هاري بنبرة باردة وهو يحتسي من كوب الماء مجددًا قبل أن يضع الكوب على الطاولة بقليل من العنف، ساد الصمت بينهم مجددًا بينما بدأ كلًا منهم في تناول طعامه قبل أن يقطع هاري الصمت وهو يقترح عليها الآتي:
لما لا نذهب إلى الطبيب بعد تناول وجبتنا.

طبيب؟ أي طبيب؟

لنطمئن على صحتكِ، لا تبدين بخير.

لا داعي لذلك، هذا يحدث معي كثيرًا أنا مريضة بفقر الدم لذا يختل توازني وأفقد الوعي كثيرًا.

حسنًا كما تريدين. قال هو ليسود الصمت مجددًا ولكن هذه المرة كان الصمت يسود في المطعم الهادئ وليس طاولتهم فقط.

وبدون أي مقدمات استقام أحد الزبائن من مقعده وهو يصيح في وجه النادل ليبدأ شجار حاد بينهم ونظرًا لكون تلك الطاولة قريبة للغاية من طاولتهم فلقد كان صوت الصراخ يتخلل أذن ايفدوكيا بقوة،
أغلقت عيناها في آلم شديد وهي تضع كلتا يديها على أذنيها ليطالعها هاري بقلق ولهفة بينما يسألها:
إلهي! هل أنتِ بخير؟

لا، صوتهم، مرتفع للغاية، قالت بتقطع وهي تحاول نزع السماعة من أذنها لكن يدها المرتجفة لم تساعدها كثيرًا.

انتظري لا تنزعيها، سوف اطلب منهم التوقف في الحال.

قال هاري بنبرة مطمئنة وهو يضع يده على يدها قبل أن يتركها ويتجه إلى ذلك الشاب، حاول هاري التحدث بشكل ودي ولطيف مُردفًا:
من فضلكم يمكنكم حل المشكلة بهدوء أكثر من هذا أو يمكنكم حل ذلك النزاع في الخارج لا ذنب لبقية الموجودين في تقبل صوت صراخكم هذا!

هذا ليس من شأنك يا هذا! لما تتدخل أنتَ؟ قال الرجل بوقاحة شديدة ليحكم هاري قبضته ولكن يقرر أن يتحلى بالصبر ليعقب على حديثه مُردفًا من بين أسنانه:
أتدخل لأن رفيقتي تضع سماعات أذن طبية وصوتك العالي يؤلم أذنها!

أنا لا أهتم لكون رفيقتك ذات إعاقة يا هذا!

رفيقتي ذات إعاقة، كرر هاري الجملة مرة أخري قبل أن يتحرك ليقترب أكثر من هذا الشاب يحكم قبضته أكثر ويهوي على وجه الشاب بلكمة قوية ليسقط على الطاولة خلفه نتيجة لقوة اللكمة.

شهقه عالية صدرت منها ليستدير هو لينظر إلى عيناها التي كانت تدمعان بسبب كلمه معاقة التي صدرت من فم ذلك الأحمق قبل قليل، كاد هاري أن يضع يده على وجه ايفدوكيا كي يمسح دمعتها قبل أن تسقط على وجنتها لكن ذلك الفتى كان قد نهض بالفعل وحاول جذب هاري ليواجهه ويحاول يلكمه لكن الأمر انتهي بأن هاري لكم الشاب مرة أخرى.

ذهب النادل كي يطلب المدير كي يحل ذلك الخلاف لكن هاري قد سبقه حيث ترك بعض الأموال العامة وجذب ذراع ايفدوكيا ورحل عن المكان بعد أن رمق الجميع بنظرات حارقة.

أنا أعتذر بشدة عما حدث، لا تهتمي لذلك الوغد!

أشكرك،.

ايفدوكيا لا تفعلي هذا، أعلم أنكِ مستاءة لما حدث، إنها غلطتي كان على اختيار مطعمٍ أرقى من هذا.

لا لا أنا حقًا أشكرك سيد هاري لأنك دافعت عني ولكمت ذلك الشاب من أجلي حتى أنك كدت أن تتعرض للضرب،.

هذا واجبي، مؤكد أنه أي شخص في موقفي سيفعل الشيء ذاته و ربما لو كان زوجكِ هنا لفعل المزيد.

قال هاري ليظهر شبح ابتسامة ساخرة على شفتيها فهي تعلم جيدًا أن لو كان ما حدث أمام ليو لم يكن ليفعل نصف ما فعله هاري بل كان سيطلب منها تجاهل الأمر وعدم إفساد الأجواء، استفاقت من شرودها سريعًا وهي تحاول طرد تلك الأفكار من رأسها.

على أي كال متى أخبر زوجي حتى يأتي لمقابلتك؟

غدًا إذا أردتِ.

أردت؟ أنا؟ الأمر لا يخصني بل يخصك سيدي ويخص ليو بالطبع. قالت وهي تقهقه ليبادلها الإبتسام قبل أن يتمتم:
حسنًا، فقط اجعليه يمر على في مقر الشركة في تمام التاسعة صباحًا.

أظن أنه لا يعرف العنوان،.

اجعليه فقط يسأل عن المقر الرئيسي لشركة ستايلز وسيستطيع العثور علينا بسهولة.

حسنًا.

إذًا تودين الرحيل؟

أجل، أشكرك على كل شيئ، الطعام والوظيفة والدفاع عني، لقد كان يومي رائع حقًا بفضلك.

حقًا؟

بالطبع، اشكرك سيد هاري.

علي الرحب والسعة، بالمناسبة، لقد نسيتي أن تسأليني سؤال في مقابل سؤالي.

أجل لقد نسيت، سأفعل عندما يحين وقت السؤال.

قالت لتتحرك مبتعدة عن هاري ليظل هو واقفًا يفكر في ما قالته للتو، هو لم يفهم ماذا تقصد، ذهبت هي لتجلس على المحطة لتنتظر شيئًا يقلها إلى المنزل، بعد وقتٍ قصير عادت إلى المنزل لتجد ليو بالداخل بالفعل ويجلس بحزن يضع كلتا يديه على وجهه.

لقد عدت.

مرحبًا بعودتكِ.

لم تجد وظيفة بعد؟ سألت وهي تنتظر إجابة باردة أو قاسية منه كالمعتاد لكن على العكس تمامًا جاءها صوته منكسرًا وهو يهمس:
لا، لم أجد،.

لكني فعلت!

ايفدوكيا لقد تحدثنا من قبل لن اسمح لكِ بالعمل.

لا ليو ليس العمل من أجلي بل من أجلكَ أنتَ!

حقًا؟ ايفدوكيا! لا يوجد مزاح في مثل هذه الأمور!

هذه ليست مزحة ليو أنا أتحدث بجدية!

أنتِ عظيمة ايفدوكيا عظيمة! قال وهو يطبع قبلة رقيقة على وجنتيها ومن ثم يضمها برفق.

مهلًا مهلًا، هل سعادتك بالحصول على وظيفة تقريبًا، جعلتك تنسى السؤال عن التفاصيل؟ سألت وهي تضحك ليضع يده على رأسه قبل أن يقول:
أجل أجل، أنا لم انتبه فلتخبريني من فضلك!

حسنًا، لقد كنت ابحث بين مكاتب التوظيف حتى وجدت عمل مناسب في أحدي الشركات الكبرى.

حقًا؟ ما اسم الشركة؟

لستُ واثقة من الأمر، يطلقون عليها شركة ستايلز،.

اتمزحين معي! سيقبلونني في عمل في شركة ستايلز، هذا مستحيل!

لا ليو بل هذا سيصبح واقعًا عما قريب، لقد قالت بأنكَ تبدو مناسبًا، كما أنك ستقوم بعمل مقابلة شخصية مع المدير في التاسعة غدًا!

مع المدير شخصيًا؟ هذا غير معقول!

لا لقد قال ذلك بنفسه!

وما أدراكِ أنه قال ذلك بنفسه؟

لأنني، قابلته عن طريق المصادفة لقد كان في مكتب التوظيف و، لقد بعثتُ إليكَ برسالة أخبرك بالتفاصيل لكنكَ لم تقرأها في الغالب؟

أنتِ تعلمين كم الرسائل التي تُرسل إلى لم أراها، على أي حال دعكِ من الثرثرة وأخبريني المزيد.

ثرثرة؟ لا يوجد المزيد فقط ستذهب للمقابلة غدًا.

وأخيرًا يبتسم لي الحظ للمرة الأولى منذ أن ولدت تقريبًا! أتمنى أن يتم قبولي وأن ابدء العمل في أسرع وقتٍ ممكن!

أنا ايضًا أتمنى ذلك،.

اشكركِ مجددًا ايفدوكيا.

لا داعي صدقني، على أي حال سأذهب كي استريح قليلًا.

قالت و هي تهم بالوقوف وتتجه إلى الغرفة ومن ثم تقوم بإغلاق الباب من خلفها، تخلع سماعة الاذن خاصتها كي ترتاح قليلًا، كانت غارقة في التفكير مجددًا، لما فعل السيد هاري كل هذا معها؟

إنه حقًا شخصًا نبيل وهذا كرمًا كبير منه لكنها لا تحب أن تكون مدينة لأحدهم بمعروف، كما أنها تتمنى ألا يكون تفكيره قد ذهب إلى أي شيء آخر، ففي النهاية هي امرأة متزوجة وحتى وإن كانت تعيسة والحياة بينها وبين زوجها مضطربة إلى أبعد درجة لكن ذلك لن يغير واقع كونها متزوجة.

حاولت طرد هاري وما حدث إلى مؤخرة رأسها فهي تشعر بالذنب لكونها تفكر في ذلك الشاب الذي قدم إليها معروفًا وإن كان الأمر عاديًا تمامًا
لكنها مازالت تشعر بأنها مذنبة، ربما لأنها لم تخبر ليو بتفاصيل اليوم لكنه لم يسمح لها بذلك بل لم يهتم بقراءة ما ارسلته من الأساس!

تنهدت تنهيدة قوية قبل أن تذهب للجلوس أعلي السرير خاصتها بينما تنظر من خلال الشرفة الملاصقة تمامًا للسرير على شوارع فرنسا الباردة لتقفز إلى رأسها ذكريات قادرة على أن تُدفئ برودة تلك الشوارع...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة