قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الرابع عشر

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الرابع عشر

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الرابع عشر

ماذا تفعلين أمي!
فسر لي الآن سبب هذه المكالمة هاري قالت آن بنبره شبه حاده و لكنها تنم عن غضب شديد.

ماذا امي لم تصرخين باكراً هكذا
لقد قلت فسر لي هذا الآن!

دعيني افتح عيناي اولاً اردف هاري بصوت ناعس و هو يفرك عيناه ثم ينظر نحو هاتفه، نحو ذلك الرقم الذي كان يشتاق كثيراً لرؤيته يُنير شاشة هاتفه لكن ليس بعد الآن.
لا أعلم أمي لما تتصل.

توقف عن الكذب! هل عدت للتحدث معها مجدداً؟ صدر صوت آن غاضب للغاية.
كم مره سأخبركِ ان تتوقفي عن التعامل معي كطفل! انا لا اكذب، امي اذا اردت التحدث معها سأفعل لن اخشاكِ مثلاً. انهي هاري جملتة بنبرة ساخرة.

تأدب هاري تأدب و لو لمرة وبخت آن هاري.
حسناً أمي سأفعل قال هاري و اعاد نظره مجدداً نحو الهاتف ليجد انها قد انهت الإتصال.

إلى أين؟ سألت آن بمجرد نهوض هاري من الأريكة
إلى اين سأذهب فور استيقاظِ مثلاً؟ إلى دورة المياه بالطبع قال هاري و هو يتوجه نحو دورة المياه.

يضع هاري الماء البارد على وجهه، بداخله آلاف الأسئلة هو لا يعرف ماذا تريد و حقاً لا يُريد ان يعرف فلقد حذف تلك الصفحة من حياته، و لم يكتفي بذلك بل احرقها ايضاً كما احرقته هي.
هاري هيا الفطور جاهز قالت آن بعد ان دقت باب دورة المياه.

أنا اتٍ أمي
جلس كلاهما على الطاولة ليتناولوا الطعام بينما كان يسود الصمت المكان حتى تلك اللحظة التي دق فيها هاتف هاري مجدداً.

هل هي من يتصل مجدداً؟
لا أمي انه هاتف عمل قال هاري لتنظر نحوه آن بنظره شك فهي لا تصدق ما يقول.

مرحباً، لقد اخبرتكِ ألا تتصلي في يوم إجازتي إلا في الضرورة، من؟ قال هاري و هو يضم حاجبيه بتعجب.
لتنظر نحوه آن و هي ترفع احدى حاجبيها، ينظر نحوها هاري بتملل ثم يتركها و يخرج إلى حديقة المنزل.

قولي ثانيه الإسم. قال هاري و هو يشعر بالأمل ينمو بداخله.
اقول ان السيدة ايفدوكيا ارادت ان امنحها رقمك الشخصي لكني لم امنحها اياه.

لما، لما فعلتي؟ سأل هاري بغضب لكن دون صراخ.
هذا كانت اوامرك سيدي، اعتذر. اعتذرت فتاة في رعب فهي لا تعرف ما خطبه هي فقط كانت تُنفذ الأوامر خاصته.

حسناً امنحني الرقم الخاص بها من فضلك.
سجل هاري الرقم الخاص بإيفدوكيا بهاتفه، يحاول هاري الإتصال بها و ينتظر سماع صوتها من الجانب الآخر.

علي الجانب الآخر
ماذا تفعلِ؟ صدر صوت ليو و هو يقف على باب الغرفه لتشهق ايفدوكيا بصدمه.

لا شيء قالت في محاولة للثبات و اخفاء توترها لكن عيناها كانت تفضح كل الخوف الذي بداخلها.
هل تُفتشين في اغراضي؟ قال ليو بصوت غاضب و هو يجذب ذراع ايفدوكيا نحوه.

لا لم افعل لقد فقط كنت أريد ان اعرف إذا كانت متسخة ام لا.
كذبت و بداخلها تدعو ان يكون قد اقتنع بتلك الكذبة السخيفة.

و لما لم تسأليني إذاً؟

لا اعلم لم يخطر ببالي. قالت ثم تنفست الصعداء ظنناً منها ان التحقيق قد انتهى لكن لا ليو ليس غبي لتلك الدرجة.

و من يريد معرفة إذا كانت الثياب نظيفة ام لا يقوم بالبحث في الجيوب
وقع السؤال كصدمة على آذن ايفدوكيا حتى انها استغرقت ثوانٍ لإيجاد رد مناسب.

كنت اتأكد انه لا يوجد اي اموال او اوراق تخصك بداخل الجيوب خاصتك.
قالت وكانت هذه جملة كافية لحسم ذلك الأمر.

حسناً معكِ حق، حديثكِ منطقي لكن توتركِ ليس كذلك.

لقد توترت لأنك تتحدث إلى و كأننا في تحقيق رسمي، ليو انا زوجتك و لست متهمه. اردفت ايفدوكيا بضيق ليقهقه هو بنبره ساخرة بينما تجاهلها تماماً و توجه إلى الخارج.

إلهي ما الذي اقحمتُ نفسي فيه. قالت ايفدوكيا بصوت منخفض قليلاً لو لم يقتنع ليو بما قالت لكانت تتعرض للضرب الآن.

اظن انكِ لم تعودي تعملي بكفاءة قالت ايفدوكيا و هي تخلع سماعات آذنها فهي لم تستطيع سماع خطوات ليو حين جاء إلى الغرفة.

ايفدوكيا.

ماذا؟

هاتفكِ، احدهم يتصل.

من؟ قالت و هي تشعر بقلبها يكاد يقفز من مكانه، ربما يكون هاري هي لا تعرف إذا كانت ستشعر بالسعادة ام الخوف و الندم اذا كان هو المتصل.

لا اعلم انه رقم خاص.

ماذا تعني؟ قالت ايفدوكيا و هي تتوجه نحوه و تأخذ الهاتف الصغير من يده.

اي لن يظهر لنا من المتصل.

اوه هذا غريب.

لقد توقف قال ليو عندما انطفأ ضوء الهاتف.

لا يهم ربما اتصل احدهم عن طريق الخطأ، سأذهب لأكمل طهو الطعام قالت و هي تأخذ هاتفها و تتجه نحو المطبخ.

حسناً لكن اسرعي انا جائع.

بعد مرور خمسة دقائق دق الهاتف مجدداً تقومه بإسكات الصوت، ثم تنظر نحو ليو لتجده يغفو على الأريكة.

وقفوا قراءة و قوموا اغسلوا ايديكوا و طهروها كويس في فيروس
?????.

مرحباً قالت بصوت مهزوز و منخفض ليأتيها من الجهه الآخرى صوت أجش ليس من المستحيل ان يختلط مع صوت أحداً آخر.

ايفدوكيا جاء صوت هاري متوتراً كذلك لكن يملاؤه السعادة نوعاً ما.

إنها أنا سيد ستايلز.

ايفدوكيا انه هاري. فقط هاري.

كيف حالكِ؟ ماذا حدث بعد ذلك اليوم؟ هل تشاجرتم؟ سأل هاري العديد من الأسئلة في آنٍ واحد.

لا. كل شيء بخير اعتقد لا تقلق كذبت حتى لا يشعر بالقلق.

حسناً هذا جيد.

لكن انتَ لا تبدو بخير.

و كيف عرفتي هذا؟ سأل هاري و هو يقهقه.

صوتكَ لا يبدو بخير قالت بنبره يتخللها القلق.

نعم هذا صحيح. قال بضيق.

اخبرني ماذا حدث؟ سألت بصوت منخفض و هي تنظر من الحين للآخر إلى خارج المطبخ لترى إذا كان ليو مازال نائماً ام لا.

لا يمكنني أخباركِ على الهاتف.

إذاً؟

أريد مقابلتكِ اردف هاري ليزداد معدل ضربات قلبها.

لا اظن ان. سيكون هذا صعب للغاية كما انني يجب أن أخبر ليو أولاً.

لن نتأخر اعدكِ قال هاري بترجي.

لا اعلم سأحاول. اتصل بي بعد ساعتين و سأخبرك حينها ان كنت سأستطيع مقابلتك ام لا.

حسناً سأنتظر خبراً منكِ.

حسناً وداعاً قالت ايفدوكيا و هي تُغلق الهاتف.

ليو استيقظ لقد انتهيت من اعداد الطعام قالت و هي تضع يدها على كتف ليو.

هيا ليو هيا قالت بصوت عالٍ و هي تضع الطعام على الطاولة.

توقفي عن الصراخ، ارتدي تلك السماعة اللعينة بدونها انتِ لا تُدركين كم ان صوتكِ مرتفع. قال بضيق و هو يفرُك عيناه.

توقف عن السخرية مني. قالت ايفدوكيا بحده.

لا يهم هي اجلسي جلس كلاهما ليتناولوا الطعام.

ليو.

ماذا؟

اريد الذهاب للتمشية و احضار بعض المستلزمات من اجل المنزل.

حسناً سأمنحكِ بعض الأموال بعد ان ننتهي من تناول الطعام قال ليو لتنظر له بدهشه منذ متى و هو يمنحها الأموال بتلك السهولة.

من اين لكَ بتلك الأموال؟ قالت ايفدوكيا بشك.

من العمل.

لكنك لم تتقاضى راتبك بعد.

إنها اموال كنت ادخرها اردف و هو يأخذ قضمه من الطعام الذي امامه.

لم تُخبرني بشأنها من قبل، و كنت تغضب كثيراً عندما اطلب منك الأموال.

حينها لم اكن اعمل فكنت احافظ عليها لحين الحاجة.

حسناً لا تنسى ان تدخر البعض من اجل مصاريف الطبيب.

حسناً.

ليو.

هممم همهم وهو يعبث بهاتفه اثناء تناوله للطعام.

سأقابل أحدى أصدقائي.

حسناً.

ألن تسألني إذا كان شاب أم فتاة؟

أنا اثق بكِ حبيبتي في جميع الأحوال شعرت بالراحة لأنها أخبرته نوعاً ما لكن ما ازعجها هو عدم اهتمامه لما تقول لقد ظنت انه سيشعر بالغيرة.

انتهى كلاهما من تناول الطعام و توجهت هي نحو غرفتها لتُبدل ثيابها لكن قطع ما كانت تفعله هو صوت رنين هاتفها.

مرحباً هاري.

مرحباً، هل سنتقابل؟ سأل هاري و هو يدعو بداخله ان تكون الإجابة هي نعم.

نعم سأغادر المنزل بعد ربع ساعة من الآن وقد أخبرت ليو، وداعاً.

انتظري يا صاحبة الذكاء العالي اين سنتقابل؟

لا اعلم، قابليني عند شارع بالقرب من الشركة.

حسناً، وداعاً.

ايفدوكيا هل انتهيتِ من تبديل ثيابك؟ سأل ليو لترمي ايفدوكيا هاتفها على السرير.

نعم لقد اوشكت على الإنتهاء.

حسناً لقد احضرت الأموال قال و هو يمنحها كمية كبيرة نسبياً من الأموال.

شكراً.

اشتري كل ما نحتاجة.

سأفعل قالت بإبتسامة تحمل بداخلها الآف الأسئلة.

ارتدت ايفدوكيا ثيابها سريعاً و قامت برفع خصلات شعرها في صورة ذيل حصان، ثم وضعت السماعة خاصتها.

وقفت على المحطة تنتظر الحافلة التي تأخرت قليلاً، كانت تتجول عيناها نحو السيارات و الماره حتى لمحت شخص يُشبه ليو كثيراً يركب في سيارة فاخرة نوعاً ما، لكنها لم تستطيع تميز من يجلس بجانبه.

أخرجت هاتفها من الحقيبة لتتصل ب ليو.

ماذا تريدين؟

اين انتَ؟

اين سأكون مثلاً في المنزل بالطبع.

حقاً قالت و هي ترفع احد حاجبيها لم تكن تعرف انه يكذب كثيراً بهذا الشكل.

نعم، لا تنسي ان تتصلي بي قبل ان تعودي إلى المنزل.

حسناً سأفعل. قالت و هي تُغلق الهاتف غير منتظره اي رد منه.
رن هاتفها لترد بعصبيه دون ان تنظر إلى الإسم ظناً انه ليو.

ماذا تعنين بماذا أريد؟ جاءها صوت هاري المندهش من خلال الهاتف.

اوه اسفة هاري انا لم اقصدك انتَ.

ماذا تعنين؟ سأل هاري و هو يقهقه.

لقد كنت اتحدث إلى ليو و تشاجرنا نوعاً ما.

يبدو انني لستُ الوحيد الذي يحتاج إلى التحدث بشأن همومه.

كلانا يحتاج إلى ذلك. اظن هذا هو ما يجمعنا سوياً.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة