قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الخامس

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الخامس

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الخامس

في صباح اليوم التالي وفي تمام السابعة والنصف جلست ايفدوكيا على طاولة الطعام بينما تعد الفطور كي تتناوله برفقة ليو قبل أن يذهب إلى مقابلة العمل خاصته.

إذًا ما رأيكِ في هذه البذلة ايفدوكيا؟ سأل ليو مع ابتسامة واثقة وهو يشير إلى البذله الرسمية الرمادية التي يرتديها.
تبدو أنيق. قالت وهي تبتسم بينما تتأمل مظهره.

لما الإبتسامة الواسعة؟ سأل ليو بفضول وهو يضحك ليسود الصمت لبرهة بينما تطالعه ايفدوكيا بنظرة حالمة قبل أن تسأله بمزاح: ألا تتذكر؟ لقد أرتديت البذلة ذاتها عندما تقدمت لخطبتي ليو، كيف نسيت؟

أجل، أجل هذا صحيح. قال وهو يبتسم مشيحًا نظره بعيدًا عنها وكأنه يعود بذاكرته إلى الوراء حيث ذلك اليوم.
كان يتذكر كيف بدت ايفدوكيا غاية في الجمال وكم كانت تلمع عيناها من السعادة فور رؤيته، شعرها المنسدل على كتفها كان أكثر طولًا من الآن، أما فستانها الوردي القصير الذي كان يكشف نصف ساقيها فكان يزيدها جمالًا خاصة مع حمرة وجنتيها التي ارتسمت خجلًا من الوقف بأكمله.

لقد كنتِ غاية في الجمال ذلك اليوم.
حقًا ليو؟

أجل بالتأكيد.
أتذكر جيدًا تلعثمك في الحديث والذي جعل إرتباكك واضح للغاية، لكنك كنت غاية في اللطف. قالت وهي تقهقه ليقهقه هو الآخر قبل أن يتنهد تنهيدة طويلة ثم يُردف:
أتمنى ألا اتلعثم بتلك الطريقة اليوم.
هل تتلعثم في كل مقابلة عمل؟

لا، في العادة لا، لكن الأمر مختلف هذه المرة فأنا لا أذهب للتقديم في شركات ستايلز كل يوم!
أجل، معك حق. أردفت وهي تُفكر في كون ليو محظوظًا للغاية ولأنه سيقابل هاري اليوم ليتها تستطع الذهاب معه ليس لأي غرض بذيء هي فقط تريد سماع صوته الأجش ولكنته المميزة.

بربكِ ايفدوكيا ألم تقومِ بإعداد البيض المقلي؟
لقد نسيت تمامًا،.

هيا اذهبي سريعًا! تأففت ايفدوكيا وهي تستقيم بعد أومئت ب حسنًا، توجهت ايفدوكيا إلى المطبخ لتُعد البيض المقلي حتى يتناوله ليو قبل ذهابه وبينما كانت تقف منتظرة البيض أن ينضج شعرت بدوار شديد وآلم يجتاح رأسها حتى أنها كادت تسقط لولا وجود طاولة لتستند عليها.

جلست قليلًا وهي تشعر ببعض التوتر لما يتكرر أمر الدوار كثيراً هذه المدة؟ هل تقترض بعض الأموال من ليو وتذهب للطبيب؟ ماذا إن كانت مريضة حقًا؟ لن يستطيعوا توفير ثمن العقاقير في الوقت الحالي...

هل انتهيتِ من إعداده ايفا؟
أجل، فقط خمسة دقائق،.

أسرعي لا أريد أن اتأخر على ميعاد السيد ستايلز.
حسنًا.

أردفت ايفدوكيا وهي تخفي عن ليو كونها تشعر بالتعب، تناول الفطار سريعًا ليذهب مسرعًا إلى المقر الرئيسي لشركه ستايلز، والتي لم تكن تعرف هي تحديدًا أين تقع!

في تلك الأثناء كان هاري يجلس داخل مكتبه الضخم الذي كان يكسوه اللون الرمادي مع مزيج من اللون الأسود، فكان الحائط مقسم إلى ثلاثه أقسام اثنان باللون الرمادي وجزء باللون الأسود، كان يحتوي على مكتبه كبيرة تحوي عشرات الكتب في شتى المجالات، مكتب أنيق باللون الرمادي مع قواعد باللون الأسود، كان مقعده كبير نوعًا بلون أسود فحمي مع بعض النقوش باللون الرمادي.

وضعت الموظفة قدح القهوة أمام هاري الذي كان يعبث بالقلم الموضوع أمامه على المكتب بتملل وهو يفكر بعمق، كيف يبدو ذلك المدعو ليو؟ هو رأه مرة واحدة ولكنه لم يتبين ملامح وجهه جيدًا.

ولكن بعيدًا عن مظهره الخارجي تُرى كيف هي شخصيته؟ تُرى ما الذي جعل فتاة مثل ايفدوكيا تقع في حبه وتسلمه عمرها بذلك الرابط المقدس؟ كان يشعر بالغيظ الشديد وهو لا يعلم السبب؟
في النهايه ليو هو زوجها وليس هو!

توجه ليو إلى الشركة التي كانت مكونه من أحد عشرة طابق، توجه إلى موظفة الإستقبال بإبتسامة واسعة فلقد كانت الموظفة ذات مظهر جذاب.

مرحبًا سيدي كيف يمكنني مساعدتك؟

يمكنكِ مساعدتي بالكثير، لنبدأ أولًا بمقابلة السيد ستايلز ماذا عن ذلك؟ تحدث ليو بنبرة مراوغة وهو يبتسم ابتسامة جانبية لكن الموظفة لم تعلق على ما قاله ونظرت نحوه بصرامة وهي تسأله:
هل هناك موعد محدد من قبل؟

أجل.

ما هو اسمك سيدي؟

ليو.

حسنًا سيد ليو، تفوهت وهي تتفحص مواعيد السيد ستايلز في القائمة الموضوعة أمامها لثوانٍ قبل أن تُضيف:
باقي خمسة دقائق على موعدك مع السيد ستايلز، يمكنكَ أن تأخذ المصعد وتنتظر بالأعلى حتى تنتهي تلك الدقائق القليلة.

لم لا يمكنني مقابلته الآن؟

السيد هاري يُحب الدقة في المواعيد ولا يسمح بأي خطأ أو عدم إنضباط مهما كان بسيط. أردفت الموظفة بنبرة حادة مع إبتسامه متكلفة ليحمحم ليو بحرج ومن ثم يُردف:
حسنًا أشكركِ.

لا شكر على واجب، المصعد في هذا الإتجاه.

حسنًا، طاب يومك. قال ولم ينتظر منها أي رد بل توجه مباشرةً نحو المصعد وهو ينظر في هاتفه ليرى أنه تبقى فقط ثلاث دقائق على الموعد الحاسم، فهو ما يزال لا يصدق كونه يقف في أحدى شركات ستايلز، فهو ليس بالأمر السهل مطلقًا ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل سيقابله هو بنفسه!

صعد ليو بواسطة المصعد إلى الدور الخامس حيث يوجد المكتب الخاص بمدير الشركة، شعر ليو بنبضات قلبه تتسارع كلما اقترب من المكتب الخاص بالسيد ستايلز...

قام بضبط ثيابه حيث نظر في انعكاس زجاج مرآة أحدى المكاتب ليتأكد من كون شكله مهندم، بمجرد أن توقف المصعد خطى خطوته الأولى نحو الخارج بينما ينظر حوله بحثًا عن أحد ليساعده حتى وجد أحدى الموظفات تجلس على مكتب خارجي أي بالساحة نفسها توجه إليها ليسألها بهدوء متى يمكنه الدخول ليقابل السيد.

انتظرني هنا سيدي لدقيقة. قالت الفتاة لتسير إلى الأمام حيث يوجد ممر طويل نسبيًا ثم انعطف يمينًا بحيث لم يُصبح يراها، مرت دقيقتان ثم عادت لتقول.

تفضل سيدي. مع ابتسامه صغيرة، تقدم ليو ليذهب إلى المكان حيث تقف وهي تشير نحو المكان الذي يوجد به المكتب.

تقدم ليو بضع خطوات وهو قلبه يدق بسرعة من التوتر كما كان يحدث في قلبي هاري ايضًا، لم يكن
ستايلز يتعرض لشعور التوتر هذا ابدًا لقد تخطى هذه المرحله فهو يخوض اي شيئ بقلب ثابت وواثق، طرق ليو باب الغرفه مرتين ليأتيه صوت السيد ستايلز الثقيل من الداخل، يفتح ليو الباب ببطء.

صباح الخير سيد ستايلز. قال ليو بتوتر وهو يحاول جاهدًا عدم التلعثم في حديثه، رفع ليو عيناه نحو السيد هاري وقد بدت عليه الدهشة الواضحة عندما رأى السيد ستايلز، فلقد كان يتوقع أن يرى رجلًا كبيرًا في العمر أو على الأقل أربعيني ليس شابًا يبدو في نهاية عقده الثاني.

نظر هاري بتمعن إلى ليو وعيناه تلمعان بثقة شديده رغم أنه كان يقارن نفسه داخليًا به قبل دقائق قليلة وهو يسأل نفسه فيما قد يكون ليو أفضل منه.

تفضل. تمتم هاري بنبرة هادئة وهو يشير إلى ليو ليجلس أمامه، بالفعل جلس ليو أمامه ليسأله هاري بنبرة باردة قائلًا:
حسنًا أخبرني عن نفسك قليلًا سيد ليو.

حسنًا، اسمي هو ليو، ابلغ من العمر ثلاثون عامًا، متزوج ليس لدي أبناء، تخرجت في كلية التجارة إدارة الأعمال، قسم المحاسبة، لقد عملت في بنك وشركتان من قبل.

جيد، سوف أقوم بإختبار بسيط لاتأكد من مهاراتك في العمل.

تحرك هاري من مقعده ليذهب إلى المكتبه الخاصه به و يلتقط من الرف العلوي ملف ضخم، يحمل اسم الشركه وشعارها، صفع هاري المكتب خاصته حينما وضع الملف أعلاه بقوة لينتفض جسد ليو ويبتسم هاري ابتسامة جانبيه.

حسنًا سيد ليو، كل المطلوب منك هو أن تقوم بمراجعة بعض الحسابات في هذا الدفتر وتخبرني هل يوجد خطأ أم لا، أمامك خمسة عشرة دقيقة.

أخبره هاري بنبره هادئة وواثقة، ثم قام بفتح الملف ليشير إلى ورقه كبيرة نسبيًا تحتوي على العديد من الصفوف والأرقام الضخمة.

شعر ليو بتوتر شديد حاول أن يخفي ذلك حتى لا يظهر جبان ذليل امام مديره الجديد هذا إن تم قبوله بالعمل طبعًا، ويمكن أن نجذم ان لولا وجود مكيف الهواء لكان ليو غارقًا في بحرًا من عرق غزير إثر توتره الشديد.

جلس هاري على مكتبه وهو يضع أحدى قدميه فوق الآخرى يقوم بتشغيل ساعه الإيقاف الموجودة في هاتفه ويتابع بعيناه الخطوات التي يتبعها ليو بالإضافة إلى لغة جسده.

يمكنك استخدام الآلة الحاسبة إذا اردت.

حسنًا، اشكرك سيدي. شكره ليو بإبتسامة واسعة بينما اكتفى هاري بالإماء بينما أخذ هاري يطالعه بين الحين والآخر إلى ليو باحثًا عن أسباب قد تجعله جذابًا بالنسبة للفتيات وبشكل خاص فتاة مثل ايفدوكيا.

كان عقل منشغلًا بعدة أمور في ذلك الوقت ولكن أكثرها كان ذلك الجالس أمامه وبينما كان هاري شاردًا أخرجه من شروده صوت ليو وهو يقول:
انتهيت أردف ليو بحماس شديد لينظر هاري إلى ساعة الإيقاف ليردف هاري بدهشة.

ثلاث دقائق مبكرة و عشرون ثانية، إنك حقًا موهوب في ذلك الأمر.

اكتفى ليو بالإبتسام وهو يدعو بداخله أن يُقبل في هذا العمل، قام هاري بجذب الملف ليصبح أمامه وهو يتابع التعديلات التي أقامها ليو والحسابات التي قام بإجرائها.

إذًا أخبرني ما الذي تبين لكَ من تلكَ الحسابات؟

تبين لي سيدي أن أرباح الشركه تزايدت بشكل واضح في العشرة شهور الأخيرة لكن يوجد خطأ في حساب نسبة الأرباح و لكنه خطأ بسيط لا يتم ملاحظته بسهولة، على ما أظن أن أحد الموظفين كان يحاول أن يختلس بعض الأموال التي تُعتبر ضئيلة للغاية بالنسبة إلى تلك الأرقام الضخمة.

قال ليو ونبرته لا تخلو من التوتر بينما نظر هاري إليه بذهول ثم ظهرت على وجهه إبتسامه جانبيه فهو الآن يعلم السبب الذي قد يجعل ايفدوكيا تقع في حبه! ربما لأنه يتسم بالذكاء فهو ذكي للغايه وقادر على التوقع وربط الأحداث معًا كذلك.

أنتَ، محق تمامًا سيد ليو. قال هاري بتقطع ليشعر ليو بالخوف ثم يتنهد براحة، ساد الصمت لبرهة بينما يحك هاري ذقنه مفكرًا ليقاطع تفكيره ليو وهو يُردف بصوتٍ منخفض:
إذًا سيدي؟

لقد تم قبولك بالعمل سيد ليو يمكنكَ البدء من الغد إذا أردت.

حقًا سيد هاري؟

أجل، لكن سيتوجب عليك المرور قبل أن ترحل الآن إلى قسم الموارد البشرية وأحد الموظفين هناك سيخبرك بالأوراق المطلوبة مثل التأمينات والشهادات وما إلى ذلك، أما تن الغد فبعد انتهاء الدوام يمكنك التوجه إلى قسم الحسابات سوف يمنحوك مبلغ من المال هذا كي تذهب وتشتري بذلة أو اثنتين من أجل العمل.

أعلن هاري بلكنتة الثقيلة وبنبرة باردة تمامًا على عكس الحماس الشديد الذي كان واضحًا على معالم ليو الذي تهللت أسايره خاصة عند سماعه الجزء الخاص بالمال.

حقًا؟ إلهي، أشكرك للغاية سيدي، هذا كثير بحق! قال ليو بإمتنأن ليكتفي هاري بالإبتسام قبل أن يسأله بمراوغة بغرض رؤية ردة فعله على حديثه:
لم تسأل عن الراتب؟

لا يهم سيدي، يكفي أن يقترن اسمي بإسم شركة ستايلز العريقة.

أنتَ تبهرني بحق، أتمنى أن تكون صادقًا في حديثك سيد ليو. قال هاري و هو يحاول أن يقوم بإحصاء كل الأشياء التي قد تجعلها تقع ف حبه والآن قد حصل على اثنتين...

أولًا الذكاء الشديد، ثانيًا جيد في اللعب بالكلمات والتعبيرات وهذا شيئ قد يجعل أي فتاة تقع في حبه، فالفتيات تتأثرن كثيرًا بالكلمات المعسولة.

أربعة الآف يورو. قال هاري بلا مبالة لتتسع أعين ليو بسعاده غامرة.

حقًا! إنه، إنه رقم مذهل! لا توجد كلمات شكر ولا إمتنان تكفي للتعبير عن مدى سعادتي لهذا العرض السخي سيد هاري،.

ابتسم هاري، يبدو انه أكتشف ميزة اخرى به وهي كونه قنوع؛ فأغلبية الموظفون في شركات ستايلز يتقاضون أجور ضعف هذا الأجر، لكن يبدو أن ليو لم يهتم ليسأل عن اجور الآخرين ولكن اكتفى فقط بكونه يعمل في شركه شهيرة.

ألن تتصل لتخبر ايفدوكيا انه تم قبولك بالعمل؟ قال هاري لتتسع حدقة عينه وقد أدرك أنه اقترف خطأ فادح للتو...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة