قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الحادي عشر

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الحادي عشر

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الحادي عشر

كان كل شيء سيء بالفعل و الوضع غاية في الحساسية. بالطبع لن يحدث ما هو اسوء! قالت ايفدوكيا بداخل نفسها كان هذا قبل ان تقع عيناها على الفتاة التي تجلس على الطاولة خاصتهم لتسحب كلامها على الفور فهي لا تبدو مُريحة مُطلقاً.
مرحباً قال ليو لتقف الفتاة بإبتسامة واسعة و تصافح يد ليو.

مرحباً بك اردفت بينما تنظر إليها ايفدوكيا بنظرة حارقة فهي تعلم أن ليو لن يفوت النظر إليها كما انها تبدو حبيبة هاري التي تحدث عنها ليو سابقاً.
مدت الفتاة يدها نحو ايفدوكيا لتنظر ايفدوكيا لها لثانية ثم تمد يدها و تصافحها بينما وضعت على وجهها ابتسامة مصطنعة.

يا إلهي لقد نسيت أن أعُرفك، هذا ليو و زوجتة ايفدوكيا انه من امهر المحاسبين عندي، ليو. ايفدوكيا هذه إيلين
حقاً! لكن لا اتذكر انكَ ذكرت اسمه امامي من قبل.

نعم، لأنه بدأ العمل في الشركة حديثاً لكن بالرغم من ذلك قد اظهر مهارته
تختلس ايفدوكيا بعض النظرات تجاه هاري لكنه لم يبادلها النظرات قط. كانت يتحاشها تماماً.

إذاً هل تُعجبك مهنتك كمحاسب؟ قالت ليقلب هاري عيناه
نعم، فأنا لستُ ماهر سوى في شيئان الحسابات و الغزل قال و هو يغمز بعيناه لتضحك و تكمل.

و انتِ ايفدوكيا ألا تعملين؟ كادت ايفدوكيا ان تتحدق لكن رفع ليو فوراً صوته على صوتها ليتحدث هو.
لا إنها لا تعمل.

حقاً لما؟ قالت بتساؤل.
لأنني. و مرة أمرى قاطعها ليو.

لأنه لا حاجة لها بالعمل
يا رجل دعها تتحدث! لما تقفز إلى حلقها كلما تحدثت! تحدث هاري بإنفعال شديد لتتسع عين ليو بصدمه.

اعتذر لم اقصد. ايفدوكيا ليست جيدة في التحدث مع الناس
حقاً؟ قال هاري و هو ينظر مباشرةً إلى عيناها.

نعم، اخجل قليلاً قالت ايفدوكيا بإبتسامة مشوبه ببعض الخجل.
فضل هاري الصمت بينما ظل ليو و إيلين يتحدثون سوياً.

ايفدوكيا قال ليو منبهاً
هل تتحدث إلي؟ قالت بإنتباه شديد.

أين شردتِ؟ سأل لتنظف حلقها
ماذا؟ لم اشرد.

حسناً، لقد كانت السيدة إيلين تتحدث إليكِ
اسفة لم انتبه.

لقد كنت اقول مبارك لكِ
اشكركِ.

لكن الا تظنِ أنكِ مازلتِ صغيرة للغايه لكي تصبحي ام؟
لا أعلم. لقد كان الأمر مفاجأة.

كانت مفاجأة سعيدة بالطبع صحيح قالت إيلين و هي تبتسم لتبادلها ايفدوكيا بإبتسامة زائفة و اكتفت بالصمت.
هل تعملين كصحفية؟ سألت ايفدوكيا فجأة لتكسر الصمت الذي اكتسح المكان لينتبه إليها ثلاثتهم.

نعم، كيف عرفتِ؟ قالت بتعجب مع ابتسامة صغيرة
إنكِ تسألين كثيراً، تسعين خلف إجابات دقيقة. لا أعلم فقط توقعت.

إنكِ تتميزين بقوة ملاحظة عالية قال هاري لتبتسم له.

ليتكِ تتميزي ايضاً بقوة السمع اردف ليو بصوت منخفض ثم قهقه لتنظر إليه ايفدوكيا بصدمة، و هاري بغضب.

ماذا قلت للتو؟ سأل هاري و هو يضيق عينه بغضب.

ماذا قلت؟ لقد كنت اتحدث إلى نفسي لا عليك سيدي.

لا أنا أريد أن أعرف ما الذي قلته قال هاري و قد بدأت علامات الغضب تغزو وجهه.

اعذروني سأذهب إلى دورة المياه اردفت بينما تقف و تأخذ حقيبتها الصغيرة، تسير إلى أحد جوانب المطعم لتجد باب تدفعه لتجد ردهه طويلة و في نهايتها دورة المياه. تسير بسرعة بينما تشعر بأن شخص ما خلفها و فور إلتفاتها تجد هاري خلفها لتفزع وتبتعد مستندة على الحائط خلفها. بينما وقف هاري على مسافة منها.

ماذا تريد. ماذا تفعل. تفعل هنا؟

هل انتِ سعيدة؟ اعني بشأن هذا الطفل.

لم اكن اخطط لهذا. لكن هذا ما حدث. قالت بينما تنظر نحو الجهه الآخرى.

أريد إجابة عن سؤالي ايفدوكيا لا تراوغي!

هاري من فضلك.

هل تحبينه؟ قال هاري قاطعاً الصمت الذي ساد لثوانٍ.

تحبين ذلك الشاب الذي يجعل من ضعف سمعك أضحوكة؟ ذلك الذي يغازل فتاة تجلس أمامكِ؟ أ معدومة الكرامة انتِ! سأل هاري بإنفعال ليدرك ما قاله للتو.

هاري. أنتَ لا تعلم اي شيء لذا لا يمكنك ان تنتعني بعديمة الكرامة! قالت بغضب بينما سقطت دمعه من احدى عيناها.

أنا اقوى مما تظن اردفت بغضب و هي على وشك الرحيل ليجذب يدها حتى لاترحل.

دور الخائنة لا يلق بي هاري نحن مجرد أصدقاء لذلك إلزم حدودك قليلاً. قالت بحده و هي تسحب يدها من يده و تتوجه إلى دوره مياة السيدات.
تشعر بأنها على وشك الإختناق. دموعها تنهمر بكثرة.

هي لا تعرف تحديداً لما تبكي؟ لأن ليو وقح؟ لأن هاري احضر تلك الفتاة التي يغازلها ليو؟
لقد صبت غضبها عليه من قله حيلتها.

حينها ادركت انها على وشك ان تغرق في بحر الخيانة. و برغم من ان علاقتها بهاري لم تكن سوى صداقة إلا انها لم تستطيع أن تتخلص من شعورها بالذنب.

تنظر إلى المرآة بينما تضع بعض المياه الباردة على وجهها لعله تطفئ تلك النيران المشتعلة بداخلها.
تقوم بتعديل مظهرها قليلاً. تأخذ نفس عميق و تتوجه إلى الخارج مع ابتسامه صغيرة.

لقد عدت.

مرحباً بعودتكِ قالت إيلين لتبتسم لها ايفدوكيا في المقابل.

هل كنتِ تبكين؟ سأل ليو بقلق و بصوت منخفض.

ماذا؟ لما سأبكي؟ بنبرة متوترة صدر صوتها.

لا أعلم لكن عيناكِ.

انا بخير لا تقلق قالت ليُمسك ليو بيدها بينما يرمقهم هاري بنظره حارقة.

ينظر هاري إلى الطاولة المجاورة، تلك الفتاة ذات الشعر البرتقالي تنظر إليهم من حين إلى الآخر خاصةً إلى ليو.

كان يظن أن الأمر مصادفه حتى وجد الفتاة تبتسم بينما ترفع الكأس خاصتها أمام ليو و كأنها تحييه لكن للأسف ايفدوكيا لم تلحظ ذلك. و كم تمنى هاري أن ترى ذلك لعلها تدرك مدى سوء ليو.

اخذ ليو الإذن ليذهب للتحدث في الهاتف للخارج، بينما ذهبت إيلين إلى دورة المياه و تبقى ايفدوكيا و هاري وحدهم.

اتريد أن أجلب لكَ رقم هاتفها! سخرت ايفدوكيا لتكسر الصمت.

ماذا؟ رقم من؟ سأل هاري و هو يتلفت حوله.

لا تدعي الغباء قالت لتتسع عين هاري في صدمه اولاً ثم يقهقه.

لم افهم عن ماذا تتحدثين، ثم ما المشكلة إذا قمت بمغازلة فتاة؟ قال و هو يضحك.

ماذا تعني بما المشكلة! انتَ تجلس بجانب حبيبتك و تغازل فتاة اخرى!

انا لا اجلس بجانب حبيبتي. حبيبتي تجلس في مكان آخر.

اعتذر عن التأخير قال ليو و هو يضع الهاتف في احدى جيوبة لم تنتبه له ايفدوكيا حيث كان نظرها معلق على تلك الفتاة التي تنظر إلى طاولتهم من وقت إلى آخر.

تقوم تلك الفتاة بينما تُمسك كأسها الممتلئ بالكحول غالباً لتقف أمام طاولتهم. لكن ما جعل ايفدوكيا تتعجب هو كونها لا تنظر نحو هاري بل. ليو؟

مرحباً ليو قالت الفتاة ليصعق ليو و تظهر عليه علامات التوتر.

لقد عدت قالت إيلين و هي تجلس لتهمس لهاري.

من تكون تلك الفتاة؟ تسائلت ليبتسم هاري ابتسامة جانبيه.

سنكتشف جميعاً الآن.

من تكون تلك الفتاة ليو؟ سألت ايفدوكيا بنبره شبه غاضبه.

انها. تكون. امم. صديقة نعم صديقة قال ليو بتوتر لترفع ايفدوكيا احدى حاجبيها.

لكني لستُ كأي صديقة اردفت الفتاة بنبرة لعوب.

ماذا تعني؟ سألت ايفدوكيا و قد بدأت فقد هدوءها.

تعني انها صديقة مقربة.

حقاً! لم تخبرني من قبل أن لكَ صديقة مقربة!

اوه. لما لم تخبرها من قبل ليو؟

ليس هذا الوقت المناسب او المكان المناسب مارلين! قال ليو بغضب بنبرة لا تخلو من التوتر.

ماذا هناك ليو؟ اخبرني الآن من تكون تلك الفتاة! قالت ايفدوكيا بصراخ و هي تصفع الطاولة بيدها.

لا تصرخي على امام الناس قال ليو و هو يجذب يدها بعنف شديد لتتآوه ايفدوكيا بآلم ليترك هاري مقعده بعنف شديد و يقترب من ليو...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة