قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الثاني

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الثاني

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الثاني

جاءها صوته وهو يتحدث بالخارج لتشهق في صدمة فور سماعها ما قاله، نعم لقد تم طرده من العمل والآن سيصبح عاطلًا، غادرت حجرتها بخطوات هادئة وهي تحاول تكذيب ما سمعته آذنها قبل قليل...
ماذا حدث ليو؟ سألت ايفدوكيا بنبرة هادئة عكس الإضطراب الذي بداخلها وهي تخشى بشدة سماع الإجابة...

ألم تسمعي أيتها الصماء لقد تم طردي من العمل! أجابها بقسوة شديدة وهي يضم قبضته بغيظ لتشعر هي بآلم يجتاح قلبها وغصة في حلقها، شعرت بالدموع تتجمع في عيناها لكنها أبت أن تذرف الدموع بسبب شخصًا مثله!
أولًا أنا لستُ بصماء، ثانيًا من أين سنأتي بالطعام الشراب، الدواء؟

سألت بنبرة أقرب إلى الضراخ لينظر إليها بغضب دون أن يجيب، ساد الصمت لثوانٍ قبل أن تقطعه ايفدوكيا وهي تسأله بالنبرة ذاتها: أجبني ليو! من أين؟ في تلك اللحظة لم يتحمل ليو المزيد من الأسئلة والحديث ليستقيم بحركة فجائية من مقعده في غضب شديد ويرفع ذراعه ليهوي بصفعة وجه ايفدوكيا تسقط بسببها أرضًا وتلوث قطرات الدماء جانب فمها...

أنا أعتذر، عزيزتي أنا حقًا لم أقصد فعل ذلك، لقد، أنا فقط غاضب! نبس وهو يقترب منها بينما يقوم بمنحها يده كي تستطيع النهوض لتصفع يده بقوة وهي تبعدها عنها.
ابتعد! أردفت بحنق شديد لكنه تجاهل ما قالته وأقترب أكثر.

لقد قلت ابتعد! تفوهت بصراخ لتدفعه وهي تدفعه بعيدًا عنها بكل قوتها، استطاعت الوقوف دون مساعدته وعلى الفور جلبت حقيبة يدها ودون أن ترتدي معطف أو تبدل ثيابها هرولت إلى خارج المنزل وهي لا تعلم إلى أين وجهتها أو ماذا تنوي أن تفعل في هذا الطقس البارد...

أخذت تركض لمسافة طويلة سامحة لدموعها بالإنهمار بحرية، بعد عدة دقائق توقفت لشعورها بالتعب، أخذت تتأمل المكان من حولها لتجد أن الشوارع فارغة لكون الوقت مبكرًا للغاية ولكون الطقس شديد البرودة كذلك.

أخذت تتجول بعيناها في المكان مجددًا حتى عثرت على مقعد خشبي فذهبت لتجلس عليه لتحصل على قسطٍ من الراحة وهنا بدأت تشعر بالبرودة تجتاح كامل جسدها بصورة أكثر حدة من ذي قبل، ولسوء حظها هي لم تأخذ معطفها أو حتى ترتدي ثياب شتوية ثقيلة هي فقط تجلس بإحدي ثياب المنزل والتي لم تكن كفاية لتحميها من هذا البرد...

أخذت نفسٍ عميق وهي تقوم بإراحة رأسها على ظهر المقعد بينما شعرت بثقل في جفونها من كثرة البكاء ثم لا شيء...

علي الجانب الآخر كان داخل أحدى السيارات الفارهة التي تتجول في المدينة ثلاثة شبان يقود أحدهم سيارة صديقه الفارهة بينما تجري بينهم المحادثة التالية: هازا ستكون والدتك في قمة غضبها! أردف جوردن لينظر إليه هارى بلا مبالة وهو يقلب عيناه في تملل.

إنه محق هارى أنتَ تغضبها كثيرًا! عقب نايل وهو يؤكد على حديث جوردن ليتأفف هاري بضيق فلقد سئم من نصائح أصدقائه بشأن العلاقة المتوترة التي تجمعه بوالدته.
أعلم أني أفعل لكن هل بإمكانكم التوقف عن التحدث حول ذلك الأمر؟ فهو ليس من شأنكم على أي حال بل من الأفضل أن توفروا ذلك الإهتمام لأمهاتكم أنتم.

علق هاري بوقاحة شديدة وهو ينهي حديثه بجملة ساخرة ليعبس وجه نايل وتضطرب معالم وجه جوردن لبرهة قبل أن يُعلق على ما قاله هاري مُردفًا بنبرة أخوية حنونة: لا هاري إنه شأننا تمامًا وأنتَ تعلم ذلك جيدًا! هارب أنتَ صديقنا المقرب وبمثابة أخٍ لنا.

ثم، منذ متى و أنتَ بهذه الوقاحه هاري؟ سأل نايل ليبتسم هاري ابتسامة جانبية وهو يُردف: لقد كنت وقح طوال عمري أنتَ فقط لم تلحظ ذلك. تفوه هاري ساخرًا ليقهقه ثلاثتهم بالرغم من أن الجملة التي قالها هاري ليست مضحكة لكنه تأثير الكحول.

مهلًا جوردن توقف توقف، صاح نايل و هو ينظر من خلال النافذة نحو شئ ما بالخارج، توتر جوردن على الفور وكاد أن يفقد السيطرة على عجلة القيادة بسبب نبرة نايل.
ماذا هناك؟

إلهي! توقف، توقف الآن! صاح هاري في المقابل ليشعر جوردن بخدر في كامل أعصابه وهو يسألهم بفزع شديد: سأفعل لكن هلا أخبرني أحدكم ماذا هناك؟ هل هي الشرطة؟ هل هناك جثة ما؟ أحدهم يلاحقنا؟

هناك فتاة، لم يُكمل هارى حديثه لأنه كان بالفعل قد غادر السيارة ليتفحص الفتاة الممدة على الكرسي الخشبي أو بالآحرى تلك الجثة الهامدة ليلحق به صاحبيه بقلق.

تُرى ماذا تفعل هنا في مثل هذا الطقس؟ وفي مثل هذا الوقت!

تسأل هارى وهو يقترب منها ببطء شديد لتلحظ عيناه شحوب وجهها وكأن هناك مصاص دماء قد سحب ما في جسدها من ذلك السائل الأحمر! أخذ يُطالعها أكثر ليلاحظ ذلك الجرح في شفتها السفلية والدماء المتجمدة.

هاري لا تلمسها لربما تكون قتيلة! لا تقحم رأسك ورأسنا في البلاء يا صاح! نبس نايل برعب شديد لكن هاري لم يهتم بكلامه بل وضع أنامله الدافئة على عنق الفتاة البارد وهو يتفحص نبضها.

مازالت على قيد الحياة، لكن أظن أن نبضها ضعيف نسبيًا لكن إلهي إن جسدها أصبح كلوح الثلج إنها على وشك التجمد من البرد! قال هاري وهو ينزع معطفه على الفور ويلفح به جسد الفتاة علها تحصل على بعض الدفء ولقد كان معطف هاري يفوقها حجمًا فأستطاع أن يكسو معظم جسدها.

ملاحظة غاية في الوضوح! إنها تبدو مريضة للغاية لكنك ستمرض ايضًا إن أطلت الإنتظار هنا وتأملها بهذا الشكل! أردف نايل معاتبًا لهاري ليقول الأخير ببساطة شديدة وهو يحمل جسدها الهزيل:
لا أهتم!

لنأخذها إلى أقرب مستشفى. قال جوردن ليقطع الجدال الذي كان على وشك الحدوث بين نايل وهاري فالوقت لم يكن مناسبًا لذلك، أومئ كلاهما في هدوء وهو يدلفو إلى داخل السيارة.

بداخل السيارة كان يجلس نايل وجوردن في المقاعد الأمامية أما عن هاري فكان يجلس بالخلف ومعه الفتاة، كان الصمت يخيم على المكان بينما مازال هاري يتأمل ملامح الفتاة المجهولة التي بحوزته الآن، ملامح هادئة ومُسالمة، بشرة بيضاء حليبية مكسوه بالإرهاق والتعب حتى باتت شاحبة، خصلات شعر بنية مموجه، لقد رأى تلك الملامح في مكان ما من قبل...

مهلًا أنا أعرف تلك الفتاة! صاح هاري بحماس شديد لينظر إليه جوردن ونايل بتعجب شديد حتى كاد جوردن أن يترك عجلة القيادة ليلتفت إلى هاري بصورة أكبر لكن نايل قام بالإمساك به على الفور.

بربك جوردن ليس لنا غرض في مرافقة الفتاة إلى قسم الطوارئ! وأنتَ هاري أخبرني من أين تعرفها؟ ما اسمها؟ لماذا هي هنا؟

مهلًا مهلًا لقد قلت بأنني أعرفها ولستُ والدتها! أنا فقط قد قابلتها بالأمس عن طريق المصادفة وأنا في طريقي إلى الملهى!

دعك من السخرية وأخبرني إلى أي مستشفى سنذهب الآن؟ سأل نايل ليجيبه جوردن وهو ينظر إلى خريطة الموقع الجغرافي على هاتفه مُردفًا:
سنذهب إلى مستشفى يعمل بها أحد أقاربي حتى يُسهل علينا الدخول لأنهم قد يرفضون استلام حالتها كونها لا تحمل هوية وقد نكون نحن موضعًا للشك إذا أصابها مكروه.

مهلًا لكنها تحمل حقيبة في يدها أليس كذلك هاري؟ فلتبحث عن أي شيء بداخلها، هاتف أو ربما بطاقة الهوية خاصتها. تذكر نايل على الفور أمر الحقيبة وأقترح على هاري البحث بداخلها لينفذ هاري الأمر مباشرة.

بالرغم من كوني رافضًا تمامًا لما يحدث الآن لأننا نتعدى على ممتلكات شخصًا آخر لكن للأسف لقد اضطررت لفعل ذلك الآن،.

ثرثر هاري بينما ينزع الحقيبة عن ذراعها برفق وبوجه لا يخلو من تعبيرات الشعور بالذنب، كانت حقيبة صغيرة الحجم نسبيًا بحيث لا تتسع لكثير من الأغراض، وجد هاري محفظة وردية اللون بداخلها القليل من النقود ولا يوجد هوية، كان يوجد جيب صغير بداخل الحقيبة صدر منه صوت فجاءة ليفزع ثلاثتهم.

لا تخافوا إنه هاتفها.

طمئنهم هاري وهو يحاول إخراج الهاتف من ذلك الجيب الصغير، كان هاتفها ذو طراز قديم وكان صغير الحجم كذلك، لكن لسوء الحظ لم يستطع هاري أن يجيب عن هاتفها لأن بطاريته قد فرغت.

حقًا! ياللحظ! قال هاري بعصبيه لينظر له كلا من الشابين في المرآة بتعجب ليقلب هاري عيناه بينما يشيح بنظره بعيدًا عنهم.

ها قد وصلنا أخبرهم جوردن ليغادر السيارة وفي غضون ثوانٍ يأتي الممرضين الخاصين بالطوارئ ومعهم ناقلة ليحملوا الفتاة عليها.

مر بعض الوقت والطبيب بالداخل معها يفحصها، بدا على هاري القلق خوفًا من أن يصيبها مكروه أو أن يكون قد تأخر في مساعدتها، بعد مرور بضع دقائق غادر الطبيب الغرفة اخيرًا كي يطمئنهم.

كيف وضعها الآن من فضلك أخبرني،.

هل بإمكانك أخباري ما حدث؟

لا أدري نحن فقط وجدناها في أحد الشوارع في حالة سيئة للغاية وقد أحضرناها إلى هنا والآن دورك أنتَ لتخبرني عن حالتها!

لقد كانت فاقدة للوعي يبدو أن حدث لها نوعًا من عدم الإتزان ربما سقطت أو تعرضت للضرب بالإضافة لكونها تعاني من نزله برد حاده للغاية ولو تأخرت لبعض الوقت لكانت تفاقمت الحالة أكثر، على أي حال لقد أعطيناها عقاقير بالفعل وهناك عقاقير أخرى ستحتاج إلى شراءها.

حسنًا أعطِ أسماء العقاقير لجوردن وهو سيذهب لشراءها الآن. قال هاري بهدوء قبل أن يسأل الطبيب الآتي:
هل يمكنني رؤيتها؟

نعم يمكنك ذلك، لقد استيقظت بالفعل.

حسنًا أشكرك.

قال هاري ثم ترك رفاقه بالخارج واتجه نحو الغرفة حيث توجد تلك الشابة مجهولة الهوية، طرق الباب مرتان بخفة معلنًا عن قدومه لكن لم يصدر صوت من الداخل في المقابل وبالرغم من أن هاري يلتزم بقواعد الآدب والخصوصية وكونه من المفترض ألا يدلف إلى الداخل من دون إذن لكنه قام بإلقاء تلك القواعد في مؤخرة رأسه وقام بتنفيذ ما حثه قلبه عليه دون تفكير.

فتح باب الحجرة ببطء ليجدها تجلس على السرير بينما تسند رأسها على الوسادة ومغمضة العينين، تداعب بأصابعها خصلات شعرها البنية متوسطة الطول، كان الإنهاك واضحًا عليها بالإضافة إلى وجود ما يسمى ب الكانيولا موضوعه في يدها والتي تقوم بتوصيل المحلول الذي يحوي العقاقير إلى دمها، كانت تغمض عيناها بقوة أكثر دلالة على التألم، كما لاحظ هاري وجود ضماده طبية صغيرة بالقرب من شفتها المجروحة...

كان كل شيء هادئ وساكن قبل أن يتحرك هاري بإندفاع نحوها دون أن ينتبه إلى خطواته فلقد كانت عيناه معلقة عليها مما جعل قدمه تصطدم بطاولة بالقرب من الباب جعلته على وشك السقوط وليس هذا فقط بل تسبب في ضوضاء عارمة ليخرجها من شرودها وتنتفض من موضعها.

إلهي انتبه! خرج صوتها الأنثوي بهلع وهي تُطالع بعيناها طويل القامة الذي كان على وشك السقوط.

أنا حقًا أعتذر بشده لم أقصد،.

هل هذا حقًا أنتَ؟ ذو الأعين الخضراء؟ سألت بدهشة وهي تضم عيناها نسبيًا في محاولة لتتأكد من إن كان هو نفسه الشاب الذي قابلته في الليلة السابقة أم لا، قهقه هاري بصوتٍ عالٍ وبلطف فلقد تعجب قليلًا من اللقب قبل أن يسألها بفضول:
لماذا هذا اللقب تحديدًا؟ أعني الفتى ذو الشعر المجعد كان سيفي بالغرض ايضًا.

لأنه عندما قابلتك كانت الإضاءة خافتة للغاية ولم استطع ملاحظة أيًا من تفاصيل وجهك بوضوح، لكن عيناك كانت لامعة وذو لونٍ قوي واضح.

قامت بتفسير الأمر ببساطة وهي تبتسم ابتسامة صغيرة ليبادلها الإبتسام بإبتسامة واسعة كالأبله، ساد الصمت لبرهة على هذا الوضع قبل أن تبدأ ايفدوكيا في العودة إلى الواقع والإنتباه لما يحدث من حولها لتسأله بحيرة على الفور:
مهلًا، لماذا أنا هنا ولماذا أنتَ هنا ايضًا؟ ماذا حدث وكيف تم نقلي إلى هنا؟ إلهي لا يمكنني التذكر،.

لقد كنت أقود سيارتي برفقه أصدقائي ووجدتكِ، كنتِ تجلسين على أحد المقاعد وذهبت لتفقدكِ لأجدكِ فاقدة للوعي وبعض الدماء تلطخ فمكِ،.

قام هاري بسرد ما حدث بإختصار قدر المستطاع ليعبس وجهها على الفور فور ذكره لمسألة فمها الجريح، ابتلعت الغصة التي في حلقها وهي تشعر بالضيق لأنه بالطبع سيسألها عن سبب تواجدها في الشارع في ذلك الوقت وبالطبع لنوينسى مسألة شفتها الجريحة...

أنا حقًا، أشكرك، أعني لولاك لكنت في عداد الموتى الآن أنا حقًا لا أدري ماذا أقول،.

لا داعي للشكر الأمر غاية في البساطة صدقيني لكن أعتذر مسبقًا عن فضولي وبالطبع لكِ كامل الحرية في عدم الإجابة، ماذا حدث لشفتيكِ؟

لقد، سقطت، أعني تعثرت وسقطت من أعلي الدرج فأُصيبت شفتاي، كذبت لأن ليس لديها خيار آخر، فماذا عساها أن تخبره؟ لقد تم صفعها بواسطة زوجها الوغد لأنه فقد عمله...

ولما كنتِ بالخارج في مثل هذا الوقت؟ وتلك الثياب ما الذي كان يدور في رأسكِ؟

من فضلك سيدي، أنا لستُ بتحقيق هنا! انفعلت دون إرادة منها من كثرة الضغط الذي شعرت به نتيجة الأسئلة التي لا تقوى على الإجابة عنها كي لا تجرح كبريائها، عبس وجه هاري قبل أن يعتذر على الفور بإحراج شديد.

أنا حقًا أعتذر وبشدة، لم أقصد، لم أقصد أن أكون وقحًا أو فضولي،.

لا بأس، لقد، كانت بحوزتي حقيبة صغيرة وبداخلها هاتفي هل هي معك أم تركتها هناك على المقعد؟

أجل لا تقلقِ إنها بحوزتي، لكن لقد نفذت بطارية الهاتف، أعتذر مجددًا للبحث في حقيبتكِ لكني كنت ابحث عن هوية على أي حال سأذهب للبحث عن شاحن للبطارية،.

أومئت ايفدوكيا في هدوء ومن ثم غادر هاري الحجرة تاركًا إياها وحيدة تفكر في كيف ستعود إلى منزلها؟ كيف ستعود إلى ذلك الشخص الذي قام بتعنيفها وإهانتها؟ لم يكن ذلك الشجار الأول بينها وبين زوجها لكن تلك المرة كانت الأسوء فهي لم تتعرض للضرب من قبل...

مر بضعه دقائق ليعود هارى ومعه الهاتف وأحد الشواحن لتتمكن أخيرًا من فتح هاتفها، بمجرد أن ظهرت العلامه التجارية للشركه المصنعه للهاتف وقام الهاتف بإلتقاط شبكه كان ليو يتصل بالفعل.

مرحبًا. قالت ببرود وهي تتحرك بعدم حرية كون الهاتف مايزال يتم شحنة.

عزيزتي، أين أنتِ لقد كنت أشعر بالقلق عليكِ! جاءها صوته المهتز قلقًا عليها لكنها لم تتأثر كثيرًا بنبرته تلك، تنهدت بضيق قبل أن تُجيبه مُردفة:
بالمستشفى،.

مستشفى؟ إلهي ماذا حدث هل أنتِ بخير؟ أين موقعكِ الآن؟

مهلًا دعني أجيب عن تساؤلاتك! لقد فقدت وعي وعثر على أحدهم وقام بنقلي إلى مستشفى لا أعرف اسمه ليو.

ايفدوكيا لا وقت للتصرف ببلاهة فقط اسألي أي شخص عن موقعكِ وأخبريني.

حسنًا أنا في مستشفى أجابته بعد أن سألت هاري عن اسم المستشفى ولحسن الحظ كان هاري يقف بعيدًا عنها بمسافة لا تسمح له بسماع ما يتفوه به ليو من الجانب الآخر.

إذًا سيأتي أحدهم لإصطحابكِ؟

أجل، لكن من فضلك أسفة منك الرحيل قبل أن يأتي.

سأفعل لكن لماذا؟

إنه يغضب عندما اتحدث إلى الشبان،.

أتقصدين يغار؟

ليس بالمعني الحرفي، لكن أجل.

إذًا، هو يكون، حبيبكِ؟

ليس حبيبي، بل شئ أقرب كونه زوجي.

تمتمت ساخرة وهي تقهقه كاشفة عن أسنانها، أعتلت الصدمة ملامح هاري وفورًا اختفت إبتسامته التي كانت تزين ثغره منذ ثوانٍ قليلة.

لا أفهم، أعني كيف؟ تبدين صغيرة في السن كي تكوني امرأة متزوجة لا أدري،.

هذه حقيقة ربما أكون كذلك لكنه الواقع وما حدث، بالمناسبة ما اسمك؟

هاري، وأنتِ؟

سأل هاري وقبل أن تفتح ثغرها لتجيبه كان نايل قد اقتحم الغرفه ليتحدث إلى هاري بصوتٍ خافت طالبًامنه أن يغادروا، بالفعل هم هاري بالرحيل.

غادر هاري الحجرة لكنه ظل بالقرب منها وكان على وشك الجلوس لكنه لمح شاب يبدو في آخر العقد الثاني من عمره، بنيته ليست بضخمة متوسط الطول، جسده يميل إلى النحف أكثر من السمنة ويملك عينان زرقاوتان وشعر أسود مرتب بعناية، اقتحم الغرفه الخاصة بالفتاة ولم يغلق الباب خلفه مما سمح لهاري ونايل برؤية ما يحدث في الداخل.

لقد هرول الشاب نحو الفتاة ليعانقها ولكنها لم تبادله العناق في المقابل بل حاولت الإبتعاد عنه ببطء، أنحنى قليلًا ليقبل يدها وهو يهمس لها بشيء لم يستطع هاري سماعه لكن كل ما يراه هو تعبيرات وجهها الحزينة.

بعد بضع ثوانٍ قرر هاري مغادرة المكان فلقد شعر بعدم ارتياح منذ أن عَلِم أنها متزوجه! فهو الآن ليس له اي فرصة للتعرف عليها، كان هاري شاردًا في تفكيره قبل أن يخرجه من شروده وأفكاره التي تدور حول تلك الفتاة ذات الأعين العسلية اتصال من والدته لتخبره بشئ جعل فمه يكاد يلمس الأرض من الصدمة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة