رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل التاسع
حسناً سيكون هذا أفضل. قالت لتمنحها الطبيبه الأوراق و التي كُتب فيها العديد من التفاصيل التي لن يفهمها سوى الاطباء لكن هناك جملتان استطاعت هي أن تفهمهم.
نظرت إلى الأوراق بصدمه كبيرة يكاد ثغرها يصل إلى الأرض من هول ما تراه.
شعرت أن العالم من حولها يدور. الصدمه تغلب الفرحة هنا.
هل. هل هذا يعني أن. أنني. أرجوكِ أخبريني؟ سألت دفعه واحده بصدمه و توتر
نعم إنكِ كذلك، حامل! قالت لتفتح ايفدوكيا ثغرها بصدمه و تشعر بالدموع تملأ عيناها.
هل تبكين؟ انها دموع الفرحة ممزوجه بصدمه أليس كذلك؟
نعم بالطبع اردفت و هي تشعر بغصه في حلقها.
يسعدني كثيراً رؤية رد فعل كل سيدة تأتي هنا عندما أُخبرها بذلك الحدث السعيد قالت بإبتسامه واسعه
ليته كان خبر سعيد قالت بصوت خافت و هي تمسح تلك الدمعه التي كانت على وشك الهبوط.
سأقوم بتحويلك إلى طبيب نساء كي يتابع حالتكِ طوال الشهور القادمه
حسناً. أشكركِ شكرتها بإبتسامه مصطنعه لتأخذ الورقة التي تحمل اسم الطبيب.
وداعاً قالت ايفدوكيا و هي تهم بالرحيل و تشعر بأن رأسها على وشك الإنفجار من كثره التفكير و قلبها على وشك التمزق من كثرة المشاعر المختلطة التي تراودها.
هي حقاً تشعر بالفرح بكونها تحمل طفلاً بأحشائها لطالما تمنت ذلك لكن ما يؤلمها حقاً هو والد ذلك الطفل.
ذلك الرجل المُجرد من المشاعر. هو لم يكن كذلك لقد كان شاباً مفعماً بالحيوية كان بداخله حنان و حب يكفي لإنهاء كراهيه العالم لكن كل ذلك تغير.
لقد وعدها بالسعادة الأبديه و انها ستعيش معه سعيده طوال العمر لكن حينما وجد نفسه متزوج شعر بالإختناق، عدم الراحه، المسئولية و كي أكون صريحه يخشى كل الرجال أمر تحمل المسئولية يخشى القيود.
و ايفدوكيا حقاً لم تكن سيئة و لم تجعله يشعر بالإختناق لم تفعل شيئاً سوى الشعور بالغيرة و الغضب عند اقتراب النساء و هنا بدأت المشكلة حين بدأ يقول انها تفتعل المشاكل و انها تجعل الأجواء غير مستقرة و انها تبحث عن المشاكل!
و عندما حاولت تغير سلوكها و بدأت الحياة تعود إلى السعاده مجدداً ظهرت مشكله الأموال التي أصبحت غير كافيه.
العالم يتقدم. الأحتياجات تزداد. أسعار السلع بين الأرتفاع و الإنخفاض و هنا بدأت المشكلة الحقيقية.
لم تكن ايفدوكيا تطلب الكثير و لكن كان ليو مقتنع بأنها تشتري أشياء غير ضرورية و انها تُضيع الأموال في أمور تافهه و من حينها لم يعد الوضع مستقراً بينهم.
ناهيك عن المشاكل التي العائلة تعد طرفاً منها.
عودة إلى الواقع لا مزيد من الذكريات.
تسير ايفدوكيا في الطريق وحيدة ينهمر الثلج على رأسها و جسدها و تنهمر دموعها كذلك.
يتصل ليو.
مرحباً ايفدوكيا أين أنتِ؟
في طريقي إلى المنزل.
حقاً؟ أين كنتِ؟ هل ذهبتِ إلى الطبيب.
مهلاً ليو لن استطيع الإجابة على كل تلك الأسئلة في آن واحد امنحني وقت كافي كي اجيب.
حسناً اعتذر، اذا اخبريني لعله خيراً.
امم. لا احبذ إخبارك على الهاتف قالت و هي تعض على شفتها السفليه.
ايفدوكيا هل أنتِ بخير.؟ لقد جعلتيني أُصاب بالتوتر.
لا تقلق انا بخير. سأنتظرك على الغداء لا تتأخر من فضلك.
حسناً وداعاً.
وداعاً.
تعود إلى المنزل لتُعد العشاء و بداخلها تشعر بصراع. كيف ستكون رده فعل ليو؟ ربما سيغضب. او يحزن. لا تعلم لكنها خائفة.
ذلك الطفل سيجعلها ترتبط بليو للأبد فهي لن تريد لطفلها أن يدخل في صراع في يوماً من الأيام.
و ايضاً لما قفز هاري إلى عقلها الآن أليس من المفترض انها اغلقت تلك الصفحة تماماً و انا ستتوقف عن التفكير بتلك السخافات!
بينما هي منهمكه تُعد الغداء يتخلل آذنها صوت الباب و هو يُفتح.
مرحباً لقد عدت قال ليو بإبتسامه واسعه.
ايفدوكيا أين أنتِ؟
أطهو الطعام.
حسناً قال و هو يتوجه إلى الداخل.
كيف كان يومك؟
جيد لكن أصابني التوتر منذ أن تحدثنا.
لما كل هذا؟
لا أعلم لكن قلقت بشأنك هل أنتِ بخير؟
نعم انا كذلك.
لا أعلم إذا كنت مستعد لسماع الأمر أم لا!
ايفدوكيا لا تطيلي من فضلك لقد أصابني التوتر هيا.
حسناً ليو. أنني. أنني حامل اردفت لتتسع أعين ليو في صدمه ليجتاحها التوتر لربما شعر بالغضب و صب غضبه عليها لكن على عكس ما توقعت تماماً وضع يده على فمه بصدمه ثم قفز ممسكاً بيد ايفدوكيا.
حقاً! هل سأصبح أب! قال بحماس شديد و هو يقبل رأس ايفدوكيا.
أتعلمين لن تذهبي للتسوق مجدداً ستجلسين هنا انتِ و طفلي و أنا سأحضر كل احتياجاتك قال بسرعه و حماس.
انني مندهشه حقاً! أعني سعيدة لأنك سعيد قالت ايفدوكيا للحظة و هي تنسى تماماً كل شجار حدث بينها و بين ليو. يبدو ان ذلك الطفل سيكون مصدر سعاده لهما لربما يُحي تلك المشاعر التي اطفئتها كثرة المشاكل.
يقفز إلى رأسها هاري لقد كادت ان تنساه تماماً لكن تذكره جعلها تشعر بغصه في حلقها. كم هي مذنبه لأنها لم تخبره حتى الآن.
ما رأيكِ أن نتناول وجبه العشاء في الخارج قال لتبتسك ايفدوكيا فورا ثم تتلاشى ابتسامتها.
لكن ليو. هل سنقوم بإنفاق النقود التي نملكها. اعني يجب أن نبدأ في الإدخار من أجل الطفل.
بحقك ايفدوكيا لا تفسدي اللحظات السعيدة انه ليلة واحده! لن تشكل فارق كبير.
حسناً كما تريد لنتناول الغداء اولاً ثم نقرر ماذا سنفعل.
حسناً لا مشكله لأساعدكِ في وضع الأطباق.
أشعر كأنني في حلم! السيد ليو بنفسه يساعدني قالت بسخرية و هي تقهقه.
ليس مضحك سيدة ايفدوكيا، اتعلمين لقد رأيت تلك الفتاة مجدداً في الشركه.
أي فتاة؟
حبيبة السيد ستايلز.
هل تعمل هناك ام ماذا؟
لا أعلم لكن لما ستحتاج إلى العمل و حبيبها يملك كل تلك الأموال تفوهت لتنظر إليه ايفدوكيا ببعض الغضب.
ربما لأن الشخص لا يعمل من أجل الأموال فقط! بل من أجل تحقيق ذاته!
و انتِ لم تتخطين ابداً مسألة عدم سماحي لكِ بالعمل.
لا لن أفعل ليو.
كان ذلك حينما كنتِ تشعرين بالملل لأنكِ لا تجدي شيئ للتسلية لكن سيصبح لدينا طفل سيأخذ كل وقتك و طاقتك لذا لا داعي لأن نفتح مسألة العمل تلك مجدداً قال لتقضب حاجبيها بغضب و تطتفي بالصمت كأعتراض على حديثه الفارغ من وجهه نظرها.
قضت ايفدوكيا امسيه رائعه منذ مده طويلة لم تشعر بتلك السعاده مع ليو، بالطبع شعرت بسعادة كبيرة حينما قضت اليوم برفقة هاري لكن تلك السعادة تختلف عن الآخر و ها هي مجدداً تفكر.
أخذها ليو إلى احدى المطاعم و الذي لم يكن فاخراً لكنه كان جيد و الطعام ذو مذاق رائع لقد استمتعت حقاً!
انتهوا من الطعام ليسيروا سوياً ليلاً بينما هو يُمسك يدها، كم يكون ليو رائعاً عندما يكون مزاجه جيد!
أظن أنكِ تعتبتِ أليس كذلك؟
نعم، لنذهب إلى المنزل، إلهي لقد نسيت يجب عليك الأستيقاظ مبكراً لديكَ عمل صباحاً!
لا تقلقي بشأني، هيا لنعود قال و هو يحتضنها.
في صباح اليوم التالي: و بينما كان هاري يجلس في مكتبه في وقت استراحة الموظفين تخلل آذنه صوت ضجيج و كأن الجميع يتحدثون في فم واحد لا أحد ينتظر حتى يُكمل الآخر جملته، يرتدي هاري چاكيت بذلته الرسمية و ينظر في زجاج المرآة ليرتب مظهره و يتوجه إلى الخارج إلى حيث يقف الموظفون، يجد هاىي الموظفون مجتمعون حول ليو و هي يهديهم قطعة شيوكولاته؟ لما يعطيهم ليو الشيكولاته؟
لعله خيراً قال هاري بإبتسامه صغيرة.
سيد ستايلز كنت سأمر إلى مكتبك.
لما؟
لأقدم لكَ تلك اردف و هو يمد العلبه الملئة بالشوكولاته نحو هاري، ليأخذ هاري واحدة و يبتسم.
ما المناسبه؟
أنني سأصبح أب، زوجتي حامل قال ليو بحماس شديد و سعاده ليحيه جميع من حوله مجدداً. لكن هاري تتلاشى ابتسامته ببطء واعتلت ملامحه الدهشه.