رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل التاسع
بكت كما لم تبك من قبل، حتى عندما حدث ما حدث من خطيبها و تركت بيتها و كل ما تملك خلف ظهرها لم تبك هكذا، لا تعلم لما أوجعتها فعلته!؟، تلك الاهتزازات القوية التى نالتها منه جعلتها تعيد كثيرا من حساباتها و كأنها اعادت ترتيب كل شئ موضعه الطبيعى بعقلها..
هى اخطأت بالتأكيد لكن ليس خطأ مقصود، ربما كانت رغبة دفينة داخلها منذ علمت بان له ابنة فى معرفة اصل الحكاية، لكن لما!؟، سألت نفسها فى وضوح تام، لا اجابة، فقط صمت مطبق داخلها و كأن قلبها ذاك الذى كان دوما ما يحدثها فى شفافية قد اصابه الخرس، وروحها التى كانت كتاب مقروء لها اصبحت طلاسم مكتوبة بأحرف عجيبة يصعب عليها فك رموزها، أنها تشعر بحالة من التخبط و التيه لم تعتريها من قبل..
رفعت صوت مذياعها بأيات القران حتى تشوش على صوت نحيبها الذى كان يعلو رغما عنها و لا تستطيع السيطرة عليه..
انتفضت موضعها و كتمت صوت شهقاتها عندما جاءت طرقاته المعتادة على الحائط المشترك بينهما يخبرها برغبته فى خفض صوت المذياع..
وللعجب وجدت نفسها تدير ذر تقليل الصوت فى هدوء دون رغبة منها فى مناكفته كالعادة..
لحظات وعاد الطرق من جديد لكن هذه المرة على باب غرفتها مما كلفها دقيقة كاملة لتدرك ان الطرق بالفعل قد تغيرت وجهته ليصبح على بابها..
تسمرت مكانها متسائلة فى اضطراب، ترى ماذا يريد ليطرق باب حجرتها فى مثل تلك الساعة!؟.
ارتدت مئزرها ووضعت غطاء رأسها و فتحت الباب فى بطء بإنفراجة ضئيلة هامسة: - نعم!؟.
هتف متسائلا: - لما أخفضت صوت المذياع!؟.
هتفت تجيبه فى هدوء: - أليس ذاك مطلبك المعتاد الذى تطرق لاجله الحائط يوميا!؟، هاقد نفذته..
هتف بنبرة حادة: - لكن ليس ذاك مطلبى اليوم، انا أطالبك بان يعلو الصوت اكثر حتى يطغى على صوت شهقات بكاءك التى تؤرقنى..
هتفت فى هدوء مناف لذاك الالم الذى تستشعره بين أضلعها: - سأفعل، اى خدمة اخرى..
هتف متسائلا بنبرة حانية استوقفتها: - ألن تشاكسينى..!؟، ألن ترفضى طلبى و تخفضى الصوت نكاية و امعانا فى اغاظتى!؟، ألن تبدأى فى الصراخ لا النحيب فقط من اجل إقلاق راحتى!؟.
هزت رأسها نفيا و همست راغبة فى غلق بابها: - عن اذنك، ارغب فى النوم..
همس بنبرة زلزلتها: - و انا كيف لى النوم و انتِ بمثل هذه الحالة بسببى!.
ساد الصمت ليستطرد فى لهجة معتذرة: - انا آسف لما حدث، سامحينى..
هزت رأسها غير قادرة على النطق بحرف مع ذاك الوجيب القوى بصدرها و اخيرا همست بصوت متحشرج: - لا عليك، الخطأ خطأى اولا، ما كان علىّ التدخل فيما لا يعنينى، اعتذر بدورى..
هز رأسه متفهما و ابتسم فى هدوء هامسا و هو يستدير مغادرا باتجاه غرفته: - تصبحين على خير..
هزت رأسها و اغلقت بابها و استندت عليه يتملكها شعور عجيب تماما لم تستطع تفسيره كما اصبح معتاد فى الآونة الاخيرة، مشاعر عجيبة و احاسيس اغرب و لا تفسير على الإطلاق..
عندما تحججت بالرغبة فى النوم لغلق بابها و التخلص من تلك المشاعر التى كانت تعتريها فى حضرته لم يزرها النوم و لو للحظة بل ظلت أجفانها مسهدة معلقة بسقف الغرفة فى انتظار مجهول لا يأتى..
زفرت فى ضيق لذاك الأرق الذى اصبح رفيق لياليها و قررت النهوض فى هدوء لتنزل الى مطبخ المقهى بديلا عن مطبخ الشقة حتى لا توقظ احدهما لتصنع لها كوبا من اليانسون او النعناع او خليط منهما قد يساعدها على الاسترخاء و النوم، فصلاة الفجر قد اقترب موعدها و هى لم تحصل على قسط كاف من النوم و العمل فى المقهى غدا سيكون على اشده..
كعادتها و هى خارجة من غرفتها ارتدت مئزرها و حجابها و هبطت فى هدوء للمطبخ، أشعلت ضوءا جانبيا خافتا و بدأت فى إعداد كوب أعشابها المهدئة
ليهمس صوتا فى احد الجوانب: - هل لى بكوب من فضلك!؟، فيبدو ان الأرق صديقنا الليلة..
انتفضت فى ذعر حتى كادت تصرخ فى صدمة الا ان خروجه لمجال رؤيتها من ركنه المظلم ذاك جعلها تلتقط انفاسها فى تتابع محاولة ان تهدئ من روعها.
وودت لو ألقت عليه بعض من أدوات المطبخ لتفرغ شحنة غيظها لخروجه لها بهذا الشكل المفزع الا انها اثرت السلامة و المهادنة ووضعت كوبا اخر جوار كوبها لأجله..
أنهت صنع المشروب وناولته كوبه و قررت تناول كوبها فى غرفتها فليس من اللائق التواجد معه وحيدة فى مثل ذاك الوقت..
همت بالانصراف الا انه استوقفها متسائلا فى تعجب: - كيف عرفتِ!؟.
لم يكن من الصعب ادراك عن اى شئ يسأل، فبالتأكيد هو يسأل عن كيفية معرفتها بأمر ابنته..
همست فى هدوء: - يوم حفلة عيد الميلاد خرجت لأتوضأ لأجل صلاة الفجر فوجدتك نائما امام التلفاز و الذى كان يعرض فيلما مصورا لفتاة شقراء صغيرة و انت معها و بين ذراعيك كانت صورتها المزيلة بكلمة ملاكى فأدركت انها ابنتك، و انك افترقت عنها لسبب ما، هذا كل ما فى الامر..
همت بالانصراف مجددا و هى تهتف فى لهجة صادقة: - اتمنى ان يجمعكما الله قريبا..
هتف فى لهجة تحمل الكثير من الغضب المكتوم: - لن يفعل، و لم يرد ان يفعل، ان كان قادرًا على ذلك من الاساس..
كان رد فعلها على كلماته الصمت لا الصدمة فقد اعتادت كلماته المتزمرة دوما التى تتسربل بالسخط وهمست فى هدوء: - هو قادر تماما، فهو القادر، و سيجمعك بها اذا احسنت الظن به..
هتف مؤكدا فى نبرة تحمل وجعا بحجم الجبال الرواسى: - لم و لن يفعل، لانها ماتت، رحلت بلا رجعة..
شهقت فى صدمة فاغرة فاها فما خطر ببالها ان تلك الملاك قد رحلت عن دنيانا و جل ما اعتقدته انها مع امها التى اخذت الفتاة بعيدا عن والدها لخلاف ما بينهما..
استطرد فى وجع و هو يجلس بأقرب مقعد صادفه: - نعم، رجوته كثيرا ان ينقذها، ان يهبها حياتى لتبقى هى و ارحل انا، انا المذنب الحقيقى فيما حدث، لكن إلاهكِ المزعوم لم يسمع توسلاتى..
شهق كمن يحاول كتم دمعات تحاول الفرار من بين حنايا روحه لا عينيه و استكمل فى لهجة مزقتها كليا و هو يهمس: - يومها كنت على خلاف حاد مع امها، تلك الروسية التى تزوجتها و عشت معها لسنوات هناك اعمل بأحد المقاهى، كنت شيفا محترفا، و كان العمل فى رواج رائع حتى اننا افتتحنا مطعمنا الخاص بعد فترة بسيطة من زواجنا و بعدها قررنا الإنجاب، جاءت انچل لتنير حياتى، و تتوج نجاحى فى العمل ثم فى تأسيس أسرة تمنيتها دوما كبيرة العدد حتى تعوض احساسى بالوحدة فقد كنت وحيد ابوى، سنوات وانا اعمل بكد لأجل بناء تلك الاسرة، سنوات و انا أكافح حتى احقق لاسرتى وضعا لائقا و حياة رغدة ولكن زوجتى كانت فى واد اخر، كانت مدللة، كنت اعرف ذلك، و لكن ما لم اكن اعرفه انها كانت مريضة، مريضة بأحد الأمراض النفسية التى دفعتها لإدمان الكحول، وقفت جانبها و لم أتخل عنها مطلقا، فهى فى الاخيرام ابنتى الوحيدة، لكن استمرت الخلافات، حاولت على قدر استطاعتى تجاوزها، لكن هى من لم تتجاوزها مطلقا، و عندما اشتدت الخلافات بيننا، قررت هى ان تأخذ الفتاة و ترحل كانت تريد ان تنتقم منى لمعرفتها بمدى حبى و تعلقى بابنتى، هذا ما كنت اعتقده عندما عدت من العمل ووجدت خطابها ذاك تخبرنى فيه برحيلهما لكنها كانت وصلت لحافة الحنون بالفعل لانها كانت قد قررت الانتحار و اخذ ابنتنا معها حتى تذيقنى مرارة فقدها و تمعن فى الانتقام منى كما جاء فى رسالتها..
جلست غفران بدورها فى ذهول تام لما تسمع حتى انها نسيت كوب شرابها و تنبهت بكامل حواسها له و هو يسترسل بعد لحظات من الصمت يستعيد فيها ثباته: - لحظة اخبارهم اياى ان ابنتى بالمشفى بين الحياة و الموت و ان امها رحلت فى ذاك الحادث انهرت كليا امام باب غرفة العمليات، اخذت احدث الله، حدثته كثيرا و توسلت له اكثر، تمنيت ان يقتطع من عمرى و روحى فداءً لابنتى، نمت ليلة بكاملها امام غرفتها لا افعل الا الدعاء و الابتهال لتعود سالمة لأحضانى..
صمت ساد للحظة ابتلع فيها دمع كاد يخنقه وهمس بوجع: - لكنه ابدا لم يسمع، ابدا لم يستجب، ابدا لم يكن هناك و يرحمنى و ترك امها تأخذها، تركها لتنفذ انتقامها منى على ذنب لم ارتكبه، كان كل ذنبى أننى رغبت فى عائلة و دفء فلم أنل الا الوجع و مرارة الفقد و اشهر طويلة قضيتها فى مصحة للعلاج..
هتفت فى صدمة: - علاج!؟.
هز رأسه فى تأكيد: - نعم علاج نفسى مكثف فقد كان لدى ميل كبير للانتحار، فصدمة فقد ابنتى كانت قاصمة، افقدتنى عقلى و صوابى و ايمانى ان هناك رب يسمع و يستجيب، اخذها لأمها و حرمنى منها و عندما حاولت انا ذلك منعنى..
واشارلأثارجرح بعرض معصمه دلالة على محاولته فعلا الانتحار ليلحق بابنته.
بكت فى صمت و سالت دموعها سخينة على أوجاعه التى تراها حية مجسمة الان على كل قسمات وجهه..
لقد تأكدت ان حدسها كان بموضعه و ان أزمة إيمانه تلك كان سببها فقد ابنته..
همست رغما عنها: - لكن الله موجود، يسمع و يرى و يستجيب، كل ما يحدث لنا بحياتنا مقدر منذ الأزل ما من احد يمكنه تبديله و لو كان مقدر لنا اختيار أقدارنا ما اخترنا الا اختيار الله، فالله يعطى على قدرك، و لا يكلف نفسك الا وسعها، انه يبتليك ليطهرك، و ربما كانت وفاة ابنتك لها حكمة لا يعلمها الا هو سبحانه و تعالى، والامر حدث وعليك ان تؤمن بالقدر كله خيره و شره، و ترضى..
هتف فى اعتراض: - ارضى!؟.
هتفت مؤكدة: - نعم، ترضى بما قسمه الله، لقد مات ابى وانا فتاة صغيرة، رأيت حزن امى على فقده و تحولها من امرأة فائقة الجمال الى امرأة فقدت ابسط أسباب التمسك بالحياة، ذبلت حرفيا و لولا ايمانها لكانت عملت على اللحاق به، بجانب وجودى الذى كان محفزا لتبقى مجرد جسد بلا روح حتى تربينى و حينما شعرت ان مهمتها قد اكتملت لحد كبير رحلت بدورها لأكون وحيدة فى الحياة، أواجهها بكف خال وعار من اى سلاح يساعدنى بحربى معها الا التسلح بالله و الاتكال على ركنه، صدقنى، الله هو السند الحقيقى، انه..
ارتفعت عقيرة المؤذن من مأذنة المسجد القريب داعيا لصلاة الفجر: - الله اكبر، الله اكبر..
رددت خلفه فى خشوع و نهضت فى تؤدة هامسة و هى تمسح دمعاتها: - انها صلاة الفجر، فلتسلم امرك لله و عد الى طريقه وانهض لتجب داعيه، و سأدعو الله ان يربط على قلبك، فالفقد مرارته تبقى كالعلقم بالحلق، لكن الله جابر..
وتحركت باتجاه الدرج صاعدة وهى تهمس داعية اياه من جديد: - انهض، فدعوة الله لا تُرد، و من ردها هو الخاسر الأكبر..
وعادت تهمس مكررة كلمات الاذان و اختفت بأعلى الدرج و تركته غارقا فى بحورالتيه من جديد بعد ان افرغ ما يحمله بجعبته من ألام و اوجاع و ذكرى ناء بثقلها صدره، و شعر انه بمفترق طرق و عليه الاختيار لا محالة، اختيار اجبارى..
عاد يوسف للمقهى و ما ان دخل الى الذقاق يصف دراجته البخارية حتى تنبه الى ذلك الذى يقف على اعتاب باب المطبخ ينتظر امرا ما و لم يكن من الصعب عليه ان يدرك ما يحدث، انها نوبة من نوبات كرمها المعتاد و ذاك الشخص المعدم الذى يقف على الأعتاب ليس استثناءً بالتأكيد، تنهد فى عمق فعليه مواجهتها الان فمنذ تلك الليلة التى اخبرها فيها عن ماضيه كاملا و هو يستشعر انها تنأى بنفسها عنه بشكل اثار حيرته فقد توقع انها تقترب منه بعد كل ما أفضى به لها و لها وحدها دون غيرها، لا يعرف لما، لكنه وجد نفسه بحاجة الى شخص يصغى اليه و يتحمل عنه بعض من أوجاعه التى اثقلت قلبه و اصبحت عبء لا يحتمل على عاتق روحه المنهكة فكانت هى ذاك الشخص المختار، زفر فى حنق و قد تأكد ظنه عندما ظهرت غفران تحمل طبق من طعام تقدمه لذاك الشخص لكن ها قد حدث ما توقع فاندفع يجذبها فى اللحظة المناسبة لداخل المطبخ وبدأ هو فى التعامل مع ذاك الاحمق الذى حاول التهجم عليها، لم يكن من الصعب التخلص منه مع فارق القوة الجسدية بينهما لذا لم يستغرق الامر كثيرا حتى دخل المقهى خلفها صارخا كعادته بصوته الاجش: - ألن تتعقلى مطلقا!؟، كدت تودين بنفسك مورد التهلكة، اما من ذرة واحدة لعقل بداخل هذا الرأس الاحمق يا امرأة!
هتفت فى غيظ تتطلع اليه وهى متخصرة قبالته فى تحدى تحاول قدر استطاعتها الا تحيد بنظراتها عن عينيه مدعية القوة و الصلابة: - كف عن ذاك اللقب و الا..!؟
هتف ساخرا: - و الا ماذا..!؟.
نظر من عليائه على طولها الذى لا يتجاوز مستوى معدته على أقصى تقدير فاتسعت ابتسامته و تخصر بدوره متحديا لتهتف هى فى غيظ: - و الا ستلقى منى ما لا تتوقعه مطلقا، صدقنى انا لا اهدد بكلمات جوفاء، انا قادرة تماما على التنفيذ..
قالت كلماتها و توجهت خلف طاولة المطبخ تستأنف عملها..
هتف متوجها خلفها: - حقا!؟، ولما لم تنفذى و ترينا مهاراتك مع ذاك الشحاذ المدعِ الذى كاد يصيبك و يهرب وانت تقدمين له طبق الطعام بكل محبة كبلهاء!؟
زفرت فى ضيق: - لم انتبه، انه حادث عارض..
هتف يوسف صارخا: - عاااارض!؟، انه الحادث الثالث خلال ذاك الشهر يا امرأة.
امسكت مقبض السكين الذى تركته من كفها منذ لحظات فى حنق و ضربت نصله بقوة فى لوح التقطيع الخشبي أمامها هاتفة بلهجة تحذيرية: - انطق ذاك اللفظ مرة اخرى و اقسم ان اجعلك غير قادر على النطق مجددا..
انفجر ضاحكا بدلا من ان يتأثر لحنقها البالغ المتوار خلفه ذاك التهديد المبطن و هو ينظر باستمتاع الى نصل السكين المغروز ذاك ليقترب منها بهدوء هامسا: - اهدأى، فشرارات الغضب المتطايرة هنا و هناك تكاد تتسبب فى كارثة..
و ابتعد قليلا ليستدير مستطردا بلقب جديد لإغاظتها: - ايتها القصيرة..
و اندفع راحلا قبل ان تنفذ تهديدها و تستخدم سلاحها بالفعل تتعقبه صرخاتها و بعض من أدوات المطبخ التى ألقتها خلفه فى غيظ لينفجر مقهقها مبتعدا عن مرمى أدواتها الثائرة، لتصرخ هى فى
غيظ: - استغفر الله العظيم، ان وجودك جوارى مكفرا لسيئاتى..
انفجر يوسف ضاحكا و هتف يغيظها بدوره: - اذن بجوارى ستضمنين دخول الجنة التى وعدك بها ربك، أليس كذلك!؟.
كانت كلماته عادية فى مجملها لكنها لا تدرى لما شعرت بدبيب عجيب و صدى اعجب يتردد بين جنبات نفسها لتلك الكلمات البسيطة و التى ألقاها فى أريحية، ستضمن الجنة قربه!؟، ام انها لن تجنى من ذاك القرب الا جحيما من نوع خاص!؟، جحيما لها وحدها ستعيشه قبل حتى ان تُحاسب على ذبوب لم تقترفها و اوجاع لم تكن تدرى عنها شيئا..
استطرد هو فى نبرة مازحة يخرجها من أتون خواطرها المستعرة: - نعم ستتنعمين فى جنتك تلك و تعيشين نشوة كاملة و انتِ ترينى هناك اتردى فى الجحيم المزعوم، لا أظن ان هناك مشهدا سيكون اكثر اسعادا لكِ من ذلك!؟.
هتفت تجارى مزاجه: - نعم صدقت، رؤيتك تتعذب فى الجحيم، امر ممتع لا محالة..
ساد الصمت لاحظة تبدلت فيها نبرته مما استرعى انتباهها لتنظر اليه فى تعجب و هو يهمس بوجع: - اذن يمكنك الاستمتاع منذ اللحظة و لا داع للإنتظار، فها انا أتعذب فى جحيمى الخاص..
كادت ان تشهق فى صدمة لكلماته التى اوجعتها فى الصميم، و كادت ان تهتف بأى كلمة تحاول بها ان تستعيد جو المرح ذاك و الذى تبخر فى لحظة الا انه لم يمهلها لتفعل بل اندفع خارج المطبخ و تركها تغرق فى عذاب من نوع خاص، خاص جدااا.