رواية أحزان رهف للكاتبة سحر فرج الفصل العاشر
الام ابتسمت وردت وقالت: الحكايه وما فيها ان المهندس حسام فكراه طبعا بتاع الحادثه راح لعمر اخوكى الكليه النهاردة وأتكلم معاه في موضوع كده.
رهف لحيرة واستغراب بصت لوالدتها
وقالت: موضوع أيه بالضبط اللى المهندس حسام هايروح لعمر مخصوص الكليه علشان يقولهوله؟!
خير يا ماما في ايه قلقتينى؟
الام: بصى يا رهف يا بنتى ومن غير لف ولا دوران كل الحكايه ان حسام ده معجب بيكى من ساعه الحادثه وعاوز يتجوزك.
رهف بصدمه ومفاجأه في نفس الوقت من اللى سمعته ردت وقالت: يتجوزنى!؟
اللى هو ازاى ده يا ست ماما؟!
الام باستغراب من رد رهف قالت: ايه يا بنتى الراجل معملش حاجه غلط علشان تزعلى كده وبعدين ده دخل البيت من بابه وقال لاخوكى الاول وعمر قاله أنه هايبلغنى ويبلغك
كده الراجل ما غلطش في حاجه يا رهف.
رهف: انا ما قولتش انه غلط يا امى، بس ازاى وامتى ده احنا ما شوفناش بعض غير كام مرة على بعضهم لما كان بيجيلى المستشفى يطمن عليا مش اكتر.
الام: اه يا بنتى بس انا من اول مرة شوفته فيها لما جالك المستشفى ولاحظت نظراته ليكى واد ايه هو معجب بيكى.
رهف سرحت شويه وسكتت وقالت: بس يا ماما انا معرفش عنه اى شىء وبعدين بابا لسه مكملش شهرين على وفاته ازاى افكر في حاجه زى كده دلوقتي ازاى بس يا امى؟!
الام: يا لهوى عليمى يا رهف. هو انتى قايمه تتجوزى يا بنتى دلوقتى ولا ايه؟
الراجل كل وما فيها انه عاوز يصارحك بشعوره ناحيتك وانه معجب بيكى وباخلاقك ويشوف رايك ايه قبل ما يجيب اهله ويطلب ايدك منى انا واخوكى.
رهف: مش عارفه والله يا ماما ومش عارفه اعمل ايه ولا اقول ايه في الحاجات دى. انا اتفاجأت فاسبينى كام يوم افكر وارد عليكى بعدها.
الام: هما يومين اتنين يا رهف وتردى عليا علشان يقعد ويتكلم معاكى هو بنفسه ويقولك شعوره وتعرفى عنه كل شىء وتحددى على أساسه رايك النهائى يا بنتى.
رهف بصدمه ردت وقالت: يومين ايه بس يا ماما مش هالحق افكر.
الام: ايوا يا رهف يومين اتنين هو انتى تعرفى عنه أيه علشان تقعدى تفكرى اكتر من كده مش عاوزين نتأخر على الراجل يا بنتى علشان ما يقولش علينا اننا مش موافقين لا سمح الله.
او اخوكى قليل الذوق ومش اد كلمته معاه يا حبيبتى.
رهف خدت نفس كبير وعرفت ان كلام مامتها مضبوط وردت وقالت: ماشى اللى حضرتك تشوفيه وربنا يسهل يا امى.
عدى يومين.
شفى فيلا صفوان والد حسام، كان شريف قاعد في اوضته عمال يفكر في البنت اللى عجبته وشافها في الكافيه ومش عاوزه تروح من باله خالص وده اللى خلاه كل يوم يروح الكافيه على أمل أنه يشوفها تانى ويحاول يتكلم معاها ويتعرف عليها ويعرف هي مين بس للاسف كان بيفضل قاعد كتير بالساعات وهي ما بتروحش ولا شافها تانى وده اللى خلاه حزين.
وفجاه وهو قاعد سرحان موبيله رن.
فمد ايده على الكوميدينو اللى جنب السرير وبص على اسم المتصل وعرف ان هو محمود صاحبه.
شريف: اهلا يا محمود
محمود: اهلا يا حضرة الضابط وفينك يا ابنى مختفى ليه الايام دى؟
شريف بحزن رد وقال: موجود اهو هاكون فين يعنى يا ابنى.
محمود: بقولك ايه طيب يا مان.
بما ان انا زهقان ومخنوق وشكلك انت كمان زى حلاتى ما تيجى نخرج ونروح نقعد في الكافيه اللى على الكورنيش شويه اهو نغير جو شويه ونشوف منظر حلو بدل اللى احنا فيه ده.
فرح شريف اول لما سمع اسم الكافيه ووافق على طول واتفقوا على المكان وقفل مع محمود.
وقام من على السرير وهو عنده امل كبير انه يشوفها مرة تانيه.
فقرب ناحيه دولاب لبسه وطلع قميص لبنى وبنطلون جينز وحطهم على السرير ودخل على الحمام علشان ياخد شور سريع.
وبعد خمس دقايق بالضبط خرج شريف وبدأ يلبس القميص والبنطلون وسرح شعره وحط برفانه وخد موبيله ومفاتيح عربيته ونزل على تحت.
وهو نازل قابل مامته خارجه من اوضتها فابتسمت ليه وقالت: اهلا حبيب قلبى. ايه يا شريف قاعد لوحدك ليه يا ابنى معظم الوقت مش تنزل تقعد معانا شويه.
شريف: ابدا يا ماما مفيش اى حاجه هو ضغط شغل مش اكتر. ورجعت تعبان شويه وقولت اريح في اوضتى.
الام ابتسمت وبكل حنيه قالت: اومال لابس كده ورايح على فين يا حضرة الضابط؟
شريف: رايح اقابل محمود واقعد انا وهو مع بعض شويه.
الام: ماشى يا حبيبى وسلملى على الواد محمود كتير وما تتاخرش وخلى بالك من نفسك.
شريف: يوصل يا امى سلاااام.
ونزل وخرج من باب الفيلا وركب عربيته وطلع بسرعه الصاروخ على الكافيه.
وفى جامعه القاهرة وبالتحديد في كليه رهف اللى كانت خلصت محاضرتها هي وزميلاتها وقرروا انهم يروحوا يقعدوا شويه في الكافيتريا بتاعه الكليه. بس قبل ما يوصلوا ليها ريهام اقترحت عليهم فكرة أنهم يروحوا الكافيه اللى راحوه قعدوا فيه المرة اللى فاتت.
رهف: فعلا انا كنت عاوزة اتكلم معاكم في موضوع يا بنات واخد رايكم وهنا في الكليه مش هينفع علشان الدوشه والهيصه اللى حوالينا في كل مكان دى.
وفضلوا يتكلموا شويه وياخدوا راى بعض في الموضوع ده.
شريف كان وصل بعربيته اودام باب الكافيه وركن ونزل وقابل محمود هو كمان اللى وصل في نفس الحظه وسلم عليه ودخلوا على طول على جوا.
شريف عيونه كانت بتلف في كل شبر وفي كل تربيزة في الكافيه عن البنت اللى طيرت النوم من عينه من كام يوم ومش عاوزة تروح من باله خالص.
فراح قعد هو ومحمود على تربيزة بتطل على النيل وطلبه حاجه يشربوها.
وفضلوا يتكلموا شويه مع بعض بس معظم الوقت شريف مش هنا خالص ولا واخد باله اصلا من الكلام اللى بيقولوا محمود وعينه عماله تدور في كل مكان في الكافيه على البنت اللى هايتجنن أنه يشوفها مره تانيه.
محمود خد باله ان شريف مش طبيعى وفي حاجه شاغله عقله فبصله بحيرة
وقال: انت يا عم الباشا نحن هنا في ايه؟
عمال اكلم نفسى من بدرى وانت ولا انت هنا ومش معايا خالص.
شريف حس ان محمود بيقوله حاجه فقال: في حاجه يا محمود؟ بتقول حاجه؟
محمود: نعم يا اخويا بتقول ايه؟
لا لا لا انا مش مطمنلك ياض يا شريف في ايه حالك مش عاجبني بقالك فترة من ساعه اخر سفريه ليك.
شريف خد نفس طويل ولسه هاينطق ويرد على محمود وعيونه جت فجأه على باب الكافيه لقى البنت اللى شغلته عن شغله وعن صحابه وعن الدنيا اللى عايش فيها كلها اودامه بشحمها ولحمها وابتسامتها الرقيه وكأنه بيحلم.
محمود باستغراب: اللهم طولك يا روح ايه يا ابنى في ايه سهمت كده ليه؟
شريف بفرحه بص لصاحبه وقال: هى
هى يا محمود. هى
محمود: لا اله الا الله في ايه يا ابنى انت هي مين انطق؟!
شريف رد وقال: لا لا ابدا خلاص
شريف خد نفس كبير وكأن الدنيا فتحت ايديها ليه وبقت حلوة اوى.
قعدوا التلت البنات على نفس التربيزة اللى قعدوا عليها المرة اللى فاتت ولحسن حظهم انها كانت فاضيه وطلبوا عصير يشربوه وبدأت رهف تتكلم معاهم وتحكى ليهم على اللى حصل معاها وموضوع حسام وحكت لهم على الموضوع من أوله لاخره.
سلمى: يا لهوى يا رهف ده زى القمر يا بختك يا رهوف يا بختك الحلو تديهولى لفه.
ريهام، انتى بتتكلمى جد يا رهف ده شاب وااااااو اوى واى بنت تتمناه اوعى ترفضى يا عبيطه.
رهف: انا مش عارفه اعمل ايه فعلشان كده قولت اخد رايكم.
الاتنين في نفس واحد قالووووا
وافقى طبعا
الكل ضحك وفضلوا يهزروا شويه مع بعضهم وكل اللى بيحصل ده وكان فيه واحد عينه ما نزلتش من عليهم وبذات من على رهف اللى لاحظ انها اجمل وارق واحلى من اول مره شافها فيها وما كنش متخيل أبدا انها بالجمال والرقه دى.
وفجأه قرر أنه يحاول يتكلم معاها المرة دى ويتعرف عليها باى طريقه.
بس للاسف ولسوء حظه موبيله رن وعرف أنه من الشغل وأنه لازم يروح فورا وما يتأخرش لان وكيل الوزارة بنفسه هو اللى عاوزه ضرورى وفي انتظاره.
وللأسف مش هايقدر يتكلم مع البنت زى ما تخيل ومن جواه زعل جدا على الفرصه اللى ضاعت من ايده دى.
وخد بعضه على طول هو ومحمود ومشيوا من الكافيه.
اما البنات اقنعوا رهف انها توافق على حسام.
وفعلا اقتنعت رهف من جواها بحسام وأنها عمرها ما هاتقابل حد افضل منه وقررت انها تقول لعمر اخوها للى وصلت ليه اول لما ترجع على البيت.
وشويه وقامت البنات وكل واحده فيهم رجعت على بيتها.
واول لما رجعت رهف على بيتها واستريحت واتغدوا مع بعض زى كل يوم بلغت عمر ومامتها بقرارها بس شرط أنها تكلمه هنا في البيت قبل ما يجيب اهله وأنها رافضه انها تقابله برة البيت وفعلا عمر فرح بيها وبكلامها ده وبلغ حسام بكلام رهف وطلب أنهم يتكلموا في البيت مش برة البيت زى ما كان هو عاوز...
وحدد مع عمر أنه يروح ليهم تانى يوم بعد المغرب.
حسام بلغ والده باللى حصل وفرح الاب بالخطوة دى ودعى ليه أن ربنا يوفقه ويقدمله كل خير.
وطلع النهار وحسام راح على شغله وحضر اجتماع مهم مع والده بخصوص الشحنه الجديده اللى طلبوها من برة.
وبعد ما الاجتماع خلص الساعه كانت اربعه ويدوبك يروح البيت يحضر نفسه علشان يروح البيت عند رهف.
وفعلا روح حسام على البيت ودخل خد شور وبعد ما خرج قرب من الدولاب وفتحه ونقى طقم حلو علشان يروح بيه وكان عباره عن قميص ابيض وبنطلون وجاكيت كحلى.
ولبس وسرح شعره وظبط نفسه ونزل على طول وركب عربيته وراح الاول على محل الورد واشترى بوكيه ورد حلو اوى علشان يخده معاه وبعدها راح على العنوان اللى ادهوله عمر مع انه وصله مرة للبيت بس خاف لا يكون نسيه.
ودخل العمارة وطلع للدور بتاعهم وخبط على الباب وفتحله عمر ورحب بيه ودخله اوضه الصالون وجت والدته وسلمت عليه وقدموله عصير وبعد شويه خرجت الام ورجعت ومعاها رهف اللى اول ما دخلت وشها احمر وكانت باصه في الارض وسلمت على حسام.
حسام، ازيك يا انسه رهف.
رهف، الحمد لله كويسه.
حسام. واخبار ايدك ايه دلوقتى بعد ما فكيتى الجبس.
رهف، الحمد لله احسن بكتير.
الام بصت لعمر بعينيها ففهم عمر واستاذن أنه هايتكلم في التليفون وخرجت الام بحجه انها هاتصلى المغرب.
احمر وش رهف اكتر لما أمها خرجت هي وعمر وسابوها مع حسام.