رواية أحزان رهف للكاتبة سحر فرج الفصل الثامن
بعد يومين قررت رهف انها تروح كليتها بعد ما حالتها اتحسنت ورجعت زى الاول وافضل وكمان بعد ما والدتها اطمنت انها فعلا بقت بخير بس شرطت عليها انها تاخد اكلها وعلاجها معاها وتخده في مواعيده زى ما دكتور فارس طالب منها.
استعدت رهف من بدرى علشان تروح للكليه وجهزت نفسها ولبست.
ووالدتها جهزت لها كام سندوتش تاخدهم معاها وشويه وخدت بعضها ونزلت وراحت على الجامعه.
وكان في انتظارها زمايلها ريهام ورضوى اللى فرحوا جدا اول لما شافوها بتقرب منهم.
ريهام جريت عليها وحضنتها وقالت: حمد الله على السلامة يا روح قلبى وحشتينا اوى اوى واخيرا الكليه نورت بأجمل بنت فيها بعد مت كانت ضلمه من غيرها.
رهف بفرحه وحب قالت: هي منورة بيكم يا روح قلبى وتسلمولى يارب.
رضوى قربت منها وحضنتها وقالت: بجد بجد ليكى وحشه والله يا رهف وكنا مفتقدينك جدا بجد.
اخيرا رجعتى لينا ولكليتك ولمحاضراتك والكل هنا دايما بيسأل عليكى وعلى صحتك وعلى رجوعك الكليه.
رهف بفرحه وخجل ردت وقالت: ربنا ما يحرمنى منكم ابدا يا بنات وربنا يعلم معزتكم عندى أد إيه وبعتبركم زى رغد اختى بالضبط والله.
زمايل رهف بدؤا يتجمعوا حواليها اول لما شافوها وفرحوا جدا برجوعها للكليه وفضلوا يتكلموا شويه عن اللى حصل معاها وعن موضوع الحادثه اللى حصلت معاها لحد ما ميعاد أول محاضرة جت وخدوا بعضهم كلهم وراحوا يحضروها ويدخلوا بدرى قبل ما الدكتور يدخل للقاعه.
ومع اخر محاضرة خلصوها البنات كانت تعبت وفصلت من كتر المحاضرات وقرروا انهم يتمشوا شويه ويروحوا اى مكان يقعدوا فيه ويشربوا او يكلوا اى حاجه.
وفعلا راحوا لكافيه حلو اوى على الكورنيش ودخلوا وقعدوا على التربيزة هما التلاته
رهف وريهام ورضوى وجه المتر علشان يعرف منهم هما هايشربوا ايه بالضبط.
وبعد مفاوضات كتيرة بينهم قرروا في الاخر انهم هايشربوا كلهم كابتشينو.
وفضلوا يتكلموا شويه لحد ما الجارسون حضر لهم الكابتشينو وجابوا ليهم.
وعلى التربيزة اللى كانت قصادهم على طول من الاتجاه المقابل ليهم كان قاعد عليها اربع شباب زى الورد كلهم أحلا من بعض جسم ايه وطول ايه وعرض أيه من الاخر كده اربع شباب(مزز)
وكانوا بيتكلموا بصوت عالى جدا وبيهزروا وبيضحكوا لدرجه ان كل اللى كان حواليهم كان سامع هزارهم وكلامهم مع بعضهم.
وفجأه واحد من الاربع شباب دول لفت انتباهه البنات وهما قاعدين وبيضحكوا بكل هدوء ورقه بس عيونه جت على اجمل واحده فيهم وهي رهف وعلى هدوئها وجمالها الملفت للنظر بس الجمال داخله حزن كبير وغير لبسها الاسود اللى كانت لبساه وعيونها رغم ضحكتها بس حزينه؟
وفضل كل شويه يبص عليها لحد ما هي خدت بالها وقالت لصحابها يالا بينا يا بنات
كده كفايه علشان انا تعبت وعلشان ماما ما تقلقش عليا اكتر من كده.
ريهام بحزن بصتلها وقالت: اقعدى شويه تانى والنبى يا رهف. احنا ملحقناش نقعد وبقالنا كتير مقعدناش قاعده حلوة زى دى.
وحياتى عندك يا رورو الجو حلو اوى وانتى كنتى وحشانى جدا جدا.
رضوى: فعلا يا رهف احنا ملحقناش نقعد يا بنتى احنا يادوبك لسه جاين من شويه صغيرين وطنط مش هاتقول حاجه لما تعرف انك كنتى معانا.
رهف بأرهاق ردت عليهم وقالت: معلش يا بنات نبقى نعوضها مرة تانيه لانى فعلا مش هاقدر اقعد اكتر من كده.
ريهام بحزن ردت وقالت: ماشى يا ستى مع انى زعلانه اننا ملحقناش نشبع منك بس سماح المرة دى واوعدينا اننا نكررها تانى لان المكان هنا فعلا روعه.
رهف: اوعدكم والله ان شاء الله نبقى نيجى هنا تانى ويالا بقى.
وفعلا قاموا البنات وندهوا على الجارسون وحاسبوا على الطلبات بتاعتهم وخدوا بعضهم ومشيوا.
وكل ده بيحصل اودام عيون شريف اللى مقدرش ينزل عيونه من على رهف وسمع كل كلمه هي قالها لاصحابها وعرف هي اد ايه بنت من عيلة محافظه ومؤدبه ومختلفه عن كل البنات اللى حواليه في كل مكان وبيتمنوا بس نظرة او اشارة منه.
ولان شريف كان في عالم تانى خالص وفضل باصص عليهم لحد ما خرجوا من باب الكافيه. لاحظ صحابه أنه مش معاهم خالص ومعظم الوقت كان سرحان.
فافضلوا يضحكوا عليه وعلى منظره اللى اتغير خالص من ساعه ما لاحظوا ان عيونه على البنات اللى كانت قاعده قريب منهم.
وبقى كل واحد فيهم بكلمه معاه وهزار وضحك من كل واحد من اصحابه شويه.
وفضل شريف على الحال ده طول القاعده مع اصحابه عمال يفكر في البنت اللى خدت عقله من اول نظره واعجب بيها فجاه.
وشكلها كده كمان هاتاخد قلبه.
وصلت رهف لبيتها ودخلت من مدخل العمارة او البيت اللى كانت ساكنه فيه واول لما رنت الجرس مامتها كانت في استقبلها ورحبت بيها وبدأت أسألها عن اخبارها.
الام بكل طيبه وحنيه: طمنينى يا حبيبتى عامله ايه واتأخرتى كده ليه؟
رهف ردت وقالت: الحمد لله بخير يا ماما اطمنى يا حبيبتى ومعلش البنات اتحايلت عليا انى اقعد معاهم شويه علشان كنت وحشاهم اوى ورحنا قعدنا شويه صغيرين في كافيه وجينا على طول علشان حضرتك متقلقيش انا عرفاكى كويس اوى يا روحى.
الام: طيب الحمد لله انك بخير يا حبيبتى كنت قلقانه عليكى اوى. قومى ادخلى اوضك وغيرى لبسك واستريحى.
وفعلا دخلت رهف اوضتها وبدات تغير لبسها. بس معظم الوقت كانت سرحانه ودماغها مشغوله بالشاب الوسيم اللى كان بيخطف نظرات سريعه عليها وهي قاعده في الكافيه مع اصحابها.
وفضلت شويه على كده لحد ما غيرت لبسها ورمت نفسها على السرير.
وفى فيلا صفوان كان حسام في اوضته نايم على سريره عمال يفكر في رهف اللى أعجب بيها من اول ما عيونه جت عليها ساعه الحادثه.
لقاها مختلفه في كل شىء عن باقى البنات اللى يعرفها.
مختلفه بهدؤها ومختلفه بجمالها وباللون عيونها الخضرا الجميله وبأدبها ورقتها وتعليمها وتربيتها واخلاقها.
وخطر على باله أنه يروح لرهف ويكلمها ويعترف لها بأعجابه ده وبعدها يحكى لباباه ومامته عليها ويروح يتقدم لها ويطلب ايديها من مامتها واخوها عمر.
وفضل يفكر ويفكر كتير ويحلم باليوم اللى تكون فيه رهف بين ايديه.
وفى اوضه شريف اللى من ساعه ما رجع من بره وهو نايم على سريره بعد ما غير لبسه.
كان سرحان هو كمان وعمال يفكر في البنت اللى شافها في الكافيه مع اصحابها ولفتت نظره بجمالها وهدوئها ورقتها وادبها وكمان كان مستغرب نظره الحزن اللى كانت في عيونها واللبس الاسود.
وفضل على الحال ده يتقلب يمين وشمال في سريره لحد ما تعب من كتر التفكير وراح في سابع نومه.
لحد ما طلع النهار وصحيوا كل اللى كانوا في الفيلا والشغاله بدأت تجهز لهم السفرة والكل نزل من اوضته واتجمعوا على تربيزة السفره علشان يفطروا مع بعض الاب والام وحسام وشريف اللى كان يادوبك لسه صاحى وكان مصدع جدا من قله النوم.
حسام بتردد وخجل بص لباباه وقال: كنت عاوز حضرتك يا بابا بعد الأكل في موضوع مهم لو وقت حضرتك يسمح.
الاب باستغراب رد وقال: خير يا حسام في ايه وموضوع ايه اللى عاوزنى فيه يا ابنى اوعى يكون بخصوص الشغل على الصبح كده يا حسام؟
حسام رد وقال: متقلقش يا بابا ده بعيد عن الشغل خالص. بعد الأكل هاقول لحضرتك عليه.
الام كانت عيونها مركزه على شريف اللى قاعد سرحان وساكت خالص فبصتله وقالت: مالك يا شريف يا ابنى مش طالعلك صوت ليه ولا لسانك القطه كالته على الصبح؟!
شريف رد وقال: ابدا يا ماما مفيش حاجه بس ما نمتش كويس امبارح وقايم من النوم مصدع شويه.
الاب بصله وقال: اخبار شغلك ايه يا شريف يا ابنى طمنى عليك.
شريف رد وقال: الحمد لله يا بابا ادينا بنعمل اللى علينا علشان نخلى كل حاجه في البلد مظبوطه والأمن موستتب. الجرائم والبلطجه بقت في كل مكان انا مش عارف هايعملوا ايه تانى اكتر كده كده.
الاب: ربنا يسترها معاكم دايما يا ابنى. انا مش عارف حصل ايه بس في الدنيا. والزمن بقى بالوحشيه دى ليه. فين ايام زمان لما كان في أمن واستقرار وامان بين الناس وبعضها والكل كانوا بيحبوا بعضهم.
الام بخوف وقلق على ابنها: ربنا يحفظك ويخليك يا حبيبى وافرح بيك انت واخوك قريب وآشوف عيالكم.
حسام ابتسم وخد نفس وحس في اللحظه دى انه قريب جدا هايحقق امنيه والدته.
الاب قام وقف بعد ما خلص اكله وبص لحسام وقال: هاسبقك على اوضه المكتب يا حسام لما اشوف الموضوع اللى انت عاوزينى فيه ده ايه؟
وبص لمراته وقال. هاتولى القهوة على هناك لو سمحتوا.
وخد بعضه وراح على مكتبه وقام حسام هو كمان على طول وراح وراه.
الاب قعد على كرسى المكتب وحسام قعد اودامه وبصله وقال: خير يا حسام في ايه يا ابنى؟
حسام بخجل وتوتر رد وقال: والله يا بابا انا...
الاب بأستغراب قال: أنت أيه يا حسام ما تتكلم في ايه متقلقنيش يا ابنى الله يرضى عليك.
حسام حاول يجمع شجاعته وابتسم ورد وقال: الصراحه يا بابا أنا معجب بواحده وعاوز ارتبط بيها واتجوزها بس لسه ما قولتلهاش. وقولت اشوف راي حضرتك الاول انت وماما.
الاب بأستغراب رد وقال: مين دى يا حسام اللى خدت عقلك وعجبتك يا ابنى ده انا جبتلك بنات كتير وبنات ناس صحابى وانت ما كنتش راضى باى واحده فيهم.
حسام رد وقال: فاكر يا بابا البنت اللى خبطها بالعربيه وقولت لحضرتك عليها؟
الاب: اه طبعا يا ابنى فاكرها، مالها؟
حسام: هي دى يا بابا البنت اللى عاوز اتقدم ليها واخطبها واسمها رهف وبنت محترمه جدا ومؤدبه واهلها ناس كويسين.
الاب بأستغراب: ودى بنت مين يا حسام؟
حسام رد وقال: الصراحه يا بابا انا ما سألتش عنها وعن اهلها بس انا شوفت مامتها واخوها واختها وهي في المستشفى ساعه الحادثه وناس محترمه جدا.
الاب: ازاى يا ابنى تعجب بواحده وتحبها وعاوز كمان تتجوزها وانت مش عارف هي مين ولا بنت مين يا حسام؟
انتهت حلقتنا ونكمل الخلقه الجايه.
ويا ترى حسام هايعمل ايه ورد باباه ومامته هايكون ايه عن رهف واسرتها؟
وهل كده هايقع الاخين حسام وشريف في حب نفس البنت.