قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فريستي للكاتبة بسمة مجدي الفصل الثاني والثلاثون (سأرحل)

رواية أحببت فريستي للكاتبة بسمة مجدي كاملة

رواية أحببت فريستي للكاتبة بسمة مجدي الفصل الثاني والثلاثون بعنوان: سأرحل

عودة للوقت الحالي...
فتح عيناه ليبتسم بنعاس وهو يتطلع عليها فهي منكمشه بين ذراعيه كطفلة صغيرة ابتعد بحذر ليسند رأسها علي الوسادة ويميل ويقبل وجنتيها ثم ينهض ويدلف الي المرحاض، خرج بعد دقائق ليفتح الباب ويهتف بأمر لحارسه بنبرته الباردة:
-عايز القهوة بتاعتي...وبلغ السكرتيرة تلغي اي مواعيد إنهارده !

اومأ سريعاً لينصرف وينفذ ما أمره به، عبث بخصلاته البنية التي طالت قليلاً ليجدها استيقظت من نومها ابتسم تلقائياً ما ان فتحت عيناها الزرقاء رغم بهوتها وفراغها الواضح الا انها مازالت محتفظة بجمالها الذي جعله يقع صريعاً لهواها اقترب ليحملها كعادته لتتعلق برقبته ويجلس علي الأريكة بجوار فراشها وهو يضعها علي ساقيه وتستند برأسها علي صدره بشرود كعادتها ليبدأ في اطعامها وهو يقبل وجنتيها من حين لأخر حتي دلفت الطبيبة قائلة بابتسامة :
- صباح الخير...

سرعاً ما غزت الحمرة وجهها حين راته يطعمها بتلك الطريقة، أخفت ضيقها ليجيبها ببرود ولم يغير من وضعهم بل مازال يطعمها ويقبلها وكأنهم بمفردهم!:
-صباح الخير يا دكتور...
جلست وهي تتحاشي النظر اليهم قائلة بعملية:
-انا شايفة تحسن كبير في حالة مدام ميرا بس عايزة اتناقش مع حضرتك في طريقة علاجها صدقني الي حضرتك رافضه ده هيساعدها جداا !
رمقها بنظرة مشتعلة لتتمني لو لم تتحدث بهذا الأمر ليشيح ببصره وهو يحملها ويضعها علي فراشها ويدثرها بغطائها ثم التفتت ليجلس أمام الطبيبة قائلاً بتهديد بارد:
-شوفي يا دكتورة رضوي قسماً عظماً لو فتحتي الموضوع ده تاني هيبقي فيها موتك ! وانتي عارفاني مبهزرش !

ابتلعت غصة بحلقها بخوف لتردف بارتباك محاولة اقناعه:
-يا يوسف بيه حضرتك فاهم غلط احنا مش هنأذيها ونسبة الكهربا بسيطة جداا بس هتساعدها ترجع لوعيها في اقرب وقت !
قست نظراته وهو يردف ببرود:
-انا مش بعيد كلامي مرتين ! علاج بالكهربا ده للمجانين وانا مراتي مش مجنونة وعمري ما هعرضها لحاجة زي دي ولو هتفضل كده بقية العمر !

يأست من محاولة اقناعه لتهتف مغيرة الموضوع:
-طب انا في حاجة محيراني ازاي مدام ميرا حامل في 3 شهور وانتوا اصلاً انفصلتم بقالكم كتير والحالة دي جتلها في وقت رجوعكم زي ما حكيتلي ؟
أشعل سيجارته ليضع ساق فوق الأخرى ليجيبها بلا خجل وكأنه يتحدث عن أحوال الطقس!:
-حصل في نفس اليوم الي خطفتها فيه رغم خناقنا بس هي مكانتش في وعيها وانا كنت مشتاقلها جداا ولما صحيت الصبح مفتكرتش اي حاجة وانا غيرت هدومها علشان متعرفش والخلاف بينا يزيد، لو خلصتي كلامك ياريت تتفضلي وتبعتيلي الممرضة بالعلاج بتاعها !
نهضت بحرج وضيق من تصرفه وكأنه بمنزله وبنفوذه استطاع المبيت بالمشفى متي شاء تكاد تقسم انه المريض وليس زوجته ويكفي تحملها لطريقته الجافة انه مخيف بحق! وكأنه مصنوع من قسوة وبلا قلب تكاد لا تصدق قصة الحب بينهم!

تأففت بضيق وهي ترفض اتصاله للمرة التي لا تذكر عددها لتصلها رسالة اعتادت وصولها في هذا الوقت يومياً لتقرأها وهي تحارب ابتسامتها من الظهور:
(" دقَاتي تقرعُ كالطبول وتنادي بحروفك وكأن قلبي موشوماً بحبك فارحمي انفاسي التي أبت الخروج دون ان تلامس بوجهك ")
ابتسمت رغماً عنها وهي تقرأ كلماته التي يرسلها يومياً بلا كلل او ملل منذ انفصالهم، غيرت ثيابها لتغادر المنزل وما ان صعدت الي سيارتها حتي وصلتها رسالة أخرى:
(" جميلة انتِ بفستانك البني بلون عينيكِ البندقية وبتلك الحقيبة السواء التي تماثل اهدابك التي تظلل وهج البندق المميز بقطتي البرية ")

غزت الحمرة وجنتيها لتبتسم وتكمل طريقها وصلت الي مركز التسوق لتشتري ما تحتاجه وما ان وصلت الي سيارتها لتنفخ بضيق:
-ايه الحظ ده ! ده وقته الكوتش ينام !
ابتعدت لتحاول ايقاف سيارة أجرة لتجد سيارته تقف أمامها لينزل النافذة ويهتف بأمر:
-اصعدي...سأوصلك للمنزل !
رمقته بغضب لتلتف وتصعد جانبه قائلة بشك:
-لما اشعر انك من افسد الاطارات ؟
طالعها بعيناه الزرقاء التي تعشقها قائلاً ببراءة:
-بالتأكيد لا، انا فقط كنت امر بالصدفة فوجدتك لا أكثر !

تنهد ليردف بهدوء:
-ألن تسامحيني ليلي ؟ لقد مضي ثلاثة أشهر منذ تلك الليلة وكلانا أخطأ !
تنهدت بعمق لتردف بشرود:
-أتعلم داني منذ ان كنت طفلة صغيرة اعتدت ان اري الامهات يضربن اطفالهن وبقسوة لكني لم أجربه قط لان أمي لم تضربني انا او شقيقتي من قبل واعتادت ان تقول لنا دوماً اننا لا نضرب سوي الحيوانات ! نحن بشر لنا عقل نتحدث به ونتناقش به ذلك العقل الذي يحل كل الامور التي يعجز العنف عن فعلها ! انا صرت أخشاك داني...واخشي اغضابك...لم أعد أمن نفسي معك !

تألم لحديثها أهذا كان شعورها حين صفعها! رغم بساطة الأمر الا ان كبرياءها عنيد مثله ليهتف:
-لما لا تعطيني فرصة أخرى ! وسأثبت لكِ انني لست سوي أمانك وسأمحو ذلك الخوف من قلبك أعدك !.
دمعت عيناها وهي تهتف بجمود:
-لقد انفصلنا منذ ثلاثة أشهر  داني انت لم تدرك ذلك بعد وهذه ليست مشكلتي !
كان قد وصل امام منزلها لتترجل دون ان تنتظر رده هي بالفعل سامحته لكن يجب ان تجعله يدرك فداحة خطأة والا يتخذها وسيلة للتعبير عن غضبه فيما بعد فاذا صمتت علي فعلته سيكررها كعادة كل البشر...

تسلل الصغير الي غرفته بحذر ليجده جالس وسط الظلام كعادته ليعض علي شفتيه قائلاً بأدب:
-ينفع أدخل يا بابا ؟
لاح شبح ابتسامة شاحبه علي محياه ليهتف بخفوت:
-تعالى يا يزن...
اقترب الصغير ليحمله ويجلسه علي ساقيه قائلاً بحنان:
-ايه يا روح بابا ناقصك حاجة ؟
نفي الصغير قائلاً بنبرته الطفولية:
-لا يا بابا انت بتجبلي كل حاجة بس انا عايزك ترجع تلعب معانا زي الأول، انت مبقتش تلعب معانا من ساعة ما توتا مشيت !

اختفت ابتسامته ليشعر بألم طفيف يضرب قلبه من سيرة صغيرة التي فقدها ليهتف بنبرة جاهد لإخراجها طبيعية:
-معلش يا حبيبي...بابا تعبان شوية الأيام دي اول ما ابقي كويس هرجع العب معاك انت ومازن...متزعلش مني...
قبله الصغير علي وجنته قائلاً بلطف:
-مش زعلان...وانا هقول لربنا يارب بابا يخف ويلعب معانا...علشان ماما قالتلي لما نعوز حاجة نقول لربنا وهتحصل !
نهض الصغير وغادر الغرفة، لينظر في أثره بدهشة فهو قد تناسي صلاته في خضم حزنه علي فراق صغيرته وقد نبهه الصغير الذي لم يتعدى عمره بضع سنوات!

لينهض ويدلف للمرحاض ويتوضأ ثم بدأ بالصلاة ليختمها بمناجاة ربه بأن يعيد له صغيرته فقد تعلق بها حتي بات فراق مستحيلاً ليهمس بضعف ولم يشعر بتلك الدموع التي شقت طريقها علي وجنتيه:
-يا رب ترجعلي...انا مقدرش أعيش من غيرها انا معدتش عايز اخلف خلاص انا كنت مكتفي بيها هي ويزن ومازن...قلبي بيوجعني عليها...
بالأسفل دلفت "سارة" الي المنزل برفقة صغيرها "مازن" لتجد والدة زوجها تعد الطعام لتقترب منها قائلة بعتاب رقيق:
-كده يا ماما مش قولتلك انا الي هعمل الأكل وانتي متتعبيش نفسك ؟

اجابتها بابتسامة حنونة:
-ولا يهمك يا حبيبيتي انتي هتعملي ايه ولا ايه ؟ مش كفاية شغل البيت والعيال وكمان انتي لسه راجعة من برا اطلعي غيري هدومك وارتاحي وانا شوية وهخلص الأكل وهبقي اندهلكم !
قبلت كفها بحب قائلة:
-ربنا ميحرمنا من وجودك يا ماما...
علي الرغم من بغضها لها ببداية زواجها الا ان أنها استطاعت استمالتها فأصبحت العلاقة بينهم ودودة، صعدت الي الأعلى لتجده بنفس جلسته الواجمة متعب الملامح لا ينام الا قليلاً حتي الطعام تجبره علي الأكل بحجة الا يقلده الصغيرين جلست بجواره علي الفراش ليهتف بهدوء:
-مرات أخوكي عاملة ايه ؟

تنهدت بحرارة مردفة:
-يعني في تحسن بسيط ويوسف مبيسبهاش...بس اتغير اوي يا الياس...مبقاش يوسف الي اعرفه طريقته باقت ناشفة وبقي فيه برودة فظيعة وبقي مهمل في نفسه اوي مش بياكل كويس وطول الوقت عصبية وميعديش يوم من غير ما يضرب حد سواء من الممرضين او الحرس بتوعه !
ابتسم ساخراً فهو لا يختلف كثيراً عن حالة شقيقها لتنتشله من شروده قائلة بشفقة:
-مش ناوي تخرج من العزلة دي بقي ؟
اجابها بنفس هدوءه:
-لا مش ناوي الا لما بنتي ترجعلي !

تنفست بعمق قائلة:
-انت عارف ان الي حصل كان صح وكان لازم يحصل ؟
رمقها بتساؤل لتكمل:
-انت كتبتها علي اسمك والتبني حرام شرعاً يعني تقدر تكفلها وتجيب كل احتياجاتها وتربيها وتكبرها بس مينفعش تكتبها علي اسمك ! انا عارفة انك عملت كده مضطر بس طالما اهلها ظهروا يبقي ده الصح !
صمت لا يجد اجابة فهي محقة لتكمل فهي تطرق علي الحديد وهو ساخن كما يقال:
-وكمان متنساش انها مش بنتك بجد...اهلها الحقيقين هما الأحق بيها مننا والله أعلم كانت حالتهم عاملة ازاي لما تاهت !

اشتعلت النيران بداخله ليصرخ بها بعصبية:
-لأ ! تقي بنتي غصباً عن اي حد ومش هتعيش بعيد عني !
ابتلعت ريقها قائلة بمهادنة:
-طب اهدي بس...انا عندي فكرة كويسة تحل الموضوع ده !
نظر لها ليحثها علي الاكمال لتسترسل:
-ايه رأيك تروح لأهلها وتقنعهم نجيبها كل اسبوع مثلاً تقضي معانا يومين وبردو تجبلها اي حاجة ناقصاها وتخرج معانا عادي واهو منه تبقي مبعدتش عن أهلها ومنه بردو تفضل قدامنا !

فكر ملياً في حديثها ليجده منطقياً نوعاً ما لينهض قائلاً بلهفة وهو يخرج ثيابه:
-هروحلهم دلوقتي واكيد هيوافقوا !
ابتسمت بحنو من لهفته الظاهرة وضحكت بخجل حين بدأ يغير ثيابه أمامها لتخفي وجهها بين كفيها حتي انتهي ليقترب ويقبل جبينها مسرعاً ليغادر وهي تناديه:
-طب استني اتغدي الاول  ؟
اجابها مسرعاً وهو شبه راكضاً من فرط لهفته للقاء صغيرته:
-بعدين، بعدين...

ابتسم بحنو وهو يصنع لها جديلة أنيقة انتهي ليديرها ليلثم جبينها ويداعب وجنتها بكفه قائلاً بخفوت:
-وحشتيني...
قاطع لحظتهم رنين هاتفه لينهض ويخرج من الغرفة وهو يتحدث مع أحد عملاء شركته غير منتبهاً لطبق الفاكهة الذي كان يقطعها لها ونسي أخذ السكين! التي أمسكتها وهي تطالعها بغرابة وعيناها تلتمع ببريق مخيف... !

تناولت طعامها بشرود لينتشلها صوت والدتها بعتاب رقيق:
-رضوي ! ايه يا بنتي بقالي شوية بكلمك ؟!
انتبهت قائلة باهتمام:
-معلش سرحت شوية يا ماما كنتي بتقولي ايه ؟
نظرت له نظرات متفحصه لتقول بضيق:
-الكلام عندك انتي مش انا ! خلاص كبرتي وبقيتي تخبي علي امك !
تنحنحت بتوتر قائلة:
-هخبي ايه بس يا ماما هو ارهاق من الشغل مش اكتر !

لم تزيح بصرها وكأنها تحثها علي الاعتراف لتتنهد بيأس وهي تسترسل:
-بصراحة في حالة عندي في المستشفى شغلة دماغي، في مريضة عندي جوزها بيحب حب عمري ما شوفت زيه كنت متخيلة ان الرجالة الي شبهه انقرضت، ده من اكبر رجال الأعمال في مصر وبيجي يبات في المصحة بس علشان مراته ده حتي بيأكلها ويحميها وينيمها ده مبيعديش يوم من غير ما يجي المصحة رغم ان ده ممكن يضر بسمعته كرجل أعمال معروف !

اجابتها باستغراب:
-طب يا بنتي وايه الي مضايقك في كده ؟ راجل وبيحب مراته !
لتهتف بضيق والنيران تعتمر بداخلها:
-بس يا ماما هو حكالي كل حاجة عن حياتهم بحكم علاجها وكده وهي بصراحة متستحقوش ! دي كانت عصبية ومغرورة ودايماً بتعامله الند بالند وكمان اتحبست قبل كده يعني تعتبر رد سجون !
رفعت حاجبها بدهشة لتهتف بحده:
-ويتري جوزها رجل الأعمال جناحاته بيضا ولا زرقا يا بنت بطني ؟

ابتلعت ريقها فقد فهمت مقصد والدتها فدار بعقلها حديثه عن حياته وشخصيته فهو أيضاً عصبي وحاد الطباع ولا يتعامل مع الناس باحترام!  لتكمل والدتها:
-محدش فينا مفهوش عيوب يا رضوي زي ما هو اتقبل عيوبها وحبها ولسه متمسك بيها هو كمان أكيد مليان عيوب وهي استحملته والا مكانش هيبقي بينهم الحب الكبير ده !

هربت من نظرات والدتها التي تفضح ما يدور بعقلها لتنهض متعللة:
-طب انا هدخل انام علشان عندي شغل الصبح عن إذنك يا ماما...
بعد ان غادرت لغرفتها هتفت والدتها في نفسها بقلة حيلة:
-يارب يا بنتي تفوقي قبل ما تعلقي نفسك في حبال دايبة هتاخدك وتغرق !

انهي مكالمته ليجد ضجة اتية من غرفتها لينقبض قلبه ويسير باتجاه غرفتها، وصل الي الغرفة ليندفع بهلع ليجد مجموعة من الممرضين  يقفون أمامها محاولون استمالتها لتترك ما بيدها وما كان سوي السكين الحادة !  اقترب بحذر ليهتف بتوتر:
- ميرا حبيبتي سيبي الي في ايدك ده !
رفعت بصرها تطالعة ببسمة غريبة وأعين فارغة لتتعالي دقات قلبه المنقبض بخوف حين رفعت السكين لأعلي قليلاً وهي تمد ذراعها الأخر للأمام وتديره ليكون باطن كفها والشريان الذي يتصل بالقلب في مواجهة السكين!

وصل الي تلك المنطقة الشعبية بعدما استطاع الحصول علي العنوان بطرقه الخاصة ليسأل احد المارة:
-الاقي فين بيت عبد الفتاح محمد العيسوي ؟
اجابه الرجل:
-قصدك عبده النقاش ؟ هتلاقي اخر بيت علي ايدك اليمين !
اومأ له بامتنان ليكمل طريقه حتي وصل الي ذلك المنزل دق الباب حتي وصل الي مسامعه صوت أثار اشمئزازه:
-ايوة جاية مستعجل علي ايه يالي بتخبط ؟!
  فتحت الباب لتوبخ ذلك الطارق لتصدم بجسده الضخم والذي يبدو كرجال الشرطة لتهتف بتوتر من هيبته التي تفرض وجودها:
-اؤمرني يا حضرت ؟

حمحم مجيباً اياها وهو يتطلع خلفها لعله يلمح صغيرته:
-انا المقدم الياس وجيت علشان...
لم يكمل حديثه مع صرختها المصاحبة لصفعتها علي صدرها في حركة سوقية قائلة بحسرة:
-يا خرابي ! حصلت يا ام سالم تدخلي بينا الحكومة اخس عليكي مكانتش جمعية وكام ملطوش تحبسيني بيهم !
رمقها باحتقار قائلاً بضيق:
-بس بس ام سالم ايه وبتاع ايه انا جاى علشان بنت أختك !

تنفست الصعداء لتدرك انه من تبني الصغيرة اذن فهو "ابن الأكابر" كما اخبرها زوجها لتقول بلهفة:
-يقطعني...اتفضل يا بيه اتفضل !
دلف وهو مازال يرمقها باحتقار ليهتف بأمر:
-امشي اندهيلي جوزك عايز اتكلم معاه !
رغم طريقة حديثه المهينة اومأت بلهفة:
-من عنيا استريح انت بس وانا اندهولك !

دلفت الي غرفته لتوقظه بعنف وهي تلكزه بجانبه لينهض متاوهاً ويقول بغلظة:
-جري ايه يا ولية انتي اتهبلتي في مخك حد يصحي حد كده ؟
رمقته بغيظ قائلة:
-ياخي اتوكس ! قوم فز ده الظابط الي كان واخد المزغودة بنت اختي برا وعايز يتكلم معاك قوم !
انتفض قائلاً بامتعاض:
-وايه الكويس في كده ؟ افرضي عايز ياخد البت تاني ؟

جزت علي أسنانها بغيظ وهتفت:
-بقولك ايه صحح معايا كده ! احنا واخدين البت بالقانون ولما البيه يجي بنفسه لحد هنا يبقي متعلق بالبت وعايز يشوفها نقوم احنا نستغل ده باننا نطلب منه فلوس بحجة اننا غلابة ومش هنعرف نجيب للبت الي هي عايزاه !
ابتسم بخبث وهو يثني علي ذكاءها:
-عفارم عليكي يا بت طول عمرك دماغك نضيفة وسعي اما اقوم اشوف طاقة القدر الي اتفتحتلنا دي !

أخذتها قدماها الي منزله بحجة ان تزور والده المريض فقد توقف عن مراسلتها منذ أخر لقاء بينهم دلفت الي المنزل لجد "زهرة" التي ما ان رأتها هرعت الي غرفتها بارتباك من رؤيتها لتزفر الأخيرة بضيق وهي تتجه لغرفة والده وجلست برفقته ما يقرب للنصف ساعة ولم يأتي لتخرج وتسأل الحارس متظاهرة بعدم الاهتمام:
-هو دانيال باشا مجاش النهاردة ؟
اجابها الحارس برسمية:
-لا يا فندم دانيال باشا سافر من ساعتين...رجع لندن ... !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة