قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل التاسع والعشرون

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل التاسع والعشرون

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل التاسع والعشرون

يا هّم العمر، ويا دمع الزهر، يا مواسم العصافير،
دلفت اسراء إلى المكتب مسرعةً قبل أن يراها احد من الموظفين، لتتفاجئ بهذا الشخص الواقف أمامها ذو العضلات الضخمة التي أقل ما يُقال عنها أنه مصارع واقف أمامها، هو ليس من رأته من روان عندما جاءت إليهم تلك الليله وأخبرهم أنه زوجها، استدارت إسراء بعيونها لتجد شخصا آخر جالس على المكتب ينظر لها بإستغراب...

علي بإستغراب: افندم حضرتك مين، وعاوزة اية!
إسراء بتوتر وهي تحاول إخفاء نفسها من نظرات هذا الشخص الواقف بجانب المكتب يحدق بها بكل جرأة، لتوجهه نظرها لعلي الجالس أمامها على مكتب المدير: ك، كنت عاوزة آدم باشا...
علي بإستغراب: حضرتك عندك معاد!
إسراء بنفي: لا بس كنت عاوزاه في حاجه مهمه تخص بنت خالتي اللي هو متجوزها...

صدمه، سكوت، عم الصمت والصدمه والخوف ايضا على المكان، نظر على بتوتر إلى الشخص الواقف بجانبه والذي لم يبدِ اي رد فعل، ليوجهه أنظاره مره أخري إلى إسراء المستغربة مما يحدث...
ليردف على بتوتر: ا، أستاذ آدم مش في الشركه دلوقتي، ب، بس حضرتك تقدري تجيله بكرة هيبقي موجود...
اومأت إسراء بتفاهم، ثم خرجت من المكتب توعد نفسها أن تعود غدا حتى تقابل آدم الكيلاني زوج إبنه خالتها حتى تراها...

أما بداخل المكتب...
علي بخوف: يا، يا وليد متفهمش الموضوع غلط اكيد البنت دي غلطت ومش قصدها آدم...
وليد بخبث: ولما هي مش قصدها آدم، قولتلها ليه تيجي بكره يا على!
علي بصدمه وخوف: ا. أصل...
وليد بخبث: بس مش كان واجب بردة يعزمني على فرحه وخصوصا أن انا ابن عمه...
علي بتوتر: هو. هو، أصل الموضوع جه بسرعه...
وليد بإبتسامة خبيثة لا تدل على الخير ابدا: وماله، طالما إتجوز يبقي لازم أباركله...

وليد العِمري، شاب في منتصف الثلاثينات، أقل وصف عنه أنه مصارع لضخامه جسدة الملئ بالعضلات الكثيره الصلبة وطوله الفارع فكان يعتبر في نفس جسد وطول آدم الكيلاني، وليد يتميز ببشرته القمحيه وشعره الفحمي الاسود الكثيف وعيونهم الخضراء المضيئه التي تشبه بشدة عيون آدم الكيلاني والتي تتحول إلى الاحمر عند غضبه الذي يقتل اي شخص، فالجميع يخاف منه فهو يصبح كالأسد عند غضبه ويلتهم فريسته بلا رحمه، ولكن ما يميز وليد العِمري هو شاربه وذقنه الخفيف الذي زاد وسامته وسامه فهو وسيم حد السحر، وبالرغم من أنه في منتصف الثلاثين إلا أنه غير متزوج، وبالرغم من هذا أصرخ النساء جمالا تتهافتن على نظره منه، هو وليد العِمري الذي لا يهمه شيئ سوي الإنتقام...

علي بتوتر: ا، اكيد طبعا...
وليد بلا مبالاه وهو يتجه صوب الباب: انا ماشي، ليتابع وهو ينظر لعلي بنظرات لا تحمل الخير، بس اكيد هرجع عشان اشوف ابن عمي، بلغه سلامي لبكره...
علي بخوف وتوتر فهو يعلم وليد جيدا: ا، اكيد يا وليد، ت، تنور الشركه...

خرج وليد من مكتب على وهو يتوعد لإبن عمه بالإنتقام، ليتجه لسيارته خارج الشركه ويديرها، ولكن قبل أن ينطلق رأي تلك الفتاه المحجبه صاحبه العيون الزرقاء التي كانت تسأل على عن آدم الكيلاني تقف وحيدة تبحث عن سيارة أجرة وتنظر في ساعه يدها بخوف واضح عليها، لينطلق بسيارته ويقف أمامها لتتراجع اسراء بخوف من أمام السيارة...
وليد وهو يتفحصها بجرأة ونظرات خبيثه: اركبي هوصلك...

إسراء بغضب من نظراته وجرأته: انت مجنون اكيد، يلا من هنا يا بابا بدل ما اصوت والم عليك أمة لا إله إلا الله يقطعوك...
وليد وهو يرفع حاجبيه بسخرية: انتي لو قد كلامك اعملي كدا وشوفي مين هيقدر يقرب مني...
إسراء بغضب: والله لو ما مشيت لألم عليك الدنيا كلها يودوك القسم...
وليد بغرور: انا مش هحاسبك على كلامك دا عشان انتي مغفلة متعرفيش انتي بتتكلمي مع مين...

قال جملته الأخيرة وانطلق بسيارته في اتجاهها لتتراجع اسراء بخوف كبير من أن يدهسها بسيارته، ليمر بجانبها تاركاً شبرا واحدا بين السيارة وإسراء وكأنه يستفزها أو يعاقبها على كلامها...
لتشهق اسراء بغضب بعد رحيله: متخلف زبالة...
ثواني ونظرت في ساعتها مرة أخري بخوف: يلهوووي مش باقي الا نص ساعه والمحاضرة تخلص وهيثم يجي الجامعه، لازم الحق اروح بسرعه قبل ما يوصل...

لتتجه مسرعه إلى الطريق المزدحم علّها تجد سيارة أجرة بسرعه...

ما دام قلبي معكِ، لتأتي الحياة بأسوء ما لديها،
دلف احمد إلى قصره وهو يتوعد بخبث لتلك المجنونه...
رآه اياد الذي كان بالحديقة يلعب بالكرة مع رحمه، ليجري عليه مسرعا، بينما جرت رحمه تجاه إحدي الأشجار لتختبئ خلفها بخجل بذلك الزي الرياضي القصير...
إياد بحب وهو يتجه إلى احمد: بااابااا بااابااا...
حمله احمد بحب: حبيب بابا...
إياد بطفوله: بابا اقولك على حاجه حثلت وانت مش موجود!
احمد بخبث: قول يا حبيبي...

إياد وقد سرد له كل ما حدث، ليردف بغضب طفولي: بس ماما رحمه قالتلي لو الزبالة دا اتصل تاني هنقول لبابا...
احمد وهو يحاول كتم ضحكاته من تلك الشتائم التي حصل عليها من تلك المجنونه، ليردف بإبتسامه جذابه: ماشي يا حبيبي وانا اوعدك مش هيتصل تاني...
إياد بطفوله: احسن برضه عشان ماما رحمه تلعب معايا كرة السله كتير...
احمد بإستغراب: هي كانت بتلعب معاك كرة السله...

إياد بإيماء وزعل طفولي: أيوة. بس كل مرة بتكسبني يا بابا وتقولي عشان انت اوزعه...
احمد بضحك لم يستطع كبحه: ههههههههه ماشي يا رحمه، انا بقي هعرفك مين الاوزعه هههههههه
نظر ناحيه شجرة وهو يضحك، ليجد قميصا ازرق يختبئ خلفه فعلم انها هي...
وجه انظاره لإياد، ليردف بخبث: انا هكسبهالك يا إيدو، بس روح انت دلوقتي كمل مذاكرتك عشان امتحاناتك يا بطل...
إياد بإيماء: حاضر يا بابا...

ذهب اياد إلى داخل القصر، بينما اتجه احمد بخبث إلى تلك الشجرة...
رحمه وهي تختبئ بخوف، لتنظر ببطئ من خلف الشجرة إلى المكان الذي كان فيه احمد واياد ولكنها لم تجدهم، لتزفر براحه وهي تحدث نفسها بصوت عالي: الحمد لله مشافنيش...
-لا شوفتك...
إلتفتت رحمه بشهقه إلى الصوت خلفها، لتجد احمد يقف واضعا يده في جيوبه بشموخ وهو ينظر لها بخبث...
رحمه بخجل وهي تشد الشورت عله يصل لركبتها، ولكنه كان قصيرا للغايه...

احمد بضحك: ههههههه بس بس هيقع منك يا هبله، وأنا مش حد غريب عشان تتكسفي مني...
رحمه بغضب طفولي: عيب علفكرة والمفروض قبل ما تيجي تكلمني عشان اعرف...
احمد بضحك وهو يقترب منها: انا فعلا اتكلمت بس في ناس هبله مجنونه قفلت السكه في وشي وشتمتني...
رحمه بصدمه وهي تنظر لعيونه: هو كان انت!
احمد وهو يرفع حاجبه: أيوة، شوفتي بقي انك هبله...
رحمه بأسف: آسفه والله يا استاذ احمد ا، أصل انا معرفتش أميز صوتك...

احمد وهو يقترب منها ليضع يده الأثنتان على الشجرة ورحمه بالمنتصف: انا جوزك علفكرة، مفيش واحدة بتقول لجوزها آسفه أو أستاذ!
رحمه وهو تومئ دون شعور فكانت نظراته ووسامته تأسرانها حد السحر، لتنظر إلى عيونه بتوهان...
أما هو كان هو الآخر مسحوراً بنظراتها البريئه تلك، كانت عيونها السوداء تتلاقي مع عسليتيه في لوحه ممزوجه باللونين جعل الإثنان يذوبان في بعضهما...

نظر لها احمد بهيام، إشتاق لها أجل، ها قد عادت إليه عنيدته الصغيرة بعد تلك الفترة الصعبه التي مرا بها...
كانت هي الأخري تنظر له لأول مرة بإعجاب كبير ظهر في عيونها السوداء...
ليقترب منها احمد ببطئ، ودون شعور من كلاهما، إلتحمت شفتاهما في عناق طويل، إختطف منها قبلته تاركا العنان لشفتيه تخبرانها معاني العشق وقواعد العشاق...

وكانت هي الأخري في عالم اخر، كانت لأول مرة تعرف معني جديد لحياتها، اول مرة تجرب فيها شعوراً جديداً كلياً عليها، ودون شعور منها لفت يدها حول عنقه وهي تقربه منها، وكذلك احمد الذي كان يقبلها بعمق وشفتيه تحتضن شفتاها برفق، لف يده هو الآخر حول خصرها وهو يقربها منه ليرفعها من على الأرض وكلاهما لا يشعر بشيء سوي العشق الذي يتولد بينهما...

لم يفصل قبلتهما تلك سوي صوت إياد الصغير الذي أردف بطفوله: عيب يا بابا وربنا اما تيتا تيجي هقولها انك بتبوس ماما رحمه...
إبتعدت رحمه بخجل وهي تنزل على الأرض لتخفي وجهها بيدها كالأطفال بخجل، بينما احمد صدحت ضحكاته بسبب ما قاله صغيره...
ليردف بضحك: هههههههه عيب يا إياد الكلام دا انت بتجيب الكلام دا منين ياض...
إياد بلماضة: من عند البقال...
ضحكت رحمه رغما عنها وسط خجلها من كلمات إياد ومما حدث...

لينظر لها احمد بإبتسامه ساحره، بينما اياد أردف بلماضه: بابا هو انت مش ناوي تجيبلي اخ بقي...
شهقت رحمه بصدمه وخجل كبير، بينما ضحك احمد بشدة على كلام ابنه، ثواني واردفت رحمه بخجل: عيب يا إياد الكلام دا...
إياد وهو يعتذر بزعل: انا اسف يا ماما...
احمد بجرأة: بس تصدق فكرة بردة اني اجيبلك اخ...
شهقت رحمه بخجل وخدودها تحمر بشدة، بينما أردف اياد بفرحه طفوليه: ايوووة بليز يا بابا هاتلي اخ يلعب معايا كورة...

رحمه بخجل وهو توجه انظارها لإحمد الذي يبتسم بخبث: انت قليل الادب اكتر من ابنك، تعرف انتو فوله واتقسمت نصين، انا ماشيه...
لتجري بخجل داخل القصر وهي تصعد لغرفتها، بينما احمد كان يضحك بشدة على تلك المجنونه...
ليردف إياد بغمزة: شكلك وقعت يا معلم...
احمد بضحك: هههههه بس يا ولد عيب...
إياد وهو يتجه ليلعب الكرة: انا رايح العب يا عم متدوشناش...

احمد بهيام وهو ينظر في أثرها: يا تري هتعملي فيا ايه تاني يا رحمتي!
ثواني وسمع كلا من اياد واحمد صوت صراخ يصدر من الاعلي، ليتجه احمد بخوف شديد وهو يجري مسرعا كالفهد إلى غرفتها، ليُصدم بشدة!

عانقيني وحطمي جميع القيود، عانقيني ودعينا نري من الأشد اشتياقاً،.

خرج آدم من غرفه المكتب الموجودة في الدور السفلي من قصره بعد ساعات طويله من العمل بها على ملفات مهمة، ليتنهد بتعب وهو يبحث بعيونه عن تلك المجنونه، لم يسمع لها صوتا طوال الساعتين الماضيتين وهذا من المعجزات بالنسبه لها أن تظل خمس دقائق دون أن يسمع كلامها وثرثرتها وجنونها...

صعد إلى الدور العلوي لغرفته، فتح الباب ودلف ليجدها جالسه على الأريكة الموضوعة في ركن من أركان غرفته وتتابع التلفاز بعيون متسعة مركزه النظر عليه وفاتحه فمها بطريقه مضحكه، ليضحك آدم على شكلها، ثواني واتجه ليجلس بجانبها دون أن تشعر به أو تشعر حتى أنه دلف إلى الغرفه...
نظر آدم إلى التلفاز ليجدها تشاهد قناه ناشيونال جيوغرافيك في برنامج للحيوانات البرية...

ضحك آدم بشدة عليها، لتلتفت هي بخضة للجالس بجانبها...
روان بخضه: عااا مش تقول حاجه يا عم وانت داخل يخربيتك خضتني...
آدم بضحك: تصدقي انك مجنونة، وبعدين ايه اللي بتسمعيه دا انا قولت فيلم اجنبي ولا حاجه حلوة اللي مخلياكي مركزة اووي كدا...
روان بسخرية: طبعا ما انت جاهل هيبقي عندك معلومات عامه ازاي وانت بتسمع افلام بدل ما تسمع برامج مفيدة وتبقي موتعلم زيي كدا...

آدم بضحك وهو يرفع حاجبه بسخرية: هههههه لا بجد.! ليتابع بسخرية على كلامها، وحضرة الموتعلمه روان عندها معلومات ايه!
روان بثقه: بلا فخر عملت دراسه انا وشوية ناس صحابي واكتشفنا أن اصعب حاجه أن الإنسان يموت في القطب الجنوبي...
آدم بإستغراب: ليه!
روان بثقه: عشان هيتجمد والسمك مش هيعرف يأكله ف هيفضل يمص فيه زي اللوليتا كدا...
إنفجر آدم ضاحكا بشدة لأول مرة من تلك المجنونه...

آدم بضحك: هههههههههه والله انتي مجنونه بجد مش طبيعيه يا روان انتي ازاي كدا يخربيتك ههههههههههه
روان وهي تنظر له بتمعن لأول مرة، كم هو وسيم بشدة، ويكون أوسم عندما يضحك...
آدم وهو ينظر لها بخبث: إيه عجبتك ولا ايه!
روان بإنتباه من شرودها لتخجل بشدة: ها، لا، بس، بس...
آدم بضحك على خدودها المحمرة بشدة: ههههه خلاص خدودك فضحتك يا طماطم...
روان بخجل اكبر لتحمر خدودها اكثر: انت قليل الادب علفكرة...

آدم بخبث وهو يقترب منها: وايه كمان!
روان وهي تبتعد بسرعه: وسافل كمان، ابعد عني...
آدم بخبث: شكلك عاوزة تتعاقبي يا روان...
روان وهي تجري مسرعه من على الأريكة: لااا انا اسفه يبشه...
آدم بضحك: والله مجنونة...
روان بتنهيدة وهي تقترب منه بحذر فعندما يتحول يصبح كالرجل الاخضر عند غضبه ولكن يجب عليها أن تفعل هذا، لتجلس على الأريكة بحذر تحت نظرات الإستغراب من آدم...

روان وهي تأخذ نفسا عميقا قبل أن تردف بخوف: ا، آدم باشا، انا كنت عاوزة أسألك في حاجه...
آدم بإستغراب: إسألي!
روان بخوف: ه، هو ايه العلاقه بينك وبين إسلام السيوفي عشان ت، تخطفني...
آدم بجدية: اظن انا قولتلك قبل كدا إنه شيئ ميخصكيش...

روان بغضب: ازاي ميخصنيش، انا ولا اعرفك ولا اعرف انا هنا ليه، ولا اعرف ليه اتجوزتني، بس اللي اعرفه انك هتطلقني بالعافيه أو بالزوق طلقني يا آدم وسبني في حالي بقي كفايه اللي حصلي بسببك بقييي...
آدم بغضب هو الآخر: هطلقك حاااضر، عاوزة تعرفي انا ليه اتجوزتك، حاااضر...

اتجوزتك عشان انتقم من ابن السيوفي يعني انتي بالنسبالي مجرد لعبة بتسلي بيها شوية وهرميهاله تاااني عشان فكر يتحداني، ليتابع وعيونهم تحولت من الأخضر إلى الاسود القاتم، واللي يفكر يتحداني مصيره هيبقي زيه، مرمي في المستشفي بين الحياه والموت...
روان بصدمة كبيرة: ايه!

آدم بغضب وتحدي وعيون سوداء: لازم تعرفي انتي مين ومقامك ايه بالنسبالي، اوعي تكوني فاكرة انك ممكن في يوم من الايام تحلمي مجرد حلم أن آدم الكيلاني صاحب اكبر مجموعه شركات في العالم هيبص لواحدة زيك، انتي ولا حاجه، مجرد انتقام وهخلص منك انتي كمان قريب وهطلقك...
روان وهي لا تسمع اي صوت سوي، مرمي في المستشفي، مرمي في المستشفي، إسلام مرمي في المستشفي بسببي...

لتصرخ بشدة وهي تضرب آدم في صدره: حقييير، حقييير...
آدم بغضب شديد وهو يمسك يدها ويجذبها إليه: انا بقي هعرفك الحقير دا هيعمل ايه...
حملها آدم رغم صراخها وضربها بقدميها في صدره، ليذهب بها إلى سريره ويرميها عليه بشدة لتسقط هي في دوامه سوداء لا تعرف نهايتها فقط تريد الهرب من هذا العالم القاسي، لتقع على السرير مغشي عليها أثر اصطدام رأسها بالسرير...

آدم وهو يظن أنها تمثل: انا مقربتش منك علفكرة بطلي تمثلي...
-لا اجابه...
آدم بغضب وهو يقترب من وجهها: روااان...
ابعد شعرها عن وجهها ليراها قد فقدت الوعي أثر اصطدام رأسها بالسرير بسبب آدم...
آدم بخضه وهو يضرب بيده على خدودها: روااان فوووقي...

شوفي، ما بيكفيني غيريك مهما تقولي، مش رايد لي شيئ سواكي حتى صوتي، نادي باللي باقي مني جوي روحك،.

كانت تبكي بشدة، حطم روحها، كسرها، كسر كل شيئ باقي بداخلها، حطمها كلياً، عجباً لك يا قلبي تبكي شوقاً لمن أبكاك جرحاً...
اغرورقت وسادتها بالدموع أثر بكائها منذ أن جاءت من الخارج وهي تبكي قرابه الساعتين دون توقف...
ام لمار وهي تقف امام باب غرفه ابنتها بحزن شديد: طب قوليلي بس ايه اللي مزعلك يا بنتي، ليه قافله على نفسك افتحي يا حببتي...

لمار من الداخل بغضب: سيبوووني في حااالي انا تعببببببت تعببببببت يا رب خدني بقي عشان ارتاااح...
الام بحزن شديد: يا بنتي بالله عليكي افتحي واحكيلي ايه اللي زعلك خلاكي تيجي معيطه بس!
لمار ببكاء وهي تحدث نفسها بغضب: انا اللي غلطانه اني عرفتك وإني دخلتك حياتي، بس وأقسم بالله لأنتقم منك على كل كلمه قولتهالي...
انا هعرفك يا عمر...
ثواني ورن هاتفها برقم غريب عنها، لتجيب بغضب: أيوة مين!

عمار بضحك: شكلك كدا نسيتي اننا المفروض نتغدي مع بعض...
لمار بهدوء وهي تحاول إظهار انها لا تبكي، ولكن عمار لاحظ هذا في نبرة صوتها...
ليكمل بلهفه: انتي بتعيطي يا لمار!
لمار بنفي وهي تحاول أن تظهر العكس في صوتها: لا انا تمام، معلش يا عمار أصل انهاردة كان مشغول شوية عندي عشان كدا معرفتش اجي انا اسفه...
عمار بتفهم: ولا يهمك يا لمار، بس لو احتجتي اي حاجه اوعي تنسي اننا اصدقاء...

لمار بحزن حاولت عدم إظهاره: ش، شكرا يا عمار...
عمار بإستغراب: لمار بجد انتي كويسه...
لمار وقد فاض بها الكيل في كتم الحزن والبكاء، لتنفجر باكيه وهي تقول بغضب: انتو ليييه كدااا، ليييه مش فاهمييين ليييه شايفين البنت على انها شكل وبس، ليييه انا يا عمر ليييه...
بكت لمار بشدة ونحيب لم تستطع إخفاءه أمام ظلم هذا العالم القاسي الذي يريد الشكل فقط، ليُصدم عمار بشدة مما سمع...

عمار بغضب: عمر، عمر زعلك، لمااار انطقييي عمر اخويا هو اللي مخليكي منهارة كدااا...
لمار ببكاء: لا يا عمار مش هو، ا، انا اللي اعصابي تعبانه شوية انا اسفه اتعصبت عليك...
عمار بغضب وهو يضيق عينيه بتوعد: ماشي يا لمار، انا هقفل دلوقتي بس هكلمك أما تهدي، سلام...
واغلق عمار معها الخط بغضب وهو يتجه إلى غرفه أخيه...
ليفتح الباب دون إذن، ليجده جالس على مكتبه يعمل...
عمر عندما رآه: ايه يا عم مالك...

امسكه عمار دون أن يتحدث وسدد له ضربه جعلته يترنح في مكانه...
عمار وهو يمسكه من ياقه قميصه بغضب: قولتهااا ايييه...
ليسدد له لكمه أخري جعلت عمر ينزف دماً من فمه...
جاءت والدتهم بخوف على الصوت...
أروي وهي تري عمار يضرب عمر بشدة: عمااار بتعمل ايييه في اخوووك...
عمار وهو يضرب عمر في أنفه بغضب لينزف دماً...
- قولتلهااا ايييه انطططططق...

عمر وهو يقوم من الأرض بضعف فبالرغم أن عمر قوي ولديه عضلات صلبه، الا أن عمار اقوي منه بكثير...
ليردف عمر بسخرية: بتضرب اخوك عشان مين! عشان واحدة ملهاش لازمه...
عمار بغضب وهو يحاول السيطرة على أعصابه قبل أن يفتك به: اللي ملهاش لازمه دي جزمتها برقبتك اتكلم عددددل عليها...
أروي والدتهم بخوف: حرااام عليكو اللي بيحصل دا، حد يفهمني في ايييه!
عمار بغضب وهو ينظر لأخيه: اسأليه قال ايه ل لمار!

عمر بغضب: أيوة قولتلها، قولتلها انها ولا حاجه، عرفتها مقامها وهي مين بالنسبه لعيله راسل نيروز، واحدة ملهاش لازمه بتتحداني وتضربني بالقلم...
عمار بغضب شديد وهو يتجه إليه ينوي تأديبه، لتقف أروي حائلا بينهم بغضب...
- انا عاوزة اعرف مين دي اللي بتتخانقو عشانها...
عمر بغضب: واحدة ملهاش لازمه شغاله معايا في الشركة...

عمار بغضب: اتكلم عددددل يا عمر انا ساكتلك عشان والدتي، لكن لو ما اتعدلتش انا هربيك من اول وجديد فاااهم...
عمر بغضب: ايييه بتعمل كل داا ليييه، اوعي تقولي انك بتحبها!
عمار بغضب: أيوة بحبها، وهتجوزها
أروي بهدوء: انا عاوزة اعرف مين دي يا عمار اللي تضرب اخوك عشانها...

عمار بغضب وهو ينظر لعمر بتوعد: دي حببتي يا ماما، البشمهندسه لمار، متسألينيش حبيتها ازاي عشان انا حبيتها من اول لحظه شوفتها فيها في المطعم، ثم وجه انظاره لأخيه المنصرم بشدة، والاخ دا اهانها، قالها اكيد كلام دبش من بتاعه عشان تنهار كدا وهي بتكلمني...
أروي بغضب وهي توجهه كلامها لعمر: الكلام دا صح يا عمر!
عمر بغضب: أيوة بس...
لم يكمل عمر كلامه حيث تلقي صفعه من والدته المُسنة...

أروي بغضب: انا ربيتك على انك متهنش حد بأصله، ربيتك عشان تحترم غيريك مش تهينهُ...
عمر بصدمه وهو يمسك خده: انتي بتضربيني بالقلم يا ماما! عشان واحدة من الشارع!
أروي بغضب: واضربك ميه قلم لو اهنت حد تاني، اوعي تكون فاكر ان ابوك وجدك عملو إسم لراسل نيروز كدا على الفاضي، لا دول بدءو من الصفر، عشان حضرتك تتولد وفي بؤقك معلقه دهب...
عمار بهدوء: ممكن تسيبينا لوحدنا شويه يا ماما...

الام بإيماء: ماشي يا ابني، بس اياك يا عمار تمد ايديك على اخوك...
عمار بإيماء: حاضر اتفضلي انتي...
خرجت الام وهي تدعو الله أن يصلح حال ابنيها...
عمار وهو يجلس على الاريكه في غرفه اخوه: ممكن بقي تفهمني انت ليه عملت كدا، ليه زعلتها بالشكل دا...
عمر بغضب: انا اللي نفسي افهم دي عاجباك في ايه يا عمار، دي ولا شكل ولا روح...
عمار بهدوء: افهم من كدا ان دا الكلام إلى انت قولتهولها صح!

عمر بسخرية: أيوة دا الكلام اللي المفروض تسمعه...
عمار وهو يقوم من مكانه بهدوء: نص ساعه ولاقيك لابس عشان هنروحلها البيت تعتذرلها...
عمر بغضب: انت بتقووول ايييه يا عمااار...
عمار بهدوء وهو يخرج من الغرفه: زي ما قولتلك كدا، نص ساعه يا عمر يا هاجي انا أعرفك ازاي تتعصب بطريقتي...
خاف عمر قليلا فهو يعلم أخاه جيدا وقت غضبه، ويعلم أيضا أنه مخطئ في حقها، ولكنها من تحدته، اذاً فلتتحملي ما سيحدث لكي صغيرتي...

إبتسم عمر بخبث، وشرع في ارتداء ملابسه...

اريد ان أكسر رأسكِ، لأخبر عقلكِ أن يتوقف عن التفكير فأنا اعشقكِ ولن اتخلي عنكِ،.

خرجت هدي من الجامعه بعد المحاضرات، لتتجه بدون هَدْي أو وجهه معينه تبحث عن اي وظيفه، دلفت هدي للعديد من المحلات والمكتبات تسأل على عمل بدوام جزئي، ولكن لسوء حظها لم تجد اي وظيفه خاليه بهم...
جلست هدي تستريح في احدي الكافيهات الفخمه المطله على النيل بتعب بعد اليوم الطويل والبحث عن عمل طوال اليوم...
لتردف بأمل: إن شاء الله خير، لسه اليوم في أوله يا هدي متيأسيش...

سمعت فجأه ضجيجاً من خلفها، لتلتفت للوراء بإستغراب، لتري شاباً يظهر من ملابسه الفخمه وبدلته الانيقه أنه ذو منصب عالي...
كان يقف بغضب يصرخ بالموظفين المستهترين...
أردف بغضب كبير: انا بدفعلكم 3000 في الشهر عشان تقعدو تتكلمو مع بعض ومتشتغلوووش!
هدي بإنبهار من الرقم: 3000 في الشهر معقوله!
لتقوم من مكانها مسرعه إلى هذا الشخص الذي اتضح في النهايه أنه صاحب الكافيه...
لتردف بخوف: أستاذ، لو سمحت...

إلتفت لتلك التي تناديه، لتتلاقي عسليتا عيونها للمرة الأولي مع تلك العيون أمامها، كانت عيناه عميقه وغريبه بشكل لا يصدق، لأول مرة تري هدي في حياتها مثل تلك العيون كانت زرقاء تلمع بشدة وبشكل غريب ورائع في نفس الوقت...
نظرت هدي إلى عيونه قليلا قبل أن تردف بخجل وبخوف كبير، فيظهر من تعامله مع الموظفين أنه لا يرحم احداً: لو، لو سمحت، انا. انا كنت عاوزة اسال حضرتك لو فيه وظيفه خاليه في الكافيه...

الشخص وهو ينظر لها بإستغراب. : حضرتك عاوزة تشتغلي هنا!
هدي بإيماء: أ، أيوة يا فندم، لو فيه وظيفه خاليه...
الشخص بجدية: تمام، عدي عليا بكرة الساعة 9 عشان اعمل معاكي مقابله...
هدي بصدمة: هو حضرتك المدير!
الشخص بجدية: أيوة، بعد ازنك، سار قليلا ثم إلتفت إليها قائلا بجدية شديدة، وأه صح نسيت اقولك، أي تأخير إعتبري نفسك مطرودة قبل ما تبدأي شغل، انا صارم جداا في المواعيد...

قال جملته وسار بعيدا إلى مكتبه، بينما وقفت هدي تحدق في طيفه بخوف شديد قبل أن تبدأ حتى العمل...
هدي في نفسها بخوف: ربنا يستر ويعدي الايام دي على خير، انا حاسه اني هشتغل مع هرقليز بعضلاته دي، لتتابع بحماس، بس الحمد لله اني لقيت شغل بالمرتب دا، كدا هقدر اساعد بابا وعيلتي...

لتذهب هدي خارج الكافيه أو المطعم، فكان مطعما فخما يطل على النيل مباشرة بوجهته الزجاجيه الفخمه والأكثر من رائعه، وديكوراته الممتازة...
لتستقل سيارة أجرة وتذهب بعيدا إلى منزلها وهي تدعو الله أن يوفقها في عملها الجديد...

أما بالأعلي في الدور الثاني من المطعم، كان يجلس بمكتبه يتطلع إلى صورتها بحزن شديد، فرت دمعه منه ليمسحها بيده، أردف وهو ينظر لتلك الصورة بتمعن شديد وألم: الله يرحمك، يا حببتي، الله يرحمك يا هدي...
وضع صورتها أمامه وهو ينظر لتلك الشقراء في الصورة بحزن شديد وألم لم تغطيه عباءة الماضي البعيد...

بَاسِل الهلالي...
شاب في أوائل الثلاثينات 33 سنه، هو الذي قيل عنه المَلِك، لإنه لدية أكبر وافخم سلسله مطاعم وكافيهات ( الملك )على مستوي الجمهورية ينافس بها أي مطاعم أخري كبيرة بالرغم من صغر سنه...

لديه عيون تختلف عن عيون اي إنسان بالعالم، زرقاء لامعه وبشدة، تشعر كأن عيونه مناره تهتدي بها في طريق الظلمة، عيونه لا تشبه اي عيون أخري، فقد فاق جمال عيونه ووسامته الوصف، كانت لدية ملامح رومانية أو اغريقيه بأنفه الحاد وبشرته البيضاء وشعره الأصفر قليلاً الناعم، وعضلات هيرقل الإغريقي الضخمة بشدة فكان يشبه تلك الشخصيه كثيرا وايضا بطوله الفارع فكان طويلا للغايه...

وسامته وغناه الفاحش جعلوه مطمع الكثير فكانت الفتيات من الطبقات الراقيه تتهافت عليه ولكنه لم يهتم بأياً منهن، لأنه لم يحب ولن يعشق إلا حبيبته المتوفية هدي ...

- نعمة، إلغيلي كل ال meetings انهاردة، انا عندي مشوار مهم...
نعمة بإيماء وهي شاردة بحزن: حاضر يا استاذ فارس، حاجه تانيه!
فارس بنفي: لا اتفضلي انتي...
خرجت نعمة وهي تتجه لمكتبها بشرود وحزن كبير على خطيبها الذي تركها من أجل أخري، لتذهب وتتابع عملها بعقل منشغل حزين للغايه...

أما فارس ذهب بفرح إلى منزل علا حبيته وخطيبته...
خبط على باب الشقه لتخرج له والدتها بإنزعاج وإشمئزاز واضح: خير عاوز ايه!
فارس بإبتسامه متكلفة: عاوز علا يا طنط انا متفق معاها هنخرج انهاردة...
الام بتأفف وهي تسمح له بالدخول: هتلبس وتجيلك...
لتخرج علا في تلك اللحظه بفستان بنفسجي اللون رائع للغايه عليها، وما زادها جمالا هذا الحجاب الوردي الذي يتناسب مع فستانها، لتردف بإبتسامه رقيقه: انا خلصت...

نظرت لها والدتها بإنزعاج، بينما فارس نظر لها بحب كبير وإعجاب اكبر...
الام بقرف: ما تخليكي انهاردة في البيت يعني لازم تخرجوا كل يوم...
علا بإبتسامه وهي تتجه لتقف بجانب فارس: معلش يا ماما، مخطوبين بقي وعاوزين نفرح...
فارس بإيماء: أيوة يا طنط، لو انتي مزعلك خروجنا احنا ممكن نقدم معاد الفرح...
الام بسرعه: لااا، لتتابع بتأفف، خلاص إخرجو بس متتأخريش يا علا ساعه وتيجي...

علا بتذمر: يا ماما ساعه مش كتير، احنا هنروح دريم بارك...
الام بغضب: بت انا قولت كلمه تتنفذ...
فارس بإيماء: حاضر يا حماتي، اللي تشوفيه...
نظرت له والدتها بإنزعاج وإتجهت للداخل...
خرج فارس وعلا من الشقه...
ليتنفس فارس بضيق: نفسي افهم امك معارضه ليه على تقديم معاد الفرح...
علا بمرح: يا عم الفارس فوكك ما كدا كدا الفرح الشهر الجاي...
فارس بضحك: هههههههه والله ما حد مصبرني على امك دي غيريك...

علا بضحك هي الأخري: طب يلا بينا عشان عاوزة العب كتير قبل ما دريم بارك تقفل...
فارس بحب: عيوني يا قلب الفارس، يلا بينا...
ليذهب الإثنان إلى دريم بارك بعد وقت ليس بقليل، ليركن فارس سيارته على احدي حافتي الشارع...
علا بسرعه وهي تشير لشخص ما على الجهه الأخري من الشارع: فارس هاتلي غزل بنات من اللي هناك دا...
فارس وهو يتحدث بالهاتف: أيوة يا فندم الصفقه هتم الاسبوع الجاي أن شاء الله...

علا بتذمر طفولي: يا فارس، يا فارس...
فارس بغضب: ثواني يا علا بتكلم...
وعاد ليكمل حديثه مع العميل...
علا بزعل: بقي كدا، ماشي يا فارس انا هجيب لنفسي يا عم...
نزلت علا من السيارة مسرعه دون وعي تجاه البائع، لتأتي سيارة أجرة مسرعه في الوقت الذي خرجت فيه علا من السيارة، ضغط الرجل على المكابح ولكن فات الآوان!

- علااا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة