قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الثامن والثلاثون

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الثامن والثلاثون

فى ذلك الوقت وصل مراد والعائله لمنزل فرح كان مراد متحمسا للغايه لرؤيه رد فعل فرح عندما تراه بالتأكيد ستصرخ بوجهه ولا يستبعد ان تقذفه بما تقع يدها عليه وخصوصا عندما تعلم انه اخ لمرام تحمس كثيرا وصعد لاعلى.
دق الباب ففتح والد فرح واستقبلهم بحفاوه وترحاب وكذلك والدتها دلف الجميع للصالون .
مرام: اومال فرح فين يا عمو .
هشام: جوه فى اوضتها يا بنتى .
مرام: طيب انا هدخل لها .

وبالفعل ذهبت مرام للداخل فوجأت فرح بها .
فرح: مرام هو انتى اللى جيتى انا افتكرته عريس الغفله .
مرام: اه قولت اجيلك بس قابلت عريسك وعائلته على السلم العريس مز يا فرح مقولكيش .
فرح بضيق: مرام اسكتى لو سمحتى انتى عارفه اللى فيها اما اشوف اخرتها مع بابا .
ثم تذكرت فرح شيئا وقالت: انتى مش قولتى رايحين تخطبوا لاخوكى ابت ايه اللى جابك ..؟!
مرام ضاحكه: اصل انا...

قاطعها دخول والده فرح لتنادى عليها.
والدتها: يالا يا فرح الناس بتسأل عليكى ..
فرح: ماما الله يخليكى مش عايزه اطلع .
والدتها: انتى عارفه انه مش بايدى يا حبيبتى يالا قبل ما ابوكى يجى يفضحنا .
فرح: ربنا يسامحه بجد ربنا يسامحه .
والدتها: وبعدين ما تقوليلها حاجه يا مرام مش العريس يبقى اخ...

قاطعتها مرام: يالا يا فرح صلى على النبى واخرجى بقى وسبيها على الله .
تنهدت فرح وخرجت وملامح الضيق والحزن ترتسم على وجهها .
اعطتها والدتها صينيه تحمل عليها المشروبات ودلفت للصالون وهى تنظر للارض .
كان مراد يجلس على الاريكه بجوار الباب وباقى الاريكه بجواره فارغ ثم يجلس والدته ثم والده ثم جده وبعد ذلك والد فرح .
اتجهت فرح اليه اولا وقفت امامه دون ان تنظر له ومدت يدها بالمشروبات اليه قائله باقتضاب: اتفضل .
بينما ترتسم على وجه مراد ابتسامه مشاغبه ومد يده لياخذ مشروب قائلا: يزيد فضلك .

عندما استمعت فرح لصوته عمل عقلها بسرعه هذا الصوت ليس غريب هذه النبره الضاحكه مألوفه وبشده انه ذلك الاحمق الذى يطاردنى فى كل مكان ولكن كيف بالتأكيد انا اتهيأ ...؟!
رفعت فرح عينها اليه لتنظر لوجهه لترى ابتسامته القاتله ودون ان تنتبه تركت المشروبات من يدها لتسقط عليه لتضع هى يدها على فمها شاهقه بصدمه وهى تقول: انت !

نهض مراد واقفا وقال: الله يخربيت المفاجأت على اللى يفكر يعملها انا اه عايز اشوف رده فعلك بس مش لدرجه انك تحمينى .
فرح بحده: انت بتعمل ايه هنا ... ثم التفتت لتصرخ بوالدها ولكنها تسمرت مكانها والجم لسانها رؤيتها لمصطفى ومنى فهى تعرفهم جيدا رمشت عده مرات تحاول استيعاب ما يحدث وعندما فهمت استدارت اليه مسرعه: هو انت ...
قاطعها مراد بابتسامه تحدى: ايوه انا ... ثم همس بضحكه: مراد مصطفى الشافعى .
شهقت فرح وقالت وما زالت تحت تأثير صدمتها: اخو مرام ...

مراد: ايوه حصل .
منى: ازيك يا فرح يا بنتى تعالى اقعدى ..
مراد بتذمر: تقعد ايه بعد اللى عملته فيا ده دا انا شبه الكلب المبلول .
استدارت اليه فرح بحده: فى اعتراض .
مراد بضحكه وهو يجلس: لا كنت بسأل بس دا عصير مانجه ولا برتقال .

ضحك الجميع عليه بينما هى يشغل تفكيرها شئ واحد: اه يا مرام الكلب بس لما امسكك معقول يكون اخوها هو البنى ادم الطفيلى ده انا مش ممكن اوافق عليه بس انا منكرش بصراحه انه تحسيه كده كويس وبعدين انا صليت استخاره كتير ومرتاحه تنهدت فرح وهى تجلس: يارب يسرلى الخير يارب اهدينى لما تحب وترضى يااارب .
وبعد السلام والترحاب ولم يخلو الامر من نظرات خاطفه من مراد اليها .
هشام: طيب نسيبهم مع بعض شويه .
مراد بفرحه: ايوه ايوه .
نظرت اليه فرح شذرا وقالت: ملوش داعى يا بابا .

هشام بحده: لا له ... ورمقها بنظره معناها: احسنى التصرف والا لن تسلمى من يدى .
خرج الجميع وبقى مراد وفرح بمفردهم
مراد: ازيك يا انسه فرح .
فرح بسخريه: لا والله ... انا كويسه .
مراد: قوليلى بقى عايزه تقولى حاجه معينه او عايزه تعرفى عنى حاجه ..؟!

فرح باندفاع: بص انا مش عايزه اعرف عنك اى حاجه ولا هاممنى اصلا .. دا غير انى مش بطيقك ولا بحب اشوفك .. واللى عايزه اقوله انك ياريت تقول لبابا انك انت اللى رافضنى علشان توفر عليا .. وحتى لو مقولتش انت هقول انا انى مش عايزاك ومش موافقه على الجوازه دى ...
ظل مراد يستمع اليها بهدوء غير مصدق ان تلك الملامح الهادئه الرقيقه تخفى خلفها هذه الشخصيه العنيفه الشرسه .
مراد: طيب هسألك سؤال واحد .؟!

فرح بحنق: اتفضل .
مراد: انتى صليتى استخاره ؟
فرح: اه .
مراد: اكتر من مره ولا مره واحده ؟
فرح: لا اكتر من مره .
مراد بنبره حانيه استشعرتها فرح على الفور: وحاسه بايه !
صمتت فرح فهى تشعر براحه بل تشعر بأنه هو من اختاره الله لها هى فرحت عندما رأته نعم انصدمت ولكنها فرحت بشده لرؤيته هل من الممكن ان يكون عدد المرات التى قابلته بها ادت لتعلقها به لا تدرى هى مضطربه متخبطه بحق لا تدرى .!

مراد: بصى يا بنت الناس انا اه بهزر وبضحك بس وقت الجد لازم افكر ولو انتى مش عايزانى فعلا انا هقوم امشى ومش هتشوفى وشى تانى ومش هعترض طريقك رغم انه والله كل مره شوفتك فيها قبل كده كانت صدفه وعمرى ما فكرت اراقبك او امشى وراكى لانى عارف ربنا كويس وليا اخوات واخاف عليهم لان كما تدين تدان لكن لو مرتاحه فا انا بتمنى انك تدى لنفسك فرصه وتدينى انا كمان لانى حاسس انك انتى فرحتى .
شعرت فرح باجراس قلبها تقرع بشده كانت ترقص فرحا توقف عقلها عن التفكير عند سماعها لكلمه فرحتى ياه الله ..

صمتها شجعه جعله يشعر انها مرحبه به ولكن يبدو ان عليه ان يحاول معها اكتر فهى تتبع مقوله يتمنعن وهن العايزات .
مراد بمرح: يعنى افهم من سكوتك انك مش عايزانى .؟!
فكرت فرح سريعا وقالت لنفسها: لا انا مش هوافق عليه هو شكله لعبى واونطجى وبتاع كلام متخليش كلمتين منه يأثروا عليكى .
فرح بجديه: اه مش عايزاك .

نظر اليها مراد قليلا قلبه يخبره انها ترغب به وعقله يخبره انها تريد ابتعاده من يصدق وكالعاده ما يتغلب الاحمق الصغير على المفكر فضحك مراد .
نظر لباب الغرفه فوجد والدها والدتها على وشك الدخول مع والديه .
فقال: يعنى انتى عايزانى امشى !
فرح: اه .
مراد: ومجيش تانى !
فرح: اه .
همس مراد: وموافقه انى ابعد ومفكرش فيكى !

صرخت فرح بنفاذ صبر: ايوه موافقه موافقه .
ضحك الجميع عليها وقال والدها: طيب يا بنتى كان ممكن تقوليلى براحه انك موافقه .
نظرت اليهم فرح بصدمه ثم نظرت لمراد بغيظ وجدته يريح ظهره على الكرسى ناظرا اليها بابتسامه انتصار وتحدى .
اقترب منها هامسا: انا بقى عايزك ومش هتخلى عنك وهعرف اخليكى تحبينى كويس اوى ماشى يا فرحتى .
خفق قلب فرح لا تدرى لما هذه الفرحه هى كانت ترفضه ولكنه عندما تمسك بها فرحت بشده وشعرت بداخلها بسكون غير طبيعي سكون هو السبب به يبدو انه سبب فرحتها فعلا .

تم الاتفاق على ان ينزلوا غدا لشراء الشبكه والخطوبه بعد اسبوع من الان .
مرام: ثانيه مينفعش بعد اسبوع .
منى: ليه يا مرام ؟.
مرام: علشان احنا هنطلع الرحله كمان يومين وهنقعد هناك 5 ايام .
مصطفى: الكلام ده مش هنا لانك عارفه رأينا فى الموضوع ده .

تدخل مراد قائلا بجديه: بابا انا وعدت مرام انها تطلع وانا هطلع معاها وهاخد بالى منها وطبعا لو فرح طلعت هتبقى هى كمان قدام عنيا وهيبقوا هما الاتنين مسئولين منى .
صمت مصطفى قليلا فقال هشام: انا هوافق ان فرح تطلع لو صحبتها طلعت معاها غير كده مفيش طلوع .
فرح: بليييز يا عمو توافق نفسى نطلع رحله سوا .
مصطفى: خلاص طالما مراد هيطلع معاكوا هبقى مطمن عليكو .
فرح ومرام بصراخ: يس يس .
مراد: بس انا عندى طلب يا عمى ؟!.

هشام: خير يا بنى
مراد: انا حابب ان فرح تطلع وفى ايدها دبلتى وحتى يبقى ليا الحق اخذ بالى منها بصفتى خطيبها مش اخو صحبتها .
هشام: خلاص يا بنى تلبس شبكتها بكره ولما ترجعوا نعمل خطوبه رسمى .
مراد: وهو كذلك .
واتفقوا على ذلك وقرأوا الفاتحه واتفقوا على النزول غدا لشراء الشبكه وفستان بسيط للاحتفال الضيق فلم يكن احد منهم على علم بما اتفق عليه الاخرون بالمنزل .
وبعد قليل ودعت عائله مراد عائله فرح وغادروا . بينما فرح بعد ان بدأ يومها سيئا فلقد انتهى بفرحه جميله لم تكن تتوقعها .

دلف ادم وحازم ويارا للمنزل وهنا اخرج حازم تنهيده حاره ساقطا بجسده المرهق على الاريكه .
ربت ادم على كتفه وقال: انا هطلع اخذ دش فوق وانت الحمام تحت خذ دش وبعدين نقعد .
ودون كلمه نهض حازم ودلف للحمام وكذلك ادم صعد للاعلى .
صعدت يارا معه وجهزت ملابسه ووضعتها على الفراش بينما دلف هو لينتعش قليلا . اخذت ملابس اخرى لحازم ومنشفه ونزلت للاسفل وضعتهم على مقبض الباب قائله: الفوطه والهدوم على الباب يا حازم .

اما حازم فكان يقف تحت الماء مغمض عينه يستند بكلتا يديه على الحائط يفكر ويفكر فى كتير من الاحيان يعجز عن فهم مريم لا يدرى اتحبه ام لا ؟ هل قربها منه مجرد تعود ! هو يحتاج للاهتمام قضى معظم عمره بالخارج كان بعيدا عن والده ووالدته فهم كأى زوجين مصريين لا تخلو حياتهم من المشاكل والخناق على اتفه الاسباب فتجنبهم حازم وكان يعتبر كانه يعيش بمفرده حتى عاد للقاهره فقط عرف معنى الحياه عرف معنى ان يعيش وسط عائله والسبب هو ادم وعائلته فادم اكثر من اخ له هو اخيه وصديقه وموجهه رغم انه يصغره بالعمر لكن حنكته وذكاؤه جعلوه اكبر من عمره كان حازم يشعر بالراحه عندما يتحدث ادم معه .

رأفت عامله كابن له من شده تعلقه به شعر انه والده فعلا وكل فرد من افراد عائله ادم احبه واعتبره واحد منهم وفتحوا له بيوتهم وكذلك قلوبهم .
كانت امنيته بالحياه هى ان تكون زوجته ملجأه ان تحبه ولا تحب احد مثله .. تهتم به كما لم تهتم بغيره .. يعلم ان هذه انانيه ولكنه فى حبه نعم انانى وبشده .. ولكن جاءت مريم لتحطم كل امانيه على صخره من الاهمال والحواجز المبالغ بها .. ايقن الان ان مريم لم ولن تحب احد مثلما تحب جاسر .. شعر حازم انه يحسده للحظه على وجود اخت بجواره تحبه بهذا الشكل وكذلك زوجته فهى تعشقه لا تحبه فقط .. تنهد بضيق وضرب الحائط عده مرات بغضب وحنق ثم اكمل استحمامه ثم ارتدى الملابس وخرج للصاله كانت يارا تجلس وامامها صندوق الاسعافات الاوليه .

القى بجسده بجوارها نهضت هى واخذت المنشفه عن رقبته وجففت شعره بينما اغمض هو عينه كان ادم انتهى وجاء لينزل الدرج حينما رأى يارا هكذا شعر بغيرته تسيطر عليه وانه على وشك الفتك بحازم الان ولكنه تماسك بشده واستند على سور الدرج ليتابع ما يحدث وعيناه تحتدان بغيره مفرطه .
قالت يارا بهدوء: مريم طول عمرها عايشه لوحدها مكنش معاها ولا حواليها الا جاسر كان ليها الاب والام والاخ والصديق والزوج وكل حاجه كل حب كان ممكن يكون للاشخاص دى ادته هى لجاسر تخيل انت بقى بتحبه قد ايه ؟!

انا لما عشت معاها سنه لوحدنا كانت فى الاول تعاملها معايا عادى مفيش اهتمام اوى كاننا مش عايشين فى بيت واحد لحد ما بدأت تحكيلى عن حياتها وقد ايه جاسر تقريبا بيشكل كل حاجه فى حياتها بدات افهم انها مش من السهل توزع حب او تثق فى حد قد ما بتعمل مع اخوها بس انا طبعا مسكتش وانت عارفنى بدأت اقرب منها اشاركها معايا واسألها ولما تبعد اقرب انا والومها واعاتبها لحد ما قربت منى ...

صمتت قليلا تاركه المنشفه وامسكت المطهر وبدأت تطهر جروح وجهه واكلمت: اوعى تفكر انها مش بتحبك او انها بتحب جاسر اكتر منك لا هى عندها مشكله فى التعبير بس اراهنك انها دلوقتى قاعده بتفكر انت بتعمل ايه دلوقتى مريم قلبها صافى وانا متأكده انها بتحبك بس انا هاتها واحده واحده وبعدين دا انت حازم على سن ورمح هتغلب مع بنوته اطيب منها مش هتلاقى ساعدها يا حازم وصدقنى هتلاقى فيها حاجات اجمل بكتير مما كنت تتمنى .
انهت يارا تطهير جروحه فقالت وهى تداعب انفه بيدها: اتفقنا يا بشمهندس .

فتح حازم عينه اخيرا وابتسم بهدوء فلقد اراحه كلامها كثيرا حسنا هو سيحاول معها سيفعل المستحيل ليخرج من داخلها الفتاه المحبه التى تخفيها عنه .
اتسعت ابتسامته قائلا بمرح: قومى شوفى جوزك اصله غيور اوى ولو شافك قاعده جنبى كده يبقى مش هتجوز .
يارا وهى تلتفت لتنظر باتجاه الدرج قائله: لو خلص كان نز...
قطعت كلامها فجأه عندما رأت ادم واقفا على الدرج التف حازم عندما توقفت واعتدل بمجرد ان رأى ملامح ادم .

كان ادم يبدو كوحش كاسر ينتظر ان ينقض على فريسته كان واقفا يعقد ذراعيه امام صدره عيناه يتطاير الشرر منها يكاد حازم يجزم انه استمع لصوت اصطكاك اسنانه ببعضها انفاسه غير منتظمه وهادئ الهدوء الذى يسبق العاصفه وبدأ ينزل الدرجات بسكون .
نهض حازم وعدل من ملابسه: انا بقول انفد بجلدى قبل ما اموت قبل فرحى .
ثم نظر لادم قائلا: اقسم بالله يا شيخ اختى وربنا اختى .
وركض باتجاه الباب بينما ابتسمت يارا ووقفت امامه قائله: مش هتكرر تانى سماح المرادى .

امسك ادم معصمها قائلا بابتسامه مخيفه وصوت مرعب: ايدك تلمس راجل تانى هقتله وهقطع ايدك ومش هتردد لحظه سواء اخوكى ابوكى غيره مضمنش ممكن اعمل ايه ؟!.
يارا وللحقيقه قد خافت من نظرته: حاضر حاضر محصلش حاجه لده كله .
ازدادت قبضته على يدها قائلا: محصلش حاجه انتى متخيله انا كنت بغلى ازاى وانا بتفرج عليكى مع راجل تانى .
يارا بضيق: كل شويه تقول راجل تانى راجل تانى ايه يا ادم دا اخويا .
ادم بصوت عالى: ميخصنيش انا بس اللى تبقى معايا كده مش مستحمل اشوفك مع حد تانى ومش هستحمل اهتمامك بغيرى كتير .
يارا وقد اوشكت يدها على الانكسار: ادم حرام عليك انت بتوجعنى .

ترك ادم يدها وهو يغلق عينه بقوه فقالت: مش بمسكتك بس لا وبكلامك كمان ...
ثم تركته وصعدت للاعلى تاركه اياه يلعن غيرته المفرطه ويوبخ نفسه على اظهار الوحش بداخله امامها فهو رااى نظراتها الخائفه منه ولكنه جن جنونه وفقد عقله عندما رأها مع حازم حسنا حسنا هو اخيها ولكنه لا يرغب بأن يقترب طيف رجل منها وليس رجل حتي فهو احيانا يغير عليها من الفتيات عندما تنشغل بهم عنه .. تبا لقد غضبت منه تبا لك حازم تبا لك .

اتجه لغرفه المكتب وضع سجاده الصلاه على الارض ووقف يصلى لله يتضرع اليه ويدعوه بكل ما يعتل بصدره حتى هدأ تماما وتلاشى غضبه .
فعلت يارا المثل توضأت ووقفت تصلى وتبك لله فى خشوع وتدعوه بأن يرزقها بما تحب وبما يرضى وعندما انتهت اخذت تقرأ بعض ايات كتاب الله حتى غفت مكانها على سجاده الصلاه فهى ترغب فى النوم كثيرا .

صعد ادم للاعلى وجدها نائمه على الارض متكوره على نفسها والمصحف بين يديها تحتضنه فأخذه منها بهدوء ثم حملها وعندما وضعها على الفراش تململت وفتحت عينها بتثاقل .
واستدارت ودفنت نفسها بحضنه ليحاوطها هو بذراعيه هامسا بأذنها: انا اسف .
ابتسمت هى بين احضانه ثم غابت فى نوم عميق بينما هو شرد يفكر فيما حدث معهم اليوم حتى ارهقه التفكير فغط فى نوم عميق هو الاخر ..

بعدما عاد مراد والعائله علموا بأخر التطورات ووافق الجد بترحاب شديد رغم اعتراضه على اخذ اموال منهم ولكن تحت الحاحهم وافق ليكون الجميع معا فهم اسره واحده .
واخبر مراد والد فرح ان يقوم صباحا بعزيمه اقاربه لان الحفل سيكون كبيرا واخبرت مرام فرح ان يقوموا بدعوه اصدقائهم عن طريق الفيس بوك لضمان الوقت .
تحدث جاسر مع خالد ليعلم اخر التطورات واخبره ان المشتبه به الاول هو توفيق ولكن بعد التحقيقات سيصلون للاكيد .

صباح يوم جديد يستيقظ ابطالنا بسعاده .
استيقظ ادم ولم يجد يارا بجواره استعد وارتدى ملابسه وذهب لمنزل العائله .
وجد حركه غير عاديه دلف وجد الجميع مجتمع بالصاله ينظرون بصدمه للمطبخ اتجه اليهم ولكن قبل ان يسأل اى شئ استمع لصوت ضحكات عاليه تصدر من المطبخ .
ادم: فى ايه ؟ ومين اللى بيضحك ده .؟!

طارق: خمن مين .. مش هتصدق ؟!
تعالت الضحكات مجددا فعرف ادم الصوت على الفور فرفع احدى حاجبيه قائلا: امينه ابراهيم الشافعى بتضحك بصوت عالى .
اسر بضحكه: انا مش مصدق انا بقالى 37 سنه عمرى ما شوفتها بتضحك كده .
ابراهيم: انا بقالى 70 سنه واكتر مسمعتهاش مره تضحك بالشكل ده .
ندى: حد يفهمنى بس هى دى ماما فعلا .
بسمه: مهو برضو يارا مش شويه .
ادم بدهشه: هى يارا اللى قاعده معاها .
ندى: اينعم .

رأفت: مراتك مش سايبه حد فى حاله .
اتجه ادم للمطبخ وجد يارا جالسه على طاوله الطعام تقطع الخضار وامينه تجلس على كرسى امامها وتضحك بشده .
امينه بضحكه: حرام عليكى انا عمرى ما ضحكت كده .
يارا: محدش واخد منها حاجه اضحك للدنيا تضحكلك .
امينه: انتى مصدقه اللى بتقوليه ده ..؟!
يارا بضحكه: والله انا طول عمرى بضحكلها بس هى مصممه تضرب بوز فى وشى .
ضحكت امينه: امشى بقى من هنا فضحتينا فى البيت .
دخل ادم عليهم: صباح الخير .

امينه: صباح الخير يا حبيبى .
يارا باقتضاب: صباح الخير ..
ونهضت من على الطاوله نظر اليها ادم وعلم انها ما زالت غاضبه منه ...
لاحظت امينه ان الجو مشحون بينهم فقامت قائله: ثوانى وراجعه .
اقترب ادم منها: شكلك لسه زعلانه .
ابتعدت يارا واعطته ظهرها: لا ابدا هو انت عملت حاجه تزعل .
ادم: دا انتى شايله اوى بقى .
دلفت عليها الفتيات .
ندى: يالا يا يارا هنبدأ تنضيف .

تركت يارا ما بيدها ناظره لادم بهدوء ثم خرجت معهم .
بدأ التحرك لاعدام الحفل فى الجنينه الاماميه للمنزل .
تكفل طارق وحازم واسر بشغل الديكور واحضار المقاعد وغيره من المستلزمات .
ذهبت ندى وبسمه ويارا ومريم لتنظيف المنزل وتجهيزه على اكمل وجه .
اتجه ادم للشركه لينهى الاعمال الناقصه وبالطبع سيتحمل عبء اعمال طارق وحازم .
اتجه مراد ومرام وبيبو مع فرح ووالدتها لشراء ما يلزمهم للاستعداد لحفل المساء .
بينما تابع جاسر اخر التحقيقات عن طريق الهاتف مع خالد وباقى افراد القاعده .

وبدأ الجميع يعمل على كل قدم وساق وبسرعه وبدقه شديده .
فى الشقه قررت يارا التحدث مع مريم قليلا فأخذتها على جانب لتتحدث معها .
يارا: بصى من غير لف ودروان اهتمى بجوزك شويه انا عارفه انك متعلقه بجاسر جامد بس جوزك محتاجك وبياخد باله اوى من الصغيره قبل الكبيره حازم محتاج اهتمامك ورعايتك دلوقتى وهتفرق معاه اوى اوعى يا مريم تخليه يشك فى حبك ليه او ان جاسر عندك اهم ..
انا مبقولش تقصرى فى حق اخوكى بس لازم تفهمى كويس ان جوزك وبيتك من دلوقتى لهم حقوق كتير اوى عليكى اكتر من اخوكى .
مريم: هو حازم اشتكى ليكى منى ..؟!

يارا: خالص بس انا بفهم حازم كويس وباخد بالى من حاجات صغيره ومش عايزه الموضوع يوصل لانه يشتكى يا مريم .
مريم بتنهيده: حاضر انا عارفه انى مقصره فى حقه بس والله غصب عنى انا بتلبخ اوى قدامه وبلغبط وبتصرف غلط .
يارا: بلاش تستسلمى للتفكير اسمعى كلام قلبك وامشى وراه .
مريم بابتسامه: حاضر ربنا يقدرنى واقدر اسعده .
يارا: ربنا يسعدكوا يا ريمو انتى وزومه يا رب .
بسمه: يالا يا انسه منك ليها .
يارا: حاضر يا انسه .

ظلوا يعملون مده من الوقت حتى وقفت يارا واضعه يدها على بطنها بتألم وشعرت بدوار يلفها لاحظتها بسمه واتجهت اليها بينما كانت مريم وندى فى الشقه الاخرى يضعون اللمسات الاخيره .
سقطت يارا على الارض فاقده للوعى جزعت بسمه وحاولت افاقتها وبعد قليل افاقت يارا .
بسمه بقلق: يارا انتى كويسه ..!
يارا بارهاق: اه اه كويسه .
بسمه: انتى شكلك تعبان جامد لازم تكشفى .!
يارا: مش عايزه اقلق حد انا هبقى اروح اكشف بعدين ... بسمه الله يخليكى متقوليش حاجه لحد .

بسمه: مينفعش يا يارا باين عليكى الارهاق جامد .
يارا: مش عايزه انكد عليهم النهارده .. النهارده يوم مهم للكل ومش عايزه اقلقهم وابوظ فرحتهم .
بسمه: خلاص بكره نروح نكشف .
يارا: مش لازم بكره لاننا هنبقى مشغولين مع مرام فى تجهيز حاجتها ومش هينفع نسيبها ونمشى .
بسمه: ايه الحجج الفارغه دى ما مرام معاها ميت واحده غيرك .
يارا: خلاص وعد بعد بكره بعد سفر مرام نروح انا وانتى اتفقنا .
بسمه: رغم انى معترضه على التأخير ده بس ماشى اما نشوف اخرتها .

يارا برجاء: بس متقوليش لحد يا بسمه لحد ما نروح نكشف ونطمن ولما نرجع نقولهم حتى مش هنعرفهم واحنا رايحين لما نطمن نبقى نقولهم .
بسمه: يارا انتى خايفه من ايه بالظبط انتى بتحسى بايه ..؟!
يارا بخوف: بحس بوجع رهيب فى بطنى ومش عارفه السبب ومش اول مره حصلت قبل كده وانا خايفه .
بسمه: طيب مش ممكن تكونى حامل ؟
يارا بصدمه: حامل !
بسمه بابتسامه: اه .
يارا: مش عارفه مش عارفه لما نروح نتأكد انا قلقانه .

مريم من خلفهم: قلقانه من ايه ؟!
يارا بسرعه: يخرب عقلك خضتينى .
ندى: قومى ياختى منك ليها عندنا شغل .
نهضت يارا وكذلك بسمه واكملوا عمل ولكن حرصت بسمه على عدم ارهاق يارا .

مر اليوم سريعا واتى المساء حاملا معه الفرحه تجهز المكان بشكل مذهل يسرق الالباب كان يبدو كالسحر من شده جماله .
بدأ الناس بالحضور ووقف الرجال فى استقبال القدوم وبدأ الحفل .
تم الاحتفال بمراد وفرح اولا وكانوا الاثنين غايه فى السعاده .

خرجت العروسين بعد ذلك ليقف حازم وجاسر مندهشين بجمالهم كل منهم كانت تبدو كحوريه فى فستانها الابيض جلسوا فى المنصه المجهزه خصيصا لهم وبالطبع لم يخلوا الحفل من بعض السخريه على مظهر جاسر وكيف لعريس ان يحضر فرحه بهذا الشكل وكذلك وجه حازم الملئ بالكدمات ولكن لم يبالى احد منهم فلا يدرى بالحال الا من يعيشه والله اعلم بأحوال خلقه فلا يملك اى مخلوق الحق بالتدخل فى حياه الاخر .

مرت الليله بسلام وصعد كل عصفورى حب للجناح الخاص بهم .
بينما جلس مراد مع فرح قليلا ليستمتع بازعاجها ولكن زرقه عينها تجعله هو من يبقى اسيرا لها .
رأت مرام عمر وكانت فرحه للغايه وما يعمق فرحتها انها ستذهب للرحله الذى نظمها هو .
لم تحدث يارا ادم الا قليلا وبالطبع ما زالت منزعجه منه فهو كان يحدثها كانها تفعل ذلك مع رجل غريب سبب هذا الموضوع حساسيه لديها وتضايقت منه ولكن لم يمنعها ذلك من النوم بأحضانه فهى لا تقدر على النوم بعيدا عنه .

فى اليوم التالى استعدت مرام للرحيل وجهزت حاجاتها وكذلك مراد وفرح وتحركوا باكرا فالباصات الخاصه بالرحله ستتحرك قبل الموعد بيوم ليبدأ البروجرام من اليوم التالى لمده خمسه ايام ثم يعودون فى اليوم السادس .
وبالفعل رحل مراد وفى عهدته كل من مرام وفرح والتقى بعمر هناك وصعدوا سويا وركبوا الباص لتبدأ رحلتهم التى ستغير الكثير فى منحنى حياتهم ولكن للاحسن ام للاسوء لا ندرى ..

الحت بسمه على يارا وبالفعل ذهب الاثنين دون اخبار احد ليطمئنوا على يارا .
داخل المجمع الطبى حان دور يارا فدلفوا كشفت عليها الطبيبه وقالت: امم بتحسى بالم فى ضهرك كمان ولا بطنك بس .
يارا: لا فى ضهرى كمان .
الطبيبه: بتدخلى الحمام كتير ! واخبار النوم ايه ؟!

يارا: اه بقالى فتره بدخل كتير اما النوم فانا بنام اكتر من 12 ساعه وبصحى عايزه انام تانى .
الطبيبه: بصى يا مدام يارا هو مفيش اى التهابات ودى مش اعراض برد فى المعده فانا بقول انك تعملى تحليل حمل لانك بنسبه 99 % حامل .
ابتسمت بسمه بسعاده بينما دهشت يارا امن الممكن ان تكون حامل اهى بحق تحمل جزء صغير من ادم داخلها اسوف تصبح ام .
امتلئت عينها بالدموع وتمتمت: الحمد لله .

وبالفعل قامت بعمل التحاليل وانتظرت حوالى نصف ساعه لانتظار النتيجه وعندما استلمتها كانت فرحه عمرها عندما رأت النتيجه positive احتضنت يارا بسمه وبكت بفرحه: هبقى ماما يا بسمه هيجيلى بيبى وادم هيبقى اب الف حمد وشكر ليك يارب الحمد لله .
بسمه: الف الف مبروك يا يارا ربنا يفرحكوا بيه او بيها الف مبروك .
ثم قالت: لازم تبلغى ادم اكيد هيفرح اوى .
يارا: انا كنت مخصماه هروح اصالحه واقوله اكيد مش هقوله فى الفون .
بسمه: طيب يالا نروح .
يارا: يالا يالا بسرعه .

خرجت يارا وبسمه من المجمع الطبى وهى تحتضن التحليل بيدها والضحكه ترتسم على وجهها لتظهر مدى فرحتها .
اتجهوا لسياره بسمه وقبل ان تفتح الباب وجدت مجموعه رجال يحطون بهم اثنين يمسكون ببسمه يكتمون فمها ويضعون قطعه قماش على وجهها لتسقط بين يديهم بينما رجلا اخر يمسك بيارا ليسقط التحليل من يدها على الارض وتحاول دفعه ولكنه يضع ايضا قطعه قماش على فمها لتغلق عينها قبل ان ترى اخر وجه توقعت رؤيته .

دفعهم الرجال داخل السياره وقبل ان يغلق الباب رن هاتف يارا فاتجه اليه احدهم وعلى وجهه ابتسامه شماته ليرى رقم كان يرغب برؤيته حقا فلقد كان ادم المتصل فنظر للهاتف قائلا: اما نشوف هتنقذها ازاى يا كينج ...؟!
خلاص كده كش ملك ...
كانت تلك اخر كلماته قبل ان يقطع الاتصال ثم يغلق الهاتف نهائيا ويلقيه على يارا الفاقده لوعيها ويعود ليقود السياره وقدمه تطبع اثارها على التحليل الطبى الملقى على الارض .

قبل بعض الوقت بينما كان ادم يجلس بالمكتب رن هاتفه برقم غريب .
عقد حاجبيه ثم فتح الخط .
ادم: السلام عليكم .
المتصل: وعليكم السلام بشمهندس ادم .!
ادم: ايوا انا مين حضرتك ..؟!
المتصل بتوتر: انا كمال رئيس المباحث .
ادم: اه اهلا وسهلا خير .
كمال: فى خبر مش كويس يا بشمهندس .

شعر ادم بانقباض غريب بقلبه وقلق سيطر عليه بخصوص يارا فأمسك هاتف اخر بيده يطلب رقمها بينما وقف وقال بحده: فى ايه ..؟!
وجد الهاتف يرن ولا يوجد رد ثم فصل الخط .
بينما كان كمال صامت يبتلع ريقه بصعوبه .
ازداد قلق ادم فيارا لم تغلق بوجهه مطلقا فرن مره اخرى وهى يصرخ بكمال قائلا: فى ايه انطق .؟!.
كمال بخوف: انا اسف بس وليد هرب .
ومع كلمته وجد ادم هاتف يارا مغلق .
فتسمر مكانه وتجمدت الدماء فى عروقه وكلمه واحده تتردد بأذنه: وليد هرب .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة